أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سنان أحمد حقّي - الإسلام الصحيح..والصندوق الأسود..وسنستدرجهم!














المزيد.....

الإسلام الصحيح..والصندوق الأسود..وسنستدرجهم!


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 3782 - 2012 / 7 / 8 - 13:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإسلام الصحيح..والصندوق الأسود..وسنستدرجهم!
كتب السيد طلعت رضوان مقالا عن الإسلام الصحيح وفي حوزة من يكون وهو مقال له أهميّته في الوقت الحاضر وكان قد عرضه عرضا جيّدا ومفيدا .
ومع ذلك فإنني أودّ أن أحاول تبسيط المعضلة الشائكة ولا آمل أن أكون قد بسّطتها أكثر من الواجب وأقول أن الإسلام لم يكن يوما من الأيام معضلة صعبة إلى هذا الحدّ وكل شئ معروض في متون القرآن ومطبّق في السنّة النبويّة وأهل العلم يعلمون قبل غيرهم أن الدين يُسر وتسامح وسلام وعطف ومروءة وكرم وإلخ .
لكنني أودّ الإجابة من خلال مفاهيم مبسّطة ومباشرة إذ لا يعي كثير من الناس ما هو الدين وما هو الإسلام بل ما هو الإيمان ؟
المختصر المفيد هو في أن رجلا ظهر في قُريش دعا الناس إلى الفضائل وانخرط في شبابه في حلف للدفاع عن الضعفاء ثم دعى الناس إلى فكر جديد وعلم مفيد وهو أن بعد هذه الحياة التي سمّاها الله في ما أنزله من قرآن بالحياة الدنيا أنها لها ما بعدها من حياة أخرى وأن للوجود هذا ربّ وخالق هو الذي أوجد كلّ شئ وأنه سيُحيي الموتى ويبعث من في القبور وأنه سيُحييهم بعد أن يكونوا عظاما نخره وترابا وأنه سيُحاسبهم على أعمالهم التي عملوها في حياتهم الأولى ومنهم من سيُدفع إلى النار ومنهم من يُدفع إلى الجنّة بحُكمه ورحمته وليس بإرادة أي مخلوق آخر وأنه ليس هناك بعده من يُحاسبه فهو أمره إذا قال لشئ كن فإنه يكون
ولهذا فإن أي مخلوق يُحاول أن يقوم بما إختصّه الله لنفسه فإنه يكون قد كفر وأشرك وهذا من كبائر الأمور وليس له ما يقدّمه العباد بديلا وكفّارة لمثل هذا الإثم العظيم
قال العربيّ الذي وفد على كسرى وقد سأله كسرى: ما أخرجكم من الصحراء؟ قال: خرجنا لنُخرج العباد ومن عبادة العباد إلى عبادة ربّ العباد . وكان هذا أبلغ قول قاله عربيّ في الإسلام لأن الدين هو الحريّة المطلقة حيث يخرج المرء فيه من عبادة العباد إلى عبادة الله الذي هو ربّ العباد .
فالصندوق الأسود الذي يبحث عنه أستاذنا العزيز كاتب المقال مدار المناقشة يكمن في أن من صدّق هذا القول فقد آمن ويكون قد قطع نصف الطريق إلى جنّات الخلد وبقي عليه أن يعمل بالقواعد التي أنزلها الله في القرآن وهي وإن كانت عديدة ولكن أعلاها طبعا هو تجنّب الشرك أي الإعتقاد بوجود شريك لله في أمره وشانه أو الكفر به أي إخفاء أمر وجوده وأدناها كما أرى أن تلقى أخاك بوجه طليق أو أن تزيح الأذى عن طريق المسلمين والحياء شعبةٌ منه. والآثام والعياذ بالله شتّى وهي بلا تشبيه أو تمثيل كقانون العقوبات فالجرائم أنواع وهناك ما تُدعى جريمة وهناك جناية وأخرى جنحة وهناك مخالفة كمخالفة إشارة المرور وهناك ما هو حرام وحلال وهكذا وليس عقاب قتل النفس البريئة مثلا كمخالفة نظام المرور أو تعليمات النظافة التي تصدرها البلديّة ، بيد أن الناس نسوا أن الخالق نفسه قال في محكم كتابه العزيز ( فمن ثَقلت موازينه) أي من سترجح كفّة أعماله الصّالحة على سواها فإنه سيكون من أهل الجنّة هكذا .. بكل مباشرة
ولم أجد في أمر ٍ نهيا أشدّ مما في الإسلام عن العدوان فإنه بين الآية والأخرى يُذكّر الناس بأن الله لا يُحب المعتدين وأنه يُحبّ العفو والقسط والإحسان .
كنّا فيما مضى نعرف أهل الإيمان والإسلام من بشاشتهم من على بعد المسافة وطلاقة وجوههم وعفوهم وتسامحهم وتجنّبهم الكبائر التي أهمها الشرك أي وضع أحد البشر في مقام الإله أو بالشراكة معه مما يدفعه للتجبّر و العتوّ ومنها أيضا عقوق الوالدين وقتل النفس البريئة وفي مضمون كل هذا يقع العدوان بغير حق وترويع الآمنين وقطع الطرق وتسليب الناس وسرقة أموال الناس وحرمة بيت المال وسوى ذلك مما هو معروف جدا.
إذا يمكن أن نجد ما أسماه أستاذنا العزيز بالصندوق الأسود في تصديق وجود حياة أخرى ووجود حساب وعقاب وكل هذا يجري حسب ما ورد في القرآن من أوامر ونواهي وعلينا أن نجمع منها ما يُثقل الموازين فحسب وأن نستغفره عن ما أتينا من معاصي .
أمّا من يُحاول أن يقوم بمهام هي من مهامّه تعالى فقد توعّده الله بأسوأ العواقب وهذا يكفي عن كل شرح وإطناب ، لا سيما أنه تعالى يقول ( فمن عمل صالحا) و(قل اعملوا )و( إلاّ الذين عملوا الصالحات وتواصوا بالحقّ وتواصوا بالصبر) وهكذا ..
فمالنا نرى كل يوم من يظهر علينا ليجعل نفسه في موضع وصاية على الناس وهو يعلم أنه سوف لن يجزيهم نفعا أمام الله حين لقائه .
كل ما أسوقه في هذا المجال من أمثلة يبرهن على أن ليس لأحد حق ّ في أن يستحوذ على إرادة أحد ولا أن يستعبده وأن الدين مرتبط بالحريّة ولا سيما حرّيتا الفكر والإرادة كما قال الأعرابي وذكرنا ذلك في مطلع المقال
الصندوق الأسود يا عزيزي الكاتب هو الحريّة وعدم الخضوع لإرادة أحد سوى الله وعدم الإعتداء وتفويض الأمر لله وامّا الحقوق الدنيويّة فقضاء! والإمرة في الأرض في حُسن تنظيم المجتمع والدفاع عنه وضمان حقوق الناس دون ما ميزة لأحد على أحد إلاّ في المواهب والقدرات وأرى أن قول أحد الخلفاء الراشدين هو عين الصواب في معاني الإمرة حيث قال: (ضعيفكم قويّ عندي حتّى آخذ الحقّ له وقويّكم ضعيف عندي حتّى آخذ الحقّ منه).
ولا أدري ممن أخذ كل محلّلي القتل والإغتيال والنهب والعدوان صلاحياتهم؟ فالله هو مولانا وهو يتولانا ولا أحد سواه .
ولكن مؤلف كتاب ( كلشن خلفا)* له لازمة يرددها أحب أن أرددها معه الآن :
سنستدرجهم!
ــــــــــــــــــــــــــــــ
*كلشن خلفا (روضة الخلفاء)هو أحد كتب التراث من وضع نظمي زادة مرتضى باللغة التركيّة القديمة والتي لم تعد متداولة وفيه يسرد تاريخ الخلفاء وسيرتهم واحدا بعد الآخر لا سيما خلفاء بني العبّاس ويتضمن وصف شاهد عيان لما جرى أيام الإحتلال المغولي لبغداد عام 1258 ميلادي وجدير بالذكر أنه عندما يأتي على سيرة أحد الخلفاء ثم يصل إلى أخطاءه وهفواته يختم قوله بكلمة( سنستدرجهم) فقط إشارة إلى قوله تعالى ( سنستدرجهم من حيث لا يعلمون...صدق الله العظيم)



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصميم جديد لمدينة البصرة !
- مصر!..أحابيل وعقابيل..!
- بين جدّة ليلى والذّئب..!
- أنا والبصرة الزهراء..!
- شيوعي أم مسلم؟
- رأسماليّة الدولة هي أسوأ الطرق إلى لإشتراكيّة..!
- بين الدعوة والتبشير..!
- المدرسة! مباني يجب أن تناسب مهماتها..
- ما هي السياسة؟
- أفكار ومقترحات لتنظيم وتصميم المحور المركزي ، بصرة - عشّار(C ...
- السيدة ملك محمد ..مطربة شغلت أهالي بغداد ومازالت إلى يومنا ه ...
- مفهوم العلم في الدين .. وفي الدنيا..!
- بنية الطبقة العاملة بين المتغيرات الطبيعيّة ومحاولات الإلتفا ...
- الحتميّة والإحتماليّة !
- ما يهمنا من الشاعر شعره وليس سيرته!
- ما هو الأدب ؟ وماهي ما بعد الحداثة ؟ ووجهة نظر !
- عصر فجر الكولونياليّة !
- كوننا أصحاب قضيّة عادلة فهذا لا يكفي
- القصيدة الريفيّة
- مهدي محمد علي .. وانطلاقة النص من النقد أم النقد من النص؟


المزيد.....




- اجعل أطفالك يمرحون… مع دخول الإجازة اضبط تردد قناة طيور الجن ...
- ما سبب الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الفصح؟ ...
- الرئيس الصيني يؤكد استعداد بلاده لتعزيز التعاون مع الدول الإ ...
- الاحتلال يشدد إجراءات دخول المسيحيين إلى القدس لإحياء شعائر ...
- “أحلى أغاني البيبي الصغير” ضبط الآن تردد قناة طيور الجنة بيب ...
- لماذا تحتفل الطوائف المسيحية بالفصح في تواريخ مختلفة؟
- هل يستفيد الإسلاميون من التجربة السنغالية؟
- عمارة الأرض.. -القيم الإسلامية وتأثيرها على الأمن الاجتماعي- ...
- وزير الخارجية الايراني يصل الى غامبيا للمشاركة في اجتماع منظ ...
- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سنان أحمد حقّي - الإسلام الصحيح..والصندوق الأسود..وسنستدرجهم!