أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - أسباب الطلاق في الإسلام ليست منطقية















المزيد.....

أسباب الطلاق في الإسلام ليست منطقية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3823 - 2012 / 8 / 18 - 20:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقال بأن الرجل يتزوج ليرتاح وبأن المرأة تتزوج حبا للاستطلاع,يعني بدها إتشوف شو في هناك, وفي كلا الحالتين يندم الطرفان على فعلتهما,وبالنسبة للكثيرين يصبح الحبُ مقبرة للزواج, وهذه المقولة صحيحة بعض الشيء,فالزواج أحيانا يكون مغامرة محفوفة بالمخاطر.
وهنا سنتحدث عن أسباب الطلاق والزواج الثنائي في الإسلام,طبعا باختصار شديد الموضوع كله من أوله إلى آخره مع أسبابه ودوافعه لا يوجد به سببا منطقيا واحدا كما سنرى بعد قليل فبعض الرجال المسلمين يطلقون أزواجهم لأتفه الأسباب وبعض الرجال المسلمين يطلقون أزواجهم لأعظم الأسباب وهذا من وجهة نظرهم هم وحدهم وليس من وجهت نظر محايدة وهذا جائز شرعاً من ناحية دينية وعقائدية حسب النصوص الإسلامية,ولكن ما ناحية منطقية وعلمية هنالك تعارض بين المنطق والدين فلا يمكن أن تكون أكثر الأسباب وأعظمها سببا للطلاق بين الزوجين ولا حتى أيضا لأتفه الأسباب لأن مثل هذه المشاكل تعتبر سنة الحياة الطبيعية ومن الطبيعي أن تكون هنالك خلافات بين أي رجل وزوجته بحكم أنهما يعيشون تحت سقفٍ واحد ولهذا السبب تحدث المشاكل فيما بينهم بحكم أنهم قريبون من بعضهم بعكس الناس والأفراد الذين يعيشون في أماكن بعيدة عنك وعني فلا تحدث مشاكل بيننا وبين البعيدين عنا لأنه لا يوجد بيننا وبينهم احتكاك أما في العلاقات الأسرية فالخلافات واقعة لا محالة بحكم الاحتكاك المباشر واليومي ولهذا السبب لا تحدث مشاكل بينك أنت وبين امرأة تسكن بعيدة عنك ولكن داخل الجو الأسري الواحد تحدث مشاكل ونزاعات وشقاق بين الأزواج وبين الإخوة وبين الآباء والأبناء بحكم أنهم يعيشون في بيئة واحدة تحت نفس الظروف لذلك تنشأ بينهم المشاكل يوميا وتتأجج يوميا ومن هذا المنطلق لا يمكن أن نعتبر هذه الخلافات سببا في الطلاق أو مرجعا أولا للطلاق حتى الزنا بحكم المنطق لا يوجب الطلاق أي طلاق الزوجة والغريب أن الذكور يزنون كثيرا بعلم زوجاتهم أو بدون علمهم وتتسامح الزوجة مع زوجها ولكن الزوج لا يسامح زوجته إذا زنت مرة في حياتها أو مرتين, يجب أن يقع التسامح لأن البشر بطبيعتهم خطاءون ولا توجد ملائكة من البشر تمشي على الأرض, وهنا على المجتمع العربي الإسلامي وعلى كل الأمم مجتمعة أن تُبدي التسامح الجنسي مع بعضها كما تسعى للتسامح الديني.

لقد وقع الإسلام في مغالطة كبيرة حين أجاز أسباب الطلاق تحديا للقضاء والقدر الذي يعتبر فلسفة من فلسفة الدين الإسلامي فالزواج والموت والحياة والرزق في الدين الإسلامي يعتبرُ قضاء وقدرا ومكتوبا على كل ذكر وأنثى من لحظة الميلاد ومن بداية أول نفس إلى نهاية آخر نفس في حياة المسلم, فإذا كانت الخلافات الزوجية تسمح لي بطلاق زوجتي فإن هذا تحديا للقضاء وللقدر فالذي جمعه الله لا يفرقه البشر على مبدأ الفطرة السليمة,وإذا أراد أي شخص أن يخلق مشكلة مع زوجته ليطلقها فإن هذا سهلٌ جدا وليس فيه أي صعوبة,وكذلك أنا إذا أردتُ أن أخلق مشكلة بيني وبين زوجتي فإنني أستطيع خلق هذه الخلافات بسرعة وتوليد شرارة بيني وبين زوجتي ومن ثم أرفع عليها في المحكمة قضية شقاق ونزاع,وبعض الأزواج رفعوا على زوجاتهم في المحاكم الإسلامية قضية الخروج من المِلة الإسلامية من خلال اتهامها بسب الدين وشتم الذات الإلهية وهذا يعتبر في الإسلام واجب التفريق بينهما ولكن من ناحية منطقية ليس واجبا لأن كل البشر خطاءون ومتعرضون لشتم الذات الإلهية وسب الديانة,وتستطيع أنت كمسلم أن تخلق أي مشكلة مع زوجتك مثل الفارق التعليمي أو الفارق الاجتماعي في مستوى المعيشة بينك وبين زوجتك إن كنت راغبا بتطليقها دون أن تشعر بوخز الضمير,وبعض الرجال المسلمين يختلف مع زوجته على طريقة تحضير(قلاية بندورة) أو (قلي بيضة دجاج) أو كوي قميص أو زيادة الملح على الطعام أو نقصانه وهذه المشاكل التافهة توجب الطلاق وهذا الخلاف بينهما يؤدي فورا إلى اعتبار المرأة ناشزا ويتزوج زوجها عليها لهذا السبب ومعظم المطلقات يُطلقنَ من أزواجهن بسبب تلك المشاكل التافهة فأين هو المنطق وأين هو دين الرحمة الذي جاء للإنسانية كلها؟, طبعا لا يوجد بين الرجل المسلم وزوجته خلافا على المذهب أو الاتجاه الفكري ليؤدي هذا الخلاف إلى الطلاق بين الزوجين والغريب والمضحك في الزواج والطلاق على الشريعة الإسلامية هو أن أبسط المشاكل المضحكة تؤدي بالرجل بأن يتزوج على زوجته ومنهُ قدرته في الإنفاق على بيتين وهذا سببٌ تافه وليس سببا منطقيا أو موجبا للزواج وفيه تحديا لإرادة الله طالما أن الزواج في الأصل قسمة ونصيب وقضاء محتوم, ففلسفة الشريعة الإسلامية لا تعقد عقد النكاح بناء على قدرة الرجل الجنسية وإنما على اعتبار أن الزواج قضاء وقدر ونصيب ومكتوب من عند الله,ولا أريد أن أثبت أو أُعدد لكم بأنواع القضايا التي تؤدي إلى الطلاق بين الزوجين في الديانة الإسلامية فكل الأسباب غير مقنعة,أما في الديانة المسيحية فمن النادر عند المسيحيين على اختلاف مذاهبهم أن تقع أو تُسجل حالة طلاق بسبب خلاف بين الزوجين على الطبيخ وعلى الأكل والشرب فهذه الأسباب ليست منطقية بل مدعاةٌ للسخرية والتهكم عليها ولا يوجد إلا الزنا كزنا سببا مباشرا للطلاق وهذا لا يحدث إلا بنسبة 1 بالألف ولكن أريد أن أقول كلمة واحدة وهي أنه كل 6 دقائق في المجتمع العربي الإسلامي هنالك حالة طلاق واحدة وهذه إحصائية دقيقة ومثبتة علميا أي أنه يسجل في كل عدة دقائق حالة طلاق واحدة بين الأزواج المسلمين في كافة بقاع الأرض وفي الأردن سنويا تُفسخ في المحاكم الشرعية الإسلامية أكثر من نصف عقود الزواج سنويا... ولو رجعنا إلى الوقوف على هذه الأسباب لرأينا أنها أسباب صبيانية ومشاكل صبيانية يقع فيها المسلمون وتتورط فيها الشريعة الإسلامية وتعتبرها مشاكل كبيرة علما أنها من أبسط أنواع المشاكل التي تحدث بين كل الأزواج في العالم كله فهل من المعقول الخلاف البسيط مثل:شو نطبخ اليوم) أو مثل (أُمك وأُمي) والقيل والقال تصبح هذه المشاكل سببا في فسخ عقد الزواج؟ وهنالك موضة جديدة يتبعها المسلمون وهي الزواج من سكرتيرته أو مديرة أعماله لكي لا يختلي بها في مكتبه الخاص لأن هذا حرام في الدين الإسلامي لذلك يسعى هؤلاء الرجال إلى الزواج من اللواتي يعملن عندهم في مكاتبهم تجنبا للوقوع في جريمة الزنا ليأخذ من الشرع والعقيدة رخصة رسمية للزنا بسكرتيرته وهذه أسباب تافهة جدا بل أتفه من التفاهة نفسها ولا يوجد دين على وجه الأرض يفعل ما يفعله المسلم, ولو أن أصحاب الديانة المسيحية يقومون بتطليق زوجاتهم لنفس الأسباب الموجبة في الطلاق داخل الديانة الإسلامية لحدثت في أوروبا وأمريكيا كارثة عالمية كبيرة ولو أن أسباب تعدد الزواج في المجتمع الإسلامي يؤمن بها المجتمع المسيحي لحدثت كارثة كبيرة فأغلبية الناس لديهم قدرات مالية للإنفاق على زوجة وزوجتين وثلاث زوجات وأغلب الرجال المسيحيين لديهم سكرتيرات وموظفات ولكن هذا السبب في الديانة المسيحية ليس مبررا لزواج المسيحي على زوجته لذلك المسيحية في هذا الجانب أكثر منطقا من الديانة الإسلامية.

كثيرة هي المشاكل التي تحدث بين الأزواج في كل الأمم والنِحل والمِلل وفي كل القارات وفي كل العائلات وأكثر الأزواج حبا وتحابا تجدُ بينهم من المشاكل التي تحدث يوميا وتنتهي يوميا لتبدأ مشكلة جديدة أخرى غنية عن التعريف, ولكن هنالك فارق وحيد بين الأمم الأخرى وبين المسلمين وخصوصا الفارق الشاسع بين المسيحيين وبين المسلمين, فالخلافات الزوجية البسيطة بين المسلمين قد تؤدي فورا إلى الطلاق النهائي بين الرجل وزوجته ولكن أعظم الخلافات بين الزوجين في الديانة المسيحية لا تؤدي إلى الطلاق بين الزوجين تمشيا مع المبدأ القائل: ما جمعه الرب لا يفرقه البشر,طبعا إلا الموت هو الذي يفرق بينهما.

وهنالك مشكلة أخرى في نظام الزواج الإسلامي وهو أن أبسط الأسباب أو بدونها تؤدي إلى زواج الرجل مرة أخرى بامرأة أخرى يضمها إلى حرمه الأول أو الثاني فهذه الأسباب في الزواج كلها غير مقنعة على الإطلاق, فحتى إن توفر المال اللازم للإنفاق على زوجة أخرى فهذا منطقيا لا يُمكن أن نعده سببا في تكرار الزواج من قِبل الرجل على زوجته فالمنطق لا يقول بأن قدرة الرجل على الزواج على زوجته سببا في زواج الرجل مرة أخرى وهنا القدرة من ناحية جنسية ومن ناحية مادية وكذلك أعظم الخلافات بين الزوجين من ناحية منطقية لا تكفي لأن تكون سببا في زواج الرجل على زوجته لأنه غضب منها أو رأى منها نشوزا فهذه الأسباب كانت في السابق مرتبطة بمجتمع وثني وهذا قانون وثني وله أسبابه ومبرراته قبل 1500 عام تقريبا, والمدهش في الموضوع أن المسيحية ثابتة على رأيها منذ 2000عام على أقل تقدير.

إذا كانت أبسط الأسباب تبيح الطلاق والزواج على الزوجة فأين هو الحب الذي جمع بينهما وأين هو القدر والإله الذي جمع بينهما, إذا كانت أبسط الأسباب وأتفهها تبيح للرجل المسلم الزواج على زوجته وطلاقها فأين دين الرحمة والإنسانية؟ وإذا بلغت المرأة من الكبر والتقدم في السن عتيا فلمن يوكلها زوجها بعد تطليقها إن لم يكن لها وليٌ ينفق عليها! هل ستتكفل الدولة المسلمة أو العلمانية بالإنفاق عليها؟ حتى لو وجدت المرأة ذلك فأين هو الماضي وأين هي الذكريات التي عاشوها سويا على الحلوة والمُرة وأين ذهب العيش والملح؟



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لم يأتِ جبريل بالنسخة الأصلية من الإنجيل؟
- تعليم المسلمة على الرقص
- فضل المسيحيين على المسلمين
- أزمة الإنسان العربي المسلم
- سيدة فاضلة
- الجهل قابل للزيادة
- الأخلاق الإسلامية بين القوة والضعف
- ثلاثة شروطٍ للتغيير وخمسةُ شروطٍ للثورة
- الإسلام يعذب المرأة نفسيا
- قصة معراج وكالة ناسا
- كيف كنا وكيف أصبحنا
- خادم السيدين
- الإسلام نظرة من الأفق
- عائلة آل برونتي الشهيرة في الأدب
- لماذا لم يقاتل عمر بن الخطاب في معارك الرسول؟
- بين المرأة والبيئة
- الثقافة المنزلية
- الهوية الضائعة
- العلاج بالقرآن2
- الشعور بالذنب بين المسيحي والمسلم


المزيد.....




- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - أسباب الطلاق في الإسلام ليست منطقية