أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سنان أحمد حقّي - تحوّلٌ مثير وجديد..!















المزيد.....

تحوّلٌ مثير وجديد..!


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 3816 - 2012 / 8 / 11 - 05:23
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


تحوّلٌ مثير وجديد..!
بدأت تطلع علينا بعض الكتابات والتنظيرات السياسيّة التي تعود في اسس تحليلها إلى عالم ما قبل إنهيار الإتحاد السوفييتي وتعود إلى النظر إلى روسيا باعتبارها زعيمة قوى التحرر ومشروع بناء الإشتراكيّة والقوة العالميّة التي تقف بوجه الهيمنة الأمركيّة المتحالفة مع الصهيونيّة والتي شرعت في محاولات بسط نفوذها على منطقة الشرق الأوسط ..
ولا ندري كيف تم محو التحالفات واسعة النطاق بين القوتين العظميتين وما إستقرّ عليه الوضع بعد سياسة الوفاق وما نتج عن لقاءات القمّة في ركيافيك وفلاديفوستوك ومالطا وأين نذهب بإجراءات غورباتشوف التي إعتبرها كثيرون شكلا فاضحا للخيانة سواء في المبادئ أو على النطاق الوطني الروسي ثم ما تلاها من سياسات وإجراءات مثيرة أقدم عليها يلتسين ومنها ما راقبناه من جولة مع البرلمان بالأسلحة وبالقوّة ..
وانتهى كل شئ على النحو الذي سبّب أوسع ضربة لقوى الإشتراكيّة في العالم وكذلك لقوى التحرر الوطني المتحالفة معها التي لم تتم إستشارتها أو التحاور معها بشأن ما يمكن أن تعود به سياسة الوفاق الجديدة من حيث مصادرة منجزات الشعوب التي إستطاعت عبر نضال مرير أن تخرج من ثوب العبوديّة.
كان الخطاب السياسي للكتلة الإشتراكيّة والقوى المتخندقة معها قائما على التنظير بوجود إستقطاب وتكتّل رئيس في العالم أنتج نقيضين سياسيين أمكن تحليل العلاقة بينهما من خلال نظريّة الماديّة الدايلكتيكيّة وبالتالي من خلال الماديّة التاريخيّة باعتبار أمريكا تمثّل قوى الرأسماليّة العالميّة وتتزعم كافة قوى العالم الرأسمالي والقوى المتخندقة معها مثل قوى الرجعيّة والأنظمة الإستبداديّة والثيوقراطيّة من ناحية ويمثّل الإتحاد السوفييتي قوى التقدّم والإشتراكيّة وجميع القوى المتطلّعة إلى التطوّر والتقدّم على النهج الإشتراكي ولذلك فقد كان الخطاب الموصوف يُصوّر العلاقة بين المعسكرين على أنها علاقة تناقض وأن الإتحاد السوفييتي هو السند الوحيد لقوى التحرر الوطني أمام الهيمنة الأمريكيّة وأن هذا الصراع هو الصراع الأساس في العالم ومع أن تلطيف العلاقات البينيّة قد حصل منذ المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي السوفييتي حيث تم إشتقاق منهج جديد تمت تسميته بميدأ التعايش السلمي وبالتالي دخل الإتحاد السوفييتي من خلال هذا المبدأ في سياسة جديدة أخرى وهي نزع السلاح ثم وقف التسلح النووي وتبنّي مبادئ السلام العالمي وأنه توجد إمكانيّة لبناء الإشتراكيّة في ظل سياسة التعايش السلمي وهكذا سارت الأمور حتّى وجد الإتحاد السوفييتي نفسه في خضم مشاكل متعددة أهمها الإقتصاد وهو جوهر النظريّة الإشتراكيّة التي تم بناء الإتحاد السوفييتي عليها وسبب قيام الدولة الإشتراكيّة ونحن هنا لنا موقف نقدي من حيث أسس بناء الإشتراكيّة ولكن موضوعنا اليوم سياسي جملة وتفصيلا ولهذا سنحاول تجنّب البناء الإقتصادي إلى مناسبة أخرى.
هكذا سارت الأمور شيئا فشيئا نحو إسقاط مبادئ الإشتراكيّة ولا سيما الإشتراكيّة العلميّة أو الماركسيّة وتخلّصت روسيا في النهاية من النظام الإشتراكي وتوجّهت نحو البناء الرأسمالي وتخلّصت من مؤسسات القطاع العام رغم أن عددا من الدول التي تسير في الإتجاه الرأسمالي أساسا تحتفظ بكثير من مؤسسات القطاع العام وحدث ما حدث مما لا زلنا نتذكّره جيدا حتّى بيعت كثير من المبتكرات العلميّة والمعلومات المتقدّمة إلى عدد من البلدان الصغيرة والتي لم تكن قد دخلت نوادي السلاح وأدوات التدمير المختلفة وسرعان ما ظهر على السطح رأسماليون بل رأسماليون كبار من أصحاب المليارات ليؤسّسوا قواعد النظام الرأسمالي الجديد ودارت عجلة رأس المال بسرعة وأخمدت جذوة الإشتراكيّة والشيوعيّة التي طالما سمعنا قبل ربع قرن أو يزيد أن الدولة السوفييتيّة ستنتقل قريبا إلى مهام البناء الشيوعي .. وقد تبيّن أن كل ذلك كان إعلاما مضللا ولا أساس له من الصحّة أبدا .
الآن روسيا دولة رأسماليّة متحالفة مع معظم دول النظام الرأسمالي وأهمها الولايات المتحدة وقد سأل أحدهم يوما جنرالا روسيّا عن مدى إمكانيّة وقوف روسيا إلى جانب شعب ما في نضاله ضد الهيمنة الأمريكيّة فقال : إنهم لم يتّفقوا في ظل سياسة الوفاق وما بعدها ليؤسسوا للإختلاف!فيما بعد.
وما حدث بعد ذلك أمرٌ مفهوم ومعلوم تماما لكل من هو معني بالشأن العام وبالأوضاع السياسيّة عموما..فقد إستفردت قوى ما كانت تُدعى بالهيمنة الرأسماليّة ولا سيما أمريكا بالشعوب الصغيرة وبالبلدان التي تحتوي أراضيها على خزين كبير من المواد الأوليّة وأخذت قوى الكولونياليّة العتيدة تستيقظ من قبورها وتحاول العودة إلى ذلك النظام المقيت من خلال الشبابيك أحيانا ومن خلال الأبواب الرئيسية أحيانا أخرى ..
فإذا أرادت أية قوّة خارجة للتو من إنبعاجاتها الداخليّة ومعضلاتها أن يكون لها دور في مثل هذه العمليّة فأي دور نترقّب؟
لا شك أن الوضع العالمي لم يعد يُتيح التناقض حسب مبادئ الماديّة التاريخيّة التي تخلّوا عنها بسبب التحالفات التي قامت بعد الإنتهاء من الحرب الباردة وإذا أرادت بعض القوى الكبرى أن يكون لها دور فليس أقلّ من أدوار النفوذ والمشاركة تحت ظل نفس النظام العالمي الجديد .
إن مرحلة الصراعات من أجل النفوذ تتطلّب أيضا حشد قوى دوليّة وإثارة قضايا تاريخيّة وحقوق مندثرة وإحياء مطامع مختلفة منها ما هو جديد ومنها ما هو قديم ولا ننسى أننا لم نأتِ برأينا هذا من فراغ بل أن ما تسرّب في حينه عن القمّة التي حضرها الرئيس السوفييتي الراحل بريجينيف مع الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريغان وقد بلغني في حينه عن طريق وسائل الإعلام أن بريجينيف قال: إنني لا أستطيع أن أوافق على العودة إلى النظام الكولونيالي .
ولكن يبدو أن من أعقبوه على كرسي المسؤوليّة قد إستطاعوا.
فكيف يمكن أن تظهر صورة روسيا بعد كل هذه التداعيات أمام دول عالم ما تحت التنمية وعدم الإنحياز التي تلقّت ضربة قاصمة في بنائها السياسي بعد قيام نظام القوّة المتفرّدة في العالم .
لا يمكن أن تظهر القوى التي أسهمت في إلغاء التناقض في الأنظمة السياسيّة إلاّ بصورة المشاركة وهو ما حصل فعلا وهكذا ظهرت روسيا ما بعد السوفياتيّة بصورة الدولة المشاركة للولايات المتحدة الأمريكيّة ولهذا فإننا نستغرب إدعاء إستمرار التناقض في جو الوفاق والمشاركة ولهذا لا تستطيع روسيا أن تقف إلى جانب أية قوّة تواجه الهيمنة الأمريكيّة لأنها مشاركة فيها ..
ولكن توجد فرصة وحيدة للعودة إلى المواجهة بين القوى الكبرى وهي التنازع على مناطق النفوذ فقط ، ومثل هكذا صراع ونزاع لا يصبّ في مصلحة البلدان الصغيرة أو بلدان ما تحت التنمية كما هو معلوم لأن الغزال ليس له أية مصلحة في تأييد النمر أو الفهد في نزاعهما عليه.
إن الوضع العالمي يتّجه نحو العودة إلى الصراع من أجل الإستحواذ على الثروات الطبيعيّة للبلدان الضعيفة وإلى العودة إلى النظام الكولونيالي مع بعض التغييرات الطفيفة ونحو إمّا إلغاء الأمم المتحدة أو إضعافها إلى الدرجة التي لا تعود لها نفس الأهميّة السابقة وليس هذا أمرٌ صعب ولا عسير على الفهم فقد حدث ايام عصبة الأمم حيث تم نزع ما هو متوفّر من الحماية الأمميّة للشعوب الضعيفة وحديثة الإستقلال واليوم لا يمكن أن تستمر نوايا المشاركة طويلا فطبيعة النظام الرأسمالي هو التناقض وإثارة النزاعات والأطماع ولا نستغرب أبدا لو أشعلت الدول الكبرى أجواء محمومة للبدء بحروب متنوّعة وكثيرة من أجل مناطق النفوذ الموصوفة وهو بالضبط ما كان قائما قبل قرن أو يزيد من الزمن ولن يتأثّر أحدٌ أكثر من البلدان ما تحت التنمية بكل الأوضاع المتأزّمة ومشاريع الحروب المختلفة ، غير أن التاريخ لا يمكن أن يعود إلى الوراء وأن معاناة الدول الرأسماليّة من المشاكل المتفاقمة سيشمل كلا من الولايات المتحدة الأمريكيّة وكذلك روسيا أيضا والتي إتّخذت من النظام الرأسمالي منهجا جديدا لها .
وتجدر الإشارة أن كلاّ من الدول الكبرى ستحاول إستغلال ما بجعبتها من خزين من مؤيدين ودول سبق لها وأن أقامت معها علاقات حسنة لغرض بناء تعبئة جديدة ، وهذا أمر طبيعي ولكن مبادئ الحريّة ولا نقول الديمقراطيّة ( إذ أن الحريّة الحقيقيّة تعني أكثر بكثير من معاني الإنتخابات وفصل السلطات وبناء واجهات حزبيّة وإعلام مموّل وبناء ثقافة رثّة) فحسب ستظل هاجس جميع البلدان حديثة الإستقلال لأنها تعرف جيّدا معنى النفوذ والكولونياليّة وتعرف أيضا ماذا تعني الحريّة فهي شجرة لا يمكن التمويه عليها إذ شتّان الفجرُ والغروب أو الموسيقى والضجيج .



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روسيا الأمس ؟ أم اليوم؟ .. !
- قولٌ على قول ٍفي الرد على قول ماركسَ في الأديان..!
- في قول ماركس في الأديان..!
- الإيمان أوّلا..لماذا؟
- الفنان والمعماري هندرتفاسر يكتب عن نفسه ( مترجمة عن الأنكلي ...
- التعرّض لأية مسألة فلسفيّة يتطلب إلماما بمبادئ الفلسفة..!
- قولٌ في الأنظمة السياسيّة ..!
- شعارات ليست ديمقراطيّة ولا ليبراليّة ..!
- ليس بمقدور كارل ماركس أن ينحاز لغير الطبقة العاملة..!
- هزّتان تضربان أرض الكنانة..!
- إنه منهج البحث العلمي فأي نادي وأي تصفيق؟!
- الإسلام الصحيح..والصندوق الأسود..وسنستدرجهم!
- تصميم جديد لمدينة البصرة !
- مصر!..أحابيل وعقابيل..!
- بين جدّة ليلى والذّئب..!
- أنا والبصرة الزهراء..!
- شيوعي أم مسلم؟
- رأسماليّة الدولة هي أسوأ الطرق إلى لإشتراكيّة..!
- بين الدعوة والتبشير..!
- المدرسة! مباني يجب أن تناسب مهماتها..


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سنان أحمد حقّي - تحوّلٌ مثير وجديد..!