أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الصمت الذهبي














المزيد.....

الصمت الذهبي


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3808 - 2012 / 8 / 3 - 21:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يؤمن المسؤولون السياسيون عن الملف الامني بحكمة الصمت "من ذهب" لأنهم لايقبلون بما هو أدنى أي (فضة الكلام) حتى لوكان هذا الكلام واجبا بما يتضمنه العقد السياسي بين المواطنين وحكامهم في اطار الديمقراطية كنظام يحكم البلاد، فهم لايرون خيرا في استبدال الذهب بالفضة مهما كان الظرف ولو تعلق الامر باقتحام الارهابيين لواحدة من أهم المؤسسات الامنية في عز الظهيرة وتفجير سيارات ونشوب مواجهات تؤدي الى سقوط عشرات الضحايا في قلب العاصمة ومهاجمة السجون، بل حتى لو وصل الحال الى تسجيل تدهور أمني هائل مثل الذي كشفته الاحصاءات الامنية التي بينت إن شهر تموز الماضي هو الشهر الاسوأ أمنيا منذ عام 2010 في عدد الضحايا.
التدهور الامني في تموز والمسجل رسميا لم يحظ باهتمام المسؤولين عن الملف الامني الذين يواصلون التباهي بمنجزات السنوات الماضية وكأن بغداد يجب ان تعود الى الاغلاق الساعة الرابعة عصرا وبساعات حظر طويلة وفي ايام عدة حتى يقال ان الوضع الامني سيء اما غير ذلك فلا يستحق الاهتمام.
العراق يخوض مواجهة طويلة وقاسية مع الارهاب لكنه بدون وزراء أمنين يمكنهم التفرغ للملف الامني ويخدع نفسه من يقول ان غياب الوزراء لم يؤثر على الاستقرار في البلاد وان امساك القائد العام للقوات المسلحة بكل المناصب يمثل حلا مقبولا للوضع بل ان حالة العراق مهزلة بكل المقاييس الامنية ففي بلاد آمنة مطمئنة لايعكر صفوها إلا الجرائم الجنائية والمخالفات المرورية نجد حزمة متكاملة من المسؤولين الامنيين الذين يقدمون الخطط ويخضعون للاستجواب في اصغر خرق او خلل، بينما نحن في وطن يخوض حربا ضد الارهاب تشارك فيها مخابرات دولية وجماعات عابرة للقارات ويتورط بها مسؤولون عراقيون وتنظيمات سياسية ومع ذلك نبقى لعامين بدون وزراء أمنيين يمكن مساءلتهم عما يحدث من خروقات خاصة بعدما أصبح القائد العام لا يقبل بالمساءلة، وكل هذا اعتمادا على نعمتي الصبر والنسيان، وهما من النعم القليلة الشائعة التي يتمتع بها العراقيون.
الاحصاء عن شهر تموز يؤكد العودة الى العام 2010، وهو آخر عام كان للعراق فيه وزراء أمنيون أي إن التحسن الامني آنذاك كان هو حصيلة جهد مجموعة وزراء ومسؤولين وليس فعلا لبطل أوحد خارق وهناك من لاتعجبه هذه الاشارة الاحصائية الواضحة لأنه يريد تجيير ما يعتبره "انتصارا أمنيا" لقائد كتلة واحدة لاستخدامه في الدعاية الانتخابية بعدما فشلت في تحقيق أي انجاز خدمي او إقتصادي أو سياسي، الملف الامني اليوم ليس أكثر من بند دعائي، أرواح المواطنين وبيوتهم ومصالحهم وامنهم وسلامة مؤسسات الدولة ليست أكثر من عبارة في بيان دعائي تخاض به حملة إنتخابية!!!.
ما نراه من تمسك بـ(ذهب الصمت) في التعامل مع تدهور الملف الامني، يتحول الى اسفاف وهبوط في التعامل مع الملفات الاخرى التي تعيش دوامة ضحلة من التصريحات والهذر والملاسنات التي تنزل الى مادون فضة الكلام بكثير لتنتج مزيدا من التوتر والاحتقان والمشاكل فتلغى ستراتيجية النعامة المتبعة في ملف الامن وتحل بدلا عنها هجمات الكواسر والجوارح في المناورات السياسية واختلاق الازمات للتغطية على الكوارث الامنية المتواصلة ولتجاهل الخطط العلنية للتنظيمات الارهابية التي تجاوزت مرحلة الكتمان وصارت تنفذ هجماتها في عز الظهيرة وتعلن عن أهدافها قبل أسابيع من مهاجمتها.
هذا الصمت ليس ذهبيا، بل هو الغرور بعينه والتجاهل الفاضح لأرواح الناس وهو أيضا صمت العاجز والهارب من مواجهة الحقيقة، الصمت ليس وسيلة لحفظ أمن البلاد كما ان الهذر ليس وسيلة ناجحة لحل المشاكل، الطريق واضح ويعرفه الجميع، هو المكاشفة والعمل والالتزام بسياقات الدولة الديمقراطية، امور لاتحتاج من يدل عليها الا عندما تعمى البصيرة بالغرور والانانية.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخطط تأجيل الانتخابات
- لص وقاتل
- دماء وأموال وضياع
- الملفات المضادة
- إسحبوا المعارضة
- سقوط السقوف الزمنية
- النفط عقيدتنا
- الفارق خمسة ملايين فقط
- مهرجان التصعيد
- مصارعة سياسية حرة
- نفط ويأس وحلقات الفشل
- الاتفاقية العجيبة
- العراق والكويت: الزيارات مقابل الالتزامات
- خطاب الأزمة
- حملات تضليل
- عندما تذكروا الهيئات
- تجاهل 9/4
- كثير من الصمت الغريب
- فصول الفوضى والهزال
- العراق والاشتباك الاقليمي


المزيد.....




- غانتس يعلن أن إسرائيل لم تتلق ردا عن موافقة حماس على الصفقة ...
- باكستان تتعرض في أبريل لأعلى منسوب أمطار موسمية منذ عام 1961 ...
- شاهد: دمار مروع يلحق بقرية أوكرانية بعد أسابيع من الغارات ال ...
- خطة ألمانية مبتكرة لتمويل مشاريع الهيدروجين الأخضر!
- بوندسليغا: بايرن يتعثر أمام شتوتغارت ودورتموند يضرب بقوة
- الداخلية الألمانية تحذر من هجوم خطير
- روسيا.. 100 متطوع يشاركون في اختبارات دواء العلاج الجيني للس ...
- ملك المغرب يدعو إلى اليقظة والحزم في مواجهة إحراق نسخ من الق ...
- تأهب مصري.. الدفع بهدنة في غزة رغم تمسك إسرائيل باجتياح رفح ...
- تونس.. وزارة الداخلية تخلي مقر المركب الشبابي بالمرسى بعد ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - الصمت الذهبي