أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عديد نصار - مجموعة يساري: اللقاء الحواري الأسبوعي -الثورة السورية: الفريق الصامت و الأقليات، رؤية من الداخل-















المزيد.....


مجموعة يساري: اللقاء الحواري الأسبوعي -الثورة السورية: الفريق الصامت و الأقليات، رؤية من الداخل-


عديد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 3805 - 2012 / 7 / 31 - 00:49
المحور: مقابلات و حوارات
    


عبد الباسط فهد:
تميزت ثورات الربيع العربي بكل البلدان التي سبقت سوريا بأنها صراع من أجل الحرية واحقاق العدالة والوصول الى توزيع عادل للثروات والخلاص من الطغيان الأمني المتسلط على رقاب البلاد والبشر.ودون دخول في التفاصيل يبدو أن كل الثورات التي انتهت برحيل الطغاة المتجسدة بشخص الرئيس كلها لم تنهِ جل ماقامت من أجله أي أن بعض خيوط الأنظمة الساقطة مازالت تتسرب في مفاصل الحكم نظرا لضعف التجربة الديمقراطية العربية من جهة ولهيمنة السلطات الأمنية على الكثير من مراكز القرار في الحكومات .
وفي سوريا التي تميزت بطول فترة النضال وبارتفاع عدد الضحايا من الطرفين وبارتفاع نسبة الدمار والخراب في مدن وقرى وبلدات عديدة.
تميزت أيضا باتساع رقعة المشاركة في المخاض الثوري من كافة شرائح المجتمع وطبقاته مع اتساع ملحوظ لمشاركة الريف مما باغت النظام وأقلقه.
وأمام اتساع رقعة الصراع كان لابد من ادخال كافة الأوراق في اللعب فكان الوتر الطائفي الذي استطاع الصراع أن يؤججه دون أن يصبح ظاهرة لكنه أقلق الأقليات أو قل بعضها مع أن رموز كثيرة من الطوائف الأخرى تميزت بالمصداقية وسعة الأفق والشعبية في الشارع كانت بالمرصاد لهذه الورقة وكشفتها وأعلنت وقوفها الى جانب الناس والثورة بشكل لالبس فيه سيما أن الكثير من المعتقلين في فترة ربيع دمشق كانوا بأغلبيتهم من مناضلين ينتمون الى مايسمى أقليات .
ومع أن هذا المصطلح لايمكن الركون اليه حيث المفروض أننا كلنا سوريون وأغلب مناطق سوريا تتشكل من موزاييك وألوان مختلفة كما في حمص مثلا فان مزيجا من كل مكونات المجتمع السوري يعيشون عبر عشرات بل مئات السنين مع بعضهم البعض ولعل أحياء مثل حمص القديمة وعكرمة وباب السباع هي تاريخيا أحياء متآلفة متحاببة متجانسة قارعت الاستعمار الفرنسي معا وتصدت للاقطاع معا ولو حاورنا أيّا من سكانها لوجدناهم يحملون إرثا مشتركا وذكريات عامة وخاصة مشتركة.
ولعل التجني على احدى الطوائف انها تدعم النظام وتدافع عنه هو تجن يجافي الحقيقة لأن هذه الطائفة لايمكن أن تقف وحدها في وجه موزاييك البلد وتشكيلته ولعل وجود الكثيرين في تشكيلة اليد الضاربة للنظام من الأكثرية يؤكد ذلك وهذا كان واضحا في مايجري في دير الزور والمناطق الشمالية.
ان مشكلتنا الرئيسة هي في عدم تكريس ثقافة قبول الآخر والاعتراف به وهذا المفتاح الرئيس لوأد الطائفية أو التخفيف من أثرها والحد من نتائجها.
ان الضبابية في بعض مايجري في البلد وضعف وضوح قيادات الداخل نتيجة القبضة الأمنية والخوف على العائلة جعل صوت الداخل كفكر سياسي وبرنامج بعناوين صريحة جريئة ايضا باهتا وخفيف الفعل والأثر.
كل ماتقدم بالاضافة الى الخوف من الحاضر والمستقبل جعل قسم هام من السوريين لامباليا او خائفا من أخذ موقف وتحديد المسار الذي يريده وهؤلاء تم تسميتهم بالصامتين .وهم بأكثريتهم اذا اضطروا للأفصاح عن رأي تراهم انحازوا للنظام والسبب هو الخوف والتهويل بمصير الأقليات وتجربة السنوات السابقة وما رافقها من اعتقالات .
علما أن الغالبية منهم قبل الحراك كانت تشكوا من الفساد المستشري وقانون الطوارئ وعدم تداول السلطة.
ولعل في موقف الشيوعيين السوريين نموذج واضح لهذه الازدواجية فالمتتبع لأدبيات هذه الأحزاب ونشراتها في الثمانينات يلاحظ أن هذه الأحزاب كانت تطالب دائما بتحجيم قانون الطوارئ والحد من سلطته وضرورة تعديل ميثاق الجبهة والانتخابات الحرة النزيهة ومحاربة الفساد وتداول السلطة .....
وأذكر أن مشكلة كبيرة وقعت حين أصدر الشيوعيون بيانا استنكروا فيه خلع أغطية الرأس من على رؤوس الدمشقيات في الثمانينات مما أبعدهم عن قوائم الجبهة في انتخابات مجلس الشعب آنذاك ....كما كان النظام يحتج على استخدام عبارة أزمة في توصيف الوضع الاقتصادي من قبل هذه الأحزاب ويطالب باستبدالها بصعوبات .
بينما نرى الشيوعيين اليوم يقف غالبيتهم في جانب الشارع على عكس قياداتهم التاريخية التي امتصتها السنون وعلكتها ومضغتها فجعلتهم يميلون الى انتهازية مفرطة على بوصلة مشتتة .
وأرى الآن أننا بحاجة الى تكريس ثقافة الآخر والقبول به وأن الوطن يتسع للجميع وأن معيار التوصيف لأي سوري هي مواطنيته وسوريته فقط
المداخلات :

عديد نصار :
يمكننا أن نعتبر هذا النص الذي كتبه الرفيق عبد الباسط مداخلة تمهيدية تضيء على الواقع السوري مباشرة من الداخل بدون وسائط أو زجاج ملون. الرفيق عبد الباسط يعيش الواقع المتفجر. يعاني ما يعانيه أهلنا في سوريا. يتلمس ما يجري و يحاول ترجمته لنا. ينقل لنا الواقع بأمانة المعاناة اليومية.
فحين انتفض الشارع السوري نتيجة المعاناة الاجتماعية الاقتصادية، و نتيجة الفساد و نتيجة الإذلال اليومي على يد أجهزة النظام، ووجه بالقتل المباشر. و زج بالجيش في مواجهة الشارع ما أدى إلى انشقاقات طالت ظباطا و عناصر من كل القطاعات و في كل المناطق. و ازداد القتل و نتيجة سلوك النظام المتداعي بدأت تظهر انقسامات طائفية قد تغطي على الأسباب الحقيقية للإنتفاضة الشعبية.
الخوف من الطائفية. الخوف من تفتيت الوطن. الخوف من التدخلات الأجنبية. الخوف من فوضى التسلح. كلها أمور يمكن أن نستوضحها من رفيقنا عبد الباسط و نتعرف على مدى تأثيرها في الشارع السوري الذي يقضي أيامه و لياليه في غالبية المناطق و المدن، على وقع قصف المدافع و أزيز الرصاص بعد أن كان يعيشها على أصداء الحناجر و هدير التظاهرات.
دعونا نرحب بالرفيق عبد الباسط فهد و نبدأ الأسئلة و المداخلات.
سعد التميم :
شكرأ رفيق عديد على التعقيب كنا ندرك أن المعانالت الاجتماعيه والاقتصاديه التي واجهها السوريون جراء الفساد المالي والاداري وأدراءات الاذلال التي مارسها نظام بشار الاسد ووأجهزته القمعيه كانت وراء الانتفاضه الباسله منذ أنظلاقتها ألاولى والتي تحولت فيما بعد الى مواجهات مسلحه ومعارك شوارع وقصف عشوائي طال مدن واحياء مؤهوله بالسكان الابرياء وبدأنا نسمع نحن المتابعين للمشهد السور ي عن ما يسمى بالجيش السوري الحر وعن الدعم القطري والسعودي والتركي له بل واكثر من ذلك فبعض التقارير تؤكد دخول عناصر من تنظيم القاعدة الارهابي والتحقهم بصفوفه . الرفيق العزيز عبد الاباسط ما هو تقييمكم لهذا الجيش ؟ أيظأ تبو تنسيقات االشيوعيين السوريين هي ألاخرى تشارك في التحريض وربما في القتال في مواجهة نظام بشار الاسد . ماهو حجم وتأثير هذه التنسيقات ؟ ماهو برامجها ؟ ماهي علاقتها باليسار الثوري ؟
عبدالباسط فهد :
لاأعتقد أنة هناك من يشارك في القتال نحن نريدها سلمية رغم كل التغول الأمني الحاصل.
أنا لم أفهم أين القوى الظلامية في سوريا؟ولماذا كل ثورات الربيع العربي رائعة الا في سوريا قوى ظلامية علما أن الشعب السوري من أكثر الشعوب العربية تطورا وعلمانية.
عمار ديوب :
العزيز بما يخص مدينة حمص، نعلم أن الأحياء المفقرة، كانت السبافة إلى الثورة، لماذا لم تمتد الثورة لكافة احياء حمص، وللاحياء المفقرة في الزهراء ووو، وبقية الاحياء. وشكراً.
عبدالباسط فهد :
صديقي عمار الثورة بدأت من وسط حمص ومن مجمل الأحياء الغنية والفقيرة ...الغوطة الانشاءات الملعب باب السباع الخالدية القصور جورة الشياح وهكذا اذا ليس من أحياء الفقراء
غسان بن خليفة :
مرحبا بالرفيق عبد الباسط وشكرا على المبادرة الطيبة. سؤالي الاول لو سمحت هو عن درجة انغراس و وزن اليساريين الوطنيين في الحراك الشعبي؟ وهل منهم من يشارك في القتال اليوم؟ والا يخاف الرفيق من نتائج سقوط النظام وامكانية اندلاع حرب اهلية وتقسيم سوريا ودخولها معسكر التطبيع والتبعية العربي؟ بعبارة اخرى هل هناك قوى يسارية ومدنية قادرة على منع ذلك سواء ماديا او انتخابيا في حال سقوط النظام واقامة انتخابات كما جرى عندنا في تونس وفي مصر وليبيا؟ مع الشكر مسبقا
عبدالباسط فهد :
صديقي غسان قوى اليسار تشارك كما غيرها الا أن موقف القيادات مائع وانتهازي.
انا لاأعتقد أن هناك نظام خلقه الله وكسر القالب الممانعة والصمود والتصدي لاسرائيل وراءه الشعوب العربية ومنها السوري أما الأنظمة فتاريخيا تخضع لاملاءات وضغوط خارجية. الممانعة والصمود وراءها الشعب.
كل الحكومات جاءت بالبيان رقم واحد حان الوقت لنمارس حقنا في انتخاب من يمثلنا.
غسان بن خليفة :
رفيق عبد الباسط، ما رأيك في مانشرته دير شبيغل عن أحداث ترهيب وتهجير للمسيحيين في سوريا؟
عبد الباسط فهد :
هذا هراء يا غسان وسلام عادل بامكانكم الحضور الى سوريا ومتابعة الواقع اي صحفي بألفي دولار يقيم الدنيا ولايقعدها تعالو الى سوريا وسترون الناس مختلفة عن كل شعوب العرب.

سلام عادل الشامي :
ما رأيك بوجود غير سوريين في القتال ضد الجيش السوري؟ من يقود القتال في حلب ضد الجيش السوري ؟
عبد الباسط فهد :
الثورة على كل ماهو بال وصدئ وعلى كبت الحريات ومن أجل الديمقراطية أخ سلام تاريخيا اذا كنت تعرف سوريا هي أقل الدول العربية تخلفا وطائفية وظلامية وأعتقد تركيزك على هذا الموضوع يعكس انطباع سابق عن صورة وصلتك من اعلام مضلل الشعب السوري ليس لديه نماذج مما ذكرت وكل الموزاييك تشارك بالثورة .أرجوا أن نبقى في سياق العنوان الرئيسي منعا لتشتيت الأفكار
سيد البدري :
الرفاق الاعزاء من المعلوم انه اذا داهمتك الانتفاضة الثورية يجب ان تلتحم بها وان تحاول ان توجهها الى وجهتها الصحيحة اما وان القوى الثورية الان بهذه الحالة من الضعف وتم تسليح الحراك ويقوده الان القوى الظلامية فهل مازلتم ترفعون شعار اسقاط النظام
عبدالباسط فهد :
الرفاق الاعزاء من المعلوم انه اذا داهمتك الانتفاضة الثورية يجب ان تلتحم بها وان تحاول ان توجهها الى وجهتها الصحيحة اما وان القوى الثورية الان بهذه الحالة من الضعف وتم تسليح الحراك ويقوده الان القوى الظلامية فهل مازلتم ترفعون شعار اسقاط النظام. تعالوا الى سوريا تعالو الى حمص ....لما لايسمحون لوكالات الأنباء بالدخول الى البلد والكشف عن القوى التي تحدث عنها البعض.؟
غسان بن خليفة :
رفيق عبد الباسط رأينا الكثير من الفيديوهات فيها مسلحون اسلاميون كما قرانا شهادات من داخل سوريا عن خطف وقتل ونهب على اساس طائفي. هل الواقع مختلف عن ذلك؟
عبدالباسط فهد :
رفيق غسان الشباب ذو اللحى ليس بالضرورة اسلاميين هي الموضة والبريستيج وأغلب الجيش الحر هم عسكر كانوا في الجيش النظامي بدون لحى
رفاقي في سوريا كما في غيرها شعب لم يكن في جنان النعيم وليس سويسرا ولا الدول الاسكندنافية كلنا في الهم شرق
سؤال النظا يتحالف مع حزب الله وايران وكلاهما يقوم على أساس ديني ....أما روسيا فكلنا نعرف المافيا التي تحكمها ..
غياث نعيسة :
الرفيق عبد الباسط ، تحية حارة و مرحبا بك / انت اشرت في ورقتك الى ان النظام لعب على وتر الطائفية وفي موقع اخر نوهت الى انه من التجني القول بان طائفة بعينها و وحدها تدعم النظام وقدمت امثلة عن شمال سوريا ودير الزور..الخ. في الوقت عينه تقول ان المشكلة عندنا هي ثقافة عدم قبول الاخر و الرأي الاخر وان هذا القبول سيحل او يخفف من مشكلة الطائفية. الا ترى معي ان الطائفية كوعي ايديولوجي و في بعض الاحيان ممارسة عملية للايديولوجيا تحتاج منا قراءة اكثر عمقا في تجلياتها في واقعنا الراهن لنستطيع مواجهة تاثيراتها السلبية فعليا على السيرورة الثورية الان و بالاخص مواجهة تاثيراتها السلبية بعد سقوط النظام؟ مثلا : شعور البعض انه ينتمي الى دين او مذهب ما قد لا يعيق بالضرورة انخراطه الصادق في الثورة ، لكن ما قد يعيقه هو ان يحدد انتمائه المذهبي "وعيه الديني" ممارسته السياسية و حدودها، و من جهة اخرى ما هي العلاقة المتبادلة بين المستويات السياسية و الاقتصادية و الايديولوجية ، و من منها يحدد الاخر و الى اي مدى؟ للحديث بقية و هذه مقدمة لايقاظ العقل و الحوار.بكل مودة غياث نعيسة
عبد الباسط فهد :
مرحبا بك غيث يسرني مرورك النقطة حول وتر الطائفية لاتلغي أن المشكلة هناك ثورة ونظام والأخير يحتمي بجماعات من كل الألوان ونحن المفروض ان ننتبه لهذه المسألة ألا توافقني ان شبيحة حلب والدير أكثريتهم من أبناء المنطقة
غياث نعيسة:
اهلا بك، ما اردت التنويه له، هو ان الثورة المضادة تلعب بهذا الوتر الطائفي، بمعنى كلا من النظام و الموالين للسعودية وقطر مثلا..، الهدف هو بشكل او باخر اجهاض الثورة الشعبية العظيمة عن مسارها الرائع حتى الان، و لكنها اصيبت بالفشل الى حد كبير. سؤالي هو كيف يمكن تفسير قيام وعي طائفي في سيرورة ثورية و كيف يمكن لنا فهم اليات تشكله و تمظهره على ارض الواقع/ في حال كان الامر كذلك، و انا ارى انها ظواهر ما تزال محدودة/ لكي نستطيع مواجهته بفعالية على طريق بناء سوريا الحرة و المساواة و العدالة الاجتماعية. غياث
جورج دومط:
رفيق عبد الباسط مسا الخير : هل تعتقد أنه مازال في سوريا فريق صامت بعد هذا الامتداد الزمني للثورة ؟ ومن هم الأقليات ؟ كنظرة ماركسية لتقييم وتحليل الوضع الراهن في سوريا
عبدالباسط فهد :
عزيزي جورج مساؤك الخير شكرا لأنك أعدت الحوار الى أساسه. انا ارى ان الفريق الصامت الآن هو بشكل آلي ليس مع الثورة. علما أن غالبيتهم من الداخل ليس هكذا لكنهم خئفون على أعمالهم ومصالحهم وأكثرهم من محدثي النعمة. وهؤلاء أغلبهم تركوا المناطق الساخنة وهربوا.
سلام عادل الشامي :
ماذا تريد امريكا و قطر و تركيا من دعم الجيش الحر ؟
عبدالباسط فهد :
ياسلام مصر انت أن تذهب بنا بعيدا لايجب ان نثق بأمريكا وتلركيا ولكن لاأرى أن لدى الجيش الحر أسلحة بمستوى دعم فعلي من هؤلاء....اين هذا السلاح ؟؟؟
أحمق وغبي من يصدق امريكا وتركيا وروسيا وايران والخليج ...ياسلام الدول تتعامل بالمصالح وليس بالعواطف والا كانت مجزرة واحدة تكفي لاسقاط كل الأنظمة.
كميل داغر :
على عكس ما حاول أعداء الثورة السورية ( من قومجيين، وأنصار للنظام البعثي المسيطر ، ومرتزقة ، وطوائفيين...الخ) أن يوحوا، فالثورة المذكورة تعبر عن تَوْق الغالبية الكبرى من الشعب السوري إلى الحرية والكرامة والعدل الاجتماعي، وهو توقٌ مشروع تماماً، وتقدمي بالتأكيد، في مواجهة أحد أبشع الأنظمة التي عرفتها منطقتنا. ولكن لا يمكن أن نتجاهل واقعاً طاغياً هو ذلك المتمثل بغياب قيادة ثورية حقيقية للحراك الجماهيري القائم، تمتلك برنامجاً ديمقراطياً ثورياً يجمع إلى المطالبة بالحريات ،على تنوعها، بما في ذلك حرية الرأي، والمعتقد، الدعوةَ إلى تأمين شروط العدالة الاجتماعية، والمساواة، فضلاً عن التحرر من الاحتلال الاسرائيلي، بكل الوسائل، ومن ضمنها العسكرية ، وتقديم أوسع الدعم لتحرر الشعب الفلسطيني، كما لتحرر كل الشعوب العربية من الهيمنة الإمبريالية، وضمان الحقوق المشروعة للأقليات القومية.
وهو الأمر الذي أتاح المجال واسعاً لتمرير هدف اساسي لدى النظام ، هو ذلك المتعلق بجر أجزاء أساسية من داخل حركة الجماهير إلى أتون الصراع العسكري، بعد ان كانت السيرورة الأساسية سلمية بالكامل، ومن شأنها ، هكذا،أن تتوسع لتشمل الغالبية الكبرى من الشعب. إن كل ذلك، رفيق عبد الباسط، يتيح الآن لقوى شتى، ولا سيما من بلدان عربية، وأجنبية مختلفة ، أن تنضم للحراك الحالي ، كما يحصل بالفعل، وهي مدججة بأسلحة متنوعة، ولكن وفقاً لاجندات لا علاقة لها بمصالح الشعب السوري الثائر، أو بتطلعاته الأصيلة إلى الحرية، والكرامة والمساواة والعدل الاجتماعي. أكثر من ذلك، فإنها ، على أساس ذلك ، تهدد بتحويل ثورة أصيلة إلى حرب أهلية طائفية تخدم النظام القائم، بدلاً من تسهيل إطاحته.
لقد بات الواقع الراهن شديد التعقيد، يا رفيقنا، ويطرح تساؤلات كثيرة تتطلب الأجوبة المناسبة، ومن ذلك حول مدى سلامة التطورات الأخيرة في الحراك، المتمثلة بخوض قلة من العسكريين المناهضين، بالتاكيد، للنظام القائم، معارك طاحنة،بطولية حتماً،ولكنها غير متكافئة، في آن، من داخل الأحياء الشعبية، في هذه المدينة او تلك،ولا سيما دمشق وحلب، مع ما يلازم ذلك من عواقب ، في ظل وحشية النظام واستعداده لتدمير أحياء ومدن بكاملها على رؤوس أهلها وسكانها، وفي حين قد يشكل ذلك مدخلاً مَلَكياً للتدخل الخارجي، مع ما قد يفضي إليه من كوارث، بينها عدا التدمير الساحق للبلد، وعمرانه، وبناه التحتية، ونسيجه الاجتماعي،احتمالات التقسيم.
عبدالباسط فهد :
صحيح كميل .
حازم اوس:
تحياتي رفيق عبدالباسط. ألا ترى أن بيئة الأرستقراطيين والتجار الكبار الخائفون على مصالحهم تشكّل جزءا أساسيا من الفئة الصامتة لكنها تتمايز عن الجزء الآخر المتمثل في الطبقات الشعبية من الأقليات والتي هي خائفة من المستقبل كما خائفة من قسوة النظام ضد تحركها..؟ وهنا التمايز هو بالطبيعة الطبقية لهذين الجزئين، فالأول مصالحه المادية مرتبطة ببقاء النظام.
عبدالباسط فهد:
صديقي حازم اسمح لي أن أشكرك على المبادرة .انت والصديق ناصر...بالنسبة لبيئة الأرسقراطيين أعتقد أن جزء منهم عالمكشوف مع الثورة وجزء بالمخفي وآخر مع النظام بالعلن وبنفس الطريقة أهمية مايجري في سوريا أن وراءه أنماط مختلفة منالسوريين
بالأحياء الحمصية مثلا ترى الطالب الجامعي الى جانب الأمي والغني مع الفقير يتواعدان معا للتظاهر
عبدالباسط فهد :
أعتقد آن الوقت لأشكركم جميعا ونترك بقية الحوار لوقت آخر وعبر الرسائل أشكر كل من داخل وأتمنى أن أكون استطعت ايصال الأفكار المطلوبة وأجبت عن جزء كبير مما هو مطلوب ايا منكم يريد زيارة حمص هو مدعو حفظتكم السلامة وشكرا لكم. لاتخافو من حرب أهلية في سوريا.
لمعلوماتكم كل انماط المكونات الاجتماعية تتجاور بالسكن والأفراح والأتراح .وهذه أنماط مميزة دونا عن العالم ......وعلى الصحافة الحرة متابعة ذلك على الواقع وليس الموضوع انتقائي ريبرتاج من هنا وخبر من هناك لو كان الشعب السوري طائفي لما وجدت فيه كل المذاهب والأديان والطوائف والمزاييك العرقي...في سوريا ترى الكلداني والآشوري والكردي والعربي والصابئة والمسيحي والمسلمون الدروز والسنة والاسماعيلي والعلوي والشيعة كلهم مع بعض وهذا دليل مجتمع متسامح ودود حضاري....وأيضا تعالوا الى سوريا .
عديد نصار :
نشكر الرفيق عبد الباسط على هذا اللقاء المفيد و على رحابة صدره، و نشكر الرفاق الذين ساهموا معنا في إغناء هذا الحوار لمساهمتهم القيمة.
على أمل أن نلتقي به شخصيا في حمص و في ظل انتصار بهيج لشعبنا محققا أهدافه السامية في الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية.
شكرا لكم و إلى اللقاء.
مداخلات وأسئلة لم يتسنى لضيفنا الوقت للرد عليها :
محمد عبدالهادي :
مساءك جمال و حرية رفيق عبد الباسط , ربما تكون المقاومة المسلحة الآن قد أصبحت أقوى و أبرز في الثورة من الحراك السلمي , و الوضع الآن مرشح لمزيد من المجازر كما عودنا النظام .. كيف علينا كشيوعيين أن نتصرف ؟ في ضوء امكانياتنا المتواضعة جدا كيف يمكننا دعم المقاومة المسلحة ضد النظام و هل هناك أمل في عودة قوية للحراك السلمي في الأيام و الأسابيع القادمة ؟
الموقف من الإسلاميين معقد فعلا , فالأنظمة الديكتاتورية استخدمتهم كحجة و مبرر للقمع و للنهب و مؤخرا لمجازرها , بينما هم بالفعل يملكون بوادر ممارسة و ثقافة اقصائية .. لكني أعتقد أن الثورة السورية كغيرها قد بدأت كثورة عفوية جماهيرية و ما تزال الجماهير المستقلة عن اي تأثير هي الفاعل الأهم فيها .. لا يمكن كما أظن استبعاد خطر صعودهم فيما بعد لكن من المرفوض كما أعتقد الحديث عن مجازر و استمرار الديكتاتورية كوسيلة ممكنة لمواجهة مثل هذا الاحتمال , لا وصاية على الجماهير لدرجة ذبحها و تهجيرها و تجويعها و لا إلغاء لحريتها بحجة تخلفها أو تأخرها , هذا المفهوم
المعادي للجماهير يجب أن يسقط مع هذه الأنظمة و أن نتعلم كثوريين كيف نناضل مع الجماهير ضد ديكتاتورية آل الأسد بالذات و ضد أي قوى سلطوية في مرحلة لاحقة .. شو رأي الرفيق عبد الباسط ؟
عون سليمان :
لماذا برأيك تخلى الكثير من شيوعي سوريا و العرب عن الثورة التي طالما نادوا بها, مستخدمين حجة النظام نفسها القائلة (بالتطرف أو القوى الظلامية). و لماذا نجح النظام و فشلت الثورة في جذب قطاعات واسعة من الأقليات الى صفها.
علي زين :
حياتي رفيق عبدالباسط لقد قلت ان السلطة تستخدم الطائفية كغطاء لها ، ألا تعتقد ان ايصال الانتفاضة الى كافة الاطياف السورية و ضمان مرحلة ما بعد الاسد يتطلب نضالا نظريا لمواجهة ايديولوجيا السلطة ؟ كما ان بناء العقل النقدي لدى الشباب السوري مهمة استراتيجية للمثقفين الماركسيين ، أعتقد اننا نحتاج لما يشابه عصر التنوير الاوروبي ، و لكن ما يحبط هو ان المثقفين الماركسيين المؤيدين للثورة يلتهون باظهار شرعية الثورة لغيرهم من الماركسيين بدل دفع الثورة تقدميا و العمل على ما ذكرته اعلاه ، فلا حركة ثورية بدون نظرية ثورية .
سامي سلطان :
شكرا للرفيق عبد الباسط فهد على هذه الامسية الرائعة رغم أني تأخرت في المشاركة وتحية من خلاله لأهلنا في حمص بالنسبة لعسكرة الثورة الحقيقة هناك إعتبارات معينة تتعلق بطيبيعة النظام الفاشي السوري فنجد ان الحراك ما جاء إلا نتيجة لتراكمات طويلة من الفساد الإقتصادي والإجتماعي والقهر والإضطهاد وتقسيم البلد كأماكن نفوذ بين أقطاب السلطة وهناك شركاء من البرجوازية الوطنية وخاصة في دمشق وحلب وأنصار كثيرين من طفيليين كطبقة جديدة منفصلة في خضم كل ذلك خرجت الجماهير عفويا بعد أن كانت معبأة من الوضع التونسي والمصري نلاحظ أن ثلاثة شهور من عمر الثورة في البدايات تناولها الإعلام الغربي والخليجي المتواطئ معها بالتجاهل الكامل وهذا ما يشكك في طبيعة النوايا العدوانية تجاه سورية ككيان سياسي وشعب عريق مما يفسر بالنتيجة أن النظام كان على اتصال شبه يومي بمراكز القرار في أمريكا وأوربة والكل أعطاه ضوءا أخضر لتصفية الازمة والتهويل من التحرك الشعبي وعندما بدأ بالتنفيذ بدات المواجهة الإعلامية التي أشببها بعملية ابتزاز للنظام والمعارضة إلى أن بدأت الحركة السلمية تنهج النهج العسكري نتيجة شدة وقساوة وبشاعة ضربات الجيش النظامي لم يعد هناك طريقا آخر ولا يمكن التراجع الإمكانات محدودة فعلا لكن التحرك المسلح أصبح أكثر تنظيما وتسليحا بطول الأزمة الإعتماد على الجماهير العربية السورية فهي الحاضن والناظم لمسار الثورة بمطالبها العادلة والقسم الأكبر من التجار والطفيليين نتيجة تعمق الأزمة والضغط الإقتصادي والشعبي عليهم بدؤوا بالتخلي عن النظام والإنشقاق إلى صفوف الثورة الخلاصة الإمبريالية الغربية تحمل مشروع لتدمير سورية وإجهاض الثورة وتحويل مسارها ليخدم مصالحها و بتسوية ما مع العدو الصهيوني .
سامر عامر :
شكرا عبد الباسط للمبادرة الجميلة ولصوت الحوار الذي يعيد للعقل اعتباره بعد ان ضاقت مساحاته امام الغريزة .. الوتر الطائفي ظل خافتا على الارض بفضل الذاكرة النظيفة للشعب السوري ازاء هذا الوباء فالذاكرة السورية تاريخيا لا تشبه الذاكرة اللبنانية وانما تحمل حكايا هامة على صعيد التعايش وقبول الاخر , ولكن للأسف انجر قسم من أطياف المعارضة لتغذية هذا الوباء من خلال تقديم صكوك براءة ( شبكة المسيحيين .. احرار السويدا .. العلويين ... الخ ) هذه الصكوك خلطت المشهد في ذهن العامة وأوحت بأن هذا النظام يخوض حربه ضد السنة وهذه حجة أراحت وسهًلت استقالة قطاع واسع من الشعب كان يُفترض أن يكون في صف الثورة .. على كل حال الاهم في الموضوع هو أن هذا النظام استطاع عبر عقود الاستبداد أن يهيل منظومة القيم ويجرف مفهوم الوطن والمواطن لصالح دولة الولاءات والمصالح الضيقة وهذا يفسر الالتباس الذهني في فهم أن ما يجري في سوريا هو معادلة وطنية ..



#عديد_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - المؤامرة - و الموقع الطبيعي لليسار في الانتفاضات الثورية
- خاص مجموعة يساري: الصراع الطبقي في مصر و الأزمة السياسية – م ...
- اللقاء الحواري الأسبوعي في مجموعة يساري: الحراك الشعبي في ال ...
- في العنف والعنف الثوري – حسان خالد شاتيلا- مجموعة يساري: الل ...
- الحوار الاسبوعي في مجموعة يساري : باسم شيت، الثورة المصرية و ...
- الحوار الاسبوعي الذي تجريه مجموعة يساري: قضية المرأة مسألة أ ...
- لماذا فشلنا في اسقاط النظام الطائفي في لبنان
- الحوار الاسبوعي في مجموعة يساري : سلامة كيلة - الارتباكات حو ...
- الحزب الذي يصنع المناضل المثال!
- مجموعة - يساري - ندوة حول تطورات الثورة المصرية
- المفتون
- ملاحظتان في حدث
- في الذكرى ال75 لانطلاقة الحزب الشيوعي العراقي، كيف نستعيد حز ...
- محاولة للرد على رد على تعقيب السيد علي الأسدي - ماذا تبقى من ...
- - الدولة الحديثة - في القراءة المادية
- البرجوازية الوضيعة ( الصغيرة )، القاعدة العريضة للنظام الطائ ...
- ظلّي اضحكي!
- بعض المصطلحات التي يروج لها النظام الرأسمالي المتهالك و ضرور ...
- من أجل برنامج سياسي ثوري للحزب الشيوعي اللبناني
- رايات جمول


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عديد نصار - مجموعة يساري: اللقاء الحواري الأسبوعي -الثورة السورية: الفريق الصامت و الأقليات، رؤية من الداخل-