أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - هل لدى العراق حكومة ومجلس نواب أم حكومتان بدون مجلس نواب؟














المزيد.....

هل لدى العراق حكومة ومجلس نواب أم حكومتان بدون مجلس نواب؟


محمد ضياء عيسى العقابي

الحوار المتمدن-العدد: 3797 - 2012 / 7 / 23 - 23:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جاء في الأخبار: " قررت رئاسة مجلس النواب تخصيص طائرات على نفقة المجلس لتامين عودة المواطنين العراقيين المقيمين في دمشق الى بغداد نتيجة الظروف الامنية الصعبة التي تمر بها سورية."
(عن موقع قناة الفيحاء في 22/7/2012).
إنه موقف إنساني يقطر وطنية وحرصاً على مصالح الجماهير. هذا ما يبدو في الظاهر وفي سوق المزايدات السياسية. أما في الجوهر وفي ضوء السعي لبناء الدولة الديمقراطية والفصل بين السلطات ومراعاة الإختصاصات، وهي أمور طالما دوخنا بها رئيس مجلس النواب وبشكل مفتعل، فهو إجراء مغاير تماماً لما يبدو لأول وهلة.
إنه التخريب بعينه.
أليس أمر مساعدة العراقيين العالقين في سوريا وفي أي مكان من العالم هو من إختصاصات الحكومة؟ وإذا تقاعست الحكومة أو قصرت أو تلكأت أو عجزت أو أخفقت فما على مجلس النواب إلا أن يجتمع ويناقش الأمر ويصدر القرار المناسب. وإذا تمادت الحكومة في تماهلها أو عجزت فينبغي تأنيبها أو طرح جدوى بقائها في سدة الحكم وربما حجب الثقة عنها. أما أن تبادر "رئاسة" مجلس النواب إلى إتخاذ إجراءات عملية تنفيذية فهو تجاوز على الصلاحيات والإختصاصات أي تجاوز على السلطة التنفيذية أي إنتهاك للدستور والقوانين وإرباك لعمل الدولة وتشكيك بتصميم الحكومة على خدمة المواطنين وتشكيك بقدراتها وما إتخذته من إجراءات بهذا الصدد؛ والأهم من هذا وذاك فهو تغييب لدور مجلس النواب وإختزال المجلس إلى إقطاعية صغيرة من أطيان آل النجيفي.
في الحقيقة، هذه ليست المرة الأولى التي يتخطى فيها رئيس مجلس النواب صلاحياته ويتمدد على صلاحيات الحكومة والمجلس نفسه. كما أن السيد أسامة لم ينفرد بهكذا ممارسات، بل إنه نهج معظم الطغمويين*. فقد ورد في الأنباء، وفي أحدث خرق، ما يلي، على سبيل المثال لا الحصر: "أكد نائب رئيس لجنة النفط والطاقة أن محافظ نينوى اعترف ضمناً بتعامله مع حكومة كوردستان بخصوص النفط لحلحلة القضايا العالقة حول المناطق المتنازع عليها، مؤكداً انه وعد بعدم تكرارها والالتزام بالدستور وإعلام الحكومة الاتحادية بأي شيء يحصل. " (موقع شبكة عراق القانون في 23/7/2012). بقي التذكير بأن محافظ نينوى، السيد أثيل، هو شقيق السيد أسامة النجيفي.
إن مجمل ما يحيط بهذه التجاوزات من ظروف وملابسات يشير إلى أن الأمر ليس عفوياً بل هو مقصود ويشكل مظهراً من مظاهر رفض الآخر ورفض الحكومة المنتخبة التي يقودها ذلك الآخر، ويشكل فرضاً للذات بديلاً عن الآخر دون مسوغ قانوني. وهذا بمجمله يشير، مرة أخرى، إلى مواصلة الإصرار العجيب على محاولة إستلاب السلطة ثانية، وهي التي سبق أن إستلبها الطغمويون من قبل، لعقود من الزمن، ثم فقدوها ويريد السيد النجيفي، الآن، إسترجاعها بوسيلة لها مظهر شرعي ولكنها فاقدة الشرعية، وهذا هو جوهر الأزمة العراقية التي تتفرع عنها باقي الأزمات كالإرهاب والطائفية والمحاصصة والتخريب ونقص الخدمات وتلكؤ مشاريع الإعمار والتنمية وغيرها.
إضافة إلى هذا، فإن مجمل التصرفات المريبة للسيد أسامة النجيفي ً في واشنطن وبروكسل ولندن وأنقرة وغيرها من العواصم، تضع علامات إستفهام كثيرة حول الدوافع وراء تدخله في مسألة إجلاء العراقيين من سوريا خصوصاً وأن الحكومة لم تتوانَ عن القيام بواجبها حيالهم.، كما أن الأمر تزامن مع عزم ما تسمى "دولة العراق الإسلامية"، فرع القاعدة، على العودة المكثفة إلى العراق حسب بيان زعيمها المدعو أبو بكر البغدادي الذي دعا فيه أنصارالقاعدة في العالم إلى التوجه للعراق لقتل القضاة والمحققين والشرطة بالذات؛ وأخيراً فإن اللاجئين العراقيين في سوريا إندس بينهم عدد غير قليل من الطغمويين والتكفيريين المتورطين بأعمال إرهابية في العراق حسبما أظهرت الأيام القليلة الفائتة في بعقوبة حيث أُلقي القبض على عائدين مطلوبين للعدالة بتهمة الإرهاب، ما ينبغي التعامل مع الموضوع برمته بمهنية وحذر شديدين عبر الأجهزة المتخصصة.
أعتقد أنه يقع على عاتق أعضاء مجلس النواب والكتل البرلمانية، وخاصة السيد قصي السهيل نائب رئيس المجلس وكتلته الصدرية البرلمانية التي تدعي مقتها للإستبداد، والصحافة الوطنية ومنظمات المجتمع المدني مطالبة رئيس مجلس النواب بالكف عن هذه الممارسات الإستبدادية السيئة والمربكة والمشبوهة والإنصراف إلى المهام الدستورية لمجلس النواب الذي يعتري عمله كثير من التقصير والتلكؤ، كما تقع في صميم مهام رئيس المجلس دعوة الجمهور، وخاصة جمهور إئتلاف العراقية الذي ينتمي إليه، إلى ضرورة التعاون مع الأجهزة الأمنية لمواجهة الإرهاب وهو الأمر الذي لم يسبق أن قام به رئيس مجلس النواب السيد النجيفي ولو لمرة واحدة، على عكس طروحاته الطائفية التي لعلع بها بحماس في واشنطن وفي أماكن أخرى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*: للإطلاع على "النظم الطغموية حكمتْ العراق منذ تأسيسه" و "الطائفية" و "الوطنية" راجع الرابط التالي:
http://www.qanon302.net/news/news.php?action=view&id=14181



#محمد_ضياء_عيسى_العقابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل زُورت إنتخابات 7 آذار 2010 البرلمانية لصالح الصدريين أيضا ...
- هل الخوف من دكتاتورية قائمة أم من دكتاتورية قادمة؟
- أسئلة وملاحظات جديرة بالإهتمام أوجهها للتيار الصدري
- الكهرباء آتٍ بعد عام ولا ينتظر المهدي المنتظر!!
- تحذير شديد إلى السيد مقتدى الصدر ونواب تياره الأربعين
- مؤتمر التجمع العربي لنصرة الشعب الكردي أخفق في مسعاه
- طيارات بلا طيار للعراق موضوع خطير
- أشجع طفل في القرن العشرين!!
- إستحالة سحب الثقة أم الإنقلاب العسكري هو المانع يا صدريون؟
- إغراء التيار الصدري إلى اللعب بالنار
- ملاحظات حول تصريحات السيد مقتدى الصدر
- المتشبثون بالقشة في قضية الهاشمي
- تعقيب على مقال: -نوري المالكي وعبد الكريم قاسم بين زمنين-
- تعقيب على مقال: -تحذير: الحل الوطني أم الأقلمة والتدويل-
- القمة العربية أوجعت قلوب البعض
- المرحوم ناجي طالب يذكرنا بالطائفية
- ثانية وثالثة: أين وطنية بعض العراقيين من وطنية المصريين؟
- الحسابات التكتيكية اللعينة
- مفاتيح فهم وترقية الوضع العراقي
- هل مشاكل العراق قليلة لتزيد فيها يا سيد مقتدى؟


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - هل لدى العراق حكومة ومجلس نواب أم حكومتان بدون مجلس نواب؟