أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - قحطان محمد صالح الهيتي - قتلوا أم عامر ...قتلوا الديمقراطية














المزيد.....

قتلوا أم عامر ...قتلوا الديمقراطية


قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3778 - 2012 / 7 / 4 - 15:00
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    



أم عامر إمرأة من البصرة ،حالها كحال الألاف من نساء البصرة، اصابهن ما أصاب مدينتهن من قهر وقتل وجوع وعطش بسبب حروب طائشة اراد قائدها أن يكون حاميا للبوابة الشرقية، فكرس نظام حكم يعد واحدا من اعتى الأنظمة الديكتاتورية في العصر الحديث . وجاءنا من جاء ممن ادعوا النضال من أجل العراق والعراقيين ورأينا الفرح ، واستبشرنا خيرا بسقوط الصنم ،وقلنا جاء الفرج وسننعم بالديمقراطية، وسنعيش أيامها سعداء وسنعيد ألقها وكتابتها على وفق ما فعله أجدادنا السومريون، وانتظرنا أن يجيء من سيكون مثل غاندي أو مثل نلسن مانديلا أو مثل مهاتير محمد ،ولكن من جاء الينا لم يكن مثل أولئك ،فلم يكن همهم العراق والعراقيين بقدر ما كان همهم الفوز بأثمن الغنائم. كل الذي تغير هو أن من كان وجهه نظيفا شوهه بلحية، ومن كانت اصابعه بمحبس واحد او بلا محبس ملأ اصابع كفيه بالمحابس، ومن كان بعثيا انتهز غباء القادمين من وراء الحدود فتبرء من حزبه ونسى نضاله وصار قائدا لقائمة أو كتلة أو حزب أو شيخ عشيرة أو أمير جماعة.
وانتظرنا الفرج بعد كل هذا وقلنا سنعيش الديمقراطية عندما نمارس الانتخابات ، وجرت الانتخابات وفاز من اعطى ووهب، وتملق وكذب. وجلس الفائزون في مجالسهم البرلمانية والمحلية ،وقلنا هؤلاء سيضمنون لنا حقوقنا عندما يختارون السلطة التنفيذية ،وسيحمون الوطن وسيعيدون لنا الكهرباء ،وسيعززون مواد البطاقة التموينية وسيبنون لنا المشافي والمدارس والملاعب والدور والجسور؛ ولكن الذي حصل أن من استوزر للدفاع وسُلم مال الشعب ليشتري السلاح لحمايتنا سرقنا وهرب. ومن نصبوا وزراء لإعادة الكهرباء تعلموا اسلوب التخطيط لجريمتي السرقة والاختلاس الواحد من الآخر فنهبوا وسلبوا وهربوا. ومن جعلوه وزيرا على قوت الشعب نهب وسلب وهرب. ومن لم يهرب ممن جاءت بهم الديمقراطية اشترى له قصرا أو عمارة ،او استأجر شقة في ارقى أحياء العواصم وسكن فيها مع من يحب.
لم نحصد من ديمقراطيتنا سوى الكلام ، ففخامة الرئيس يخطب ،ودولة الرئيس يخطب ويطنب بمناسبة او بغير مناسبة ، ورئيس مجلس النواب يخطب ونوابنا رجالا ونساءً اصبحن اشهر من اشهر المطربات والمطربين والممثلات والممثلين فهم وهن في الندوات والمؤتمرات والمقابلات والتصريحات محللون ومحللات سياسيون وسياسيات،وهم عن كل هذا وذاك بعيدون وبعيدات ،وما يجمع كل هؤلاء هو أنهم لا يعرفون من الديمقراطية سوى هذه الممارسات.
ما يحزن في ديمقراطيتنا أننا نرى النائب والنائبة على شاشة التلفاز في كل يوم وفي كل ليلة ،ولكننا لم نرَ بعضهم ساعة واحدة في جلسات البرلمان. يتحدثون عبر الفضائيات وفي الصحف والمجلات عن هموم الوطن والمواطن وأن مصلحتهما فوق الجميع ؛ولكن الحقيقة التي عرفها الجميع أن مصلحتهم فوق مصلحة الوطن المواطن. وما يحزن في بلدنا اليوم هو الصراع الدائم بين ديكة السياسة ممن يجهلون فن السياسة فيناورون ويلعبون كما يلعب الصبية والغاية هي الفوز ومن أجله الغاية تبرر الوسيلة.
أشهر مضت وربما ستمضي أشهر أخرى ونحن في حيرة بين الثقة بدولة رئيس الوزراء وعدم الثقة به، مثلما هي حيرتنا في تصريحات السيد مقتدى الصدر التي جعلتنا لانعرف حتى هذه اللحظة هل هو مع المالكي أو ضده .عرفنا بان الديمقراطية لعبة ولكنها لعبة أهم ما فيها أن تكون نظيفة ،وأن يحترم الرأي والرأي الآخر وأن تسود الثقة بين الجميع.
لقد ظنت أم عامر أنها وبعد تسع عجاف في عراق الديمقراطية لا في ديمقراطية العراق ،هذه الديمقراطية المشوهة، فوقفت لتعلن بصوت العراقية الأصيلة هموم بنات جنسها بل هموم كل العراقيين وهي تنادي " هيه وليه " امام الكاميرا في قناة الفيحاء العراقية ومن امام شباك دائرة التقاعد في البصرة وفي يدها ملف معاملة راتب زوجها المتقاعد المريض المقعد مرددة وبالنص وبطريقة عراقية جنوبية عذبة و أصيلة :( شني هاي جا هي ولية غمان لو زينين ، والله طلعت ارواحنا الكهرباء ماكو 24 ساعة،والماي يجي بالطرنبة وسخ ... الغني شبعان والفقير ميت جوع والله حسره علينا الفواكه .. شسولي يقتلوني ؟! اراجع هنا في هذا الشباك صاري سنة حتى احصل على راتب زوجي المتقاعد .. وهو الراتب شكيفي شهر شهرين .. ياهو الذي يجي يصير يتركز براسنا ويصير براسنا أوكي ... اجو سجلوا اسمائنا. وممنوع الفرح وممنوع الموسيقى في الاعراس جا هي شنية مانفرح ... حسرة تذهب الى الطبيب الفحص والدواء والاشعة بمائة وخمسين الف دينار .. هذا اشلون وطن ياربي ... جا هي ولية غمان !؟) .
لم تطلب أم عامر سوى أن يكون راتب زوجها كافٍ لإعالتها ،فهي لم تطالب براتب النائب او الوزير او المحافظ. لقد كان مطالبها بسيطة كبساطتها، كانت تريد الكهرباء والماء وشيئا من الفواكه وبعض الدواء. ومع كل أوجاعها، ومع كل هذا الحرمان الذي كانت تعيشه كانت تريد أن تفرح وأن تسمع الموسيقى وربما كانت تريد أن ترقص معها في عرس أخ أو صديق أو حبيب . ولكنهم قيدوا فرحها ضمن قائمة الممنوعات وهي ابنة البصرة.
لم تكن أم عامر في وقفتها وفي صرختها خائفة من أحد :( شسولي يقتلوني ! ) فلم تكن خائفة من الموت قتلا ،ولكن الجبناء ممن لم ترق لهم عظمة أم عامر وممن رجفوا وارتعدوا من كلماتها قتلوها . لقد ماتت أم عامر ولكن الشعب العراقي يا جبابرة العصر لن يموت .لقد ماتت عامر في عهد حكم لقيط .ماتت ام عامر وسترتاح من مراجعة دوائر دولتنا ومن ضيم الكهرباء وهم الماء ووجع الدواء ومعاناة البطاقة التموينية. ماتت أم عامر ضحية للديمقراطية ولكن صوتها سيظل هادرا في كل شبر من أرض العراق وستظل صرختها مدوية في اذان الدكتاتورية والمتسلطين.



#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولي أنت
- ذات الخال
- آلية سحب الثقة من الحكومة وحل البرلمان
- وداعا يا صباح
- أباطيل وأكاذيب فيما قاله إبراهيم عبد الرحمن الداود
- نشيد هيت
- مانريده وما يريده السياسيون
- أمنيات عراقي بالعام الجديد
- حوار مع رجل تعدى الستين
- عبد الحميد عبد المجيد الهيتي
- سألت الحب
- إقليم الانبار بين الداعين اليه والرافضين له
- قصيدة دار سعدى
- المهلهل بن ربيعة
- الأفوه الأودي
- الشنفرى الأزدي
- كذبة المائة يوم
- حلم بين الكتل السياسية والكتل الكونكريتية
- رسالتان الى عمان والى السلطان
- دولة المواكب


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - قحطان محمد صالح الهيتي - قتلوا أم عامر ...قتلوا الديمقراطية