أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد صبيح - ماذا لو...














المزيد.....

ماذا لو...


خالد صبيح

الحوار المتمدن-العدد: 3756 - 2012 / 6 / 12 - 00:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



روى المناضل الوطني العريق زكي خيري في مذكراته انه كان قد شارك في عام 1928،وكان في السابعة عشر من عمره، في مظاهرة جماهيرية تضامنا مع الشعب الفلسطيني تندد بقدوم السير (الفريد موند) احد دعاة الحركة الصهيونية الى بغداد. واثناء المظاهرة هاجمتهم في نقطة ما قوة من خيالة الشرطة بقيادة رئيس شرطة بغداد، وقد تسبب حصان رئيس الشرطة بكسر كتف الفتى زكي خيري مما اضطره لترك المظاهرة بسبب الالم، وفي طريق عودته التقى مفوضا للشرطة اسمه (عبدالقادر دولمة) كان زميلا قديما له في المدرسة فاخبره عما حل به:
ـ ان مدير شرطتكم قد كسر كتفي.

فوجهه المفوض الى مركز شرطة قريب ليرفع فيه دعوى ضد مدير شرطة بغداد. وفعل خيري ذلك بدون تردد. وحين علم مدير الشرطة غضب وارسل بطلب الفتى زكي في الليل مع ثلة من الشرطة ومختار المحلة. طردهم عمه بصوته الجهوري من غير ان يفتح لهم الباب، لكنهم عادوا بعد بضع ساعات، بعدما سكر العم ونام نومة ثقيلة، فاضطر زكي خيري، بالحاح من والدته، للذهاب معهم، وعرف في الصباح ان في الموقف هناك ايضا بضع اشخاص من رفاق المظاهرة منهم حسين جميل القائد الوطني المعروف لاحقا. وفي الصباح ايضا جاء مدير الشرطة الى الموقف ليتفقد الموقوفين ويرى الفتى الذي اشتكاه. سأل الموقوفين عن حالهم، فتجاهلوه بالصمت. غضب وخرج بعد ان كرر السؤال وتلقى نفس الجواب. وفي المساء أطلق سراح زكي خيري بكفالة.

بسبب نفس المظاهرة ذُكر (في مصدر اخر) ان الملك فيصل الاول، وبضغط من سلطة الانتداب البريطانية، كان قد فصل، على خلفية الحدث، مجموعة من المعلمين والتلاميذ ( بينهم الشاعر الغنائي المعروف سيف الدين ولائي)، لكنه اعادهم للعمل والدراسة بعد اسبوعين. وحين احتج الانكليز ضحك وقال:

ـ ماذا تريدون اكثر، لقد عاقبتهم.

اكيد ان ابناء الاجيال المتاخرة يذكرون جيدا ويعرفون ان اي شرطي محلي، ناهيك عن شرطي الامن، منذ الخمسينات الى يومنا هذا، قادر ان يهين ويجرجر اي شخص لايروق له سلوكه الى السجن او التوقيف، بحق وبغير حق. ولاداعي لان نتطرق للممارسات الفضة وطرق التعامل القرقوشية التي طغت زمن البعث، مثلا (اهانة وضرب ضباط شرطة المرور من قبل حماية علي حسن المجيد وباشرافه الشخصي، كما ظهر في فلم الفديو المسجل للحادث، لانهم اوقفوا موكبه ليمر موكب عدي صدام حسين!!).

مرة اخرى مع زكي خيري ومذكراته فقد ذكر في موضع اخر ان الشيوعيين السوريين قد دهشوا من قسوة الحكم بالسجن سنة وسنتين على خيري ومجموعة اخرى في عام 1935 لنشاطهم السياسي. لانها بنظرهم كانت احكاما قاسية. بينما دهش خيري وجماعته للاحكام القاسية التي اصدرها شاه ايران على القادة الشيوعيين هناك، تقي ارائي ورفاقه، بالسجن عشر وعشرين سنة.

ماالذي الت اليه اوضاع المعارضين السياسيين، بعد سنوات، في هذه البلدان الثلاثة؟.

لاحقا سيمارس النظام الملكي الاستبداد ويزداد قسوة في معاقبته لخصومه السياسيين. بيد ان قسوة وانفلات وهمجية العهود اللاحقة وخصوصا عهد البعث جعلت قسوة النظام الملكي واستبداده السياسي يبدوان وكانهما واحة للديمقراطية وفردوس للحرية.

اتساءل:

ماالذي جعل مدير شرطة بغداد يحجم عن معاقبة فتى اساء له بحسب اعراف ومقاييس ذاك الزمن عقوبة عنيفة وقاسية؟. يومها لم يكن العراق، كحاله طوال تاريخه المعاصر، دولة قانون ولا فيه نظام ديمقراطي. بل العكس فقد كان خارجا للتو من بطن الدولة التركية القاسية والبيروقراطية والمتخلفة، وكانت الاعراف الارستقراطية، بما تفرضه من شروط تراتبية متعالية لقيمة الانسان، شائعة ومتحكمة في المجتمع، أي ان المجتمع، العراقي كعهده دائما، منقسم الى خاصة وعامة، ولم يكن زكي خيري من ابناء الخاصة، الذوات، بل كان فقيرا من ابناء طبقة وسطى ماتزال تحبوا وتتعثر بخطاها وهي في طور التشكل. فهل كان ذلك بسبب خصلة، مرت مرورا عابرا، لدى النظام السياسي بعمومه، وتسربت بعد ذاك بخفة ليحل محلها التجهم والقسوة والاستهتار؟. هل كان بسبب صفة شخصية لمدير شرطة بغداد نفسه؟!!.

اين يمكن ان نعثر على اجابة؟ّ!!!.

هل نعود الى السؤال التاريخي عن دور الفرد في التاريخ؟.

ومن دون (التورط) والخوض في متاهات نظرية عن دور الصدفة والفرد في التاريخ
اتساءل:

ماذا كان يحدث لو ان ضابط المرور الذي لاحق صدام حسين، بعد المحاولة الفاشلة لاغتيال عيدالكريم قاسم في شارع الرشيد عام 1959، واطلق عليه النار واصابه بساقه، حسب الرواية الرسمية لنظام صدام حسين التي صاغها روائيا عيدالامير معلة في رواية الايام الطويلة، اقول كيف كان سيكون عليه شكل تطور العراق او مصيره لو ان هذا الضابط قد اجاد التصويب لحظتها ونجح في قتل صدام حسين؟.

كيف كان سيكون عليه مصير العراق ونخيله اللذين دمرتهما رعونة ومطامح صدام حسين المخبولة؟.

وماذا كان يمكن ان يكون عليه مسار الاحداث ومصير العراق لو ان صدام حسين وجماعته كانوا قد نجحوا حينذاك في قتل عيدالكريم قاسم في محاولتهم الفاشلة تلك؟.

وماذا كان يمكن ان يكون عليه مصير العراق وايران والمنطقة برمتها لو ان الشاه (محمد بهلوي) لم يرضخ لضغوط الحوزات الدينية ونفذ حكم الاعدام بالخميني بدل نفيه الى النجف، ليعود بعد سنوات ويسقط حكم الشاه وتشتعل الحروب والتوترات والمد الاسلاموي في المنطقة؟.
والسؤال الاهم لماذا لم تتحقق كل هذه الاحتمالات - المصادفات الجميلة والضرورية؟!!.
ولماذا تضافرت كل هذه الوقائع المشؤومة لتخلق مصيرا عراقيا ماساويا وكالحا.
هل هو حظ العراق والعراقيين العاثر... ام....؟.



#خالد_صبيح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يعترفون؟!!
- بورترية: علي العسكري.
- معادلة النزاهة والسلطة
- سروال المغاوجة ومحنة دكتور فارس
- أصوليتان تتصارعان ضحيتهما التاريخ
- حماية الديمقراطية في بلدان الربيع العربي
- مغالطة
- المخلوعون.. ومحنة ابن صالح
- العراق... رهين المحبسين.
- الاحتجاجات العراقية
- هؤلاء مختلفون
- إرهاصات ثورة مصر
- مواقف من ثورة تونس
- احذروا التقليد
- الى الشارع سر!
- كومونة تونس
- التعليقات في الحوار المتمدن
- لمحة قصيرة عن النقد عند اليسار العربي
- العنصرية ضد الذات
- ‌أسرى في ضيافة الأنصار لشيوعيين


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد صبيح - ماذا لو...