أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - ماذا بعد اللقاء الأول لمحاسبة رئيس الحكومة!؟















المزيد.....

ماذا بعد اللقاء الأول لمحاسبة رئيس الحكومة!؟


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 3730 - 2012 / 5 / 17 - 16:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماذا بعد المناظرة الأولى

أيام قليلة مرت على جلسة اللقاء الأول، أو المناظرة الأولى أو الامتحان الأول الذي خصص لمحاسبة رئيس الحكومة الإسلامية من خلال أسئلة شفهية حول السياسة العامة لحكومته، أسئلة وجهتها له جميع الفرق والمجموعات النيابية في جلسة عمومية عقدت بمجلس النواب شملت ثلاثة محاور أساسية تعلقت بتنفيذ الالتزامات الحكومية في ما يخص المخطط التشريعي ومحاربة اقتصاد الريع وإنعاش الشغل والتخفيف من ظاهرة البطالة. وقد توزعت التساؤلات و التعقيب عن أجوبتها بين مؤيد للسياسة العامة التي تنهجها الحكومة في هذه المحاور الثلاثة و بين معارض لها، وسجلت بعض الخرجات المطالبة بتحسين الأداء الحكومي،
لقاء قيل فيه وعنه الكثير ووصفه السياسيون بشتى النعوت والأوصاف وشهد الخصوم قبل الموالين على أنه كان فعلا لقاء تاريخيا بكل المقاييس.
لم تكن ميزة اللقاء وفضله بسبب جدة الحدث وضخامته، ولا بسبب براعة الحوار والنقاش والأداء الذي شابته بعض العيوب من كلا الطرفين، ولم يكن الفضل بسبب شعبية رئيس الحكومة التي نشرت حولها جريدة " ليكونوميست" في 23-01-2012 استطلاعا يؤكد أن بنكيران يحظى بثقة 88 في المائة من المغاربة، ولا لكونه خطيبا مفوها وساخرا ممتعا ومريرا، يرد بأريحية تسحق خصومه ومعارضيه، لكن كان كل ذلك، لأنه الأول من نوعه في الوطن العربي وفي تاريخ المغرب، وأتمنى صادقا أن لا يكون بيضة ديك لا تفقس مثيلات لها، فنرى مثل هذه الجلسات/المناظرات تتوالى وتتعاقب كل شهر، تطبيقا لأحكام الفصل 100 من الدستور والذي تنص الفقرة الثالثة منه على أنه «تقدم الأجوبة على الأسئلة المتعلقة بالسياسة العامة من قبل رئيس الحكومة، وتخصص لهذه الأسئلة جلسة واحدة كل شهر، تقدم الأجوبة عنها أمام المجلس الذي يعنيه الأمر خلال الثلاثين يوما الموالية لإحالة الأسئلة على رئيس الحكومة" وذلك حتى نتعلم ونتعلم مما ستكشف عنه اللقاءات من حقائق عارية أمام الشعب المتعطش -كما تنكشف الرمال عندما يتراجع البحر- لردود فعل معارضة ملتوية ومتشابهة جدا، لا ميزة لأي منها على الأخرى، تفوح منها روائح الخوف والارتباك من جرأة خصم كبير وعنيد -جرأة لاشك ستسمر مادامت مسنودة برأي عام يطالب بالشفافية- افقدها بوصلتها ودفع بها دفع الدواب إلى توجهات وصراعات لا طائل للشعب بها لتتغير أخلاقة أو أحواله.
منذ وقتها وهناك سؤال يحيرني ويلفت انتباهي وهو: لماذا شحذت المعارضة سكاكين القدح والذم في حكومة بنكيران ونهجها في أمور لم تحققها نفس المعارضة يوم كانت في نفس الموقع والسلطة طيلة عقود؟؟ "أو الجمل ماكا يشوف غير حدبت صاحبو، أما حدبتو فغايبا عليه" كما يقول المثل المغربي، فالهجوم خلال هذا اللقاء التاريخي لم يكن إلا محاولة يائسة لتشوية صورة رئيس الحكومة الإسلامي وحزبه اللذان تيقن الجميع أنهما يسيران بخطى واثقة ونية صادقة نحو تحقيق ما وعدا به المغاربة خلال الحملة الانتخابية التي أهلتهما إلى كرسي الرئاسة، هذا الكرسي الذي يسيل لعاب العقول المسكونة بالسلطة، التي ترفض الاعتراف بالأمر الواقع والمصرة على تقمص دور الببغاء المردد لكمية من الكلام المكرور الهجوم على الآخرين وتشويه سياستهم بكلام عام بلا دليل أو سند، أو بدليل مغلوط أو ناقص، أو أمر ملتبس، وهم يعلمون علم اليقين أنه عندما يكثر المرء من الهجوم على غيره، فذاك ليس دليلاً على قوته أو براعته، بل هو دليل قاطع على ضعفه، وقلة دربته، وتعبيرا جليا على خيبة أمله في استرجاع سلطة كان يظن أنها باقية إلى الأبد ولا يكاد يصدق ضياعها، وهو يرى ملكه يغرق وجاهه يذهب إلى غير رجعة، ورغم كل ذاك الصراع والوعد والوعيد تحت قبة البرلمان وأمام كامرات وسائل الإعلام، فلو حصل أن دعي أي من أصحاب ذاك الضجيج الهائج والزعيق المائج، للمشاركة في الحكومة للحس نقده وابتلع لغطه وهدره، وهرول للكرسي ويحمد الله دون أن يزيد أو يعيد؛ اسألوا عن ذلك الأمر ملامح وجوه بعض المتدخلين الذين انتفخت أوداجهم خلال هذا اللقاء غير المسبوق والذي لم يعرف له مثيل في عهود تسييرهم للشأن العام، واسألوهم عن سبب خوفهم من استشراف آفاق جديدة للسياسة المغربية، وعزوفهم المرضي عن كل رغبة في خلخلة مشهدها القديم الذي فقد الكثير من وهجه ومصداقيته وارتباطه بنبل السياسة كخدمة عمومية، وتخلى عن الكثير من أدواره ووظائفه واستقلاله. اسألوهم هل وقوفهم كمسؤولين عن أحزاب سياسية وطنية عريقة، أمام عدسات كاميرات القنوات الرسمية للإدلاء بتصريحات الإدانة والشجب والاستنكار وتوجيه الشتائم والسباب، وهم هائجون مائجون متشفون وصدورهم متلونة بالمصالح الحزبية والشخصية... اسألوهم هل هذا ما يحقق الديموقراطية ويضمن العدالة الاجتماعية؟؟
الكل على يقين أن الأمر كله يدخل في باب تفجير لمخزون الكبت والمعاناة والتهميش، أكثر منه رسالة للتغيير الشامل في المجتمع، وقد مل الجميع من "الهدرة" فارغة التي لا طائل وراءها، والنقاش البزنطي الذي لا معنى له والذي تشكل فيه مصلحة الشعب الاستثناء، وأنهم "عاقوا وفاقوا" ووعوا أن الفاسد لا يمكن أن يكون صالحاً، بحسب حكم العقل وتجارب التاريخ، وأن الفساد كان دوماً ظلماً فاحشاً وخراباً ودماراً لا يراعي أدنى حق من حقوق الشعب المغربي الصابر الذي لن يقبل للتاريخ أن يعيد نفسه لأنه لو فعلها، فسيكون أضحوكة الجميع كما ذهب إلى ذلك أحد الفلاسفة حين قال:"أن التاريخ إذ يتكرر فإنه سيكون سخرية وملهاة كبرى بعد أن كان في المرة الأولى مأساة عظيمة."
ويكفيني هنا أن أسوق مثلين شعبيين أمازيغيين :"يان دور اتزراي فمخلاو" و"يانْ الدُور أرْيستصا أيدي إغ إدرْ غْواغو" والتي يعني أولهما أن المؤمن لا يلذغ من الجحر مرتين، ويفضح الثاني أمر الجرو الذي يكرر نفس الفعل مرات عدة متصنعا السقوط لإضحاك في اللبن فيقال له ما ترجمته "مرة واحدة يضحك الجرو إذا سقط في صحن اللبن"، وهو تأكيد على استيقاظ المغاربة من غفلة مفروضة باسم النضال وادعاء الوطنية من طرف كل من كان يسير في ركب السلطة وكل الأنظمة الداعمة لها، والتي حان وقت محاسبتها وسوف يكون ذلك شديدا عليها ..
وحتى لا تلعب الظنون كعادتها بالعقول العليلة، فإني لم أكتب هذه المقالة دفاعا عن الإسلاميين –فهم أقدر مني على ذلك وأقوى- ولا لأن أنتمي إلى جهة أو منظمة أو حزب أو فكر أو جماعة منهم، ولا طمعا فيهم كما يفعل "لحاسين الكابا" كما يقول المغاربة، لأني اعتزلت السياسة للتفرغ للكتابة. لكنها كلمة حق في حركية تاريخية لا يتجاهلها إلا كل مصاب بعمى التاريخ، واسأل الله العلي القدير أن يخلق روحا من الانسجام والتكتل بين مختلف الأطياف والتوجهات والمرجعيات لتتجرد من كل الانتماءات، وتعلن عن انتماء واحد وحيد وأوحد هو: الانتماء إلى الوطن وتعلي من شأنه، لأن الذي يعتبر نفسه "أولا أو أصلا"، لا معنى ولا قيمة له بدون مشاركة الثاني والثالث والرابع... وآلاف المغاربة من كل الأعمار ومن الجنسين، وأسأله كذلك أن يلهمني الصواب ويبعدني عن الخطأ، آمين يارب.
حميد طولست[email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظواهر تثير الشوق وتوقظ الرغبة في تكرار الزيارات لباريس.
- مقياس نجاح العمل النقابي بالمغرب !؟
- بائعات الجسد مواطنات لا يجب احتقاراهن.
- هموم مهندس من وزارة التجهيز والنقل
- حلم الخلافة وأوهامها!؟
- وزارة التجهيز والنقل وزحمة الخروقات والتجاوزات !؟
- الذكورية المتطرفة تفقد المرأة روح التحدى والصمود والثقة في ا ...
- إذا كنت وزارة الداخلية -أم الوزارات- فإن وزارة التجهيز والنق ...
- هل نحن العرب في حاجة ليوم واحد للكذب؟ !
- غزو اللحى ينشر سحبا من الغموض !
- غلاب واليازغي يزاحمان الرباح على دور بطولة محاربة الفساد !
- الدعوة للخلق الحسن !!
- صعود التيار الإسلامي وتهميش المرأة !!
- الحكومة الإسلامية وقضية -لاكريمات- المأدونيات !؟
- الفكاهة والحكومة الإسلامية!
- الأماكن لا تضيق بأهلها !؟
- لماذا لا نحتفل بالحب، وقد دعا الإسلام لذلك؟
- أحيلوها على القضاء فهي جريمة
- ربطة عنق الرئيس la cravate du president
- تجاهل الحقيقة لا يمكن إخفاؤها أو تغيبها.


المزيد.....




- قد تعرض حياتك للخطر.. كيف تتفادى الاصطدام بغزال شارد في أمري ...
- نواب ديمقراطيون يطالبون بالضغط على إسرائيل لزيادة مساعدات غز ...
- تعزيز الإجراءات الأمنية في القدس قبل انبثاق النار المقدسة
- سياسي فرنسي يحذر من تداعيات إرسال قوات من بلاده إلى أوكرانيا ...
- الجيش الأوكراني يشتكي من الحالة التقنية السيئة لراجمات الصوا ...
- ابتكار -بلاستيك حي- يحتوي على جراثيم تمكنه من التحلل
- طبيبة توضح فوائد وأضرار القهوة الصباحية
- وفد حماس ومدير CIA يصلان إلى القاهرة في إطار مفاوضات غزة
- رئيس لاوس يزور روسيا للمشاركة في احتفالات عيد النصر يوم 9 ما ...
- الدبلوماسية الأمريكية هالة هاريت تكشف دوافع استقالتها من وزا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد طولست - ماذا بعد اللقاء الأول لمحاسبة رئيس الحكومة!؟