أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جاسم عبدالله صالح - هكذا ينمو العقل في الشرق الأوسط !















المزيد.....

هكذا ينمو العقل في الشرق الأوسط !


جاسم عبدالله صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3727 - 2012 / 5 / 14 - 23:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقوُل الروائيُ الأمريكي جاي جي هولاند : ينمو العقل عن طريق ما يتغذى عليه. يا ترى كيف ينمو العقل في الشرق الأوسط ؟
1 - التّخوين .
2 - التّجهيل .
3 - التّحقير .
4 - الشّتم .
5 - القتل .

التّخوين :

يقولُ الفقيه الصوفي المصري ابن عطاء الله السكندري : " نسيانُ الحق خيانة، والاشتغالُ عنه دناءة. "
لكنْ في الشرقِ الأوسطِ تنقلبُ الموازينُ ؛ فيصبحُ المُتكلّمُ بالحقِ هو الخائن ! و الانشغالُ بالحقِ دناءةْ! فحين يطالبُ أحدُ العلمانيين بإطلاقِ سراحِ المعتقلين العلمانيين أصحابُ الرأي الحر ، يقومُ المؤيدون للنظامِ الحاكمِ الساجنِ للعلمانيين في أي بلد في الشرق الأوسط بتخوينِ المُطالب بسراحِ المعتقلين العلمانيين! و يتم اعتباره من المتآمرين على البلد و تابعٌ للصهيونية العالمية و الماسونية و الصليبية و الشيوعية والبطيخية! في المقابل يقوم المؤيدون للإيديولوجية الدّينية بتخوين المُطالب بالحرية للمعتقلين ويتمُ اتهامَهُ على أنه عدو دينهم لأن هؤلاء المعتقلين العلمانيين يطالبون بالحرية الفكرية والسياسية والدينية وحريتهم تعني العداء للدين [ بمنظورهم السطحي ] .

يقول الأديب المصري عباس محمود العقّاد : " كن شريفا أمينا، لا لأن الناس يستحقون الشرف والأمانة، بل لأنك أنت لا تستحق الضعة والخيانة. "
الخيانة: هي بيعُ الشرفِ و الأمانة ! فمن يكون الخائن لوطنه و لشرفه و لمجتمعه ولعقله ؟ الساكت عن الحق ، أمثال الذين يسكتون عن الاعتقالاتِ التعسفيةِ لأصاحب الرأي و القتل و الجهل و الشّتم والتّحقير و التّخوين ، أمّا الذين يطالبون بالحرية الفكرية و إطلاق سراح المعتقلين السياسيين و يدينون القتل و يكشفون الجهل و ينبذون الشتم و التحقير و التخوين ؟
منطقياً : الذين يقومون بتخوين العلمانيين لأجل عمل العلمانيين على تثقيف المجتمع و دحر الديكتاتورية و الجهل و التخلف و العنف . هم الخائنون وليس سواهم . عدا عن خيانة الأوطان بركوب موجة البدّونة . فحين ينكرون قوميتهم العريقة كالآرامية و الفرعونية و البابلية و الأمازيغية لأجل ركوب موجة العربنة ، فهم الخونة لبلدانهم و تاريخ الحضارة لقوميتهم العريقة . بينما يقوم العلمانيين على إحياءِ التراثِ الحضاري القومي للبلد بدل الجهل و التخلف الآتي من عربان الصحراء !
على مبدأ السماح بحصول شيء منافِ للأخلاق أمام عينيك ؛ يقول روجر فريتس :"أسوأ صور الخيانة التي يقترفها الموظف هي السماح لرئيسه بارتكاب خطأ كان من الممكن تجنبه. "



التجهيل :

يقول الأديب اللبناني أمين الريحاني : التّعصب والخوف توأما الجهل والتقليد.
يقوم المُختلفين معنا بالرأي بتجهيلنا بأبسط الأمور والسبب يعود لتعصبهم الشديد و أقول أنا دائماً : المُتعصب مثله مثل بؤبؤ العين ؛ كلما زاد الضوء المسلّط عليه زاد انكماشه. لذلك يخافنا ، بل يخاف التغيير ، إن حاول مناقشتنا فلن يطول النقاش إلى أن يصل للتجهيل : أنتم جهلة . فقط لأننا نخالفه الرأي . مع العلم إنه لا يقوم بفك الحصار المعمول على عقله من قبل رجال دينه و رجال سياسته ، ولا يسأل لماذا تقوم جميع الحكومات في الشرق الأوسط بتجهيل الشعب لكي ينشغل بلقمة عيشه و بيته و يحلم بالزواج و ركوب السيارة! فالتجهيل المقصود هو الحكم بلا حدود!

عندما يقومون بتجهيلنا نقسو عليهم بالنقد فيقول البعض لنا أعذروا الجهلة ! تقول إيرين بيتر : "الجهل ليس عذراً، بل هو أصل المشكلة. "
فجهله هو من جعله يقوم بتجهيلنا ، يعني هو لا يدري ما هو النقاش ولا مرجعية له ولم يقرأ عن الشيء الذي نناقش به ، مع ذلك يقوم بتجهيلنا لأن ما طرحناه من كتبهم أو من واقع سياستهم هو حقيقة يجهلها هو و يعترف بقوله : أنا لستُ سياسياً ولا فقيهاً ! طيب على أي أساس تقوم بمناقشتنا و تتهمنا بالجهل ؟ وكيف أكون أنا جاهل إن كنتُ قد وضعتُ لك نّصاً صريحاً في نقدي ؟ فمن هو الجاهل بيننا ؟ أنا صاحب المرجعية أم أنت صاحب التجهيل لأن المطروح يخالف رأيك السياسي أو الدّيني ؟ قيل للبغل: "من أبوك" قال "الفرس خالي .

التّحقير :

يقول أحدهم : مهما تعرضتم للتحقير , والتعثر , والتقليل , والإهمال , والتهميش, و التطنيش , يجب أن تؤمنوا أن قيمتكم الحقيقة لم تُمس ! و على هذا المبدأ نسير ؛ و طبعاً الكلاب تنبح . يقومون بتحقيرنا لأننا نخالفهم الرأي ، أنت حقير . حين نضع لهم ما يخرسهم ... فلا يكتفون بقولها ، بل يعمل بهم العامل الثأري المتوارث من عادات البدو ، فيلجئوا لأساليب قذرة ، منها إطلاق الإشاعات و الحكايات السخيفة و اللجوء للخصوصيات الشخصية التي ليس لها علاقة بأن يكون المرء ناقداً لتخلفهم .

أحد أهم الباحثين الكبار حصل له هذا التّحقير ، فلجأ المُحقّرون له لأسلوب بغيض فقالوا عنه أنه مثلي الجنس [ لوطي ] و أنتم تعلمون أن هذه الصفة مذمومة جداً و خصوصاً في الشرق الأوسط رغم وجودها و بكثرة و التقارير تقول ذلك وخصوصاً في الخليج . و على لسان ذلك الباحث الكبير قال لي : يا أخي لو أنا فعلاً مثلي الجنس لما انزعجت فهي ستكون حقيقة ، لكن أن تكون إشاعة و يتناقلها الكثير من الذين يريدون للعقل أن ينام و يحل محله التخاريف ، فهنا المصيبة! ، كما قامت عصابات التخلف و الانحطاط الأخلاقي بعمل حسابات وهمية وصفحات باسم كاتبة مميزة و تنويرية و حروفها من ذهب خارجة من منجم العقل ، عملوا من تلك الصفحات التي تحمل أسمها إنها مثلية الجنس أيضاً [ سحاقية ] بل و تدعوا للدعارة و السحاق واللواط الخ الخ . وكما فعلوا لي صفحات اقتصرت على كراهيتي و تحقيري ، ولا نعلم ما هو القادم بما أن العقل محكم الأقفال / أقول دائماً : "عندما يرحل العقل تُباح المحظورات ".


الشتم :

يقول الصحفي المصري مصطفى أمين :" الشتائم ضريبة النجاح."
فعلاً, أنا أقول دائماً لأي شخص يقوم بشتمي إني أصبت الهدف ، فالصراخ على قدر الألم!
يقوم المختلفين معنا بالرأي بشتمنا بمناسبة أو بدون! ولا يقتصر الأمر على الرجال ، بل هناك نساء يقمن بشتمنا بأبشع الألفاظ الدّالة على التربية المتدنية! .. طيلة سنين تواجدي بألمانيا لم أصادف اثنان ألمان يتشاجرا و يقومان بشتم بعضهم البعض! [ بالفعل الدال على كلمة مشاجرة ] حصلت أمامي بعض المواقف و ظننت ما يحصل هو مزاح ليس أكثر! فهم يختلفون باحترام بالغ! في اللغة الألمانية صيغتان للمخاطبة ، الأولى [ Sie ] يعني حضرتك و الثانية [ Du ] يعني أنت ، تستعمل بين الأصدقاء و الأهل ومع الأطفال ، أما الأشخاص الذي لا تعرفهم فيستعمل الزي . يقوم الألمان بشتم بعضهم قائلين : حضرتك غبي . لا يقول له " أنت " غبي ! طبعاً لا تحدث إلا نادرة ،[ على الأقل أنا لم أرَ سوى ذلك و طبعاً لا يخلوا أي بلد من العاطل والصالح ] أما بين الأصدقاء فتستعمل عادي ، يقولها باحترام فتخيلوا يا رعاكم زيوس! بينما لدينا بين الأصدقاء : يا جحش يا حمار يا حيوان يا ابن العرص يا ابن الحيوان . أما بين الغرباء : يلعن توت أمك على توت أختك على على على على ، بدي اعمل هيك و هيك بأختك وأمك . قمة السفالة باختصار .
يقول الفيلسوف الأمريكي جورج سانتايانا : "السّباب بقايا التقوى ."


القتل :

يقول الفيلسوف الفرنسي دنيس ديدرو :" لم يسبق لفيلسوف أن قتلَ رجلَ دينٍ، لكن رجل الدّين قتل الكثير من الفلاسفة."
القتل في الشرق الأوسط معظمه بسبب الدين ، أما مرتد أو مُخالف للرأي الديني أو نقد الدين أو بدواعي دينية كقتل المتزوجين من أديان أخرى أو جريمة [ شرف ] التي يحض عليها الدين . لكن لا يخلوا الشرق من القتل بغاية السرقة أو الانتقام أو شيء آخر . لكن يبقى الدّين هو الأكثر ذنباً في الجرائم . يقوم رجال الدّين أو حتى الأتباع بإصدار فتاوي بقتلنا بعد الكثير من التهديدات السافلة ، ومن يقتل علماني [ كافر بمنظورهم ] فهو بالجّنة خالداً بها بين كمشة حوريات و غلمان ! لأنه قام بتخليص الأمة من هذا الكافر العلماني الذي أراد تنويرهم و جعلهم يستيقظون مع ثباتهم العميق الذي يعطي رجال الدين فائدة كبيرة جداً ، بل تخلف الأتباع هو عبارة عن منجم ذهب! و أقول لرجال الدّين التكفيريين : السَّرْج المُذهَّب لا يجعلُ الحمار حصاناً .

في هذه الأيام التي يشهد بها الشرق عواصف إجرامية تحت ما يُسمّى بالربيع العربي و ما هو إلا بخريف! أصبح القتل بدواعي سياسية ودينية بآن معاً ، ديكتاتور سياسي و ديكتاتوريين دينيين يقومون بالاقتتال على كرسي العرش ، يقوم التابعين للسياسة بقتل المخالفين لهم كما يقوم الدّينيون بقتل رجال السياسة لأنهم " كفرة " و أعداء الأمة الإسلامية كما يصفوهم! و يطالبون بدولة الخلافة ليحلّ مكان القتل بالأسلحة التي صنعت على أيدي كفرة ، التقطيع بالسيف والرجم بالحجارة .
و طبعاً الاثنان أضرب من بعضهما ، يقول الفيلسوف دنيس ديدرو " : لن يتحرر البشر إلا عندما يتم خنق آخر مَلِكٍ بأحشاء آخر رجل دين."

هذه الأمة تخاف التغيير :
يقول الفيلسوف الفرنسي في القرن السابع عشر "Francis Bacon : إذا لم نغير الواقع نحو الأفضل عمدا، سيتغير الواقع نحو الأسوأ سهوا ، ولنا القرار!
فأختر التغيير بنفسك أما للأفضل نصنعه بأيدينا أو للأسوأ سهواً بسبب انشغالكم بتكفيرنا و تحقيرنا و شتّمنا و تجهيلنا وقتلنا .

وديع طعمة : لستُ بعالِم و لا فيلسوف ؛ أنا رجل عادي قد سبق له و تعلمَ الدّرس من الماضي التّعيس الموجود بكتبنا . و يحذر الآن من إعادته لتجنب الدمار الشامل الذي يحيط بنا من كل الجوانب .

دمتم بعقل



#جاسم_عبدالله_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم انحدر البدو من الجزيرة (1)
- الإعلام يصنع المجتمع !
- ماذا يعني أن تكون مُحايد في سوريا ؟
- هذا دينكم ... إهداء للشيخ عدنان العرعور !
- هل ستصبح شام إف إم من سلالة - تابو - رضي الله عنه ؟
- يهودية تُميت محمد كما شرط على نفسه
- نبي الرحمة لم يرحم حتى نساءه
- خلصت سوريا على خير ! هكذا كانت النهاية السعيدة .
- المسلمين وعبادة محمد
- ما بين كلب تحت السرير و موت ورقة بن نوفل ؛ عاش الرسول تصحر ف ...
- لقد تعلمنوا لأجل شتم المعارضة كما آمنت المعارضة لأجل قتل الن ...
- ما بين الحجر الناطق والحجر الأسود النيزكي الناطق ؛ أين يقع ع ...
- الاقتباسات المحمدية من اليهودية والمسيحية ؛ قراءة ألمانية لل ...
- بُراق محمد الطائر ؛ أسطورة من آلاف السنين !
- أسطورة رجل بلا عنوان !
- أم المؤمنين تصف محمّد : بالكلب الذي يلهث !
- فتوى لسماحة المفتي البطرك ناصر قنديل قدس الله سره
- فتوى سماحة المفتي البطرك السياسي الديني ناصر قنديل قدس الله ...
- إن كان رسولكم محمد تاب و أعتذر عن سرقة الناس وهتك أعراضهم وش ...
- الحزب السوري القومي يبيع القضية و نارام سرجون يدس السم في ال ...


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جاسم عبدالله صالح - هكذا ينمو العقل في الشرق الأوسط !