أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوى - صوت المرأة ثورة














المزيد.....

صوت المرأة ثورة


نوال السعداوى

الحوار المتمدن-العدد: 3707 - 2012 / 4 / 24 - 09:10
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    



لم تفشل المظاهرات يوم ٢٠ إبريل لتجميع الحركة الوطنية الثورية المصرية، المخلصة لأهداف ثورة يناير وفبراير ٢٠١١، وسعت لإجهاضها، دون جدوى، كثير من القوى المسيطرة بقوة العضلات والحناجر والأموال والتهديد بشرع الله لمن يخالف الأمر. السلاح الناجح لإجهاض أى حركة شعبية ثورية هو تقسيمها، لتفتيت قوى الشباب والنساء والرجال والأطفال، ليصبحوا فرقا متناحرة مبعثرة يسهل ضربها.

ضربت الحركة النسائية المصرية، «كما ضربت الحركة الوطنية رجالاً وشباباً ونساءً وعمالاً وفلاحين»، بسبب تقسيمها إلى منظمات صغيرة متفرقة متناحرة حول المصالح المؤقتة، تابعة للحاكم والوزير، أو لزوجة الحاكم والوزيرة، أو رئيسة المجلس القومى للمرأة، يتم تكريس جهودهن لخدمة السيدة الأولى والوصيفات الوزيرات ورئيسات الجمعيات النسائية، وكل من يخضع ويركع.

أى امرأة «أو رجل» فى مصر، ترفع رأسها بكرامة، وترفض الخضوع، يتم على الفور إبعادها عن العمل، ونفيها إلى الخارج أو الداخل، وتشويه سمعتها، كما حدث للثوار والثائرات تحت الحكم الفاسد المستبد.

إن فشلت القوى الثورية فى تجميع نفسها، فسوف تنجح فى المرة القادمة، وبعد القادمة، وبعدها، لا مجال لليأس وإلا عدنا إلى نقطة الصفر، الثورة لا تنجح إلا بالأمل المتجدد رغم الفشل المتكرر، نجح الاتحاد النسائى المصرى، رغم ضربه عدة مرات فى الأنظمة السابقة، وأعاد تكوين نفسه ونجح فى تجميع الآلاف من الشابات والشباب أيضاً، من مختلف الأعمار والتخصصات، وشارك مع المنظمات الثورية الأخرى فى الكثير من الأنشطة والمسيرات الجماعية، تصاعد صوت المرأة المصرية، بعد أن كان مكتوماً، خافتاً، خائفاً، من السلطة والتيارات الدينية، أُخرجت المرأة من خيمة الحريم إلى الشوارع والميادين، ظهر وجهها مشرقا تحت الضوء، وشاركت فى الهتاف المدوى: صوت المرأة ثورة لا عورة، عيون البنات والأولاد تلمع بالفرح وهم يهتفون مع الآلاف والملايين: «صوت المرأة طالع طالع فى الميدان والشوارع».

تذكرت طفولتى، فى المدرسة الابتدائية، وأنا أسير فى المظاهرات، أهتف يسقط الملك والإنجليز، وأضيف مع البنات و«تسقط ناظرة المدرسة»، كانت الناظرة تلسع التلميذة الفقيرة بالمسطرة وتبتسم فى وجه بنت المأمور، يذوب صوتى فى أصوات البنات والأولاد والشباب والشابات، نمشى بخطوة واحدة، لا فرق بين ولد وبنت أو رجل وامرأة، أشعر بسعادة تهزنى من قمة رأسى حتى بطن القدمين، سعادة الإحساس بالعدل والحرية والكرامة، سعادة الإحساس بنفسى وكرامتى وفرديتى وتفردى، تنهمر الدموع من عينى، تذوب فى الدموع الأخرى، يذوب جسمى فى أجسام الآلاف والملايين، تذوب الأنا فى الجميع، أشعر بسعادة الفناء فى الآخرين والحياة بهم، أفقد نفسى فى الكل، وتظل سعادتى باقية بنفسى وفرديتى، كيف؟

السعادة المدهشة على مدى الستين عاماً الماضية من حياتى، تشبه سعادة الإبداع والحب والصداقة والزمالة والعلاقات الإنسانية، «من يفقد نفسه يجدها»، الفيلسوف أو الفيلسوفة التى نطقت هذه العبارة من؟

التحرر من طغيان الأنا، وروابط الرحم والدم، والبيت والقبيلة والعشيرة والدين والطائفة، التحرر من الهويات الصغيرة، تقتل هويتنا الإنسانية وتعلمنا الأنانية.

هناك من لا يتعلمون من الثورات، يتعصبون لحزبهم أو دينهم أو عقيدتهم أو عشيرتهم أو عائلاتهم أو شيخهم أو مسقط رأسهم، يعبدون الفرد، الأب أو الجد، ينتظرون الرئيس المنقذ، الوحيد الأوحد، تعوَّد الكثير منهم العمل السرى تحت الأرض، خضعوا للزعيم القادم أو المهدى المنتظر، يخشون الضوء والوضوح والصدق، يراوغون يكذبون يخونون العهد، يتجمعون من وراء الظهر، يؤمنون بالصفقات غير المعلنة، الغاية تبرر الوسيلة عندهم، فلسفة الضعف والخوف والسجن والمنفى، يتجنبون بطش الأمن بالتعاون معه، التمرس على لعبة الطاعة، لدغ اليد التى تطعمهم، استحلاب الشفقة من الأقوياء، ضرب الضعفاء من الزملاء والزميلات وأهل البيت: الأمهات، والزوجات، والأبناء والبنات، رأيناهم فى كل الثورات والحركات والمسيرات، يراوغون ويتحولون، يضربون من يمنحهم الثقة والحب والإخلاص، رغم تشدقهم بالمثل العليا فى دينهم أو عقيدتهم السياسية، المعايير لاختيار أعضاء اللجنة التأسيسية للدستور، يجب أن تضم كل فئات الشعب، والنساء نصف الشعب، والشباب أكثر من نصف الشعب: فهل يتم تمثيل النساء والشباب بالعدل؟

٣٦ فى المائة من النساء هن المعيلات لأسرهن وليس الرجال، المرأة الشعبية تشتغل فاعلة خارج البيت وداخله، تحمل الحجر على ظهرها ومع ذلك يعتبرونها عاطلة فى الإحصاءات، أغلب ربات البيوت «دون الخادمات» يعملن عشرين ساعة فى اليوم داخل جدران البيت، أكثر من أى رجل عامل أو فلاح أو فاعل أجير.

صوت المرأة ضرورى لوضع دستور عادل، بدون النساء «نصف المجتمع» لا تكون هناك عدالة أو حرية أو كرامة أو ديمقراطية فى أى مجتمع.

ناضلت الحركة النسائية ودافعت عن حقوقها على مدى القرون، مكتسبات المرأة والطفل فى القوانين الأخيرة ليست قوانين السيدة جيهان أو سوزان أو الملكة ناظلى، بل حقوق النساء والأطفال الإنسانية الأساسية، لا يمكن لأحد أن يسلبهم حقهم إلا إذا كان بغير ضمير أو خلق، لكن الحق دون قوة يضيع، والقوة دون حق باطشة، وإن تلفعت بالدين أو المثل العليا، نحن نعيش فى غابة، وليس مجتمعاً إنسانياً راقياً، لأن الأقوى يستغل الأضعف، ويلتهم الكبير الصغير، إنه النظام الطبقى الأبوى الذى يحكم العالم محلياً ودولياً، ولا سبيل لتغييره إلا بالقوى المنظمة الواعية الجماعية من النساء والرجال والأطفال أيضاً.. ألم تسمعوا هتافات الأطفال فى الشوارع، يقولون يسقط يسقط الظلم؟



#نوال_السعداوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رغم أنف «أبوالهول» وخطر الحماية
- الرجل خلف الرجل على المسرح
- وكلمات الثورة يسرقونها أيضاً
- فن المستحيل «حوارات نوال ومنى»
- الخلع البائس.. ومجلس المرأة القومى
- المرأة ورفع الحجاب عن العقل
- النساء والدولة وفضيلة الركوع
- فتاة ثائرة فى ميدان التحرير
- نوال السعداوي - كاتبة و مفكرة و ناشطة نسوية - في حوار مفتوح ...
- كرامة المرأة وكرامة الوطن فى الدستور الجديد
- الطاعة مقابل الإنفاق فى الزواج والعلاقات الدولية
- نحو حركة «الإبداع والثورة»
- مجلس ثورى رئاسى يتسلم السلطة
- لا يحق لكائن من كان الكشف عن العذرية
- هتك الكرامة أو خدش الحياء؟
- الدستور.. النساء.. الخوف من الموت
- المرأة والجنس.. الثورة والدستور
- التغيير الثورى لمفهوم العدالة والشرف
- قوة الملايين والثورة الثقافية
- الحوار الفكرى.. هل مطلوب؟


المزيد.....




- دراسة: النساء استهلكن كميات أكبر من الكحول مقارنة بالرجال خل ...
- -المدرسة تلبي أوهام صبي يتظاهر بأنه فتاة-.. غضب بعد فوز عداء ...
- لبنان.. العثور على جثّة امرأة مقطّعة في المية ومية
- ما هي العوائق التي تواجه النساء في إجراء تصوير الثدي بالأشعة ...
- توصية بتشريع الإجهاض في ألمانيا.. بين الترحيب والمعارضة
- السعودية.. القبض على رجل وامرأة ظهرا بطريقة -تحمل إيحاءات جن ...
- -ملكة جمال الذكاء الاصطناعي-.. الإعلان عن مسابقة هي الأولى م ...
- ازاي احمي المراهق/ة من التنمر؟
- كيفية التسجيل في منحة المرأة الماكثة في البيت 2024 والشروط ا ...
- “قدمي الآن” رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالمنزل في ا ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نوال السعداوى - صوت المرأة ثورة