أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - محمد نفاع - عن المؤتمر السادس والعشرين للحزب الشيوعي: انطباعات وتحديات















المزيد.....

عن المؤتمر السادس والعشرين للحزب الشيوعي: انطباعات وتحديات


محمد نفاع

الحوار المتمدن-العدد: 3687 - 2012 / 4 / 3 - 10:47
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


*كانت مواقف الحزب ولا تزال ثروة نضالية يجب نشر قيمها بين أوسع الجماهير خاصة في هذه الظروف الخطيرة، ظروف الهجمة الاستعمارية الصهيونية الرجعية على الشعوب وحقها*



// اعتمادًا على القاعدة النسبية، نستطيع القول إن المؤتمر السادس والعشرين لحزبنا الشيوعي كان ناجحًا بالنسبة إلى المؤتمرات السابقة منذ الانهيار وفي العديد من الملامح والمجالات وبدون مبالغة.
وقد يكون الجو الرّفاقي الذي ساد في المؤتمر واحدا من هذه الملامح، برز ذلك في مضمون وشكل مداخلات الرفاق، حيث زاد عدد المداخلات على الثمانين، وهذا اكبر عدد في المؤتمرات الأخيرة، وطرحت في النقاش مواضيع، كانت تبدو سابقًا مجالات مغلقة ومحرّمة، حول اسم الحزب والتعامل مع "الرموز الرسمية" للدولة، ومدى صحة تعبير "السلام العادل" فيما يتعلق ببرنامج السلام، وعلى الحزب ان يتعامل مع هذه الأفكار والاقتراحات بمنتهى الجدية والمسؤولية من منطلق المبدئية ومصلحة الكفاح في هذه الظروف المحلية الخطيرة في التصدي للعنصرية والفاشية في ظل حكومة هي الأسوأ حتى الآن.
وفي ظروف عربية وشرق أوسطية فيها الأخطار الجمّة وفيها الآمال العِراض، ورص الصفوف في وجه غيلان الاحتلال والعولمة من قبل الامبريالية وحكام إسرائيل والرجعية العربية التي تلعب اليوم الدور الأخطر وعلى المكشوف في تاريخها، ليس فقط على حساب القضية الفلسطينية بل لمحاولة تذليل كل نظام وكل قوة سياسية معارضة لهذا الخطر الدّاهم، مثل سوريا وإيران والمقاومة اللبنانية، ومع ان "البدائل" التي "أُوصلت" إلى الحكم في تونس ومصر وليبيا كانت ضربة إلى طموح وآمال وأهداف الجماهير، إلا ان لهذه الجماهير ستكون صولات وجولات قادمة، وهنالك بدايات لهذا المسار الحتمي.
لقد ظهرت في المؤتمر وهو أعلى هيئة حزبية، الوحدة السياسية والفكرية للحزب، وضرورة الحفاظ على خصوصية الحزب الأممية والطبقية، على أسس الماركسية اللينينية، وهذا هو الأمر الحاسم.
وظهرت "وحدة الحزب" حول ان التنظيم الحزبي بحاجة هائلة إلى تقويته في كافة الأطر من الفرع والمنطقة إلى الهيئات المركزية.

المسؤولية الشخصية إلى جانب العمل الجماعي

إن هذا النجاح الذي أشار إليه الرفاق في مداخلاتهم وجو البهجة والتفاؤل في اختتام المؤتمر، وكذلك ما كتبه عدد من الرفاق ومنهم عمر غزاوي وجهاد سعد ومفيد صيداوي وأسعد يوسف كنانة هو في الواقع مسؤولية إضافية على الحزب بكافة رفيقاته ورفاقه. كما ان التحيات العديدة التي قدمت في المؤتمر، من الإخوة رامز جرايسي وزهير الطيبي وأيمن عودة، ونادر صرصور والمضمون العميق لهذه التحيات عن دور الحزب الشيوعي وعمق الشراكة هي أمانة غالية يجب حملها بشرف، ناهيك عن تحيات الأحزاب الشقيقة من خارج البلاد، من أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية.
كما ان تحية حزب الشعب الفلسطيني ومن نفس الأرومة والقربى هي رسالة رفاقية لعمق التعاون المشترك.
لكن الرضى عن النفس يؤدي إلى الترهّل، وعلينا جميعًا ان نعمل ونأمل المزيد من وحدة الحزب وتصعيد النضال والطموح دائما إلى الأفضل.
لقد ارتأى المؤتمر زيادة عدد أعضاء اللجنة المركزية، شرط المسؤولية الشخصية إلى جانب العمل الجماعي، واشتملت قائمة اللجنة المركزية على عدد من الرفيقات والرفاق القدامى والشباب وهذا هو الأمر الطبيعي من اجل مزج التجربة الحزبية مع حيوية واندفاع وقدرة الجيل الشاب، ولم يكن ذلك بشكل مصطنع ولا يجب ان يكون.
وجرى نقاش بنّاء وايجابي حول توصية اللجنة المركزية السابقة لثلثي أعضاء المركز كما ينص الدستور، وكانت الكلمة الأخيرة لمندوبي المؤتمر.
إن مسؤولية الحزب التنظيمية وعلى مختلف هيئاته رفع مستوى التنظيم والمشاركة في النضال، لا بل المبادرة إلى ذلك حتى وان كان التجاوب من قبل الآخرين في الناحيتين اليهودية والعربية مشوبا بحساسية سلبية مفرطة تجاه الحزب الشيوعي والجبهة. نقول ذلك ونحن على علم تام ان طروحات الحزب العريقة في مواضيع السلام والانتماء والبقاء والمساواة أصبحت سائدة لدى قطاعات واسعة في البلاد دون ان يعرف أو يعترف هؤلاء بأنها مصدرها هو الحزب. والبعض حتى يتطاول على هذا الدور بشكل سافر دون أي وازع من موضوعية، لكن الحقيقة تبقى هي هي، والصدق المجعلك أفضل وأقوى بما لا يقاس من الكذب المكوي الذي تروج له العديد من وسائل الإعلام الرسمية في إسرائيل ونظم الرجعية العربية، المهم محاولة اخفات الصوت الشيوعي لهذا التزييف، وكانت قمة هذا التصدي لدور الشيوعيين بعد نكبة شعبنا العربي الفلسطيني في مؤتمر الرياض سنة 1976 بمبادرة من المملكة العربية السعودية وإيجاد توزيعة عمل لهذا الهدف بين السعودية والأردن وإسرائيل بارتياح تام من الغرب الاستعماري.

العلاقة بين الالتزام والتعددية

عندما نتطرق إلى الوحدة الفكرية نقول: إن امتحان الفكر الشيوعي يجري بالأساس في التطبيق الاشتراكي للنظرية، هنالك الامتحان الصعب والقاسي، والذي كان الخروج عنه احد أسباب الانهيار، هذا ليس معناه أبدا التقليل من دور التثقيف النظري على الدّوام، وخاصة فيما يتعلق بالمسألة الأساسية في الفلسفة، واستيعاب القوانين الجدلية، والعلاقة بين المادة والحركة القائلة: لا توجد مادة بدون حركة ولا توجد حركة خارج المادّة. فهذه الكلمات القليلة هي المحور والأساس، ومن هنا أهمية التأكيد على دور العامل الذاتي، المادّي، مقابل كافة التيارات المثالية والغيبيّة.
هنالك موضوع يبدو "شائكا" ونقصد هذه العلاقة بين الالتزام والتعددية، فبعد الانهيار اندلقت مفاهيم التعددية، والعلنية، والشفافية، وإعادة البناء، وهي من اكتشافات غورباتشوف الذي استغلّ وضعًا مريعًا كان سائدًا في الاتحاد السوفييتي والحزب الشيوعي السوفييتي ليضرب ضربته. فهل معنى التعددية محق الالتزام الحزبي وتوجيه ضربة قاتلة للمركزية الدمقراطية!! هل التعددية الفكرية والسياسية والتنظيمية في الحزب تُبقي على هذا الحزب!!
إن العضوية الشكلية الهشة والتي تدخل في عداد الكمّ على حساب الكيف تسقط أو تنحني أمام الصعوبات وفي مواجهة قضايا جوهرية تتطلب الصلابة والشجاعة والسباحة ضد التيار، وكم هو صادق وهام قول المفكر "غوته": إذا فقدت ثروتك تكون قد فقدت الشيء القليل، وإذا فقدت سعادتك تكون قد فقدت الشيء الكثير، أما إذا فقدت شجاعتك فقد فقدت كل شيء". والشجاعة لا تعني فقط في المعركة بل في المجاهرة بالرأي، في الانتقاد والانتقاد الذاتي البناء والموضوعي والنقي من الشخصنة والتربّص. في المسيرة الحزبية وبكل تعقيداتها وأخطارها أحيانا ممنوع "الشفقة" على الرفيق، وغض النظر والتسامح وخلق الأعذار، تماما كما جاء في كتاب "طريق فولوكولامسك أو قصة الرعب والجرأة": إذا أشفقت على الجندي في التدريب فقد تسبب له الموت، يجب تدريبه وتحميله الصعاب حتى تنقذ حياته في المعركة الحقيقية، إن التأثّر المفرط بالدمقراطية والحرية وحرية الرأي وحرية التعبير بالمفهوم الرأسمالي الاستعماري هو خطأ فادح، فتحت هذه الشعارات الكاذبة جرى ويجري التدخل الإجرامي لتصدير الثورة المضادة وقلب النظم المعادية للاستعمار والاحتلال، الرأسمالية هي أعدى أعداء الشعوب، وهذه النظم الدمقراطية في أوروبا والولايات المتحدة هي التي استعمرت واستغلت ولا تزال العديد من شعوب الأرض، وتكيل فقط بمكيال أهدافها الإجرامية، كان سوموزا حاكم نيكاراغوا يضع المعارضين في طائرة ويسقطهم في البركان الثائر الملتهب وهو المدعوم من الولايات المتحدة الأمريكية، ونرى أمريكا اليوم ومعها كل المجرورات تدعم كافة النظم المعتدية والدموية والرجعية، من إسرائيل إلى الرجعية العربية وخاصة دول الخليج. وتحت يافطة مكافحة الإرهاب تقوم بأفظع الممارسات الإرهابية وتطلق على كل مقاومة لأهدافها واحتلالها صفة الإرهاب وشمل ذلك المقاومة اللبنانية والفلسطينية والعراقية والأفغانية، ومعها سوريا وإيران وكوريا الشمالية وكوبا، أي كل من يتجرأ ويقول لا لهيمنتها. ان اتخاذ الموقف الصحيح والمبدئي من هذه المدلوقات الاستعمارية الرأسمالية الدموية هو صلب الانتماء الفكري الثوري والاممي، وليس صدفة أبدًا ان تكون الأحزاب الشيوعية موحّدة في هذه المواضيع الجوهرية، لأن منطلقها الفكري والطبقي والاجتماعي هو واحد، عدا تلك القلة التي تخون وعن قصد هذا الخط، وهذا الموقف لمآرب نفعية انتهازية. وما اصدق الكاتب العملاق مكسيم غوركي عندما قال: حتى قملة التيفوس تخجل من ان تُنعت بالخيانة. من هنا أهمية وحدة حزبنا الفكرية الأممية، وبالتالي السياسية.

ثروة نضالية يجب نشر قيمها

كانت مواقف الحزب ولا تزال ثروة نضالية يجب نشر قيمها بين أوسع الجماهير خاصة في هذه الظروف الخطيرة، ظروف الهجمة الاستعمارية الصهيونية الرجعية على الشعوب وحقها.
نحن لسنا حزبًا "اشتراكيا دمقراطيا"، ولسنا جمعية خيرية، نحن حزب شيوعي ثوري، له فكر ثوري وهدف ثوري، وله مواقف وممارسة سياسية تخدم هذا الفكر. وكم أورثت وتورث هذه الأحزاب المنضوية تحت "الاشتراكية الدمقراطية" من ويلات!! ولها اجتماعاتها وإطارها الاممي وعضوية دائمة من حزب المباي الإسرائيلي إلى العديد من الأحزاب الحاكمة في أوروبا والتي هي عصب من أعصاب حلف شمال الأطلسي!!
من الطبيعي جدًا ان يكون المؤتمر حافزًا هامًا لتقوية تنظيم الحزب ورفع مكانته، وتصعيد نضاله، وإعداده في المعترك السياسي والطبقي واستعداده لخوض معركة الانتخابات للكنيست بمنتهى الثقة والمسؤولية وزيادة العطاء، فهذا أهم برهان لنجاح المؤتمر، والمعيار الدّقيق لهذا النجاح.



#محمد_نفاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول مواد المؤتمر ال 26 لحزبنا الشيوعي الإسرائيلي
- ماذا بعد النقض الصيني الروسي في مجلس الأمن!
- بشراكم.. دمقراطية العالم الحر ومحور الخير تنطلق إلى سوريا..
- الخزي والعار لكل المتآمرين المجرمين على سوريا، شعبًا وأرضًا ...
- موقف روسيا الاتحادية له أبعاد ذات قيمة كبيرة
- تليق بهؤلاء الحرية والدمقراطية تمامًا كما تليق البرذعة على ا ...
- الجامعة العربية من أكثر الأطر رجعية
- حول التهديد الإجرامي على إيران
- دور الجريدة بالمفهوم اللينيني
- قتَلة القذافي هم وأسيادهم أكثر من وحوش
- نحن حزب ثوري ولسنا جمعية خيرية
- الحق الفلسطيني عملاق هذا العصر
- حقيقة الموقف من سوريا، وبحذافيره
- الشعب والنظام في سوريا ومعهم كل شرفاء العالم: قادرون على افش ...
- قوى -وطنية وقومية ودمقراطية- تشن هجومًا تافهًا على الحزب الش ...
- الامتحان الحقيقي هو في مدى النضال ضد الاستعمار، والرأسمالية، ...
- الحرب العدوانية القادمة
- احترام ارادة الشعب!!
- انهيار حجج المنافسين للحزب الشيوعي
- الانتماء الفكري هو الأساس لكل موقف


المزيد.....




- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...
- للمرة الخامسة.. تجديد حبس عاملي غزل المحلة لمدة 15 يوما


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - محمد نفاع - عن المؤتمر السادس والعشرين للحزب الشيوعي: انطباعات وتحديات