أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - الكتاب الشباب درع الاتحاد الواقي















المزيد.....

الكتاب الشباب درع الاتحاد الواقي


مصطفى لغتيري

الحوار المتمدن-العدد: 3675 - 2012 / 3 / 22 - 01:59
المحور: الادب والفن
    


في أفق انعقاد مؤتمر اتحاد كتاب المغرب و بمناسبة الذكرى الخمسين لتأسيس سينشر الاتحاد كتابا يضم مقالات لبعض أعضائه حول عن تاريخه و راهنه و مستقبله ، وهذه ورقتي في الموضوع.


إن الكتابة عن منظمة عتيدة من قبيل (( اتحاد كتاب المغرب )) لهي في أحد تجلياتها مغامرة من نوع ما، إذ من الصعب أن يوفيها المرء حقها ، بالنظر إلى تعقيداتها وتناقضاتها، وباعتبار الدور الريادي الذي مارسته ضمن مؤسسات المجتمع المدني ، من أجل بث الوعي في كيان المجتمع، والممناعة ضد التطبيع مع سلوكات وأخلاقيات هيمنت على النخب في بلد متخلف ، تسعى فئة كبيرة منه إلى المحافظة على قيم موروثة ، وأخرى نبتت كالفطر، وأضحت مقياسا للرقي الاجتماعي ضدا على المبادئ الإنسانية العامة من قبيل الحداثة والتخليق والديمقراطية وتكافؤ الفرص ...
لقد كان الاتحاد منذ تأسيسه منارة دالة على ذاتها ، تسعى إلى إشاعة قيم التنوير والعقلانية والفكر الحر ، والقطع مع قيم التقليد والركون إلى سكونية مقيتة ، تجعل المجتمع يحيى في ظل ماضوية تشده نحو الخلف، وتحد من طموحات المتنورين فيه نحو الغد الأفضل .
لقد عرف اتحاد كتاب المغرب عبر تاريخه الطويل نسبيا محطات كثيرة ، تميزت على الخصوص باستقلاليته عن النظام، وانحيازه التام للقوى الديمقراطية الفاعلة والفعالة، ولم يكن هذا الإختيار دون ثمن دفعه ويدفعه الاتحاد، فصفة المنفعة العامة مثلا، التي لم يستفد منها إلا في الفترة الأخيرة،خير دليل على ذلك.
وإذا كان الإتحاد قد نأى بنفسه عن السقوط في أحضان النظام، مما أكسبه وهجا واحتراما داخل المغرب وخارجه، فإن موالاته التامة للأحزاب السياسية الكبرى على الخصوص ، طرح ويطرح على الملاحظين أكثر من سؤال، فإذا كانت هذه الموالاة قد أفادته في تصريف خطاباته ومواقفه ودعم توجهاته، فإنها بالمقابل رهنته لتحولاتها الداخلية وتحالفاتها ومواقفها، مما يحتم القول أن استفادة الأحزاب من الاتحاد كانت أكبر وأقوى مما استفاده منها.والدليل أنه ما إن ارتمت هذه الأحزاب في أحضان النظام، حتى وجد الاتحادنفسه في موقف حرج لا يحسد عليه. ففي آخر المطاف غلبت الأحزاب مصالحها باندماجها المتسرع في منظومة الحكم، دون مراعاة أصوات حلفائها التقليديين وعلى رأسهم الاتحاد، فتسببت – نتيجة لذلك – في هزة قوية داخله ، أصابته بخلل مستعص على الحل، فتدبدبت مواقفه، وفقد بوصلته، وأضحت الرياح تؤرجحه
في اتجاهات عدة، فأصبح بدون تأثير يذكر وفقد جاذبيته وإشعاعه، حتى أضحى الجميع ينادي بفقدان جدوى وجوده.
الآن، وبعد أن اتضحت الكثير من الأمور الغامضة، هل سيستوعب الاتحاد الدرس
جيدا؟ وهل ستكون له القدرة على الإستفادة من الوضع الجديد الذي يتشكل في
المغرب ؟ أم أنه سيكرر نفس أخطائه؟؟ أم سيعمد إلى إعادة بناء الذات على
أسس متينة تقطع مع التبعية لأي كان؟
لا شك أن المغرب يتغير، وما كان صالحا في وقت مضى،قد فقد صلاحيته في
الوقت الحالي، والاتحاد مطالب للإنصات بعمق لذبذبات اللحظة الراهنة، وأن
يغير طرق عمله وتعامله، إن كان لا زال طامعا في إعادة الألق إلى كيانه،
ليعيد إلى أحضانه الكتاب والكاتبات الذين هجروه.
الاستقلالية مثلا ليست مجرد شعار للاستهلاك الإعلامي، بل هي ممارسة يتعين
ملامستها في اشتغال الاتحاد . يتعين على منظمتنا العتيدة أن تأخذ لنفسها
مسافة معقولة من الأحزاب السياسية والنظام، وأن تنفتح أكثر على المبدعين
الشباب درعها الواقي، ومستقبلها الزاهر. ولن يتأتى ذلك دون إلغاء لجنة
العضوية، والاعتماد على مقاييس أكثر عقلانية وشفافية، كأن تصبح العضوية
أتوماتيكية بعد مرور سنتين أو ثلاثة على إصدار الكاتب لكتابه الأول.
ومن بين المشاكل المثيرة في تدبير الإتحاد للعمل الثقافي، مشكل النشر،
الذي يعاني من الكثير من عدم الثقة لدى الأعضاء. فرغم المجهودات المبذولة
في هذا المجال فإن الشك لا يني يتسرب إلى أذهان المبدعين بهذا الخصوص،
وفي رأيي المتواضع يمكن القطع مع هذا الشك بنهج سبيل النشر الجماعي بدل
الفردي، فالاتحاد مطالب بنشر كتب تتضمن نصوص فئة متجانسة من الكتاب، بناء
على ثيمة معينة مثلا،أو أنطولوجيا سنوية تضم نصوصا مختارة في الشعر
والقصة والقصة القصيرة جدا أو مقاطع من الروايات، ودراسات نقدية في
الأجناس الأدبية السالفة الذكر.
من بين العوائق التي تحد من فعاليات الاتحاد علاقته مع فروعه، والتي تبدو
للجميع متوترة وغير منسجمة، لذا على الاتحاد أن يتجاوز ذلك ببرمجة لقاءات
سنوية مع الفروع ، على أن تصبح هذه اللقاءات قارة سنويا، تعيد الاعتبار
إلى كل الفروع، كما يتعين على الاتحاد الانفتاح على الجمعيات التي أثبتت
جدارتها في تدبير الفعل الثقافي، والانخراط معها في شراكات تستهدف تنظيم
الندوات واللقاءات والنشر.
لن يكون للاتحاد وقع داخل المجتمع إن لم يراهن على إشاعة الفكر الحر
الديمقراطي والحداثي، وطرح الأسئلة العميقة، التي تلامس اشكالات الإنسان
المغرب ي، بما يسمح ببلورة رؤيا عميقة وقوية، تجد لها قبولا حسنا لدى
الفئات المستنيرة، لذا يتعين على الاتحاد الانفتاح أكثر على الفلسفة وعلم
الإجتماع وعلم النفس وغير ذلك من العلوم الاجتماعية، التي تساهم بشكل
فعال في تعميق وعي الإنسان بذاته وبالعالم من حوله.
للإتحاد فرصة كبرى للانفتاح على المجتمع، من خلال اقتحام أبواب المدارس
والكليات والمعاهد، والتعاطي بفعالية مع وسائل الإعلام بشتى أنواعها.
بمثل هذا التوجه سيساهم الإتحاد _ لا محالة _ في الترويج على نطاق واسع
للكتاب وإيصاله إلى جمهوره المفترض.
بالطبع لا يمكن لهذه الورقة المتواضعة أن تلامس كل الإشكالات والتحديات،
التي تواجه اتحاد كتاب المغرب في تطلعه المشروع لتجميع الكتاب تحت سقف
واحد وبلورة توجه عام يدافعون عنه ، ويتكاتفون من أجله، لإشاعة التنوير
والتفكير الحداثي ، لكنها تبقى مساهمة متواضعة في طرح بعض الأسئلة التي _
بلا شك _ ستتضافر مع مجهودات وأسئلة باقي الكتاب الذين يشغلهم حال
الاتحاد ، ويتمنون له صادقين أن يستعيد الكثير من ألقه وتوجهه خدمة
للثقافة والمثقفين.



#مصطفى_لغتيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اندغام الذات في الطبيعة في -ابتهالات في العشق- للشاعر نورالد ...
- جمالية الحوار في - مطعم اللحم الآدمي - للقاص المغربي الحسن ب ...
- بلاغة الارتياب في -شبه لي- للشاعرالسوري سامي أحمد.
- غواية الرجل و فتنته في -رعشات- للقاصة سناء بلحور
- الاحتفاء بالتفاصيل في المجموعة القصصية -مملكة القطار- للقاص ...
- شطحات صوفية في -طيف نبي- للشاعرة المغربية فاطمة الزهراء بنيس ...
- الفصل الأول من رواية -ابن السماء- لمصطفى لغتيري.
- حماقات السلمون أو حينما يعانق الشعر ابتهاجه
- بلاغة الصورة الشعرية في عتبات العناوين عند الشاعرة رشيدة بوز ...
- وحي ذاكرة الليل إصدار جدد للأديبة العراقية رحاب حسين الصائغ. ...
- متعة أدب الرحلة في -من القلعة إلى جنوة- للكاتب المغربي شكيب ...
- إصدار جديد للشاعرة رشيدة بوزفور ..تقديم مصطفى لغتيري
- القصيدة العربية بين البعد الشفوي و الكتابي
- شهادة مصطفى لغتيري ضمن ملف الرواية المغربية في مجلة سيسرا ال ...
- المبدعون المغاربة والنقد... أية علاقة؟
- مرور عشر سنوات على صدور مجموعتي القصصية الأولى -هواجس امرأة-
- حب و برتقال ..مقاطع من رواية جديدة كتبتها ولم يحن أوان نشرها ...
- الدكتورة سعاد مسكين تحفر عميقا في متخيل القصة المغربية القصي ...
- **هواجس و تساؤلات حول الكتابة القصصية في المغرب
- المحاكاة الساخرة في القصة القصيرة جدا عند أحمد جاسم الحسين


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - الكتاب الشباب درع الاتحاد الواقي