|
المسؤولين العراقيين وشَجرة الجّنَة
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 3653 - 2012 / 2 / 29 - 01:01
المحور:
كتابات ساخرة
" في قاطع العراق ، داخل الجّنة ، كانتْ هنالك شجرة كبيرة ، تتساقطُ منها الأوراق بين حينٍ وآخر .. مّرَ مَلَكٌ من هناك ، فتسائَل عن هذه الشجرة ، وسِرّ تساقط الأوراق منها ... فقالَ لهُ الحارس : .. كُلما قامَ مسؤولٌ عراقي كبير ، بالسرقة او النهب او خيانة الأمانة ، تسقط ورقة من هذه الشجرة ! .. اُنظر الكومة العظيمة من الاوراق المتراكمة خلال السنوات الماضية . قالَ المَلَك : هل هي شجرةٌ واحدة أم شجرتان ؟ أجاب الحارس : انها بالأصل شجرة واحدة ، ولها جذور مُشتركة ، ولكنها على شِكل فِرعَين ، وكما ترى ، فأن الاغصان مُتشابكة بصورةٍ كبيرة ، بل ان هنالك ما يشبه السباق ، فكُلما سقطتْ ورقة من هذا الفرع ، سُرعان ما تسقط واحدة من الفرع الآخر ! " . نعم ، فهذهِ الوزارة ، وزيرها عربي سُني ، ووكيل الوزير كُردي ، وتلك وزيرها كُردي ونائبه عربي شيعي ، والرأس الكبير شيعي ونوابه سُنة وكُرد ، وهكذا دواليك . والكُل متواطئون في إرتكاب جرائم الفساد الكبيرة بأنواعها ، والجميع يعرفون حق المعرفة ، ما آلتْ إليه مئات مليارات الدولارات خلال السنوات التسعة الماضية ، وخلافاتهم ليستْ على أصل المُشكلة ، ولا على إظهار الحقيقة ، ولا على تشخيص الناهب والسارق ، ولا على مُحاسبة الجاني ... بل ان كُل الحكاية .. هي ان أفراد العصابة " مثل أي فلم كاوبوي تقليدي ، أو قصص المافيات العائلية " ... يتعاركون فيما بينهم ، على [[ الحصص ]] ! .. فيصدف ، ان أحد أعضاء العصابة المافيوية ، يطمع ، ويأخذ أكثر من حصته من " الغنيمة " ، فيثور عليه الآخرون ، ويُحاولون بشتى الطُرق ، إسترجاع " حقِهم " ! . نعم ، كُلهم يعتبرون المكاسب والإمتيازات والتصرُف بالمال العام .. يعتبرونها ( غنائم ) .. والغنيمة الكبيرة يحصل عليها ، الأقوى والأشرَس والأخبَث .. كما في أي عصابةٍ كلاسيكية !. ان أخلاق عوائل المافيات الإيطالية والإيرلندية في الولايات المتحدة الامريكية ، قبل أكثر من مئة سنة ، كانتْ أفضَل كثيراً من أخلاق المافيات السياسية المتواجدة على الساحة العراقية اليوم .. فكانتْ حينها تمتلك بعض " القِيَم " رَغم أفعالها الإجرامية ، وكانتْ واضحة في أساليبها وأهدافها وغاياتها التي تنحصر في النفوذ وكسب المال . أما الآن في العراق ببغداده وأربيله .. فأن كُل الموبقات والجرائم وأنواع الفساد ، تجري ، تحتَ يافطات شتى ، مُخادعة ... تتراوح بين إدعاءات التَدّين الملفوفة باللحى وأغطية الرأس السوداء والبيضاء ، وترديد بعض الآيات والاحاديث ، التي يضحكون بها على عقول البُسطاء .. من ناحية ، ومن الناحية الأخرى ، التَشدُق بشعارات ، الوطنية والقومية الزائفة ، والمُزايدات الكاذبة . ان كُل الذي يحدث ، هو التعارك بين أفراد العصابة ، على الحصة الأكبر من الكعكة الغنيمة ، والتنافُس على الإستحواذ ، على اكبر قَدرٍ من النفوذ والسلطة والمال . وطالما ، بَقِيَتْ هذه الطُغمة المُتسلطة على مقاليد الامور في العراق ، بهذه العقلية النَتِنة .. فأن الأوراق ستظل تتساقط مِدراراً من أغصان شجرة الجنة أعلاه !.
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مَجلس النواب وعَودة حليمة
-
الطلاق .. محلِياً وفي المهجَر
-
الشعارات الخَطِرة
-
لَعّلَ وعَسى
-
التُفاح المُحتَضِر في دهوك
-
المرحلة الحمارية والمرحلة القردية !
-
معارِك آيات الله ، على السلطةِ والنفوذ
-
سوريا .. فوضى ومُستقبلٌ غامِض
-
دولةٌ في مَهبِ الرِيح
-
على هامش زيارة الحكيم الى تُركيا
-
تنعقِدُ القِمّة ... لاتنعقِد القِمّة
-
الديك والدجاجة
-
إمرأةٌ من بغداد
-
مُستشارون وخُبراء
-
الكِتاب .. والكَباب
-
جانبٌ من المشهد السياسي في الموصل
-
اُستاذ
-
الإمارات الكُردية المُتحدة !
-
التسويق
-
الحِذاء الضّيِق
المزيد.....
-
-باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
-
فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
-
مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
-
إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر
...
-
مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز
...
-
الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
-
اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
-
نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم
...
-
هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية
...
-
بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|