أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نارت اسماعيل - الكوميديا الإلهية















المزيد.....

الكوميديا الإلهية


نارت اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3646 - 2012 / 2 / 22 - 15:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هناك كوميديا تجري فصولها على ضفتي الشرق، الشرق العربي والشرق الفارسي.
في الشرق العربي خاصة في مصر وبعد زوال حكم مبارك وصعود الإسلاميين الذي كان منتظرآ، لم نكن ننتظر أن يكون هذا الصعود بتلك الصورة الكوميدية التي أضحكت علينا كل أمم الأرض.
بالمقابل وفي الشطر الفارسي تجري هناك كوميديا أخرى حيث نجد أهل العمائم السوداء وهم يتجولون في مباني المفاعلات النووية وهم يفركون أيديهم منتظرين خروج أول قنبلة نووية شيعية مثل الجائع الذي ينتظر الرغيف الساخن أمام الفرن.
لنعد للشطر العربي ومصر تحديدآ، هناك تتجلى الكوميديا بهذا الغزو المفاجئ لأصحاب اللحى لقاعات مجلس الشعب، لحى عجيبة رهيبة ينطبق عليها وصف نزار قباني" والشعر الغجري المجنون يسافر في كل الدنيا" هنا واحد يتسلى بلحيته، يرسل أصابعه بين ثناياها مقطبآ جبينه ذي الزبيبة المضاعفة، حيث تجد بقعة سوداة غامقة في الوسط محاطة بهالة أقل اصطباغآ، وفي أثناء انعقاد إحدى الجلسات يقف أحدهم وبدون سابق إنذار يرفع الأذان معلنآ عن حلول صلاة العصر.
مصر كانت دائمآ السباقة بين الدول العربية، كانت السباقة بنهضتها التي بدأها محمد علي باشا، مرورآ بحركات الاصلاح الإسلامي والسياسي في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين حيث بدأت تتشكل أحزاب وجمعيات سياسية، وحدث انفتاح على الفكر الأوربي وبدأ الشعور الوطني ينمو ليحل تدريجيآ محل الشعور الديني.
من أبرز الأسماء في تلك الفترة رفاعة الطهطاوي، جمال الدين الأفغاني، محمد عبدو وطه حسين، ولاننسى النهضة الأدبية والفنية الرائعة والأعمال الخالدة لسيد درويش وأم كلثوم والقصبجي وأحمد رامي والسنباطي وغيرهم الكثير.
مصر هي نفسها اليوم من يقود حركة النكوص والانحدار حتى وصلنا إلى مرحلة الكوميديا الإلهية، يا ترى هل ستقود مصر الدول العربية في النهضة القادمة والتي ستكون حاسمة ونهائية؟
نعود إلى الشطر الفارسي
بالله عليكم أعطوا أحمدي نجادي قنبلة نووية، فهو صار مثل الطفل الصغير الذي سيبقى يبكي ويصيح حتى يحصل على لعبته المفضلة، دعونا نرى ماذا سيفعل بها؟ دعوه يلعب بها فولي بول مع خامنئي. نريد أن نحقق لكل الأغبياء طلباتهم لكي نرى ماذا سيفعلون بعد ذلك.
إلإيرانيون ومنذ معركة القادسية لم يتقنوا إلا شيئآ واحدآ وهم بارعون فيه وهو لطم وجوههم وتمزيق أنفسهم على إمامهم الذي لو حدث العكس وظفر بيزيد بن معاوية، لكان قطع رأسه ولعب به فوتبول مع غلمانه.
هل حصول إيران على القنبلة النووية سيمنع إسرائيل من الاستمرار بقضم الأراضي الفلسطينية وبناء مستوطنات جديدة عليها؟ هل سيتمكن الإيرانيون من استعمال هذه القنبلة في يوم من الأيام، أو حتى التهديد باستعمالها؟ وماذا فعلت باكستان بقنبلتها النووية الإسلامية السنية البشتونية؟ هل حرّرت القدس؟
لنفترض أن إيران أسقطت قنبلة نووية على إسرائيل، فكم من الفلسطينيين سوف تقتل؟ وكم قنبلة نووية سوف تسقط على رأس أحمدي نجاد الفارغ لكي يعيدوا إيران إلى عصر الديناصورات؟
هذه القنبلة هي قنبلة الدول التي تحكمها أنظمة غبية مثل كوريا الشمالية وإيران وسابقآ نظام صدام والقذافي اللذان حاولا صنعها وكلنا يعرف ماذا حلّ بمشروعهما النووي.
هذه القنبلة هي للأنظمة الفاشلة التي تركت تحديات التنمية الحقيقية وسلكت سلوك الزعران والبلطجية الذين يحصلون على احتياجاتهم بالتهديد والأتاوات وليس بالعمل الدؤوب والصبور كما فعل مهاتير محمد والشيخ زايد، وكما فعلت كوريا الجنوبية وبقية نمور آسيا.
كل هذه الأموال التي تصرفها إيران على قنبلة غبية لن تستعمل في أي يوم من الأيام كان يمكن أن تذهب إلى مشاريع تنموية حقيقية تعود بالنفع على الشعب الإيراني المغلوب على أمره والذي يعاني من الضائقة الشديدة رغم الثروات الكبيرة التي يملكها بسبب هذا البرنامج النووي السخيف وبسبب العقوبات الدولية.
ماذا فعلت إسرائيل بقنابلها النووية التي تمتلكها من الستينات من القرن الماضي؟
قارنوا بين الكوريتين، نفس الشعب ونفس الجغرافيا، في الشمال، نظام غبي اتجه لإنتاج القنابل النووية والصواريخ، وفي الجنوب اتجهوا لصناعة السيارات والكومبيوتر ومنصات السفن والأجهزة الالكترونية، والنتيجة هناك مجاعة حقيقية في الشمال وانعدام لأبسط حقوق الإنسان، بينما في الجنوب هناك دولة مزدهرة راقية وشعب مرفه ومحترم.
قارنوا بين إيران ودولة الإمارات المجاورة، هنا دولة العمائم السوداء واللباس الموحد، وهناك دولة تفوق الخيال بازدهارها ورفاهية شعبها
حكام إيران وضعوا العمامة فلم يعد يروا شيئآ أمامهم سوى حسينهم وبقية أئمتهم وخرافاتهم.
إيران تحتاج إلى قنابل تنموية وليس نووية، تحتاج لقنابل تنويرية ، تحتاج إلى تحرير شعبها من الأوهام والخرافات، تحتاج إلى تحرير المرأة من نصوصهم السخيفة، تحتاج إلى تنمية حقيقية وتعليم متطور وجامعات تدرس علومآ حقيقية. وتحتاج للتوقف عن دس أنفها في دول الجوار ومحاولة تصدير نموذجها المتخلف وأن تتوقف عن المطالبة بالعرش النبوي الذي عمره 1400 سنة.
سيسقط أصحاب العمائم في إيران ونحن نرى النظام السوري الداعم له كيف يلفظ أنفاسه الأخيرة، سيسقط حزب الله بعد أن تبين أننا كنا مخدوعين بحسن نصرالله والذي كنا نعتبره رمزآ للمقاومة والبطولة، لنكتشف بعد ذلك أنه مجرد طرطور عميل يحركونه مثل الروبوت من قم.
يدّعي الإيرانيون وحزب الله أنهم مسلمون وأن الإسلام دين المحبة وحسن الجوار بينما يرسلون شبيحتهم وبوارجهم لقتل الشعب السوري الأعزل الذي فتح بيوته للبنانيين وشاركهم طعامه وقدم لهم التبرعات السخية بعد الاجتياح الإسرائيلي في حرب تموز 2006 التي أشعلها حسن نصرالله.
سينتهي المشروع الفارسي في المنطقة مثلما سينتهي المشروع الوهابي السلفي والذي لا يقل غباءآ وجهلآ، وما كل هذه الحكومات الإسلامية التي تحل محل الأنظمة الفاسدة إلا زفرة الموت الأخيرة لهذه التيارات الظلامية الفاشية والتي ستتهاوى أمام الحداثة والعولمة والفيس بوك.
لتتحجب كل نساء مصر، لتتنقب كل نساء مصروتونس وليبيا وسوريا، ولتختفي كل إمرأة مسلمة مثل قملة حقيرة في ثنايا لحية زوجها العظيم الخارق، وماذا بعد؟
ألم تكن كل نساء مصر وسوريا محجبات بل منقبات في بدايات القرن الماضي؟ ومع ذلك وخلال فترة وجيزة خلعن الحجاب ونهضن نهضة قوية قبل أن تعود أدراجهن بسبب حكام فاسدين تركوا البلاد فريسة للظلاميين؟
ليلتحي كل رجال مصر، دعوهم يرفعوا الأذان ويقيموا الصلاة في مجلس الشعب، دعوهم يقوموا بفواصل لتنظيف أسنانهم بالمسواك بين كل جلسة وأخرى، وماذا بعد؟ أفرغوا ما بجعبتكم أيها الأغبياء، هل تريدون أن تثبتوا ما قاله المتنبي بأنكم الأمة التي ضحكت من جهلها الأمم؟
انحروا القرابين في صالات مجلس الوزراء، افتحوا في مجلس الشعب ومجلس الوزراء ركنآ لبيع المسواك والكحل وبول البعير وماذا بعد؟ ما الفرق بين هذا التهريج في مجلس الشعب المصري والتهريج الآخر في مجلس الشعب السوري كلما أطل عليهم بشار الأسد؟
كلاهما نفاق، هذا ينافق لإله مزعوم وآخر ينافق لرئيس فاسد.
هل وصلنا إلى الحضيض، أم هناك حضيضآ آخر لم نصل إليه بعد؟
ليس بعد الحضيض إلا الصعود، إنه عصر العولمة والفيس بوك وليس عصر أبو هريرة، وستقود مصر النهضة القادمة كما قادت النهضة السابقة، ستظهر نمور اقتصادية جديدة في الشرق الأوسط وستنتهي العمائم السوداء منها و البيضاء إلى القمامة حيث مكانها الطبيعي.



#نارت_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- همسات في عيد الحب
- قصة حب في زمن الثورة
- هيثم مناع، ضرره صار أكثر من نفعه
- رياح التغيير
- السيد وليد مهدي ونظريته الكونية الجديدة
- رد على مقال الأستاذ وليد مهدي: سورية قاعدة للجهاد الأمريكي ا ...
- حزب سوريا الجديدة
- المعطوبون من الناس
- استبداد الحكام واستبداد السماء
- رسالة وداع
- هذا ما جنيناه من الحكم الوراثي
- أراغون ومحور الشر
- مزّقي ياابنة الشام الحجابا
- نريد سورية حديقة أزهار
- الجمهورية السورية
- قلق ما بعد الثورة
- كيف يكره إنسان شعبه؟
- شكرآ لكم أيها الحكام المجرمون
- مغالطات الدكتورة وفاء سلطان
- غرسة الوطن


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نارت اسماعيل - الكوميديا الإلهية