أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - الجسد في السياسة في رواية عندما يبكي الرجال لوفاء مليح














المزيد.....

الجسد في السياسة في رواية عندما يبكي الرجال لوفاء مليح


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3639 - 2012 / 2 / 15 - 20:54
المحور: الادب والفن
    


الجسد والسياسة في رواية عندما يبكي الرجال,لوفاء مليح
صدرت للكاتبة رواية عندما يبكي الرجال,بعد مجموعتها القصصية اعترافات رجل وقح,وتشابه لفظ الرجل,تختلف دلالته في الرواية عن القصة,ذلك أن رجل القصص القصيرة,كان يستمد سلطته من المجتمع التقليدي بحكم ذكوريته,داخل الأسرة,المصنع وحتى في معارض الفن ورسائل العشق والشعر أيضا,وهو في كل القصص كان رجلا,ذكرا إلا في قصة واحدة,أما في رواية عندما يبكي الرجال,فقد تم التكتم على هذا العجز ليتخذ أبعادا سياسية عبرت عنها بصيغ تعبيرية زادتها جمالية دون أن تفقد عمقها الفكري,فكيف عبرت الروائية عن هذه الأبعاد وماهي غايتها من ذلك؟؟
العشق والسياسة
اختارت الروائية أحمد البوكيلي كفاعل سياسي مستاء من اختيارات حزبه,ويسعى رفقة رفاقه إلى تأسيس بديل سياسي استهله بجمعية بعد أن أنهكه الحزب وصراعاته,وأنساه ذلك حقه في الحب والزواج لتأسيس أسرة,كما تفترض الحياة الطبيعية لكل البشر,لكنه كان يهرب من ذلك دون التصريح بأسباب عزوفه,إذ قال له رفيقه قاسم,

الزواج الزواج يا أحمد هو الذي سيفك مشكلتك فأجاب لكني لست رجل بيت,أخاف أن أظلم المرأة التي سوف تكون شريكة حياتي
لكن سالم بدا غير مقتنع ففاجأه بالسؤال,هل أنت متؤكد؟؟
اضطراب أحمد دليل عجز عن التصريح بالحقيقة,وقد كذب ليظهر أنه خائف من ظلمه لامرأة لن يكون لها زوجا حقيقيا,إذ في نظره,لايقبل المدافعون عن العدالة ظلم الآخرين,وقد توالى وهمه وهروبه حتى مع فاتن المعطلة التي أحبته وائتمنها على مذكراته.
ورد في الصفحة 44 أعرف أن بك صديقات غيري,لذلك توزع وقتك بين لقاءاتهن,في تلك اللحظة,هربت,هربت من كل الكلمات,غرقت في صمتي ثم قلت لها,
ما رأيك في فكرة تأسيس الجمعية؟؟
يهرب إلى السياسة من العشق,وبها أيضا يهرب من الزواج ليظل عادلا,لكن ألم تكن السياسة وسيلة للتعرف على النساء؟؟واللهو معهن عشقا حقيقيا أو نزوة عابرة,عمدت إليها الأحزاب المتحررة لخلق قاعدة لوجودها المحتاج للشباب الباحث عن هوية يدعم بها تميزه الفكري والجسدي؟
حدث ذلك,لكن السياسة يتمثلها المناضل كعطاء وتضحية تصل حد الزهد حتى إن اضطر إلى الكذب,وربما هذا التعالي عن الجسد يتطور إلى عجز فيما بعد,وكأن مصير الساسة في نظر الروائية ثلاث اختيارات,
1 القبول بحق الوجود الشخصي,نموذج قاسم فاطمة
2 الإستجابة الكلية للجسد عشقا وجنسا مشروعين لكل البشر,قادة وأتباعا
3التعالي عن الجسد حد العجز عن العشق والحب
العجز والسياسة
عندما اعترف أحمد البوكيلي بعجزه,انهار تماما,فالحياة جديرة بأن تحيى رغم كل الخيبات,قال في الصفحة 153
أشياء بداخلي تتكسر,وذاكرتي أصيبت بالشلل,حالة اكتئاب أدخلتنب في دوامة مشاعر رهيبة,ضعف كبل طاقاتي,كرهت فيها نفسي,كرهت الحياة,كرهت العالم,كرهت المحيطين بي.
هنا يطرح السؤال,كيف يدافع ميت عن الأحياء,هذه هي الحكاية,لكن أخطر المفارقات,هو لجوء النخبة المثقفة,التي تنتصر للعلم إلى التخريف لتعالج ذواتها وأجسادها المنخورة بأعشاب المشعوذين؟
إنها صرخة, ضد من عجز عن إرضاء نفسه,كيف يرضي غيره؟؟
كيف يطالب بالصراحة ويبحث عن الحقيقة من يكذب على نفسه وغيره,كيف يدعو إلى العلم من يستغيث بالخرافة؟
كيف نصدق الداعي للحرية وهو عبد لأكثر القيم الإجتماعية قدما وتخلفا؟؟؟
فرواية عندما يبكي الرجال,إزاحة لثاب أدبية عن مفارقات تعاش باطمئنان إلى أن تحولت إلى عادات تكيف معها المثقف والسياسي وصارت واقعية تنتج أنصاف الحلول,التي تفرض الهروب لحكمة يركبها الجبناء حاملين أعلام البطولة ومبشرين بانتصارات شبيهة بالهزائم,فأنى لمنتصر يهزم عشقه أن ينتصر لمهزومين ومقهورين؟؟؟
تبدو هذه الأسئلة كمحاكمات قاسية متعارضة مع سياق الرواية,خصوصا الصفحات الأولى إلى حدود الصفحة23 حيث تسلمت الساردة مذكرات أحمد البوكيلي,وما يمثله من ذكرى تزخر بالعشق الصادق لهذا المناضل الذي نبذه الحزب ظلما ليضاعف شعوره باليتم,لكن الساردة بجلت صمته,وبررت هربه من العشق لها والزواج منها بهوة الزمن والعمر الفاصل بينهما,وقد اقتنعت شعريا بذلك وإن لم تقبل به مذكرة بأن خدمة الوطن وعشقه لا تتعارض مع حب الذات وإسعادها بما يحققه الحب من إشراق للروح عندما تعترف برغبات الجسد ولا تلغيه,وهنا احتمالين,فغما أن الروائية تعمدت التماهي الصوتي مع الساردة أو أن المذكرات هي صاحبتها نسبتها إلى رجل أرادت إنصافه لأنه انتحر دون أن ينتبه له أحد,وهي في الأخير صاحبة هذا الحكم,فخير للرجل العربي الموت ما دام عاجزا عن الدفاع عمن يحب,سواء كانت امرأة أو قيما أو حتى جسدا وميولات.
حميد المصباحي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشموخ المجروح في رواية عندما يبكي الرجال لوفاء مليح
- الجوائز الأدبية
- سلطة المثقف والدولة
- العولمة والثقافة
- الفكر السياسي في المغرب
- بيض الرماد رواية سلطة العشق وعشق السلطة
- أزمة الحداثة في العالم العربي
- جوع السياسة والإسلام السياسي
- المثقف العربي ومخاضات التحول
- العقلانية والمثقف العربي
- علمانية حضارتين
- الثورات والمشروع الثقافي عربيا
- السياسة والشباب العربي
- التغيير في العالم العربي
- تحولات العالم العربي
- تراث العنف
- الإسلام السياسي
- نقد المثقف
- الرواية والكشف
- التراث والدين


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - الجسد في السياسة في رواية عندما يبكي الرجال لوفاء مليح