جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 3636 - 2012 / 2 / 12 - 19:07
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
لا نزال نربط االانتساب القومي او الهوية باللغة رغم ان اللغة ليست دائما او بالضرورة مؤشر يمكن الاعتماد عليه في التعرف على اصل المنتسب العرقي فمثلا تسمى فاكهة من الحمضيات بالبرتقال لان البرتغال كبلد بحري له تأريخ طويل بالتجارة بصورة خاصة بالبرتقال و هذا هو سبب تسمية الفاكهة بالبرتقال و لكن البرتقال كفاكهة ليست برتغالية الاصل و انما او لربما ايرانية من (نارنج) و هذا و سبب تحولها في الاسبانية الى naranja و اخيرا عبر الفرنسية الى الانجليزية orange و هناك امثلة كثيرة اخرى تؤكد عدم وجود علاقة بالضرورة بين اللغة و الموطن الاصلي لفاكهة او اي شيء آخر.
و لو طبقنا ما يحصل للنباتات و الحيوانات على البشر لتوصلنا الى نفس النتيجة فمثلا يعتبر السوداني الاسود عربي كما يسمى اللبناني الابيض ذو العيون الزرقاء لا لسبب آخر غير الاتتماء اللغوي الرسمي. و لكن كيف يستوي السوداني و اللبناني عرقيا و كيف يمكن اطلاق هوية عربي عليهما رغم عدم وجود شبه عرقي بينهم و بين عرب شبه الجزيرة؟ اما التركي الاصلي فهو مغولي الملامح و العيون مما يدل على ان الذي يطلق على نفسه تركي لا تربطه غير اللغة مع مواطني بلده اليوم و انه لابتعد حقا عن اصله المغولي.
لربما يساعدنا علم الجينات او غيرها من العلوم الحديثة على التميز بين اللغة و العرق و لربما تتغير الهوية لانها ديناميكية مرة اخرى كما تغيرت من الانسانية الى العرقية الى الدينية الى اللغوية الى الثقافية لتتغير اخيرا الى الاقتصادية لان اليوم نجد نوادي خاصة بالاغنياء و محلات خاصة بالفقراء و اماكن خاصة لمواطني دول الشرق الاوسط في الغرب او نوادي خاصة بالجامعيين الذين يعتقدون بان (علمهم) و مرتبتهم تفضلهم على غيرهم. نحن نمر بمراحل تعدد و تغير الهويات دون توقف
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟