أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - اشعر أحيانا بالحزن















المزيد.....

اشعر أحيانا بالحزن


أحمد عفيفى

الحوار المتمدن-العدد: 3625 - 2012 / 2 / 1 - 16:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سبعة وثلاثون عاما كانت جديرة برب، فلماذا لم يكن هناك رب، سبعة وثلاثون عاما كانت جديرة برب حقيقى وجيد، فلماذا لا يوجد رب حقيقى وجيد، لماذا أصر على إرسال ما يريد على السنة كهنة وأنبياء، وما الفارق بين الكهنة والأنبياء، فالكاهن يبلغ عن الإله والنبى يبلغ عن الرب، لماذا لا يظهر الله جهرة حتى يخرس العلمانيين المهرطين امثالى، أو فلنقل علنا بدلا من جهرة حتى لا تأخذني الصاعقة كيهود موسى الذين تذكرهم الرب على وجه التحديد دون سائر سكان الكوكب وأرسل لهم شيخ بعصا يتلعثم فى الكلام وبحاجه لأخيه يشد أزره ويتكلم نيابة عنه، فلماذا لم يرسل أخيه إذن، ولماذا لم يرسل معاتيه مثلهم من قبلهم، فذلك الموسى ظهر منذ 3400 سنة او يزيدون، فلماذا لم يرسل الله دجالون وأفاقون قبل ذلك أم أن البشر لم يكونوا بحاجة لدجل ودين وشعوذة، ولماذا يتلكأ الله فى إرسال أولئك الصارخون فى البرية او المصروعون فى الكهوف، فيستغرق بين إرسال كل واحد فيهم 1300 سنة او 600 سنة، ولماذا لم يرسل اى كاهن أو دجال أو نبى منذ 1400 سنة، والحياة فى حِلّ من المزيد بواقعها الذى لم يفلح معه الدين حتى يرسل الله مزيدا من المخرفين.

لماذا يصر الله على إرسال كهنته ودجاليه الى نفس البقعة الصحراوية القاحلة الجدباء المتخلفة، ماذا لو انه قسط فى الإرسال، فأرسل نبى لكل قارة او حتى لكل بلد، فماذا يضيره لو فعل، لماذا يدلل شعبه المختار ويعذب ابنه ويصلى على نبيه، لماذا الله حكر على بلاد الجهل والرمال، وما المانع من إرساله مشعوذون لأوروبا والصين والهند وأمريكا بدلا من ان يسيطر عليها بوذا او غاندى او غيرهم وربما كانوا أفضل منه فلا حرب فى عقيدتهم ولا قتل وتكفير وتفجير فى عقولهم، حتى منطق الله فى الاختيار والتوزيع، منطق مغلوط ومخلوط وفاسد، فكل رسالاته فى تلك البقع والاراضى القحطاء المقدسة، اى قداسة تلك، لا احد يدرى، ربما قداسة الخرافة والجهل وسرعة التأثير وسهولة التصديق.

لو انك أرسلت مبشرا لقبيلة بدائية على ضفاف الأمازون، لتخبرهم أن هناك اله يريد لهم الهداية والخلاص، لأجابك سكانها هداية لماذا وخلاص من ماذا، نحن نحيا وكفى بحياتنا بساطة أو قسوة وبها نحيا ونرضى ولا حاجة بنا لإله غامض لا ولم يظهر لأحد حتى يملى على أناس آخرون ما يجب أن يملوه علينا لماذا هو مشغول بتلك الفروض والتكليفات والعبادات وكل تلك المظاهر التى إن راقت لسلطان فلا تليق باله وإلا تساوى مع البشر وفى تلك الحالة فلا حاجة لنا به فليذهب بيديه وساقه وعرشه وجنته وجحيمه إلى أناس آخرون فنحن مشغولون بالحياة ولا داعى أن نغيرها أو نفقدها لنعوضها فى حياة أخرى لم نراها ولم يراها احد.

فكرة أن الله ليس موجودا، ارحم بالناس وأكثر شفقة بالله، من فكرة وجوده، فوجود الله وحال الحياة والدنيا كهذا، يجعلك تشعر انه عاجز أو كسول أو ضعيف أو غير مكترث، وربما تجعلك تشعر أو تصدق أن الشيطان أقوى وأنشط وأذكى منه، فكرة ان الله يحيى ويميت، تشعرك بغباء الله، فلا منطق فى الحياة والموت، فقط عشوائية وتخبط، فى موت من مرض أو حرب أو حادث سيارة أو حتى بدون سبب، فما المنطق من نهاية الحياة بتلك الطرق العجيبة، إلا لو كان كما يفسر المساكين أن للرب طرق غامضة أو ملتوية فى تسيير الأمور هم أنفسهم لا يفهمونها، والأصدق أنها طرق غبية وعشوائية وغير مسئولة وتفتقر للتنظيم والقدرة.

اشعر أحيانا بالحزن وزميلى الملتحى المصلى المؤمن يطلب منى أن أرشده واريه كيفية الدخول والتعامل مع المواقع الإباحية وعندما ارفض يصر ممازحا وعندما اقبل لأرى مدى جديته أو اختباره لأخلاق العلمانيين المهرطقين امثالى، أجد عيناه تجحظان ولا تكف ولا تغضض، اشعر بالحزن لان جارى الشيخ الورع يصر على شراء حاسوبى عندما اخبره ممازحا بإن به دستة من الأفلام الإباحية ويأتى لى بضعف ثمن حاسوبى ليؤكد لى على رغبته وإصراره على الشراء، اشعر بالحزن لأن استاذى الجامعى يعاشر طالبته المحجبة وصديقتى التى تصغره بـ 40 عاما ويأتيها من الخلف لأنها صغيرة وجميلة وبحاجة إليه، اشعر بالحزن لإن الدين لم يردع أو يمنع أو يهذب من أخلاق المؤمنين الورعين الذين هم على صلاتهم محافظين، وأتعجب وأنا العلمانى المهرطق، كيف لا يحتوى حاسوبى على صور او افلام فاضحة!

اشعر بالحزن لان كهنة المعابد الفرعونية لا يختلفون عن أنبياء الله الإبراهيميين، فأولئك يتلقون عن الإله وهؤلاء أيضا يتلقون عن الإله, والإله نفسه صامت وغائب ومستتر وراء حجب وسماوات ومن يجرؤ ويطالب برؤيته، تأخذه صاعقة لم يرها احد ولن يراها احد، اشعر بالحزن لأن كل إيمانى وصلواتى ودعواتى ذهبت أدراج الرياح، وكأنني كنت اكلم الغلاف الجوى أو اكلم احد آلهة الإغريق ممن لا يفهمون العربية، اشعر بالحزن لان الله لا يكترث بالفقراء ولا بالعانسات ولا بالأرامل والثكالى واليتيمات، اشعر بالحزن عندما أفكر؛ أين تذهب أموال زكاة المسلمين الطائلة ونصف المسلمون وربما كلهم فقراء ومرضى ومعوذون.

اشعر بالحزن عندما أرى الله يترك القذافى 40 عاما على قلب الليبيين، ومبارك 30 عاما على قلب المصريين، وعندما تحدث ثورة، يقول المتلازمون " نسبة إلى متلازمة ستوكهولم " لقد نصرنا الله " أين كان الله عندما ظلمهم وجثم قذافى ومبارك وبشار وصالح على حيواتهم ومصائرهم، ولماذا لا يكون النصر من عندهم وبفضل إرادتهم، اشعر بالحزن عندما يجوعوا ويحمدوا الله، ويزدادوا فقرا ويحمدوا الله، وتعنس بناتهم ويقولوا قدر الله، وهو فى الواقع فقر وظلم وسوء توزيع للحقوق والرزق.

فكرة أن لله غير موجود، فكرة حزينة، وفكرة أنه موجود فكرة مؤلمة، فعدم وجوده حزين لأنك تعودت عليه لفترة كأبيك الذى كان موجودا ومات وتركك، ووجوده مؤلم لأنك لا يمكن أن تلتمس العذر لله فى ذلك العبث والعشوائية وانعدام المسئولية فى توزيعه للرزق وأخذه الحياة بدون منطق أو مبرر وإباحته للقتل والحرب وتمييزه لشعب وتخييره لشعب آخر وتكاليفه العجيبة التى لا تنتهى ولا طائل منها ودعائه المستمر الذى لا يستجاب وكراهيته للحياة وحبه للموت وشراءه للمؤمنين بأن لهم الجنة، وبئس الجنة تلك التى تشترى بنفوس الناس وأموالهم وإيمانهم وغباءهم.

فكرة انك سوف تموت ولن تجتمع بأحبابك ثانية فكرة قاسية، وربما يرضخ المؤمنون لفكرة وجود الله حتى يخلدهم بعد موتهم مع من يحبون ويرحمهم من عناء الحياة فى جنات ونعيم، وربما لو أغلق الله الجنة والجحيم وجعل العبادة خالصة لوجهة لما وجدت احدا يكترث به على الإطلاق، فما حاجتنا لإله لن يرضى رغباتنا ولن يعوضنا عن ما فقدناه وما افتقدناه، الله جعل العلاقة بينه وبين البشر قائمة على النفعية والمادية والبرجماتية، اعبدني تجدنى، قدّم السبت تلاقى الجنة، لن تعبدنى سوف أبعدك عن اهلك وأصليك سعيرا.

ماذا لو انه ترك الخيار للناس بدون ترهيب وترغيب، ربما تجد نصف المسلمون يكفون عن رفع مؤخراتهم الى السماء وحك رؤوسهم بالأرض والكف عن فروض وطاعات وتكليفات طويلة وكثيرة ومملة، ولكنه ثانية منطق المنفعة، اسلم تسلم، صلى وصوم وذكى وفجر نفسك لأجل خاطرى، أعوضك فى حياة أخرى، بحياة أخرى بها ما لم تقدر عليه فى حياتك الدنيا البائسة وما حرمتك منه فيها أيها المغفل، ولو كنت اقدر لكنت منحته لك، ولكن لأنك مغفل فأنت تطمع أو بك عشم أحمق منك لخلود أحمق مثلك، وعليك أن تتحمل نتيجة تصديقك لكهانة الكهان وخرف الأنبياء وقدرتى الكلية التى لا تشفى مريضا بغير دواء ولا تعلم فردا بغير جد وكد وعمل، ولكم فى الدول المتقدمة عبرة يا جهلة يا كسالى يا متنطعين يا نفعيين، يا طالبي المتعة بأقل مجهود وبأقصر وأيسر وأحمق السبل ... الأيمان.



#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجحيم .. ينسف صفتى الرحمن و الرحيم
- الحضارة ... غير الإسلامية
- الدعاء غير المستجاب
- تُنكح المرأة لأربع
- الولاء ... و البراء
- بودا ... بالحق يقول
- ويفرق بين المرء وزوجه
- الحجر الأسود المقدس .. رمز دينى جنسى ... أيضا مقدس
- الجنة والجحيم .. كذبتان ... فبأى آلاء ربكما تصدقان
- القرآن .. كتاب الموتى ... عند قدماء المسلمين
- الله .. وصاحبتى ... وأنا
- الله .. وأبى ... وأنا
- اغونان وشاهر وشومان
- لو كنت الله
- الله ... لا يكترث
- أتخلق فيها .. من يقتل فيها ... ويسفك الدماء
- الحجاج .. المستبد المستنير ... المُفترى عليه 2
- إنما بعثت لأدمر مكارم الأخلاق
- النكاح .. وملك اليمين ... كبت وشبق مقننين
- الحجاج .. المستبد المستنير ... المُفترى عليه


المزيد.....




- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف قاعدة -عوبدا- الجوية الاسر ...
- “وفري الفرحة والتسلية لأطفالك مع طيور الجنة” تردد قناة طيور ...
- “أهلا أهلا بالعيد” كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024 .. أهم ال ...
- المفكر الفرنسي أوليفييه روا: علمانية فرنسا سيئة وأوروبا لم ت ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف ميناء عسقلان المحتل
- المقاومة الإسلامية بالعراق تقصف قاعدة -نيفاتيم- الصهيونية+في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - اشعر أحيانا بالحزن