أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجبار سبتي - الربيع العربي بين التقويم والتنجيم ... بحث















المزيد.....

الربيع العربي بين التقويم والتنجيم ... بحث


عبد الجبار سبتي

الحوار المتمدن-العدد: 3622 - 2012 / 1 / 29 - 22:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الربيع العربي بين التقويم والتنجيم ... بحث
• المقدمة:
يبو ان الحدث الابرز والذي ترك الاثر البالغ والواضح في العام 2011 سيكون لا محالة هو الثورات العربية التي انطلقت بصرخة عذاب من الموطن العربي التونسي _البو عزيزي_ وانتقلت شرارتها من تونس نحو البلدان العربية الاخرى كاليمن ومصر وليبيا وسوريا والبحرين وبشكل يلفت الانظار .. ويؤمل لها ان تنطلق ايضا باتجاهات اخر لتشمل المنطقة العربية والاقليم كله بما فيها تركيا وحتى ايران ..لتغير الكثير من الثوابت التي كانت تقوم عليها ايديولوجيات وصبغات وتراكيب تجذرت في تأريخ المنطقة وكانت ايديولوجيات صماء لم تنجب الا العقم والتجهيل والاتكال والتناحر والتنازع ..فكانت المنطقة الاكثر سخونة لما يقرب من نصف قرن من الزمان..
ما احدثه الربيع العربي وما يتوقع له ان يحدثه من تغيرات فكرية وسلوكية وحتى عقائدية لن يكون بالمرة امرا عارضا ولا هو بالشآن البسيط ..بل هو في الحقيقة هزة ستشمل كل ارجاء المنطقة العربية لتتبعها موجات ارتدادية اخر حتى تغير شكل المنطقة والاقليم بالكامل .. ومن درس الثورة الفرنسية واستطاع ان يحلل تركماتها وما افرزته من سلوكيات وافكار جديدة يستطيع ان يتنبأ ومنذ الان بأن تلك الثورات لن تكون الاولى ولن تكون الاخيرة بل ستتبعها لاحقات اخر حتى في البلدان التي نجحت فيها الثورة من تغيير شكل النظام القائم ..فما زالت هناك الكثير والكثير من الخطى الغير مرغوب بها وما زال هناك الكثير من المسارات التي تحتاج الى اصلاح وتغيير.
• الربيع العربي لماذا؟؟
يعرف كل من اهتم بالواقع العربي المعاصر مدى الجمود العام والشامل الذي اعترى تلك البلدان وشل فيها عجلة التطور ..ويكاد يمسك بدولاب التحول والانطلاق نحو التلاحم مع الانسانية والسير في ركابها ..ويدرك كذلك مدى التخلف الذي خلفته عقود من الدكتاتورية والحكم الشمولي ..وذلك بالرغم من ان الدول والبلدان العربية تمتلك مؤهلات كثيرة تؤهلها لان تحتل مكانة اسمى وافضل بكثير مما هي عليه الان .. الا انها حكمت بسياسة تكاد تكون اقرب الى نظم الحكم في القرون الوسطى ..مما اثر في التركيبة الفكرية والسيكولوجية للفرد والمجتمع وجعله اشبه ما يكون بآلة تدار بحسب ما يراه الحاكمون ..ومن دون ان يمنح الحق او الفرصة في المشاركة في الحكم او التدبير .. وهذا ما جعله يكون بعيدا كل البعد عن تفاصيلات وتفاعلات الزمن الحاضر .. واثر اثرا كبيرا في سلوكه وتفكيره وعطائه .. مما جعل المجتمعات العربية تبدو اكثر تخلفا واكثر جهلا من المجتمعات الاخرى ..لذلك كله ولامور اخرى لا يسعنا ادراجها هنا ..فقد كان التغيير مطلبا ملحا خصوصا مع تنامي المشاكل والازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي كان السبب الرئيس فيها ترهل تلك الانظمة وفسادها وعدم صلاحيتها للحكم.
• التحديات :
ومع تنامي الهزة الربيعية وانتشار امواج بحرها الصاخب في ربوع المنطقة وتحقق النجاح لبعضها بخلع رموز التخلف والتجبر وسقوط اكثر من نظام ..فقد طفت الى السطح اشكاليات جديدة وتحديات كبيرة تمثلت معظمها في كيفية ادارة الدولة وترتيب مفاصلها واختيار نظام حكم يتوافق مع المعطيات العالمية والتي ليست ببعيدة عن المنطقة ..خصوصا وان الواقع العالمي يفرض بظلاله على ارادات وتفكير الشعوب ونتاجاتها في ظل عالم مفتوح تنتقل فيه الثقافة والعلم والسياسة والاقتصاد بكل يسر وسهولة .. وتُكتسب فيه الحداثة عن طريق الاحتكاك المباشر والغير مباشر بين الشعوب والمجتمعات من خلال التطور الحاصل في طرق المواصلات والاتصالات .
لكن ما جابه تلك الثورات من تحديات داخلية وخارجية جعلها تتلكأ كثيرا في تلبية الطموح بل وتسقط وتكبو في بعض مراحلها خصوصا وانها مازالت في مرحلة البلورة والانتاج المبتدئ وهذه الكبوات يمكن ان تدرج من ضمن الطبيعية الفوضوية التي ايديرت بها تلك الثورات.. واذا ما قسناها مع التدني العام للثقافة ومع الدمار الهائل في كل المفاصل والذي تركته الانظمة الشمولية فانها ستكون كبوات بسيطة وغير مسيطر عليها وبالامكان تداركها واصلاحها بمرور الزمن اذا ما توفرت الرغبة الحقيقية لدى الشعوب بالخلاص من ادران الماضي وظلامه وفوضويته .. وكان اكبر تلك التحديات واخطرها هو ذلك التحدي الذي تمثل في توفير النظام السياسي البديل .
• الاسلاميون يكتسحون الشارع الانتخابي :
قلنا ان التحدي الاكبر والاكثر خطرا تمثل في توفير نظام سياسي بديل للانظمة السابقة ..ولكون ان اغلب الثورات والحركات كانت شعبية وخرجت تنادي بتحطيم القيود والخلاص من العبودية التي كبلتهم في ظل الانظمة السابقة فقد كان من الطبيعي جدا ان يكون النظام الجديد هو نظام حكم نابع من تلك الرغبات ويلبي طموحاتها ويكون قريبا من الشعارات التي رفعها ابناءها فكان النظام الانتخابي هو الاقرب والاكثر عقلانية وواقعية .. لكن ما افرزته تلك الانتخابات كان وما يزال يشكل احباطا للداخل والخارج لانه افرز وبنتائج ملموسة ان اغلب من يسيطر على فكر الشارع العربي هو الفكر الاسلاموي المتمثل بالاحزاب الدينية وهذا ما مثل تحديا للداخل والخارج وجعل عجلة التغيير في البلدان الاخرى تتأخر وتتباطأ خوفا وخشية من صعود حركات راديكالية ومنظمات دينية متشددة تكون اسوء من الانظمة التي سبقتها خصوصا وان التجارب السابقة في المنطقة لا تبشر بخير .. فقد كان صعود حركة حماس الى اعلى السلطة في غزة اشبه بالعصا التي وضعت في دولاب القضية الفلسطينية .. وما جرّته تلك الحركة من ويلات على غزة بالذات يثير الاحساس بعدم الرغبة في تكرار نفس التجربة خصوصا وان تلك المنظمات تنهل من منبع واحد هو التشدد في الفكر .. وخصوصا وان المنطقة تطغى عليها الصبغة الدينية كونها كانت وما تزال تمثل ارثا لثلاث ديانات سماوية ارخت بظلالها على المنطقة بأسرها فجعلت من الفكر الديني اساسا ينبثق منه باقي الفروع فيؤثر في الفرد والمجتمع ويسيطر على تفكيره ويشغل هواجسه اكثر من عامل الحداثة ونظريات الحكم وتفصيلاتها ويعود بالسلب على عجلة التحضر والتمدن والانطلاق بالانسان العربي نحو موكبة عصره ..ولعل اخطر ما في هذا الارث هو الصراع الفكري الطائفي الذي يتحول بفعل السياسة ومكرها والمصالح المتضاربة بين حكام متخلفين الى صراع عقائدي وحتى وجودي ..ويُستغل في كثير من الاحيان كوسيلة من وسائل الغاء الاخر او السيطرة عليه ..لذا فهو يعتبر من اكثر التحديات خطورة والتي تواجه مستقبل الحركات الثورية ومستقبل التغيير بشكل عام ..واذا ما اخذنا هاجس حروب طائفية في الحسبان فان النتيجة ستكون دمارا للمنطقة باسرها وذلك هو ما تتخوف منه دول الغرب المهتمة بمنابع النفط وطرق امداداتها لكون المنطقة العربية تشكل ما يقارب ثلث الانتاج العالمي من النفط ..وهذا ما يفسر اهتمام تلك الدول بمنطقتنا وتسارع مساعيها نحو احتواء الموقف هنا او هناك وتشجيعه ودعمه في بلد دون اخر وهو ايضا يفسر الصراع الدوبلوماسي بين الصين وروسيا من جهة ودول حلف الناتو من جهة اخرى حول التدخل في سوريا او غيرها ..لكن وفي كل حال من الاحوال لم تمنع تلك التحديات والمخاوف الربيع العربي والحركات الثورية من مواصلة الضغط على الحكومات ومحاولة تغييرها وانما خففت من سرعتها ومن حماسها واندفاعها بل وفي احيان اخرى شذبتها ومنعتها بعض الشئ من عبور بعض الخطوط الحمراء كما في اليمن وسوريا ..
• الاقليم الى اين
لايمكن لمن ينظر الى المنطقة نظرة فاحصة وحقيقية وعن قرب ان يغفل ذلك الصراع التأريخي بين الصفويين والعثمانيين والذي دارت رحاه قبل ما يقرب من 500 سنة .. والذي ما زال ارثه موجود في حاضرنا اليوم وان كان على شكل بعض العادات هنا او الموروث الشعبي هناك .. ولا احد ينكر ان ذلك الصراع قد هفت وبردت ناره لكنها لم تنطفئ .. وبعودة ايران الاسلامية الى المنطقة بقوة وبوجود السعودية صاحبة الفكر الديني المتشدد والمنغلق والمصدر باموال النفط .. وبرجوع تركيا بعد فشلها في الانضواء تحت لواء اوربا الى ملعبها السابق ومحاولتها لاعادة مجدها وطرح اسمها كلاعب مهم في المنطقة ..تكون الحلقة قد تمت للعودة الى ذلك الارث المقيت من الصراع الدموي المبني على استغلال اسم الدين والخلافات المذهبية لتثبيت المصالح وما يترتب عليه من تخلف اكثر للمنطقة باسرها وانجرارها الى ما هو اسوء واكثر كارثية على شعوبها .. وما تلاعبها بنتائج تلك الثورات وذاك الربيع الا دليل واضح وصارخ في ان تلك الدول هي اساس التوتر وهي اصل المشكل وهي رؤوس البلاء الذي تعاني منه منطقتنا ..وهي ومن خلال هذا الصراع المعلن مرة والمخفي مرات قد خدمت اسرائيل خدمة لا تحلم بها عن طريق تشتيت الانظار عن الدولة المغتصبة وعن قضية فلسطين وهي ايضا من يحاول سلب ارادات شعوب المنطقة ومنعها من السير في ركب التحضر والحداثة وسرقة احلامها.
• الخلاصة :
كان لوجود انظمة متخلفة وقمعية اثره السلبي البالغ في المنطقة فكانت السبب وراء الكثير من الكوارث والجهل والظلام والتخلف الذي عم وشمل جميع القطاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية فكان التغيير مطلبا مهما ورغبة شعبية عارمة شملت كل شعوب المنطقة قاطبة لكن هذا التغيير واجه تحديات كبيرة وكثيرة منها قصر النظرة اليه وقلة ادراك فوائده واستعجال نتائجه اضافة الى محاولة تشويهه وعرضه على انه حركات تحركها اصابع طائفية خفية او مؤامرة دولية خارجية من خلال دعم حركة هنا او مجهود وتظلم هناك .. وكان لمحاولة الغرب حماية مصالحه الاثر البالغ في تصويب المسار وحماية المدنيين وانجاح المطلب ..لكن في كل الاحوال فلن تتحقق جميع احلام الشعوب بين ليلة وضحاها او بعد سنة وسنتين ..فالتغيير المطلوب والغاية العظمى والكبرى هي تغيير الافكار المنغلقة وفتح الافهام وبناء الانسان الذي انتهك كيانه سابقا .. فهل تنجح تلك الثورات في نيل ما تريد وهل ستنتقل رياح الربيع والتغيير الى اماكن اخرى بعد ان اعتراها الخمول وحاول الانتهازيون سرقتها ؟؟ وهل ستنجح شعوب المنطقة من تحطيم قيود كبلتها لفترة قد تصل الى 5 قرون , وهل ستنتبه هذه الشعوب الى ان وحدة المنظور والهدف هي غاية تجمعها ضد عدو واحد هو اطماع حكام تعوزهم الحكمة والكياسة والانسانية .. وهل تتوحد افكارهم نحو تقبل الاختلاف الفقهي والعقائدي للتجه نحو الوحدة الانسانية ونبذ اوكار التخندق والتخلف والشقاق ورفع راية العمل المشترك والتكامل الاقتصادي والتناغم الفكري والتكافل الاجتماعي والمصلحة المشتركة .

عبد الجبار سبتي



#عبد_الجبار_سبتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قتل بأسم الله ام احياء بأسم الانسانية
- حينما يُصدرُ الغباء كموسيقى وغناء
- رغم المحن ..سيبقى العراق
- ما زلنا نخوض ونلعب
- رسالة من تحت الركام- هدية الى ابناء مدينة مصراتة الحرة
- المعية الفكر في اطار الفطرة السليمة
- من يكترث
- من كان منكم بدون خطايا فاليرجم المالكي
- اوباما...والفكر العربي..والديمقراطية


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجبار سبتي - الربيع العربي بين التقويم والتنجيم ... بحث