أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجبار سبتي - حينما يُصدرُ الغباء كموسيقى وغناء















المزيد.....

حينما يُصدرُ الغباء كموسيقى وغناء


عبد الجبار سبتي

الحوار المتمدن-العدد: 3587 - 2011 / 12 / 25 - 22:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما حصل يوم الخميس الماضي مأساة قد اعتاد على ان يراها ويشهدها الشارع العراقي بجميع مفاصله ومكوناته .. كلما لاحت بالافق ازمة هنا او اتهام هناك .. ولن أتي بجديد اذا قلت ان بعض من يرتدي الزي الرسمي ويشارك بالحكم يمسك ايضا بالسكين التي تذبح العراقيين ويضغط الزر كي يفجر الديناميت لينثر اشلائهم ويقطعهم اربا .. فالمشهد اليوم لا يحتاج لكثير من النباهة ولا لكثير من الفطنة ولا الى قراءات في كتب هيكل او حسن العلوي .. لنتبين ان _ المؤامرة _لم تكن الا ممن خان الامانة وخان القسم وخان الوطن وخان الشعب .. فالامر هذه المرة اصبح اكثر وضوحا رغم ان ملامحه قد ارتسمت منذ ان بدايات _المقاومة_ التي اهلكت ما يقارب -100- الف شهيد عراقي واضعاف هذا العدد من الجرحى والمعاقين وملايين من الايتام والمشردين .. ولا اظن ان الشارع العراقي بحاجة اليوم لتصفح كتاب ميكافلي لكي يفهم مدى النفاق السياسي الذي يمارسه البعض هنا وهناك .. فالامر قد أعيد امام اعيننا وشاهدناه ومن على كاميرات التصوير اكثر من مرة وكانه مشهد من فلم يعاد ويكرر لكي يصل الى اعلى درجة من درجات الاداء والاتقان ولكي يتم ايصال رسالة محددة واظنها اليوم باتت مفهومة لدى الجميع بما فيهم عمال البناء والتلاميذ الصغار .. وهي ان -الغباء ممكن ان يسوق بواسطة الموسيقى والغناء_ ....
حكى لي احد الاخوة الذين هجروا من احدى مدن العراق .. انه كان يجاور احد المقاومين الشرفاء قبل تهجيره وكانت تربطه مع هذا المقاوم علاقة جورة ونسب, وفي احد الايام حذر المقاوم جاره من المرور في احد شوارع المدينة وانه امتثل لذلك التحذير وعلم بعدها ان انفجارا قد حصل في ذلك الشارع.. لكن ما حصل بعد ذلك اثار استغراب اخينا حيث يقول انه وفي نفس ذلك اليوم سمع المقاوم وهو يحكي لمجموعة من ابناء المنطقة انه كان فوق سطح منزله ورأى طائرة وقد رمت الشارع بصاروخ ...
ما يفعله الارهاب هو بالضبط ما فعله ذلك المقاوم الشريف الذي قتل ابناء بلدته ثم استغباهم وحاول ايهامهم بلحن اخر ..فغنى لهم اغنية بعيدة عن الحقيقة تماما .. وتلك الموسيقى ,بالرغم من انها لم يستعذبها الكثير , وادار أذنه عن سماعها ,الا انها ما زالت تُعزف .. وما زالت لحد الان تستهوي بعض الآذان مع كل الاسف.. وما يؤسف له اكثر ان البعض يستمتع بترديدها ويضم صوته لصوت عدوه ومن اراد قتله .
ما يزال البعض يمارس نفس الاسلوب الذي وصفه سيادة الرئيس الطالباني بانه قدم في الحكومة واخرى مع الارهاب وتلك ليست بنظرية طالبانية اكتشفها سيادته بعد تفكير وتمحيص وانما هي تحصيل حاصل نتج عن اقوال وافعال مارسها ذلك البعض وما زال يمارسها من دون وجل ولا خجل وبكل صلافة .
فما حصل من ردود افعال من اعضاء القائمة العراقية على اتهام القضاء للهاشمي لا يعدو ان يكون غناء ونغمة يراد بها الاستغفال وذر الرماد في العيود وطمس هوية الجناة وابعاد القضية عن محورها الاصلي والاساسي .. وجعلها قضية سياسية بدلا من ان تكون قضية قانونية بنيت على ادلة واعترافات ادلى بها مقربين من تلك الشخصية .. وبأوامر مباشرة منها .. بالقتل العمد لضباط يعملون في السلك الامني وفي مفاصل اخرى للدولة بغية ارباك الوضع الامني وتهديد امن المواطن وتعريض امن الوطن للخطر .. مثل تلك الاتهامات اذا ما ثبتت على الهاشمي فانها ستكون اشبه بالضربة القاضية لكل اعضاء تلك القائمة التي ما انفكت تنادي بالديمقراطية والمشاركة في القرار وتتباكى ليلا ونهارا على امن المواطن ومصلحة الوطن .. ومن المؤكد ايضا انها ستزيد من كم المعلومات التي بحوزة القضاء عن شبكات تعمل تحت مظلة الحكومة وفي سلكها ..لذلك كان لا بد من ترديد الاغنية نفسها واللحن ذاته .. وبالرغم من ان كل تصريحات اعضاء القائمة تلك كانت توحي بالبرود اتجاه الدم العراقي المراق والحقوق التي يراد لها ان تهدر .. الا ان ذلك كله كان يصب في زاوية واحدة وياتي من باب واحد وهو تعويم القضية وجعلها تبدو وكأنها قضية سياسية يراد منها اقصاء الاخر .. ضاربين عرض الحائط كل ما يمكن ان يعترض طريقهم .. واوله حنثهم باليمين التي اقسموا بها من صون حرمة الدم العراقي والمحافظة على امنه وامن شعبه ومنهم الذين اوصلوه الى المكان الذي هو فيه .. ناهيك عن اتهام القضاء ونزاهته وعدم تسيسه .. ناهيك عن اتهامات للحكومة التي يمثلون هم جزاءا منها بالدكتاتورية والطائفية وبذلك هم يهيؤون الشارع للتعبئة الطائفية وجرجرة البلاد نحو فوضى جديدة ... وما زال الكثير من ساستنا الافاضل يرددون عن وعي وتمرس واحيانا من دونه, نفس ذلك اللحن الذي يراد منه الابتزاز والاكراه والتسلط من دون وجه حق واغتصاب الحقوق وتعطيل الحياة .. وما زال البعض لا يجد الا تلك النغمة تردد على أذنه ليلا ونهارا حتى ادمنها من غير وعي ولا حتى معرفة ,حتى ان بعض السياسيين راح يردد ما تقوله تلك القائمة الملطخة .. وكأن الامر يخص شخص رئيس الوزراء, لا القضاء وحقوق هدرت ودماء اسيلت وارواح ازهقت فجعل من نفسه وسيطا –لتقريب وجهات الغناء والغباء-وكان الامر لا يعنيه..
وكأنه من دولة اخرى وينتمي لشعب اخر .. واخرين طالبوا بالتوقيع على وثيقة عهد جديدة ..وكأن السارق والقاتل والمجرم ..سيتوقف عن الاجرام ودعمه بمجرد ان يوقع على وثيقة او على عهد .. واخرين اكتفوا بالصمت والاختفاء ومن دون تسجيل اي موقف او كلمة على الاقل لتبرير استلامه للرواتب والمخصصات والامتيازات التي يعيش في ظلها ..متناسيا حال الشعب والارهاب الذي يعبث بامنه .. ومتناسيا الوطن وقضيته وقسمه الذي اقسمه ..
اما اخوتنا الاكراد .. فتعاملوا مع الامر وكأنهم دولة في داخل دولة .. فمنحوا المتهم لجواءا اقرب ما يكون الى اللجوء السياسي الذي تمنحه بعض الدول وتمنع اللاجئ اليها من ممارسة اي عمل عدائي يمس بدولته الام من على اراضيها ..لكن كرم الاكراد فاض وزاد حتى على كرم تلك الدول فسمحوا للهاشمي من اقامة مؤتمر اعلامي يقول فيه ما يشتهي ..ثم طعنوا بامر القاء القبض الصادر من المحكمة العليا وطعنوا بنزاهته ونزاهة شركائهم في الحكومة .. ولم يبالوا بالدماء التي اريقت ولا حقوق المواطنة ولا قدسية القضاء .. وهم يعلمون جيدا ان من يتستر على متهم فانه يعرض نفسه للمسألة القانونية كانن من كان .. ويعرفون جيدا ان القضاء العراقي لا يخضع لسلطة الحكومة ولا لرئاسة الوزراء ..ولكنهم ارادوا ان يرددوا نفس النغمة ونفس الاغنية .. لغاية في انفسهم لا اظنها تتعدى الابتزاز السياسي لغرض الاستقلال او لنيل شئ يكون اقرب منه في اسوء الاحوال .. وكلام طالباني الذي طالب فيه بضمان عدم اعتقال المتهم الهاشمي كلام لا يصدر من رئيس دولة يحترم منصبه او يحترم دولته على الاقل .. وهو صاحب المقولة التي اوردناها في مقدمة المقال من ان البعض يضع قدما مع الحكومة واخرى مع الارهاب ..فياترى من كان يقصد بذلك .. ولماذا تغيرت اللهجة وتغير الكلام ..ولمَّ يصرح برزاني بان الاكراد لن يتدخلوا اذا ما حصل قتال طائفي في العراق .. وألامَّ يلمز ويهمز .. ومن ترى يهدد بمثل هذا القول وما هي الرسالة التي اراد توجيهها الى بغداد ولمَّ المطالبة بنقل المحاكمة الى كردستان التي يتذكر الكثير منا كيف حكمت محاكمها على الصحفي الذي اتهم بجرم لمجرد انه نقل خبرا خاطئا عن وفاة سيادته ..وهل ياترى نزاهة قضاة كردستان اكثر من نزاهة قضاتنا ..ام ياترى ان ضمير طالباني ومسعود قد صحى مؤخرا اتجاه العراق وشعبه بكل طوائفه وخافوا عليه من حرب اهلية ولم يخشوا عليه من الارهاب والارهابيين الذين قتلوا بدم بارد, السنة والشيعة معا ولم يميزوا بينهم .. ولكنه نفس اللحن والنغمة التي يراد بها استغفال العقول والضحك على الذقون .
ما حصل في قضية الهاشمي افرز دلالات عدة اولها ان على الجميع ان يتحمل مسؤوليته اتجاه العراق باكمله من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه ..فالدم العراقي محرم وخط احمر يجب على الشعب باكمله ان يدافع عنه شاء من شاء وابى من ابى وجاء من جاء وافل من افل فالعراق باق وهو وطن الجميع وياكل من رزقه الجميع ..بكل طوائفهم وكل اجناسهم وكل اديانهم .. وان كان الهاشمي نائبا لرئيس الجمهورية ..كان عليه ان يفي بالتزاماته وان يكون رجلا ويتحمل مسؤوليته اتجاه الشعب والوطن ..وان يكون راعيا للقانون صائنا له محافظا عليه بحكم كونه موطن عراقي اولا وبحكم منصبه ثانيا ..فيسلم نفسه للقضاء وعندها ان كان بريئا سيثبت ذلك .. وكان على العراقية ان تكون اكبر من الاسماء والمناصب والامتيازات والكراسي وتتعامل مع الامر بحكمة السياسيين ولا تعرض امن وطن بالكامل للخطر لمجرد اتهام صدر_من القضاء_ بحق شخص ينتمي اليها وان تؤمن حقا بالديمقراطية ودولة القانون ..وكان على جميع البرلمانيين ان يتحملوا مسؤوليتهم اتجاه بلدهم وان لا يعطلوا البرلمان كما هو معطل الان وان يكونوا قدر المسؤولية والثقة التي انيطت بهم ..وكان على الاكراد ان يكونوا شركاء حقيقيين واقليم من ضمن دولة فيحترموا قانون تلك الدولة لا ان يفرضوا انفسهم كدولة ند للعراق بالرغم من انهم يستلموا مخصصات ميزانيتهم من ايرادات الدولة العراقية ككل بما فيها واردات النفط وما يأتي من الضرائب .. لكن المشكلة في الغباء الذي يُصَّدرُ على شكل الحان وغناء .



#عبد_الجبار_سبتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رغم المحن ..سيبقى العراق
- ما زلنا نخوض ونلعب
- رسالة من تحت الركام- هدية الى ابناء مدينة مصراتة الحرة
- المعية الفكر في اطار الفطرة السليمة
- من يكترث
- من كان منكم بدون خطايا فاليرجم المالكي
- اوباما...والفكر العربي..والديمقراطية


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الجبار سبتي - حينما يُصدرُ الغباء كموسيقى وغناء