أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صائب خليل - الحملات الانتخابية والاعلام -3- الخط الايديولوجي















المزيد.....

الحملات الانتخابية والاعلام -3- الخط الايديولوجي


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1070 - 2005 / 1 / 6 - 10:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخط الايديولوجي خط يمثل التسلسل الايديولوجي لاحزاب بلد ما, يبدأ من اقصى اليسار وينتهي في اقصى اليمين. يحتل كل حزب مكان ما في هذا الخط, حسب تصور الناخب لموقف الحزب, ويفترض ان ينتخب الناخب (الرشيد) الحزب الاقرب الى موقفه الايديولوجي الشخصي على ذلك الخط.

تبين التجارب ان مواقع الاحزاب من الخط الايديولوجي تتميز بثبات نسبي عالي, وكذلك الامر بالنسبة للناخبين, فهم لايغيرون مواقفهم الايديولوجية عادة بشكل حاد. لكن حركة بسيطة الى اليسار او الى اليمين ممكنة دائما.
وفي الحملة الانتخابية يحرص الحزب على اعطاء صورة ايديولوجية معينة عن نفسه للناخبين. فاذا اهملنا الناحية المبدئية للحظة, وركزنا على الستراتيجية النفعية الهادفة الى كسب اكبر عدد ممكن من الاصوات, نرى ان على الحزب ان يدرس تأثير موقعه على نسبة الاصوات التي يتوقع ان يحصل عليها وان يأخذ بنظر الاعتبار امكانية التحرك نحو اليمين او اليسار قليلا, وتأثير ذلك على عدد المصوتين له.

يفترض ان الحزب على دراية جيدة بتوزيع الناخبين على الخط الايديولوجي للبلاد. كما يفترض ان يعرف عدد الناخبين المؤيدين (المخلصين) له تماما, والاخرين الذين يقفون قريبا منه على اليسار من جهة, وعلى اليمين منه من الجهة الاخرى. لاتركز الحملات الانتخابية عادة على المخلصين, لان هؤلاء سيصوتون للحزب دائما, اما لانهم يقعون في وسط الطيف الايديولوجي للحزب, او لانهم يفتقدون المرونة للتغيير, وسيتحركون الى اليمين او اليسار مع حركة الحزب النسبية.

اما بالنسبة للناخبين الذين يقفون قريبا من احدى الحافتين الايديولوجيتين للحزب فالامر مختلف. فتحرك الحزب ايديولوجيا قليلا نحو اليسار, سيكسب له الناخبين على يساره, ويكلفه الناخبين على حافته اليمنى, وبالعكس.

بالطبع ليست صورة الخط الايديولوجي بين اليسار واليمين الا صورة مبسطة, رغم اهميتها. حيث تلعب خطوط توزيع اخرى ادوارا قد تكون اكثر اهمية من الخط الايديولوجي السياسي (يسار – يمين) بالنسبة للكثير من الناخبين. فاذا اخذنا العراق مثالا, فلا يمكن اهمال الخط القومي مثلا. يقف عند حافتي هذا الخط ناخبين شديدي التعصب القومي من جهة, واخرين يحتقرون النظرة القومية من الجهة الاخرى.

نلاحظ الاعتراف بهذا الامر بوضوح من خلال تواجد حزبين شيوعيين في انتخابات العراق, هما الحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي الكردستاني. فمن المتوقع ان يصوت الاكراد اليساريين الذين يلعب عندهم الشعور القومي دورا هاما الى الحزب الشيوعي الكردستاني, بينما سيصوت من يعتبر هذا الشعور سلبيا, الى الحزب الشيوعي العراقي.

كذلك يلعب الموقف من الدين دورا هاما, ولنا ان نضع الاحزاب العراقية على خط يبدأ من الالحاد الى التدين الشديد, مرورا بالوسط الحيادي. وهناك احزاب مهمة جدا تعتمد الدين موقفا رئيسيا لها, وتنقسم بشكل عام في العراق الى شيعية وسنية, كذلك تجمع احزاب اخرى بين الدين والقومية.

في العادة, يكون لكل ناخب خط ايديولوجي اساسي, ومواقف مفضلة بالنسبة لبقية الخطوط. فيختار اليساري الذي يعتبر الموقف السياسي هو الاهم, يختار من بين الاحزاب اليسارية اقربها الى موقفه القومي او الديني الخ.

تقودنا دراستنا للخط الايديولوجي الى الاستنتاج ان الاحزاب التي تقع على اقصى ذلك الخط, يمكنها دائما الحركة نحو الوسط لكسب الاصوات الاقل تطرفا, دون ان تخسر الاصوات الاكثر تطرفا, لان الاخيرة لن تجد بديلا تصوت له. ولو اخذنا الحزب الشيوعي العراقي كمثال, واعتبرناه يقف على اقصى يسار الطيف السياسي العراقي, فيمكن القول ان من المتوقع ان تحركه نحو اليمين سيكون مفيدا له انتخابيا. فهو من ناحية سيكسب الناخبين الاقرب الى يسار الوسط.
صحيح ان الجزء الاكثر يسارية من الناخبين لن يكونوا سعيدين بهذا التحرك, لكنهم لن يجدوا بديلا اقرب, وسيصوتون له. لكن يجب الانتباه الى ان الابتعاد عن ناخب ما قد يفقد الحزب ذلك الناخب حتى ان لم يكن للاخير خيار في حزب اخر, لانه يمتلك دائما خيار الامتناع عن التصويت.

اذا درسنا ستراتيجية الحزب الشيوعي في حملته الانتخابية نجد انه يتصرف وفقا لهذه المعادلات الى درجة بعيدة. فشعارات الحملة وبرنامجها الانتخابي يقدمان صورة اقرب الى الوسط من الصورة التي عرف العراقيون الحزب الشيوعي بها. فمثلا لا يوجد اي اشارة الى كلمة "شيوعية", بل ولا كلمة "اشتراكية", واستبدلتا بالاشارة الى عبارات اقل حساسية واكثر غموضا مثل "تحسين المستوى المعاشي للجماهير" و "ضمان حقوق العمال في الأجر المجزي" و "تنظيم الاستثمار الخارجي".

الا ان اختيار الكلمات قد يكون بسبب اخر غير الحركة نحو اليمين. فيمكن ان يكون السبب تقدير الكادر الحزبي بان كلمات "الشيوعية" و "الاشتراكية" اصبحت مثيرة لاحاسيس سلبية بين الناخبين, لسبب او اخر.

مع ذلك يمكننا ان نلاحظ ان صورة الحزب الشيوعي قد تحركت بشكل واضح, بعيدا عن حافة الخط اليساري في موضوع الدين مثلا. فتجنب الحزب, حتى قبل زوال نظام صدام وورود احتمال الانتخابات, تجنب الاصطدام بالدين, واتخذ موقفا حياديا منه باعتباره امرا شخصيا. وليس ذلك فقط بسبب حركة الشارع العراقي نحو الدين في السنوات الاخيرة, بل ان الكثير من الشيوعيين صاروا اكثر ايمانا به.

تحرك الحزب الشيوعي العراقي نحو الوسط كذلك في المواقف الاقتصادية, وهي المواقف المركزية في النظرية الشيوعية او الاشتراكية التي يسير عليها. فموقفه كان متساهلا بشكل كبير من القرارات الاقتصادية التي اتخذتها السلطة المؤقتة, وكان بعضها من اليمينية ما لم يسبق له مثيل في العالم. ان مقارنة مواقف الحزب الشيوعي العراقي بالاحزاب اليسارية الاوربية, واخذ الحزب الاشتراكي الهولندي مثلا, يبين بوضوح ان الحزب الشيوعي العراقي يقف الى اليمين منها, وربما اعود الى ذلك بدراسة اخرى.

يبدو لي ان الكثير من هذا التحرك نحو اليمين يعود الى تشويش شديد في موقف الكادر من تلك القضايا, وليس مبنيا على اسس مدروسة ولا علاقة لها بالموقف الانتخابي بشكل مباشر, بل لذا فهي ليست محل بحث هنا.

لابد من الاشارة اخيرا الى ان المواقف الانتخابية, مواقف نفعية بطبيعتها, وتتعارض بشكل كبير في العادة مع المواقف المبدئية التي يفترض في كل حزب, ان يلتزم بها, والتي يدعي كل حزب الالتزام بها على اية حال. فالفارق الاساسي بين الموقفين, ان الحزب في مواقفه المبدئية يقود جماهيره الى رؤيته للامور, في حين انه في الثانية يسمح للجماهير ان تقوده الى ما تراه صحيحا. وبين هذين الموقفين المتطرفين يتخذ كل حزب موقفه عمليا.



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية تقدير للمبادرات السياسية الذكية واصحابها
- ملاحظات حول مشروع الدستور الدائم للدكتور منذر الفضل
- الحملات الانتخابية والاعلام 2- حلزون الصمت
- الحملات الانتخابية والاعلام-1- الرسالة الاعلامية والمتلقي
- من هم الملوك؟
- ملاحظات عاجلة حول الحملات الانتخابية
- الامانة الموضوعية.. والشجرة: مراجعة لمقال صبحي الحديدي
- لم الحماس للقوائم الموحدة؟
- خدمتين جديدتين مهمتين لمستعملي الحاسبات
- هولندا: شعب طيب وصحافة عاهرة – 2- منع التكامل الاجتماعي –
- مقالق جلالة الملك
- الانتخابات: سنذكرها كحلم جميل, ام كابوس مرعب؟
- هولندا: شعب طيب, وصحافة عاهرة: 1- -كفار وسرقتهم حلال-
- عقدة الخوف من صدام تعود الى قلوب العراقيين
- نحن وحوارنا المتمدن
- درس كلاسيكي في التظليل الاعلامي
- رسالة الى ضفتي بلادي الثانية :هولندا
- صفحة من تأريخ الديمقراطية الهولندية وتساؤلات مقلقة حولها
- صور صغيرة لمشكلة كبيرة كبيرة
- لماذا لم احتضن كل الحق؟


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صائب خليل - الحملات الانتخابية والاعلام -3- الخط الايديولوجي