أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد ياسين - بين روحي وروحك، فراشة..!














المزيد.....

بين روحي وروحك، فراشة..!


وليد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 3620 - 2012 / 1 / 27 - 14:01
المحور: الادب والفن
    


(إلى رفيقي مروان عوكل)
لا أنكر يا صديقي، أني لم أسارع إلى زيارتك حين حمل إلي أحد الأصدقاء ذلك الخبر المشؤوم، منذ عدة أشهر سبقت ذلك اليوم الذي وجدت نفسي أركض فيه إلى حيث كنتَ المسّجى.. وأنا الواقف غير مصدق بأنني فوت فرصة اللقاء.
ربما يا مروان، لم أحضر لزيارتك، عندما علمت أن ذلك اللئيم سبقني إليك وقرر الاستيطان في جسدك.. لحقيقة أني كنت أخشى رؤية الألم في عينيك، وأنت ما عودتني إلا على ابتسامتك التي كانت تطوق محيطا من الكلمات. أو ربما لم أحضر يا صديقي لخوفي من يوم أضطر فيه إلى كتابة هذه الكلمات فتجتاحني نظرات عينيك، تريد أن تستطلع ما أكتب فأخجل إن لم أستطع كتابة ما يوفيك ولو بعض ما لك عليّ من حروف. لقد مزقني ألم الكتابة يا مروان، يوم وجدت نفسي أصارع روحي احتراقاً، حين سقط ذلك النجم من السماء في عز الظهيرة واختطف صديقنا المشترك زيدان. وها أنا، من حيث لا أدري، أكتشف أن ذلك النجم سقط ثانية واختطفك، وأوقعني في دوامة الاحتراق المتجددة، وأنا أنظر في عينيك، غير مصدق، أنني أرثيك.
أعترفُ الآن يا مروان، بأني تهربت من مواجهتك.. وأني حين قرأتك قبل أسابيع قليلة من رحيلك، وأنت تخاطب ذلك اللئيم وتقول له "كن صديقي"، لم أتحمل كلماتك ولا شبه ابتسامتك المغتصبة التي التقطتها عدسة الكاميرا، لأني يا مروان كنت أعرف أي ألم، وأي عذاب يعيشه الإنسان حين يستوطنه ذلك اللعين .. ألا يكفي يا صديقي، أنه قرر الاستيلاء على جسدك واستيطانك عنوة؟ فكيف يكون صديقك؟ وكيف نسمح له نحن الذين كنت لنا الصديق والرفيق والحبيب، بأن يستولى على روحك ويخطط ويتآمر لانتزاعها من جسدك ويختطفك من بين أيدينا، فتغيب في لحظة كما لو أنك ما كنت تجالسنا في الأمس، وترسم تلك الضحكة وأنت تتذكر كيف خدعت رجال المخابرات كلهم ذات مرة حين كانوا يبحثون عنك إثر قيادتك لمظاهرة الحزن على رحيل ناصر. كيف يمكن لمن خدع أقوى جهاز استخبارات، أن ينحني أمام طفيلي لعين ويُسلم.. وكيف يمكن لنا نحن الذين رافقنا نظراتك أن نعايش أمسنا ويومنا وغدنا من دونها ومن دونك، ونحن نعرف أننا فشلنا في الحفاظ عليك؟
يا مروان.. اعذرني.. لأني لم أبك دموعاً يوم ارتحلت، فلقد طلبت لك الرحمة على أن أراك تواجه ذلك العذاب الذي شاهدته في عيني والدي يوم استوطنه ذلك اللعين. لم أبك دمعاً يا صديقي.. لكني كنت نازفَ الشرايين..
لقد مضيتَ ولا أعرف أين أنت الآن.. فقد اعتبرتك سافرت، ويوماً ستأتي... وسأبقى بانتظار عودتك، في قلب مروان يتقمص روحك ويحمل اسمك، ولذلك، اسمح لي فأنا لن أقول وداعاً.. بل إلى اللقاء.. سواء كان هنا، أو هناك.. فبين "هنا"، روحي، و"هناك"، روحك، ستبقى فراشة محلقة، أنظر إليها كل صباح، وأنتظر.. أن تحملني على جناحيها إلى حيث يكون اللقاء.



#وليد_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاجة فولا (فيليتسيا لانغر) تستحق من شعبنا الفلسطيني اكثر م ...
- بين هنا.. وهناك (بحث عن الذات)
- المواطنة في دولة الأبارتهايد
- نقطة الصفر.. بين عامين!
- سالم جبران.. وداعاً
- توفيق طوبي الإنسان كما عرفته...
- بوعزيزي شعلة الانتفاضة التونسية
- مشاعر مختلطة في -أسبوع الآلام-
- مجزرة أسطول الحرية ومسألة الارهاب!
- على هامش مئوية شفاعمرو برعاية بيرس: بحر الدم الهادر من كفر ق ...
- في واحة -شاباك لاند-
- ناجي فرح يروي حكاية وطن ضاع يوم -قامت لِقْيامِة-
- شفاعمريون - من يخلد هذه الأسماء؟
- وداعا أخي احمد سعد، أيها الراسخ كحجارة البروة في وجه العاصفة
- حكاية يوم الأرض 1976
- كلينتون، صمتت دهرا ونطقت عهرا
- المواطنة مقابل الولاء لاسرائيل ورموز الصهيوينة، مشروع قانون ...
- عيد العشاق... الأحمر في فلسطين لون الحب... والحقد
- أجنّة لم ترَ النور في العدوان الأخير على غزّة... أنابيب موال ...
- لماذا يجب أن نصوت في انتخابات الكنيست ولمن؟


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وليد ياسين - بين روحي وروحك، فراشة..!