أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - البرجوازياتُ الدينيةُ في الحكم














المزيد.....

البرجوازياتُ الدينيةُ في الحكم


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3620 - 2012 / 1 / 27 - 06:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم تستطع الفئاتُ الوسطى الدينية في العالم العربي الإسلامي القديم أن تكوّن نهضةً تحوليةً بسببِ تبعيتِها للأسرِ الارستقراطية وعدم قدرتها على تغييرِ القواعدِ الاقتصادية الاجتماعية التي كرستها الأنظمةُ التقليديةُ تلك، والآن في بعض الدول العربية التي انتصرتْ فيها الثوراتُ الديمقراطيةُ السياسيةُ حيث لم تزل مهمات الثورة الاجتماعية لم تُحلْ بعد، بدأ تكسرُ تلك الطبقات التي ورثها العسكر وورثوا امتيازاتها وغدوا محلها ولكنهم تراجعوا كثيراً بفضل التحالفات بين الطبقات الشعبية والبرجوازيات الدينية فبدأ عصرٌ جديد.
الأهداف الكبيرة للتحولات الديمقراطية لم تتغير التي لم تستطع الفئاتُ الوسطى في العصر الكلاسيكي القديم أن تحققها وهي تحرير الفلاحين من الإقطاع، ورفع أوضاع النساء ليكن مواطنات، ونشر العقلانية والمساواة بين المواطنين.
والقوى البرجوازية الدينية التي أسرعت إلى الوثوب إلى السلطات لاتزال أجسامُها الاجتماعية مشدودةً للماضي والنظام التقليدي، وقام بعضُها بالتحالف مع بقايا القوى العسكرية الوريثة للنبالة السابقة، وصعد بفضل اعتماده على القوى الاجتماعية التقليدية وإقطاع الريف والشركات المالية وبعض دول الخليج المحافظة لكي يحدثَ تداخلاً بين البنية التقليدية والنظام الجديد، ويستمر الماضي من دون تحولات عميقة في أوضاع الطبقات الشعبية.
إن أسبابَ ظهور برجوازيات دينية هو بسبب استخدام الدين في الحياة السياسية والاقتصادية، فقد تم استخدام الدين في المعاملات البنكية والتجارية وبالتالي فإن هنا ازدواجية بين فئات وسطى تدخل المعاملات الرأسمالية الحديثة، وتستغل المصطلحات والشعارات والعبادات الدينية من أجل بقاء علاقات اجتماعية تقليدية خاصة في أوضاع النساء والفلاحين والوعي العام، حيث لا تقبل حتى الآن بتغلغل العلاقات الرأسمالية في ميادين عمل النساء بشكل واسع، وفي الأرياف والبوادي حيث البدو هم السكان وحيث لاتزال المُلكيات الكبيرة والأسرية غالباً وأكثر العلاقات تقليدية مهيمنة على المُلكيات وقوى العمل.
ولهذا سرعان ما ضعف التحالف بين الطبقات الشعبية والقوى البرجوازية الدينية التي راحت تكرسُ سلطاتها أكثر من اهتمامها بالشؤون العامة.
في مصر أسرعتْ للاستحواذ على البرلمان، وهمّشت القوى اليساريةَ والليبرالية، وبدا ذلك في رئاسة مجلس النواب المصري الكتلتين الدينيتين والكتلة الليبرالية الأقل شأناً.
في ليبيا حدث الصدام بين القوى الشعبية المضحية والمجلس الانتقالي الذي لم يهتم بأوضاع الطبقات الشعبية وخاصة مشكلاتها الكبيرة في غياب المعيلين وتدهور ظروفها المعيشية، وفي تونس تفجرت الاضراباتُ العمالية.
إن الضرورة الاجتماعية تُصعدُ طبقاتٍ برجوازيةً جديدة للحكم، لكن أي طبقات سوف تصعد في مختلف البلدان؟ إن لكل بلد ظروفه الخاصة وسياقات تطوره، ولكن الضرورة العامة موجودة في كل منها.
إن قوى المُلكيةِ الخاصة حين يعبرُ عنها من خلال تنظيمات سياسية دينية فهي ستغدو مقدسةً، محافظة، غير قادرة على تقطيع المُلكيات المتخلفة، كالأراضي الكبيرة الإقطاعية وبتخلفها التقني الاجتماعي معرقلةً النمو التحديثي الرأسمالي في الأرياف، فسوف تبقي أسباب وجذور الأزمات بوجود طبقات فلاحية وعمالية متضخمة سكانياً، لا تجري فيها تحولات ديمقراطية أساسها ولادة أراض زراعية للفلاحين الفقراء، ومزارع رأسمالية تحديثية كبيرة، وقطاع عام قيادي للمدن والأرياف معاً، وهذه المحافظة موجودة في مقالات وآراء قادة الاخوان المسلمين المصريين خاصة، وانظرْ في ذلك رأي الأستاذ عمر التلمساني مرشد جماعة الاخوان الثالث في كتابه (ذكريات لا مذكرات) حيث يرفضُ الإصلاحَ الزراعي في القرية المصرية ويؤيد بقاء المُلكيات الكبيرة، فأصحابُ هذه الملكيات الكبيرة والعائلات المتنفذة هم من يدعمون حزب الاخوان والسلفيين وهي توجهات لا تريد تحديث الريف.
إذاً فهي برجوازيات ذات علاقات بالمحافظين التقليديين وتقوم الأرياف عبر ذلك بوقف تقدم المدن بعد أن تغلغلت فيها وفرضت سيطرتها عبر عسكر يوليو، ثم الآن عبر الاخوان. وحدث بينهما الآن تداخل حيث فشل عسكر يوليو في إحداث ثورة برجوازية ديمقراطية وتحرير الريف والنساء والوعي، فجاءتْ الموجةُ الريفيةُ الثانية أكثر محافظةً لكن بشكلٍ انتخابي، فهي دكتاتوريةٌ ريفية منتخبة. ومصطلح (الاخوان) يعود إلى الإخوان السعوديين كما يقول التلمساني في ذكرياته، والاخوان المصريون يضعون قدماً في الجزيرة العربية وقدماً في مصر.
في حين يعبرُ مصطلحُ (النهضة) التونسي عن أجواء أخرى، وعن مقاربة أكبر للحداثة، والعبرُ بالتطبيقات وعمقها ومرونتها وتوحيديتها.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتماءُ والغربةُ
- الديمقراطية والامتيازات
- أرض سياسية زلقة
- النفطُ خط أحمر
- الفِرقة والحزبُ
- المشرقُ والتوحيدُ
- الصراعُ الاجتماعي مجدداً
- النظر إلى جهةٍ واحدة
- قناة الجزيرة وتزييف الوعي العربي 5
- ثقافةٌ تحبو على الرمال المتوهجة
- الثورة السورية.. تفاقمُ الصراعِ وغيابُ الحلِ
- سببياتُ انهيارِ الوعي التحديثي
- قناة الجزيرة وتزييف الوعي العربي 2، 3، 4
- الأفكارُ والمراحل التاريخية
- صناعةُ الزعامةِ في المرحلةِ الطائفية
- خلاصة الأنواع الأدبية العربية(2-2)
- خلاصة الأنواعِ الأدبية العربية (1-2)
- طريقان نحو الحداثة العربية الإسلامية
- قناة الجزيرة وتزييف الوعي العربي
- التياراتُ الدينيةُ والرأسمالية(1-2)


المزيد.....




- قناة أمريكية: إسرائيل لن توجه ضربتها الانتقامية لإيران قبل ع ...
- وفاة السوري مُطعم زوار المسجد النبوي بالمجان لـ40 عاما
- نزلها على جهازك.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- سلي أولادك وعلمهم دينهم.. تردد قناة طيور الجنة على نايل سات ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله خليفة - البرجوازياتُ الدينيةُ في الحكم