أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - الجحيم .. ينسف صفتى الرحمن و الرحيم














المزيد.....

الجحيم .. ينسف صفتى الرحمن و الرحيم


أحمد عفيفى

الحوار المتمدن-العدد: 3618 - 2012 / 1 / 25 - 08:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ادم، رجل تجاوز الستين، وتمتع بكل ملذات الدنيا من مال ونساء وبنين، وخرج عن أمر ربه فعاقر الخمر وضاجع عدد لا حصر له من النساء، وقتل على رأس كل عشر سنوات من سنى عمره نفسا بغير حق، رغم انه لا حق فى قتل النفس! ادم كان يكذب ويرابى ويتملق وغايته دائما تبرر وسيلته.

ادم مات، وارتفع الى السماء، ليقابل ربه، ويمسك كتابه بشماله ليجد انه سوف يخلد فى الجحيم، ادم تقبل العقاب فهو كان يدرك تماما انه لابد من عقاب إن آجلا أو عاجلا، إلا أن ما لم يروقه أو يقنعه، انه عاث فى الأرض فسادا لستة عقود فقط، فكيف به يعاث به ستة مليارات من السنون أو يزيدون!

فكرة الجحيم والعذاب الخالد المقيم لا تتفق بأى حال من الأحوال وجلال الله وقدرته على العفو عند المقدرة، فكرة تعذيب وحرق وكى وشى البشر الخطائين لا تستقيم ورحمة الله القوى المستغنى، الحرق والكى والشوى وإعادة إنضاج الجلود يستحيل أن يخرج إلا عن عقل نازى، يستمتع بالتعذيب، ولو كان الله يفعل، فلا حرج ولا جناح على هتلر.

الله عند المؤمنين، خلق البشر أجمعين، وقدر لهم أعمارهم وأرزاقهم، اى انه يعلم كل العلم، من سيفعل ماذا، وعليه فلا حاجة له، إن ترك من يفعل ماذا، أن يؤاخذه عليه بتلك الصورة، ربما يكفى أن يؤاخذه عليه بعدد سنين شقاوته، فيحرمه من رضاه عنه ولقاؤه ونعماءه ستون أو خمسون أو سبعون عاما، ثم ينظر فى أمره بعد ذلك، أما أن يحق القول على الله أن يملئن جهنم من الناس، فمن ذا الذى يحقق الله؟ وكيف؟ ولماذا؟

أنا احترم الحياة، حتى لو كانت حياة نملة، وربما لا استاء منها لو قرضتنى أو عبثت ببيتى أو غذائى، وربما أساعدها لما أجد بحياتها من جد وصلابة، فكيف بالله وهو من خلقنى بيديه ووضع بى من روحه وقذف بقلبى من رحمته، ألا يحترم حياتى وجسدى وحتى ضعفى وضلالى، كيف بالله الخالق العالم القوى المستغنى المستعفف، ألا يغفر ويعفو ويصفح، كما أنا الإنسان أعفو واغفر واصفح.

انا أحب الكلاب والقطط، ولا اصدق ذلك الهراء عن أن البيت الذى به كلب لا تدخله الملائكة، فما المزعج لهذا الحد فى الكلاب حتى تتحاشاهم الملائكة, وماذا يضير الملائكة لو شعر بوجودهم كلب؟ الكلاب والقطط أحيانا تفسد ملابسى وأثاث منزلى رغما عنها ودون قصد منها، وأحيانا تؤذينى وهى تداعبنى، فتجرحنى أو تقضم يدى، وليس ذلك مدعاة على الإطلاق أن امثل بها أو أعذبها أو أتفنن فى ترويع جسدها.

الله خلق الإنسان فى أحسن تقويم، ثم وبدون مبرر ومنطق وحاجة وسبب، رده أسفل سافلين، اى تناقض وخرف هذا الذى يستحيل إن يخرج عن عقل الله، كيف يخلقه فى أحسن تقويم ثم يردده أسفل سافلين! وما حاجة الله لهذا التناقض والسفه والتسفيه! وما حاجته أكثر لكى يسأل جماد، هل امتلأت؟ فتقول هل من مزيد؟ لو أننى اقرأ لطفل فى السابعة عن قصة رجل يقول ويفعل ذلك، لنظر إلى الطفل واعتبر الرجل ضعيف أو مجنون.

الله يمكنه بمنتهى البساطة كما خلق، إن يعفو ويصفح ولا يعاقب أو يعذب، الله بمنتهى البساطة يمكنه إن يجعل الموت نهاية لكل جبار عتيد، وكفى به شقاؤه وشقاوته فى الدنيا، فكيف بالله إن يقتدى بالجبار العتيد، فيعذب مثله، ويحرق مثله، ويكوى مثله، كيف يعاقبه ويفعل مثله، وما الفارق بين العبد الجبار والله الجبار حينذا!

وربما ينادى احد بأن الجزاء من جنس العمل، ولكن ذلك ينطبق على البشر وبعضهم البعض، ولا يمكن ولا يجب ولا يجوز إن ينطبق على الله، فالبشر محدودون بحياتهم وباختياراتهم، أما الله فهو من خلق وهو من عرف وهو من كان بإمكانه ألا يخلق أو كان بإمكانه أن يقبض حياة الحجاج وستالين وهتلر قبل أن يتمادوا فيما يفعلون.

الحجاج وستالين وهتلر لا يختلفون عن الله شيئا سوى أنهم عجلوا بعقابهم وعقوبتهم فراحوا يعذبوا الناس ويحرقوهم ويدقوا أعناقهم مباشرة ودون انتظار لآخرة أو دون انتظار لوقت ربما يثوبوا فيه لرشدهم ويرجعوا عن غيهم الأمر الذى معه لن تعود حياة من حرق وعذب ودق عنقه فكيف يسامحهم الله ويغفر لهم بعد أن صنعوا ما صنعوا وكيف يسامح الله نفسه بعد إن تركهم يصنعوا ما صنعوا!

الجحيم فكرة فى منتهى القسوة ويستحيل إن تتفق مع الرحمة المفترضة فى الله ويستحيل أن يستقيم عقل الله وكل تلك السادية والتلذذ بالتعذيب وكل كلمات وآيات القتل والتعذيب خرجت من رجل اختلط عقله ويستحيل أن تكون قد خرجت من عقل الله.

الله لا يجب إن يأخذ أحدا عليه حق ويرغمه على التعذيب، الله ليس متعهد أنفار فيسأل النار هل من مزيد ويشحن إليها مزيدا من الأنفار، الله لن يضع قطرة من روحه فى جسد إنسان ثم يضعه تسعة أشهر فى جسد آخر ثم يضعه ستون سنة على الأرض ليتلذذ بتعذيبه بعد ذلك فى مكان أحمق إن دل فلا يدل الا على جنون وسادية.

الله ليس ستالين أو هتلر حتى يرسل من يعذب ويسكت عن من يتعذب وينتظر حتى الساعة حتى يعذب من عذب، الله ليس اخرق حتى يعذب شاة قرناء لا تعقل أو تفهم لمجرد أنها ناطحت شاة جلحاء، الله لم يخلق الناس ليصمت على تعذيبهم، ثم ينتظر حتى يتسلى بتعذيبهم، الله لابد إن يكون خياره فى الجاهلية كخياره فى الإسلام.

الجحيم فكرة تنسف صفة الرحمة من الله، الله لا يجب إن تنزع عنه تلك الصفة باسم الكهنة والأنبياء والدجالون، الله كما ورد ذكره فى القران شخص مزدوج ومتناقض وسادى ولا يخرج عن كونه زعيم جاهلى وعصبى وقبلى، الله لا يمسك بعصا وجزرة، ولا يجب ولا يجوز ولا يمكن إن يفعل.

الله بدون كل ذلك الهراء المقدس ربما نلتمس له العذر ونرجو منه العفو عند المقدرة ونجد به عزاء عن حياة دنيا قد تشق علينا أو على بعضنا، الله من غير حديث الخرافة والدجل المقدس والرجم بالغيب ربما يتسق وإيمان المؤمنين وعزاء المنتظرين وأمل الآملين.



#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحضارة ... غير الإسلامية
- الدعاء غير المستجاب
- تُنكح المرأة لأربع
- الولاء ... و البراء
- بودا ... بالحق يقول
- ويفرق بين المرء وزوجه
- الحجر الأسود المقدس .. رمز دينى جنسى ... أيضا مقدس
- الجنة والجحيم .. كذبتان ... فبأى آلاء ربكما تصدقان
- القرآن .. كتاب الموتى ... عند قدماء المسلمين
- الله .. وصاحبتى ... وأنا
- الله .. وأبى ... وأنا
- اغونان وشاهر وشومان
- لو كنت الله
- الله ... لا يكترث
- أتخلق فيها .. من يقتل فيها ... ويسفك الدماء
- الحجاج .. المستبد المستنير ... المُفترى عليه 2
- إنما بعثت لأدمر مكارم الأخلاق
- النكاح .. وملك اليمين ... كبت وشبق مقننين
- الحجاج .. المستبد المستنير ... المُفترى عليه
- المسلمون كالديناصورات .. وربما أقوى قليلا ... فلم ينقرضوا حت ...


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - الجحيم .. ينسف صفتى الرحمن و الرحيم