أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نارت اسماعيل - هيثم مناع، ضرره صار أكثر من نفعه















المزيد.....

هيثم مناع، ضرره صار أكثر من نفعه


نارت اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3605 - 2012 / 1 / 12 - 10:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لا أحد يشك بوطنية الدكتور هيثم مناع فهو ينتمي لأسرة معروفة في درعا وأبوه كان مناضلآ معروفآ وكذلك أخوه معن شهيد الثورة السورية الذي قتل أثناء تشييع أحد شهداء الثورة، وكلنا نعرف التاريخ النضالي والحقوقي الحافل لهيثم مناع منذ أيام المدرسة
لكن وللأسف فإن هذا الرجل كما تبين لاحقآ لا يصلح للسياسة ولا يصلح لقيادة حزب معارض في هذه المرحلة الدقيقة
منذ بداية الثورة السورية سطع نجمه وصار أيقونة المعارضة السورية بقوة خطابه وظهوره المتكرر على وسائل الإعلام وتبنيه لأهداف الثورة بإسقاط النظام وبناء دولة القانون والديموقراطية والتعددية
المشكلة أن هذا الرجل ومع مرور الوقت صار يرتكب أخطاءآ كثيرة مميتة لا ينفع معها كل رصيده النضالي ورصيد عائلته وصار عبئآ على المعارضة بل صار المعارض المفضل لدى النظام السوري
منذ بداية الثورة في درعا وأثناء مقابلة له مع إحدى الفضائيات اعترف بتوزيع أجهزة الثريا على بعض الناشطين بحجة تسهيل التواصل بينهم لإيصال المساعدات الغذائية والمعيشية للناس المحاصرين فكان ذلك تأكيدآ لإدعاءات النظام بأن المعارضة تتلقى الدعم من الخارج
بعد ذلك اعترف بأن جهات لم يسمها عرضت عليه مسدسات لينقلها للثوار في درعا ولكنه رفض العرض وأعطى بذلك حجة إضافية للنظام بأن هناك جهات أجنبية تسعى لإدخال الأسلحة للثوار
تكررت أخطاؤه فيما بعد ومشاحناته مع المجلس الوطني السوري وظهوره على وسائل الإعلام الموالية للنظام مثل محطات العالم والمنار
وكان آخر هذه الأخطاء منذ ثلاثة أيام وفي لقاء على محطة LBC في برنامج "مباشر" للإعلامي اللبناني مارسيل غانم، وكان الحوار مع فاروق طيفور نائب المراقب العام للإخوان المسلمين في سوريا وهو أيضآ عضو في المجلس الوطني السوري المعارض، وكان في الحلقة أيضآ أنس الشامي عضو مجلس الشعب السوري ممثلآ عن النظام السوري
كان الحوار راقيآ ومحترمآ بين مناع وطيفور وكانا يتبادلان كلمات المجاملة إلى أن فاجأ مناع المذيع وفاجأ الكل عندما سأله المذيع عن سبب الخلاف مع المجلس الوطني عندها وصف أعضاء المجلس الوطني بأنهم (وليمة شحادين وعش دبابير وأنهم تركيبة انفجارية غير متجانسة سوف تنفجر في أية لحظة وتفجر معها المعارضة كلها، وأن المجلس الوطني قائم على أساس غير ديموقراطي وبشكل تآمري)
المذيع اللبناني صعق من هول هذه الاتهامات وهذا الانحدار المفاجئ بلغة مناع، وطار أنس الشامي ممثل النظام فرحآ وصار يردد كلمات مناع للتأكيد عليها حتى اضطر المذيع لأن يشير إليه بالسكوت
في مقابلة أخرى في اليوم التالي ومع محطة BBC وفي اليوم التالي لخطاب بشار الأسد الأخير، انفجر مناع غاضبآ وقال:( المؤتمر الصحفي الذي تنظمه هيئة التنسيق الوطنية لا ينقله أحد، لا أحد يهمه ما تقوله هيئة التنسيق الوطنية، نحن دائمآ نأتي بالدرجة الثانية، المجلس الوطني هو المعارضة، نحن أولاد كلب)
هذه اللغة المنحدرة التي تشبه لغة أبواق النظام هي عار ولا تليق بمناضل شريف يسعى لهدم نظام فاجر كاذب ويسعى لبناء دولة جديدة محترمة راقية، هذا الرجل لا يصلح لقيادة تنظيم معارض في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ سوريا
لا ينفك عن ترديد أن الثورة قد بدأت من درعا مسقط رأسه ومع احترامنا الكبير لدرعا وتضحيات أبنائها الأبطال، ولكن لا يوجد داع لهذه اللهجة المناطقية فما قدمته حمص وادلب وحماة ودير الزور وريف دمشق وغيرها لا يقل عما قدمته درعا، لا يوجد داع لهذه الأمور.
هيثم مناع يرفض التدويل رفضآ قاطعآ مع أنه مطلب الثوار في سوريا، وهم الذين يدفعون الثمن الباهظ من قمع النظام المتوحش، وهم الذين يعرفون الصعوبات الهائلة التي يعاني منها الناس هناك أمام نظام مدعوم اقليميآ ودوليآ من إيران وحزب الله وروسيا والصين، نظام مستعد لقتل نصف شعبه بدون أي رادع، هؤلاء الثوار قالوها صراحة، مناع لا يمثلنا، هيئة التنسيق لا تمثلنا، حتى أبناء درعا مسقط رأسه تبرؤوا منه ورفعوا شعارات منددة به وبهيئته التنسيقية.
فقد مناع رصيده الثوري لأنه ابتعد عن شعبه ولأنه يتحدث بلهجة متعالية عدائية تجاه بقية فئات المعارضة ولأنه يصر على الظهور على الشاشات وهو يشتم فرنسا وماضيها الاستعماري بينما تظهر وراءه ساحة إيتوال وبرج إيفيل رمز عظمة فرنسا
هذا الرجل مازال يعيش هاجس الماضي الاستعماري لفرنسا وغيرها من الدول الغربية، وهو من الناس الذين لا تكتمل وطنيتهم إلا بشتم فرنسا وأمريكا، بينما الوطنية الحقة هي بالسمو والارتفاع عن صغائر الأمور وبذل كل الجهود لتوحيد أطياف المعارضة والظهور بمظهر المعارضة الموحدة القوية التي تفرض احترامها على العالم وترسل إشارة واضحة بأن سقوط النظام لن تتلوه الفوضى والتفتت، بل هناك بديل جاهز وطني موحد وقوي، وهذا سيشجع فئات المتفرجين في دمشق وحلب على الانخراط في الثورة
العالم تغير، فرنسا تغيرت، أمريكا تغيرت ولكن هذا الرجل لا يريد أن يتغير
أوباما وصل إلى الرئاسة بسبب وعده بالانسحاب من العراق وتحسين الاقتصاد الأمريكي وليس بوعود توسيع نفوذ أمريكا في الشرق الأوسط، بل مد يده للدول الإسلامية بما فيها إيران وهو نفذ وعده وانسحب من العراق وهو في طريقه للانسحاب من أفغانستان، أوباما يشارف على الانتهاء من فترته الرئاسية ولم يزر إسرائيل مرة واحدة مع أنه جاء إلى المنطقة وزار تركيا ومصر وكان دائمآ يستقبل ناتانياهو بفتور واضح، كل هذه الأمور مؤشرات على التغير الذي طرأ على أمريكا، حتى عندما تدخلت في ليبيا فإنها فعلت ذلك على مضض وجروها جرآ إلى ليبيا وسارعت للخروج في أول فرصة سانحة وحتى قبل أن تنهي مهمتها، ولم يطأ جندي أجنبي واحد أرض ليبيا ولكن مناع يصر على أن الدب أي الناتو إذا دخل سوريا فلن يخرج منها إلا بعد تفتيت سوريا وتدمير جيشها وبنيتها التحتية وهو يتناسى أن هذا بالضبط ما يفعله النظام أي تفتيت سوريا وتدمير جيشها وبنيتها التحتية وتأجيج الطائفية وكلما طال عمر النظام المنفلت من كل عقال كلما دمر البلد أكثر وأكثر
يخوفنا من تجربة الجيش الأمريكي في العراق ويتجاهل أن أوباما هو غير جورج بوش، وأن الزمن تغير وأن فترة ما بعد أحداث سبتمبر 2001 انتهت وأن إسرائيل لم تعد الطفل المدلل وأنا أرى أن أمريكا صارت تدلل تركيا أكثر من إسرائيل، علينا أن نستثمر هذه التغيرات وأن نلتقط تلك الإشارات بدلآ من التحجّر في مصطلحات ومفاهيم عصربريجينيف والحرب الباردة.
مناع هو المعارض الوحيد الذي ما يزال يخاطب بشار الأسد بلقب الدكتور والسيد، لا أدري كم ألفآ من شباب سوريا عليه أن يقتل ويعذّب وكم حيّآ وقرية عليه أن يحرق ويدمر قبل أن يسقط مناع ألفاظ التبجيل عن رئيسه؟
مناع يقدم من حيث يحسب أو من حيث لا يحتسب خدمات جليلة للنظام السوري وذلك بإظهار المعارضة الممثلة بالمجلس الوطني بأنها مجموعة من المتآمرين الذين يتلقون الدعم الخارجي، إنه بخطابه هذا يتجاوز حتى خطاب النظام
لا يستطيع إخفاء حنقه بسبب نجاح المجلس وفشل هيئته مع أن المسألة واضحة وهي أن المجلس يعبّر أكثر عن نبض الشارع الثائر من حيث تبنيه للجيش السوري الحر والذي هو مؤلف من أشرف الجنود والضباط الذين يخاطرون بحياتهم وحياة أسرهم لكي يدافعوا عن أبناء وطنهم
المجلس الوطني يعبر عن نبض الشارع بتأييده للدعم الدولي والذي يعتبره مناع خطآ أحمر
المجلس الوطني يعبر عن نبض الشارع بتشكيكه بجدوى مهمة مراقبي الجامعة العربية بعد أن رأى كيف يقوم النظام بتضليل هؤلاء المراقبين ومضايقتهم والآن وصف بشار الأسد جامعة الدول العربية بجامعة المستعربين مما يدل على استخفافه بدور الجامعة وفريق مراقبيها بينما مناع يصر على دعم هذه المهمة وتطويرها حتى لو كانت بلا حيلة.
كلنا فرحنا عندما استضافت تونس مؤتمر المجلس الوطني على أرضها وقام الرئيس التونسي المنصف المرزوقي بزيارتهم مرتين وحتى حضر جانبآ من اجتماعاتهم للتأكيد على دعمهم، بينما سارع مناع بعد ذلك للذهاب إلى تونس لمعاتبة الحكومة على اعترافها بالمجلس الوطني السوري.
كل ذلك ليس بمشكلة كبيرة، يمكن أن نعتبره نوعآ من الولدنة من معارضة كانت محرومة ولفترة طويلة من ممارسة النشاط السياسي، ومن الطبيعي أن تكون لفئات المعارضة وجهات نظر مختلفة وهذا شيء صحي، ولكن أن يفقد مناع أعصابه من فترة لأخرى وينزل إلى هذا المستوى الشوارعي في تهجمه على المجلس الوطني وفي هذه المرحلة الحساسة واظهاره للمعارضة السورية بأنها مفتتة متناحرة، فإنه بذلك يقدم خدمة جليلة للنظام السوري هو بأمس الحاجة لها، ويطيل من عمر هذا النظام ويمنع المترددين الذين سيتساءلون عن جدوى هذه الثورة إذا كانت ستأتي بمعارضة لا تختلف عن النظام ولغته وأساليبه
يجب أن ترتفع المعارضة وتسمو بلغتها وخطابها إلى مستوى آلام وتضحيات الشعب السوري
أعتقد أن هيثم مناع عليه التنحي عن قيادة هيئة التنسيق الوطنية ويتفرغ لأعماله الطبية والحقوقية وأن يسلم قيادة الهيئة لرجل لا تنتابه سورات غضب ولا إنفلات لسان
باختصار هيثم مناع رجل وطني لا غبار عليه ولكنه لا يصلح للعمل السياسي



#نارت_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رياح التغيير
- السيد وليد مهدي ونظريته الكونية الجديدة
- رد على مقال الأستاذ وليد مهدي: سورية قاعدة للجهاد الأمريكي ا ...
- حزب سوريا الجديدة
- المعطوبون من الناس
- استبداد الحكام واستبداد السماء
- رسالة وداع
- هذا ما جنيناه من الحكم الوراثي
- أراغون ومحور الشر
- مزّقي ياابنة الشام الحجابا
- نريد سورية حديقة أزهار
- الجمهورية السورية
- قلق ما بعد الثورة
- كيف يكره إنسان شعبه؟
- شكرآ لكم أيها الحكام المجرمون
- مغالطات الدكتورة وفاء سلطان
- غرسة الوطن
- الطيبات للطيبين في زمن الثورة السورية
- أضواء على خطاب الرئيس السوري
- دكتور أم دكتاتور؟


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نارت اسماعيل - هيثم مناع، ضرره صار أكثر من نفعه