أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد فكاك - الحقيقة وحدها ثورية لينين















المزيد.....

الحقيقة وحدها ثورية لينين


محمد فكاك

الحوار المتمدن-العدد: 3562 - 2011 / 11 / 30 - 18:59
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    



لماذا اختار الملك محمد السادس السيد عبد الاله بنكيران،أمين عام حزب العدالة والتنمية ،ومملوكه الحارس الأمين والحافظ المبين ،على رأس جهازه الحكومي القمعي الاستخباراتي البوليسي وفضله على كثير من مملوكاته التابعين الحامدين الشاكرين الذاكرين الملك ومن تبعهم بطاعة وخضوع وخنوع إلى يوم الدين؟
والجواب سهل وبسيط وواضح ،تجده في تقاليد القصر الملكي ،خاصة على عهد المؤسس المعاصر للتبعية الشاملة والمطلقة للأمبريالية والاستعمار والتطبيع الكامل مع الصهيونية واسرائيل الملك الحسن الثاني الذي قال بكل تحد ووقاحة واستخفاف بالشعب في حوار مع صحيفة "لوموند الفرنسية ( عندما أكون في حاجة إلى وزير أول ،سأعين سائقي الخاص).ولن يتردد الملك محمد السادس في العمل بسيرة والده وبشعار "اتبع حرفة بوك ،واللا يغلبوك" وما ذا يضير الملك من رجل عمد في المدرسة الحسنية البصرية الأفقيرية ونشأ ورضع المذهب الوهابي الخليجي الرجعي ،ثم ختنه وطهره وباركه وزكاه أساطين الاستعمار والأمبريالية في أمريكا وفرنسا وبريطانيا والدوائر الرجعية الخليجية وإعلامها وأمبراطوريتها البترو-دولارية.؟
إنه تكليف يندرج في إطار الغزو والاحتلال والتخلف الذي يقتحم الحضارة العربية الأمازيغية والمدنية والعقلانية المغربية الافريقية والأندلسية،إنه الحملات الاستعمارية الايديولوجية بشعاراتها ولافتاتها الكبري: تمدين التخلف وتهذيب الإسلام. على حد التعبير البليغ للأستاذ سمير سعد في كتابه( الاسلام في حركة التحرر الوطني للشعوب العربية وشعوب الشرق الأوسط.
لقد جاء تكليف بن كيران كوزيرأول،وفي إطار تعطيل وشل المعارضة الوطنية والتقدمية والثورية المناهضة للنظام الملكي التابع للاستعمار والامبريالية، وبالتالي توفير الغطاء الايديولوجي لإخفاء وطمس وتضبيب حقيقة وجوهر وطبيعة النظام الملكي اللاوطنية واللاديمقراطية واللاشعبية واللاعقلانية واللا منطقية واللاحداثية الذي يقوم بالوكالة وبالنيابة لاضطهاد الشعب المغربي البطل ونهب خيراته ومقدراته ،وتزييف تاريخه واغتيال ثورته الممثلة في حركة 20 فبراير المجيدة.
وهنا تحضرني العبارات الخالدة التي سجلها لينين بشأن الخدمات الكثيرة الجلية التي قدمتها الانتهازية الاشتراكية- الديمقراطية الأوروبية لبرجوازيتها الامبريالية.
1)امكانية"حركة اسلامية كبيرة" في افريقيا ستكون"ثورية ورجعية في الوقت نفسه"
2)"احتواء" هذه الحركة هو "المصلحة الحيوية" لأوروبا الغربية.
3)كذا." ولذلك" "إن عملا مشتركا" "من جانب كل دول أوروبا الغربية في إفريقيا" هو لازم لا يستغنى عنه"
إن النظام السياسي الملكي في المغرب وباتفاق مطاق مع الأمبريالية والاستعمار والصهيونية العالمية عمل ويعمل على الاحتفاظ بالايديولوجية والاستراتيجية والتاكتيكات الامبريالية في النظر إلى الاسلام وفي التعامل معه على وظيفتها الاساسية:" الدفاع عن علاقات السيطرة الامبريالية بأشكال معدلة أخرى،تتوافق والاستعمار الجديد".والحذر واليقظة هو أن نترك للرجعية العربية وأن نساعدها على نشر أضاليلها وترهاتها وخزعبلاتها وتعميمه "مقولة أن الرجعية هي الدين والايمان وأن التقدمية هي الكفر والالحاد"
وبهذه المناسبة فإننا نؤكد أننا لسنا ضد الدين الجماهيري لملايين الناس ،ولكننا ضد القوى والتيارات والأحزاب والددول والطوائف التي تستخدم الدين لمصالحها الطبقية وامتيازاتها واحتكاراتها ونهبها وسيطرتها الطبقية. وبالتالي نستهدف إيقاظ النشاط العقلاني والثوري لملايين الكادحين والكادحات وضد الاستعمار والأمبريالية والصهيونية والملوك والحكام والرجعيات الحاكمة.وكما قال لينين نفسه:"......إن معتقداتكم وتقاليدكم ومؤسساتكم وثقافتكم الوطنية هي من الان فصاعدا حرة ومقدسة. نظموا بحرية حياتكم القومية فذلك حق من حقوقكم. ينبغي أن تصبحوا أسيادا في دياركم وأن تنظموا حياتكم وفق تطلعاتكم"
كما أريد هنا أن أفضح كل الانتهازيين والمتأسلمين جدا والمغرضين والعملاء والخونة ،من أجل أننا لا نرفض إلا تسخير الدين للفوى الامبريالية والرجعية المعربة الممغربة ،معتمدين على نص كتبه الامام رشيد رضا في اب 1919 في "المنار" تحت عنوان" الاشتراكية والبولشفية والدين" من موقع الرد الضمني على حملة ايديولوجية واسعة من الافتراءات شنتها الدوائر الاستعمارية الانجليزية في مصر وفي العالم الاسلامي، على ثورة أكتوبر الاشتراكية يقول الامام محمد رشيد رضا:÷ن إنجلترا عهدت بهذه المعركة للشيخ بخيت، مفتي مصر الذي سارع لإصدار فتوى تحرم البولشفية. ثم يقول الامام دائما""إن الذي فهمناه من مجموع ما اطلعنا عليه في البلشفية أنها عين الاشتراكية المقصود منها إزالة سلطان أرباب الأموال الطامعين وأعوانهم من الحكام المناصرين لهم الذين وضعوا قوانينهم المادية على قواعد هضم حقوق العمال في بلادهم واستعمار بلاد المستضعفين من غيرهم،وإن معناها الحرفي"الاكثرية" فالمراد منهاأن يكون الحكم الحقيقي في كل شعب للأكثرية من أهله وهم العمال في الصناعة والزراعة وغيرها...وقد فعلوا ذلك في روسيا"
إن الخط الملكي المسنود أمبرياليا وصهيونيا ورجعية خليجية لا يمكن أن يتزحزح عن الموقف التقليدي للملوك العلويين من رفض لمغرب الديمقراطية المستقل والتقدمي والجمهوري،وأقصى ما يتنازلون عنه وبألم شديد هو نوع من إدارة الشأن العام وتسيير مصالح الطبقة المسيطرة ومصالح الاستعمار والرجعية. وبالتالي فلن يبلغ كرسي الجهاز الحكومي القمعي سوى من يملك وعيا ضبابيا مقلوبا ومزيفا وحتى لا يستعيد المغرب والمغاربة وعيهم الحقيقي وكينوناتهم وسيروراتهم وصيروراتهم التاريخية. بل يظل الشعب مغتربا عن ذاته،والمخزن عبر تاريخه الكويل ومسيرته القمعية لا يسمح بسيطرة المغاربة على حركاتهم الاجتماعية ومصيرهم ومستقبلهم.إن صراعنا هو من أجل أن نميز تمييزا تاما وحسب كارل ماركس بين التحرر السياسي من الايديولوجية الدينية ومن التحرر الانساني من الدين أي فصل الدين عن الدولة وقيام دولة مدنية أي التصرف الحر وبحرية في الدولة وتجاه الدولة،وضمن الحدود التي تنبثق وتنبع من طبيعة السياسة في الوجود الاجتماعي. كما أن أول مهمات الثورة المغربية هي نقدها الصريح لمقولة الملك ومفهوم الملك نفسه الذي يتعارض وبالمطلق وعلى النقيض تماما مع الديمقراطية وحقوق الانسان والمواطنة الكاملة.إن معنى الملك يمنع وجود وقيام ديمقراطية صحيحة للعلاقة بين الشعب والحكم الذي هو حكم الشعب نفسه بنفسه ومن نفسه.
إن الملك هو مفهوم متعال واستعلائي ومفارق ومباين وبراني وخارجي وغريب بطبيعته وجوهره عن الشعب والحكم الديمقراطي والعدالة الاجتماعية والمساواة الوطنية ،فأبسط مفهوم للملك هو أصلا "حيازة واقتناء وتملك الشيء والتصرف المطلق فيه والسيطرة عليه،فالملك يستلزم ويقتضي وبالضرورة مالكا ومملوكا،سيدا وعبدا.إن وجود الملك يعني بوضوح تشئيء الانسان وتشويه طبيعته الانسانية والتنقيص من مواطنيته.والدليل القاطع هو ما كان يخاطب به الشعب الملوك ب:رعايانا الأوفياء أو شعبي العزيزأو خدامنا الأوفياء أي لا يمكن للملوك أن ينظروا ألا نظرة احتقار وازدراء باعتبار الشعب مملوكا.إن الاسلام كما نفهمه نحن لن اسلاما مالم يكن لصالح العملية الثورية الحتمية الضرورية التي تحدث كسرا ونقلة نوعية وقطيعة بنيوية في العلاقات الاجتماعية من شكلها الاستغلالي الاحتلالي الاستثماري إلى شكل علاقات إنسانية تحررية تقدمية ثورية ينتفي منها استغلال الانسان لأخيه الانسان.والنظام فد أخذ من التجارب وراكم الخبرات عن موقف الشعب المغربي مغرب المقاومة والثورة الريفية والحركة الثورية الاتحادية والشيوعية والحركة النقابية المناضلة في الاتحاد المغربي للشغل والكونفدرالية للشغل والحركة التلاميذية والطلابية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب والجمعية المغربية لحقوق الانسان وحركات المرأة المغربية الثورية والتقدمية.لقد خبرنا النظام من خلال قافلة الشهيدات والشهداء عبد الكريم الخطابي وموحا وحمو الزياني وعلال بن عبد الله والزرقطوني والحنصالي والفطواكي ولمسعدي والمهدي بن بركة وسعيدة المنبهي وزروال والتهاني ورحال ودهكون....
إنني من خلال مقالتي هذه أميز تمييزا واضحا بين الجماهير المنضوية تحت لواء حزب العدالة والتنمية ويبين من هو ضليع في التآمر ضد رموز الحركة التحررية أمثال الشهيد الفذ عمر بن جلون وبيد آثمة في حركة الشبيبة الاسلامية ،ولا يعقل لمن هو متورط في اغتيال عمر بن جلون وقادة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب أن ينتظر منا التصفيق والتهاني والتبريك.إن بيننا وبينكم من جهة وبيننا وبين النظام الملكي الرجعي جثات وأرواح الشهيدات والشهداء.ولابد من محاكمة القتلة والذباحين والجلادين،أو وأنت على رأس الجهاز القاتل للمهدي وعمر وسعيدة وشهداء حركة 20 فبراير الخالدين برأنفسك بالعمل على تقديم القتلة والجناة المجرمين للمحاكمة وإظهار الحقيقة ولا شئء غير الحقيقة وإلا فإن الساكت على القتل والاختطاف والتعذيب هو مشارك ومتورط في الجريمة،.
فلا يغرنك يا ابن كيران مدحك من قبل الدول الامبريالية كأمريكا وفرنسا وبريطانيا فهي دول سامت أمتك وشعوبك سوء العذاب والاحتلال والمهانة والاذلال،وما احتلال العراق وفلسطين منك ببعيد..
على هذا الأساس الواقعي الموضوعي نقول مع ماركس" إن الفلاسفة لا يخرجون من الأرض كما تخرج النباتات الفطرية، وإنما هم ثمار عصرهم وشعبهم، وهي العصارة الأرفع شأنا والأثمن والأبعد عن أن ترى والمعبرة عن نفسها بالأفكار الفلسفية.وإن الروح الذي يبني الأنطمة الفلسفية بعقول الفلاسفة هو نفسه الروح الذي يبني السكك الحديدية بأيدي العمال. فليست الفلسفة خارجة عن العالم،كما أن الدماغ-وإن لم يكن في المعدة- ليس خارجا عن الانسان"
وقبل توديعك إلى مقالة أخري،إن بقي في العمر بقية فإنني أؤكد أن المقصود من هذا كله هو النقد المنهجي للتصورات والبرامج لحزبكم وليس لشخصكم وأصحابك ومناقشة الرأي والفكر الرجعي والظلامي والمتهافت والمتناقض وهاجسي الوحيد هو مقاومة الاستعمار والصهيونية والرجعية السعودية. ولا أحد يزايد على وطنيتنا،وإنني من الذين لا يمكن أن يصدقوا أننا مستقلون بل نحن تابعون ،وان الحسن والبصري قد ماتا ،بل هو كذب وتضليل وما كنت "لأتخذ من المضلين عضدا" بل إن الأوضاع قد زادت استفحالا والقمع قد تجاوز كل أشكال الشراسة والبشاعة،وكما قال الشاعر العربي أمل دنقل " لا تسعدوا أو تفرحوا ،فبموت قيصر ..يولد قيصر جديد".
وأختم مقالتي هذه بالقصيدة الشهيرة لنفس الشاعر،على أنني لا أوجهها لكم لأنه لا فائدة من ذلك،فلكم دينكم ولي دين" والشهيدات والشهداء من عبدالكريم الخطابي والمهدي ببنبركة والزرقطوني وسعيدة وزروال وعمر بن جلون الذي سيقض مضاجعكم وأنتم في قصر الحكومة تنعمون برضا الأسياد الذين طالما صدعتنا بمعاداتك اللفظية لكنك كنت تتلمظ لموائد معاوية لأنها أدسم وها أنت تخون وتهرب وتمتنع من الصلاة وراء الامام علي ،حتى وهي أصح واتم.
أولائك أبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا –يا بنكيران- المجامع
أما الجماهير الشعبية المطحونة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا ونفسيا ،فهي التي أهديها قصيدة "لا تصالح"
لا تصالح!
أمل دنقل - مصر


(1)
لا تصالحْ!
ولو منحوك الذهبْ
أترى حين أفقأ عينيكَ
ثم أثبت جوهرتين مكانهما..
هل ترى..؟
هي أشياء لا تشترى..:
ذكريات الطفولة بين أخيك وبينك،
حسُّكما - فجأةً - بالرجولةِ،
هذا الحياء الذي يكبت الشوق.. حين تعانقُهُ،
الصمتُ - مبتسمين - لتأنيب أمكما..
وكأنكما
ما تزالان طفلين!
تلك الطمأنينة الأبدية بينكما:
أنَّ سيفانِ سيفَكَ..
صوتانِ صوتَكَ
أنك إن متَّ:
للبيت ربٌّ
وللطفل أبْ
هل يصير دمي -بين عينيك- ماءً؟
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء..
تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟
إنها الحربُ!
قد تثقل القلبَ..
لكن خلفك عار العرب
لا تصالحْ..
ولا تتوخَّ الهرب!

(2)
لا تصالح على الدم.. حتى بدم!
لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ
أكلُّ الرؤوس سواءٌ؟
أقلب الغريب كقلب أخيك؟!
أعيناه عينا أخيك؟!
وهل تتساوى يدٌ.. سيفها كان لك
بيدٍ سيفها أثْكَلك؟
سيقولون:
جئناك كي تحقن الدم..
جئناك. كن -يا أمير- الحكم
سيقولون:
ها نحن أبناء عم.
قل لهم: إنهم لم يراعوا العمومة فيمن هلك
واغرس السيفَ في جبهة الصحراء
إلى أن يجيب العدم
إنني كنت لك
فارسًا،
وأخًا،
وأبًا،
ومَلِك!

(3)
لا تصالح ..
ولو حرمتك الرقاد
صرخاتُ الندامة
وتذكَّر..
(إذا لان قلبك للنسوة اللابسات السواد ولأطفالهن الذين تخاصمهم الابتسامة)
أن بنتَ أخيك "اليمامة"
زهرةٌ تتسربل -في سنوات الصبا-
بثياب الحداد
كنتُ، إن عدتُ:
تعدو على دَرَجِ القصر،
تمسك ساقيَّ عند نزولي..
فأرفعها -وهي ضاحكةٌ-
فوق ظهر الجواد
ها هي الآن.. صامتةٌ
حرمتها يدُ الغدر:
من كلمات أبيها،
ارتداءِ الثياب الجديدةِ
من أن يكون لها -ذات يوم- أخٌ!
من أبٍ يتبسَّم في عرسها..
وتعود إليه إذا الزوجُ أغضبها..
وإذا زارها.. يتسابق أحفادُه نحو أحضانه،
لينالوا الهدايا..
ويلهوا بلحيته (وهو مستسلمٌ)
ويشدُّوا العمامة..
لا تصالح!
فما ذنب تلك اليمامة
لترى العشَّ محترقًا.. فجأةً،
وهي تجلس فوق الرماد؟!

(4)
لا تصالح
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟
وكيف تصير المليكَ..
على أوجهِ البهجة المستعارة؟
كيف تنظر في يد من صافحوك..
فلا تبصر الدم..
في كل كف؟
إن سهمًا أتاني من الخلف..
سوف يجيئك من ألف خلف
فالدم -الآن- صار وسامًا وشارة
لا تصالح،
ولو توَّجوك بتاج الإمارة
إن عرشَك: سيفٌ
وسيفك: زيفٌ
إذا لم تزنْ -بذؤابته- لحظاتِ الشرف
واستطبت- الترف

(5)
لا تصالح
ولو قال من مال عند الصدامْ
".. ما بنا طاقة لامتشاق الحسام.."
عندما يملأ الحق قلبك:
تندلع النار إن تتنفَّسْ
ولسانُ الخيانة يخرس
لا تصالح
ولو قيل ما قيل من كلمات السلام
كيف تستنشق الرئتان النسيم المدنَّس؟
كيف تنظر في عيني امرأة..
أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها في الغرام؟
كيف ترجو غدًا.. لوليد ينام
-كيف تحلم أو تتغنى بمست??بلٍ لغلام
وهو يكبر -بين يديك- بقلب مُنكَّس؟
لا تصالح
ولا تقتسم مع من قتلوك الطعام
وارْوِ قلبك بالدم..
واروِ التراب المقدَّس..
واروِ أسلافَكَ الراقدين..
إلى أن تردَّ عليك العظام!

(6)
لا تصالح
ولو ناشدتك القبيلة
باسم حزن "الجليلة"
أن تسوق الدهاءَ
وتُبدي -لمن قصدوك- القبول
سيقولون:
ها أنت تطلب ثأرًا يطول
فخذ -الآن- ما تستطيع:
قليلاً من الحق..
في هذه السنوات القليلة
إنه ليس ثأرك وحدك،
لكنه ثأر جيلٍ فجيل
وغدًا..
سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً،
يوقد النار شاملةً،
يطلب الثأرَ،
يستولد الحقَّ،
من أَضْلُع المستحيل
لا تصالح
ولو قيل إن التصالح حيلة
إنه الثأرُ
تبهتُ شعلته في الضلوع..
إذا ما توالت عليها الفصول..
ثم تبقى يد العار مرسومة (بأصابعها الخمس)
فوق الجباهِ الذليلة!

(7)
لا تصالحْ، ولو حذَّرتْك النجوم
ورمى لك كهَّانُها بالنبأ..
كنت أغفر لو أنني متُّ..
ما بين خيط الصواب وخيط الخطأ.
لم أكن غازيًا،
لم أكن أتسلل قرب مضاربهم
أو أحوم وراء التخوم
لم أمد يدًا لثمار الكروم
أرض بستانِهم لم أطأ
لم يصح قاتلي بي: "انتبه"!
كان يمشي معي..
ثم صافحني..
ثم سار قليلاً
ولكنه في الغصون اختبأ!
فجأةً:
ثقبتني قشعريرة بين ضعلين..
واهتزَّ قلبي -كفقاعة- وانفثأ!
وتحاملتُ، حتى احتملت على ساعديَّ
فرأيتُ: ابن عمي الزنيم
واقفًا يتشفَّى بوجه لئيم
لم يكن في يدي حربةٌ
أو سلاح قديم،
لم يكن غير غيظي الذي يتشكَّى الظمأ

(8)
لا تصالحُ..
إلى أن يعود الوجود لدورته الدائرة:
النجوم.. لميقاتها
والطيور.. لأصواتها
والرمال.. لذراتها
والقتيل لطفلته الناظرة
كل شيء تحطم في لحظة عابرة:
الصبا - بهجةُ الأهل - صوتُ الحصان - التعرفُ بالضيف - همهمةُ القلب حين يرى برعماً في الحديقة يذوي - الصلاةُ لكي ينزل المطر الموسميُّ - مراوغة القلب حين يرى طائر الموتِ
وهو يرفرف فوق المبارزة الكاسرة
كلُّ شيءٍ تحطَّم في نزوةٍ فاجرة
والذي اغتالني: ليس ربًا..
ليقتلني بمشيئته
ليس أنبل مني.. ليقتلني بسكينته
ليس أمهر مني.. ليقتلني باستدارتِهِ الماكرة
لا تصالحْ
فما الصلح إلا معاهدةٌ بين ندَّينْ..
(في شرف القلب)
لا تُنتقَصْ
والذي اغتالني مَحضُ لصْ
سرق الأرض من بين عينيَّ
والصمت يطلقُ ضحكته الساخرة!

(9)
لا تصالحْ
ولو وقفت ضد سيفك كل الشيوخْ
والرجال التي ملأتها الشروخْ
هؤلاء الذين يحبون طعم الثريدْ
وامتطاء العبيدْ
هؤلاء الذين تدلت عمائمهم فوق أعينهم
وسيوفهم العربية قد نسيت سنوات الشموخْ
لا تصالحْ
فليس سوى أن تريدْ
أنت فارسُ هذا الزمان الوحيدْ
وسواك.. المسوخْ!

(10)
لا تصالحْ
لا تصالحْ



محمد فكاك
خريبكة
المغرب



#محمد_فكاك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحقيقة الثورية في مقابل الأكاذيب الانتخابية الرجعية للنظام ...
- أختي المواطنة ،أخي المواطن،إن مقاطعتك لانتخابات التزوير والت ...
- إلى الشهيد العمالي العظيم فرحات حشاد
- عباس الفاسي ينسخ حزب علال الفاسي من حزب استقلالي سياسي ،إلى ...
- جامعة القبائل والطوائف الرجعية العربية ،تمهد للتدخل الأمبريا ...
- رسالة إلى السيد عميد الكلية متعددة الاختصاصات-الحسن الأول..ت ...
- الشعب الليبي بين مطرقة نظام القذافي الديكتاتوري الفردي المطل ...
- يا عمال العالم اتحدوا .
- في الذكرى السادسة والأربعين لعريس الشهداء ،المهدي بنبركة
- رسالة غضب وتنديد واستنكار ،إلى السيد أوباما براك الذي سماه و ...
- -توكل كرمان- سليلة بلقيس و سيف ذي يزن امرأة أجدر بالإمامة ال ...
- في ذكرى سيد الشهداء:محمد جمال الدرة الذي انتهت حياته وزهرة ش ...
- حقوق الانسان بين الخيارين الظلاميين السيئين: الحكم الاستبداد ...
- في البيان والتبيين ،في تعيين البصراوي والبصريين رئيسا لجهة ب ...
- آخر رسالة إلى المرتد عبد اللطيف المنوني
- رسالة إلى السيد رئيس مركز الدراسات والأبحاث في العلوم الاجتم ...
- من أجل دولة فلسطينية حرة ،ديمقراطية ،مستقلة وموحدة
- رسالة الى السيد محمد الساسي ’نائب الأ مين العام للحزب الاشتر ...
- الكوميديا الرمضانية المخزنية بين البلاهة والابتذال
- Lettre au président de la république française. Mr. SARKOZY


المزيد.....




- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد فكاك - الحقيقة وحدها ثورية لينين