أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد فكاك - الكوميديا الرمضانية المخزنية بين البلاهة والابتذال















المزيد.....

الكوميديا الرمضانية المخزنية بين البلاهة والابتذال


محمد فكاك

الحوار المتمدن-العدد: 3485 - 2011 / 9 / 13 - 20:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكوميديا الرمضانية المخزنية بين البلاهة والابتذال
تعبر أغلب الأعمال الكوميدية التلفزيونية عن فهم بدائي ورديء للفن والأداء الكوميدي، باعتبارهما نوعا من التهريج والاستظراف.
هكذا تكون الكوميديا المخزنية هي الكارثة التي لا تخرج عن الإثارة المصطنعة والادعاء الأجوف ،والتلميحات الجنسية الفجة والممجوجة ، والهراء الأفرغ.لقد لوثت أذواق المغاربة وسطحت عقولهم وخربت نفوسهم بهذا المسخ الفني المخزني الهابط الذي لا يقل خطورة عن الفكر الأصولي والسلفي المتطرف من خلال هذه المهازل الفنية ،وفتاوي الاستبداد الديني الدخيلة على تقاليدنا ،والآتية من جحور وكهوف الرجعية السلفوية السعودية والباكستانية والأفغانية.
لقد تعرض المغاربة طيلة شهر رمضان، إلى قصف ممنهج أكثر فتكا وبطشا من قاذفات الصواريخ ،بسبب هذه المسلسلات الاسهالية للأدمغة والمخ والذكاء
فإلى متى هذه المسلسلات البذيئة تبث بشكل متواصل على القنوات المخزنية ، تصيب المغاربة في مقتل وترتكب في حق الشعب ،أكبر الجرائم الثقافية والفنية ،لأن جرائم القتل لا تكون بالسكين ،فحسب ، ولا بالمسدس فحسب ، ولا بالخنجر فقط ، بل تبدأ بتحريف الوعي ، وتسطيح الفكر ،وتلويث العقل والقلب والفكر والوجدان.يمكن أن أقول . إن ما تقدمه القنوات من أعمال مخزية ومهازل فنية ممسوخة لا تراعي أبسط شروط الفن ، ولا ترى ضرورة اعتبار اعتبار التربية والتعليم والثقافة والبحث العلمي ودخول عصر المعرفة ، قاطرة التقدم الحضاري لكل بلد يريد أن يعيش الألفية الثالثة ، مع ما يرافق ذلك من حرص على صيانة حرية التعبير والإبداع الفني والأدبي.
إن المغاربة بهذه البرامج الوسخة والمزبلية ،ليسيرون إلى الأمام، لكن رقابهم ملوية إلى الخلف ،وأرجلهم إلى السماء.
إن أبهى تخلفهم ،أعني أصحاب القرار ، هو وقاحتهم في تزوير التاريخ ،ولي عنق التراث ،حين يقدمون على معالجته معالجة فجة ومقحمة ، والأمثلة على ذلك كثيرة ومتنوعة، منها المسلسل . حديدان للمخرجة فاطمة بوبكدي ،الذي شغل فئات شعبية لا بأس بها ، والذي يدخل في إطار" الجمهور عايز كدا" والكوميديا التهريجية مربحة ولو على حساب حاجة الجمهور إلى الفن الجميل واللقطة الهادفة والصورة ذات المعنى ، والتي تحمل قضية وموقف وفن.
إن المشكلة الكبرى والمعضلة البنيوية التي تواجه كل حركة جادة وبالأخص في المغرب ، هي غياب ذوي الاختصاص في ميدان السيناريو الذي يتوكأ عليه الفيلم كعمود فقري ،لا يستقيم الفن بدونه ،" أعطني سيناريو جيد ،أعطك ملحمة فنية رائعة"
هكذا تجد نفسك أمام أعمال ،لا ،سينمائية ، لا مسرحية ،لا كوميدية ،بل بناءات مفككة ،متهاوية ،آيلة للسقوط منذ البداية ،وعقد لم يحسن صياغتها.
هكذا تضيع الجهود والمحاولات للاشتغال على التراث في مسلسل "حديدان" حيث ظلت تعوزه الحياة الفنية الحقة ،فتاهت فيه الأحداث في سراديب وجحور الذيب ،جاء متهافتا مهلهلا رغم قدرات الفنانات والفنانين والتي هي جديرة بالاهتمام. ناهيك عن الحركات التهريجية الزائدة والتعبيرات الزائفة والمشاهد المزعجة. وإلا ما معنى الفن إذا لم يعبر عن ضمير الشعب وهمومه وقضاياه؟ ولمن تقرع الأجراس ؟ ومن يضيء المصابيح في الظلام ؟ ما معنى أن نكون علامات لكن بدون معنى ؟ وما معنى أن يعجز شعب على إبداع حركة فنية عظيمة لزرع أزهار الأمل والضحك كبلسم لجراحات البؤساء نتيجة تحكم نظام يعد من أعتي أنظمة الاستبداد والديكتاتورية والظلم والقبح والفساد.
إن هذه الكوميديات الجيفية التي يمطرها النظام على المغاربة ،لهي أشد عداوة ومضاضة من الاجتياحات القمعية والوحشية . لأنها هي الوجه الأقبح والصورة الإرهابية للنظام السياسي.
أن يحتشد كل تلك الجموع القطعانية من محترفي التسول الرخيص ، من مغيين ومسرحيين وممثلين ليقدموا أنفسهم كبراحين في جوطيات وسوويقيات المخزن ،فيهللون ويطبلون ل"مجموعة الضحى الاستعمارية الإمبريالية" ويصبغون عليها صباغة مغربية ،وما هي بمغربية ، ولكن شهود الزور كثيرون في " اليومين دول"
أهكذا يكون الفنان؟ كلا ، وألف كلا ،فما هكذا تورد الإبل ،أنت ،يا سعدة ، وأنت يا سعد. وكيف يسمح فنان لنفسه أن يبيع نفسه بثمن بخس . دراهم معدودات ،فيتطاول على الثورة المغربية ، ويطلب جهارا من المواطنين باسم الحكمة"أن يعطوا لأنفسهم السعة ويبتعدوا عن الحركة ،حتى يتفرغوا لتسمين دجاجهم ،وإراحة مزاجهم ، وتبدين زوجاتهم" ليأتي فنان كنا نعده من الأخيار المقربين ،ليخدش حرمة الفن ،ويتمخزن أكثر من رئيس المخزن ،حين يقول دون أن ترتعش لحيته الرثة ،" ما مفاكينش ،واش غيراللي سخن راسو ،يقول ’ما مفكينش" وتانا نوض أو نقول وا باراكا"
هكذا جعلوا من الفن الكوميدي الجميل أداة مسخرة لخدمة المافيا المخزنية ،وسماسرة وقوادي الاستعمار ، وبالتالي تحولوا إلى موميات ، وقردة خاسئة ، رهائن لدى نساء ورجالات المخزن وفهموا عوجا أن الفن ’صراخ ورقص ماجن وتهريج رخيص ،وضجيج وفوضى ودرامات مفتعلة. وفي أي زمان ؟ فعلوها في ظل مرحلة الانتقال من الزمان الديكتاتوري الميت ،إلى زمان انتصار إرادة الشعب العربي. في ضوء لحظة عربية ثورية ،بامتياز، حيث تتوق الشعوب العربية التي طال زمن الاستهانة بكرامتها إلى حياة العزة والكبرياء والمساواة والحرية ،والعيش في ظل دول ديمقراطية حديثة تواكب العصر ، وتتطلع إلى لحطة تحرر جديدة مستعدة لبذل الأرواح والأموال والدماء المدرارة على دروب الحرية والديمقراطية والكرامة.
ألا تخجلون يا فناني ،وأنتيكات أخر زمن في العوامات المخزنية؟ ألا تستحيون من تمجيد وتملق نظام ديكتاتوري دموي ،وقف ،ويقف على قمة هرم وعرش من جماجم ألاف الشهداء والضحايا؟
إن الفنان الشعبي يتخذ من بيت شعري لأبي الطيب المتنبي’"
إذا غامرت في شرف مروم....... فلا تقنع بما دون النجوم
فكن شريفا وامسك الشمس بيديك. فإنه " من لا يحب صعود الجبال ... يعش أبد الدهر بين الحفر.
ومن لا يعانقه شوق الحياة.....تبخر في جوها واندثر
أستحضر أخر مسرحيات صلاح عبد الصبور ،حيث ملك يستبد بكل شيء
(ما دمت أنا صاحب هذي الدولة.. فأنا الدولة ..أنا ما فيها. أنا من فيها.أنا بيت العدل .أنا بيت المال .أنا بيت الحكمة.. بل إني المعبد .. والمستشفى. والجبانة.. والحبس..بل إني أنتم.. ما أنتم الا أعراض زائلة ،تبدو في صور منبهة.. وأنا جوهرها الأقدس..
وينتفض الشاعر ليصرع الجلاد..ذراع الملك.. الديكتاتور ،والية بطشه. ، فتخاطبه الملكة .أنت صرعت الجلاد .. وصرعت الخوف . عزف المزمار نشيد الأم.بينما أصبح سيف الجلاد الغاشم. أعمى لا يجد طريقه .. أقدم .. خذ منه السيف ... فيضرب الشاعر الجلاد... أداة السلطة الباطشة كان بالمزمار.. الفن ... الثقافة ... والذي به سحق السيف.. القوة ... الباطشة...
فكيف خلا الجو لكل لبلابي متسلق وبدون أية مؤهلات أو موهبات أو ملكات إبداعية .هذا المحسوب على الفن"يشبه البئر الذي حفرت للحصول على الماء ، غير أنها لم تجد على حافريها سوى أحجار عطشى ، أو ربما هو كشجرة سقطت عنها أوراقها في الخريف ،فلم تعرف كيف تسترجع أوراقها عندما أقبل الربيع..
كلمة أخيرة أقتبسها من المتنبئ.
من يهن ،يسهل الهوان عليه ..... ما لجرح بميت إيلام
ومن البلية عذل من لا يرعوي عن غيه ،وخطاب من لا يفهم
خريبكة في 11.09..2011
محمد فكاك
ابن الزهراء
أحمر المبادئ واللون والعلم والشفق.



#محمد_فكاك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- Lettre au président de la république française. Mr. SARKOZY
- الثورة المصرية و الأمير عبد الكريم الخطابي
- رسالة إلى عباس ا لفاسي ،الخادم الأوفى في حكومة الحكم الفردي ...
- في ذكرى جمال عبد الناصر
- رسالة من تحت الماء إلى إلهات /فينوسات السينما الأفريقية
- نداء عاجل ،إلى عاشقات ،وعشاق الفن السابع،والجمال الإفريقي.
- يا كل جندرمة وبوليس العالم ، تعالوا وخذوا علم الخرزولوجيا وا ...
- رسالة إلى حركة 20فبراير :مدينة الملح والزنك والرصاص والخشالي ...
- جهاز القضاء لا يحاكم سوى المقهورين والغلابة والضعفاء ،بينما ...
- إنهم لن يستطيعوا وقف ثورة البروليتاريا ...فلاديمير لينين رسا ...
- قلت للينين نم قريرا أنت نبي بعد قرون حتى وان أصبح خلفاؤك من ...
- محمد الصبار يريد إجهاض ثورة شباب الفوسفاط مستعينا بكلاب الحر ...
- رسالة إلى السيدة المحترمة :وزيرة الخارجية للولايات المتحدة ا ...
- رسالة في مسخانية ودستورانية دولة مخزنستان وذيليته الخوانجيست ...
- التحالف الاستعماري الفرنسي الامريكي والإرهاب الاسلاموي :إسلا ...
- من أجل قيام الجمهورية العربية المتحدة:الديمقراطية والاشتراكي ...
- الطبقة الوسطى المشوهة والهجينة ، تخذلنا من جديد ، لكن هذه ال ...
- رسالة إلى الرفيق الأكبر، عبد الحميد أمين، عضو الأمانة الوطني ...
- الأمين العام للأمم المتحدة ، ينخرط في المؤامرات الامبريالية ...
- أيها المغاربة:إن مقاطعة دستور لا ديمقراطي لا شعبي لا وطني ،و ...


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد فكاك - الكوميديا الرمضانية المخزنية بين البلاهة والابتذال