أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - الرأسمالية المتوحشة














المزيد.....

الرأسمالية المتوحشة


امين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3555 - 2011 / 11 / 23 - 19:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في واحة الديمقراطية ، الولايات المتحدة الامريكية .. عشرات الآلاف يخرجون يومياً ومنذ شهرين ، للإحتجاج على الرأسمالية المتوحشة ، وعلى " النظام المالي والمصرفي " على وجه الخصوص .. ويقولون انهم يمثلون 99% من الشعب الامريكي ، الذين يعملون ويكِدون ، في حين ان 1% فقط من كِبار الأثرياء من أصحاب البنوك والبورصات المالية ، يستحوذون على معظم الثروات ، من دون ان يمارسوا أي عملٍ فعلي !. لم يعد الأمر يقتصر ، على رمز الرأسمالية العالمية ، وول ستريت في نيويورك ، بل ان المناهضين للسوء البالغ في توزيع الثروات ، ينشطون في كُل الولايات الامريكية .. وحتى في معظم العواصم الاوروبية . شيئان سيجعلان هذه الحركة الإحتجاجية العالمية ، تتطور وتنجح في الحصول على مطاليبها المشروعة : الوقت ، والصبر والتحمل ! . إذ ان الإدارة الأمريكية تعاملتْ لحد الان بِكُل دهاء ، مع هذهِ الإحتجاجات .. وأبرز مظاهِر هذا التعامل .. هو الإنتقائية في نقل الأخبار [[ علماً ان أكثر من 90% من الإعلام العالمي والميديا مُسَيْطَر عليها مِنْ قِبَل هذه الفئة الثرية من الرأسمالية المتوحشة نفسها ]] .. وإظهارها كأنها حركات مُنعَزلة يقوم بها ، أفرادٌ غوغائيون ، متبطلون من شُذاذ الآفاق ، يُريدون تدمير المجتمع ! . لا بل حتى ان هنالك تعتيماً متعمداً .. فنشرات الانباء تتصدرها ، أخبار تافهة عن تنقلات نجوم الرياضة او فضائح الممثلين اوإحتجاجات صغيرة في دُولٍ طرَفية .. وتتجاهل في نفس الوقت ، مغزى خروج الملايين من جماهير الشعوب الامريكية والاوروبية ، يومياً وعلى مدى أسابيع .. للتظاهر والإعتصام ، ضد الإستغلال المُفرِط وضد لاعدالة توزيع الثروات .. وبالأخص ضد الفساد والنهب الذي تقوم به البنوك الكُبرى بالتحالف مع شركائهم من الحكومات الرأسمالية المسيطرة على مُقدرات العالم .
مَنْ مِنا لم يُشاهد في التلفزيون هنا وهناك ، سواء في الأخبار او الأفلام .. لقطات من [[ البورصات ]] ، حيث في قاعةٍ ، تضُم عشرات وأحياناً مئات من البشر المنهمكين بصورةٍ جنونية ، في مُتابعة شاشات كبيرة تظهرُ فيها أرقام متتالية مُقابل أسماء شركات ورموز ، تتحرك بسرعة .. وكُل فردٍ في هذه القاعة يتحدث بأكثر من تلفون وموبايل .. والكُل يصيح ويصرُخ .. وتأتيهُم الاوامر والتعليمات من متحدثيهم في الطرف الآخر .. بالشراء او البيع !. تستطيع ان تتخّيل ، ان الذي يُجيب على هذه الهواتف والتلفونات كُلها ، ويعطي الأوامُر .. شخصٌ يمتلك الملايين وحتى المليارات من الدولارات .. ولا يقوم بأي عملٍ " فعلي " .. ولكنه يتلاعب بالأسهم وبأسعار كُل شئ .. من القمح والشعير والطائرات حتى النفط والذهب .. ويهمهُ أمرٌ واحدٌ فقط ، وهو مُراكمة أرباحه بأي طريقة .. ولا يلتفت الى نتائج ذلك على الآخرين .. فإذا أفلسَ بنك أو إنهارتْ شركة ، أو عانى الفقراء من الجوع .. فذلك شئٌ لايعنيهِ ! . أعتقد ان " سوق الأسهم والبورصة " ، قد حّولتْ " النقود " الى سلعة يتم المتاجرة بها ، والمُضاربة .. وذلك ركنٌ من اركان النظام الرأسمالي .. فتصوّرْ ، شخصاً جالساً على مقعد وثير ، يشرب كأساً من الويسكي الفاخر ، مُمدِداً قدميه بِراحة ، وسط أصدقائهِ او صديقاتهِ .. فيرُنُ جرس التلفون .. ويخبره احد مُساعديه في البورصة : ان المضاربة التي قامَ بها أثمرتْ وان الأسهم الفلانية إرتفعتْ ، وربح من هذه العملية 200 مليون دولار ، مثلاً .. فينهي المكالمة مبتسماً ، ويرفع كأسه إحتفالاً بهذه المناسبة السعيدة ! .. خلال دقائق معدودة ، وبواسطة مكالمات معدودة ، وبكلماتٍ معدودة ... يربح صاحبنا مئات ملايين الدولارات ... والنتائج الجانبية باتتْ معروفة : إفلاس البنوك ، الأزمات الاقتصادية ، البطالة ، إرتفاع الأسعار ، الركود ، المجاعات ... الخ . وكيفَ عالجَ الغرب ، هذه المعضلة لحد الآن ؟ بتقديم مئات مليارات الدولارات ، الى أصحاب البنوك الكبار ، لإنقاذهم من الإفلاس .. وبالضغط على الشعوب ولا سيما الطبقات الفقيرة والمتوسطة .. من أجل [[ التقشُف ]] ! .. وكأن كُل المشكلة متأتية من التبذير الذي يقوم به العمال والفلاحين والموظفين الصغار والكسبة . ليسَ غريباً ان تُسمى " رأسمالية مُتوحشة " . وليسَ غريباً أيضاً ، ان يكون العديد من الحُكام الفاسدين عندنا هُنا وشركائهم الطفيليين .. من المُعجبين بالرأسمالية المتوحشة ، ومُريديها والمُدافعين عنها !.



#امين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجالس محافظات الأقليم 3
- التدّخُل الخارجي و - الوطنية -
- الأسد : لو كنتُ مكان الملك عبدالله لإنتحرت !
- إنتخابات مجالس محافظات الأقليم 2
- بين دهوك .. ولندن
- حافاتٌ خَطِرة
- عيادة الدكتور بشار الأسد !
- زيارات مُهِمّة
- باباندريو .. أقبح من المالكي !
- هل يوجد في العراق ، نزيهون شُرفاء ؟
- دولة كردستان .. برعايةٍ عربية !
- هل إقتربَتْ فيدرالية - السُنة - ؟
- ربيع الإسلام السياسي العربي
- برهم صالح في بغداد .. زيارة وداعية
- هّزة أرضية في دهوك !
- حرب تركيا ضد حزب العمال الكردستاني
- حلمٌ جهنمي
- غيوم الحَرب تُلّبِد سماء منطقتنا
- تأثير الكلمات
- ضوءٌ على الساحة السياسية الكردية في سوريا


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - امين يونس - الرأسمالية المتوحشة