أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - ثلاث صور لغلعاد شاليت














المزيد.....

ثلاث صور لغلعاد شاليت


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3520 - 2011 / 10 / 19 - 00:25
المحور: القضية الفلسطينية
    


ادَّعت المحافل السياسية والإعلامية في إسرائيل أن عودة جلعاد انتصارٌ لحكومة نتنياهو، فقد فازت الصفقةُ بستة عشر وزيرا موافقا، وعزفتْ الصحفُ الإسرائيلية على النوتة الموسيقية الحكومية وأعلنتْ الصفقة كنصرٍ إسرائيلي، وهزيمة فلسطينية!
ونسي المحللون والسياسيون الإسرائيليون، بأنه لم يعد للفلسطينيين ما يخسرونه سوى قيودهم وزنازينهم، وسارعتْ مراكز استطلاعات الرأي بإعلان نسبة قبول الصفقة في المجتمع الإسرائيلي، فمعهد داحاف لاستطلاعات الرأي أشار إلى أن نسبة الموافقين على الصفقة من الإسرائيليين تتراوح بين سبعين إلى ثمانين في المائة، أما بين نساء إسرائيل فتصل النسبة إلى 87%.
وحوَّلتْ المؤسسة الإعلامية العسكرية غلعاد من جندي إلى أسطورة إسرائيلية بطولية، واستعملته بكفاءة لتمرير السياسات الخارجية والداخلية الإسرائيلية.
ونجحتْ المؤسسة الإعلامية والعسكرية الإسرائيلية في استنساخ ثلاث صور لغلعاد شاليت، وأولها:
صور غلعاد الخارجية، فقد نجحت المؤسسة الإعلامية الإسرائيلية في تحويل أنظار العالم كله إلى بيت جلعاد شاليت، وأصبح منزل أسرته محجا، لدرجة أن الجيش أعلن قريته منطقة عسكرية مغلقة، وقد استغلت المؤسسةُ الإعلاميةُ عيدَ العُرش، ووجودَ أكثر من سبعين ألف مسيحي إنجلكاني وصهيوني، يحجون في هذه الأيام إلى الحائط الغربي في القدس، لينشدوا بصوت واحد على أنغام الحاخامين يونا متزغر حاخام الإشكنازيم وشلومو عمار حاخام السفارديم وحاخام الحائط شموئيل رابينوفتش لحن:
"الحرية وطول العمر لغلعاد شاليت وعائلته والمجد والخلود لدولة إسرائيل"!
وهكذا حوَّل الإعلام الإسرائيلي غلعاد شاليت (جندي المركباه) إلى رضيعٍ في بيت أمه أفيفا ووالده نوعام، وأعادته المؤسسة الإعلامية الإسرائيلية إلى أحضان أمه، ليوحي للعالم بأنه أحد ضحايا الإرهاب الفلسطيني المجرم!
ولم يكتفِ الإعلام بهذه الصورة التي سوَّقها إلى الخارج، بل قام أيضا بتسويق صورة ثانية أخرى مُغايرة تستهدف جيش إسرائيل، بجنوده النظاميين والاحتياطيين، أي كل شعب إسرائيل، ومحت المؤسسة الإعلامية العسكرية الإسرائيلية الصورة السابقة (الخارجية) بالكامل، واستبدلتها بصورة البطل المحارب القوي جوليات، والقائد العسكري داود، في صورة غلعاد شاليت!
فما إن تسلَّم وزيرُ الدفاع يهود باراك، ورئيسُ هيئة الأركان بيني غانتس (الأسيرَ) المُحرَّر غلعاد حتى أعاداه إلى حالته الأولى كجندي دبابة من جنود جيش الدفاع، فألبساه زيَّه العسكري من جديد، وأدخلاه إلى دبابته المركباه ونفخا فيه رسالةً إلى أبنائهم تقول:
" أُُسِرَ غلعاد جنديا بطلا، واستعدناه جنديا بطلا أيضا، وهذه رسالة إسرائيل لشعب إسرائيل "
أما الصورة الثالثة فهي الصورة الحقيقية لغلعاد شاليت، وهي صورة الجندي الجبان ( المهزوم) في المعركة ، الجندي الذي آثر الاستسلام للخاطفين الإرهابيين على الموت، ولم يدافع عن زملائه حتى الموت، كما تقضي تعليمات جيش الدفاع ،وجعل إسرائيل تدفع ثمنا باهظا لتفديه من الأسر!
وهذه الصورة هي الصورة الحقيقية التي لا يجرؤ الإعلام على إبرازها للآخرين، فقد لاحظ المشاهدون ملامح هذه الصورة بارزةً في عيني نتنياهو ووزير الدفاع والمسؤولين الذين استقبلوا الأسير المُحرر بفتور وتقريع وغضب!
وقد بثَّ الإعلامُ الإسرائيلي قبل أيامٍ من إتمام الصفقة بعض بنود التعامل مع الأسير غلعاد، وأورد من الأسباب ما يجعل الجمهور الإسرائيلي مقتنعا بها ، وكل تلك الأسباب ستُعيد غلعاد إلى لونٍ جديد من السجن، ربما يكون أكثر بشاعة من أسره في غزة، فسوف يدخلونه في الحجر الصحي العسكري!
وسيتحول غلعاد بعد قضائه أوقاتا قصيرة في حضن أمه وأبيه إلى مشرحةٍ الاستخبارات العسكرية، والأمن الداخلي والأمن الخارجي، وستقوم هذه الأجهزة بتشريحه لمعرفة تفاصيل الأسر، من ألفها إلى يائها، وسوف تحوله إلى فأرِ تجاربٍ ،وإذا أحسَّ غلعاد بالضيق من حفريات أجهزة الأمن في أعماق أعماقه، فإنهم سوف يعهدون بأمره إلى مشرحةٍ أخرى تتبعهم ، وإن كانت تحمل مسمىً آخر، وهي مشرحة علم النفس، فدهاقنة علم النفس في الجيش الإسرائيلي ينتظرون غلعاد ليطبقوا عليه نظرياتهم، وليبنوا على أنقاضه أسس نظريات جديدة، كما أشارت صحيفة هارتس منذ أيام، عندما أوردت خبر تشكيل طاقم للدعم النفسي لغلعاد شاليت ينتظرونه بفارغ الصبر!
هم إذن يستفيدون من جندي أسيرٍ واحد، فهل نحن قادرون على استخلاص العبر من تحرير أكثر من ألف أسير، والانتقال من مرحلة الاحتفال، إلى مرحلة توظيف هذا الإنجاز في إنهاء الانقسام والفرقة، ليصبح يوم 18/10/2011 تاريخا فلسطينيا محفوظا؟!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنشودة للقدس في عيد المظال
- شيفرة التراث الفلسطيني
- ألا نخجل؟!!
- رسالة لأبي مازن بمناسبة يوم الغفران
- اعتذارات للأسرى
- فلسطينيو 1948 في كتابين إسرائيليين
- تكنلوجيا السرقات الإعلامية
- الله يا نتنياهو يا دوغري!!
- هنيئا لأوباما بتقدير ممتاز
- سوبر عنصرية
- الصراف الآلي المدرع
- وجاء دور النقب
- دليل سلاطين العرب
- ابتسموا للدولة الشتوية والصيفية
- شتاء إرهابي أم ربيع عربي؟
- لا تلوموا السير بالمر
- التعليم سلاح اليهود السري
- قصة عملية الرصاص المصبوب 2
- ألاعيب وحواسيب
- غزة سجنت سجنها


المزيد.....




- رغم تصريحات بايدن.. مسؤول إسرائيلي: الموافقة على توسيع العمل ...
- -بيزنس إنسايدر-: قدرات ودقة هذه الأسلحة الأمريكية موضع تساؤل ...
- إيران والإمارات تعقدان اجتماع اللجنة القنصلية المشتركة بعد ا ...
- السعودية.. السلطات توضح الآلية النظامية لتصريح الدخول لمكة ف ...
- هل يصلح قرار بايدن علاقاته مع الأميركيين العرب والمسلمين؟
- شاهد: أكثر من 90 مصابا بعد خروج قطار عن مساره واصطدامه بقطار ...
- تونس - مذكرة توقيف بحق إعلامية سخرت من وضع البلاد
- روسيا: عضوية فلسطين الكاملة تصحيح جزئي لظلم تاريخي وعواقب تص ...
- استهداف إسرائيل.. حقيقة انخراط العراق بالصراع
- محمود عباس تعليقا على قرار -العضوية الكاملة-: إجماع دولي على ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق أبو شومر - ثلاث صور لغلعاد شاليت