أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - أنشودة للقدس في عيد المظال














المزيد.....

أنشودة للقدس في عيد المظال


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 3518 - 2011 / 10 / 16 - 23:43
المحور: كتابات ساخرة
    


عيد (العُرش) أو عيد المظال في إسرائيل ، يصادف في منتصف شهر أكتوبر من كل عام، حيث يبني بنو إسرائيل العرش خارج بيوتهم ويقضون فيها سبعة أيام، وهم يلوحون بسعف النخيل وفاكهة الأترج، ويذهبون للكُنس وهم يحملون أربعة ثمار، ويتلون الأدعية والصلوات في كل يوم، وهو كذلك عيد الثمار والمحاصيل.
هو لا يشبه معظم أعياد اليهود الحزينة، بل هو عيد فَرحٌ وسرور، يفرح فيه اليهود لنجاتهم من الفرعون، حيث أسكنهم اللهُ المظال.
ويجب التنويه أولا إلى أن براعة زعماء إسرائيل ومؤسسيها لا تتمثل فقط في اختيار نتنياهو هذه المناسبة لإبرام صفقة غلعاد شاليت، ولكن براعة إسرائيل تجاوزت ذلك منذ عقود عندما حوَّلت إسرائيلُ عيدَ المظال إلى مناسبة للتضامن مع دولة إسرائيل.
فقد تمكن زعماء إسرائيل من توظيف الأعياد الدينية، لخدمة سياسة إسرائيل، وتحويل الحج الديني إلى بيت المقدس، ليصبح مهرجانَ تأييدٍ سياسي، ومؤتمرا لنصرة إسرائيل، وكرنفالا لجمع المال، وذلك بحشد الحجاج من كل أقطار العالم ليُنشدوا لإسرائيل، نشيد الرفعة والتفوق والسمو!
فقد وفد إلى إسرائيل هذه السنة 2011 عشرات آلاف الحجاج المسيحيين من كل أنحاء العالم، من القارات الخمسة، من طوائف الأنجليكان والمسيحيين الصهيونيين، وحتى من الكنيسة الكورية الجنوبية والتي أرسلت ثلاثة آلاف مسيحي كوري، بالإضافة إلى سفارة المسيحيين الدولية في القدس والتي أشرفت على إستقدام المسيحيين من ثمانين بلدا ليحجوا إلى جبل الهيكل، في انتظار عصر اليوبيل وعودة الماشيح المنتظر!
وكانت أولى الواجبات (الدينية)، لا السياسية!! أن تجمع الحجاج في حيفا أولا ووجهوا دعواتهم الخالصة إلى عائلة غلعاد شاليت، ودعوا له بالسلامة، واجتنبوا الدعاء لأسرى الحرية في العالم ولألاف الأسرى الفلسطينيين المقهورين المعذبين، حتى لا تفسد أدعيتُهم ويزول مفعولُها!
وتلا منسق حملة الحجيج في القدس جورغن بوهلر وفق ما نشرته صحيفة الجورسلم بوست 17/10/2011 سفر الولاء والخضوع لحكومة نتنياهو وقال:
" إننا نحضر للقدس لنوصل رسالة تقول:
إسرائيل ليست معزولة، فملايين المسيحيين يدعمونها، وها نحن نشاركها في عيد المظال"
إذن هذه هي إسرائيل ( واحة الديمقراطية) في الشرق الأوسط، أو لعلها كما يسميها كثيرون الدولة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط كله!
هي نفسها الدولة الديمقراطية التي تحرم سكان القدس الفلسطينيين من هوياتهم ، وتصادر بيوتهم وتطردهم، وهي ذاتها التي تمنع المُصلين في كل جمعة من الصلاة في القدس، وتعتدي على الكنائس فيها!
هي هي التي تحظر الحج إلى المسجد الأقصى، هي هي التي تخنق القدس بالمستوطنات، وتشنق تراثها غير اليهودي، وتزيل ملامحها التقليدية، لأن فيها شبها بأهلها وأصحابها!
هي إسرائيل ذاتها التي تمكنت من تحويل القدس، من مدينة السلام، إلى مدينة الخصام، ونثرت متطرفيها في كل شوارع القدس يضربون ويطردون ويصادرون، بشرط أن يكون المضروبون من غير أبناء وأحفاد الدولة الديمقراطية الوحيدة!
إنها إسرائيل نفسها التي تحتفل فرحا وطربا بعيد المظال، بينما يعتصم المبعدون في ظلال جدران بيوتهم المهدومة، ويتوسدون حجارتها تحت رؤوسهم، ويضرب الأسرى الفلسطينيون عن الطعام احتجاجا على سوء معاملتهم!!
نعم إنها إسرائيل الديمقراطية الوحيدة، التي أقامتْ ديمقراطيتها الفريدة بواسطة جرَّافات التطهير العرقي والإثني، لكل من هو على غير مذهبها الديمقراطي!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيفرة التراث الفلسطيني
- ألا نخجل؟!!
- رسالة لأبي مازن بمناسبة يوم الغفران
- اعتذارات للأسرى
- فلسطينيو 1948 في كتابين إسرائيليين
- تكنلوجيا السرقات الإعلامية
- الله يا نتنياهو يا دوغري!!
- هنيئا لأوباما بتقدير ممتاز
- سوبر عنصرية
- الصراف الآلي المدرع
- وجاء دور النقب
- دليل سلاطين العرب
- ابتسموا للدولة الشتوية والصيفية
- شتاء إرهابي أم ربيع عربي؟
- لا تلوموا السير بالمر
- التعليم سلاح اليهود السري
- قصة عملية الرصاص المصبوب 2
- ألاعيب وحواسيب
- غزة سجنت سجنها
- ليتني بقيت في السجن !


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - أنشودة للقدس في عيد المظال