أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وديع شامخ - جلعاد شاليط بأكثر من ألف.. والدم العراقي بالمجان















المزيد.....

جلعاد شاليط بأكثر من ألف.. والدم العراقي بالمجان


وديع شامخ

الحوار المتمدن-العدد: 3515 - 2011 / 10 / 13 - 20:53
المحور: حقوق الانسان
    




مهاد

بداية أريد التأكيد على أني لست متحمسا كثيرا للرأي القائل بضرورة اللجوء الى عمليات الإختطاف لتحرير الأسرى رغم فاعلية هذه الخطوة أحيانا ، ولكن الحل النهائي لمأساة الفلسطينيين عموما والأسرى خصوصا يتمثل أولأً في البحث عن حل نهائي واقعي لقضيتهم وعدم ترك مصيرهم بيد مغامرة هنا وأزمة هناك يتداخل فيها السياسي بالإنساني .
إذ اننا رأينا أن اعتقال حزب الله لجنديين إسرائيليين ساهم في خراب نصف لبنان في الهجوم الذي أطلق عليه بحرب تموز.. ولابد من التذكير بإعتراف السيد حسن نصر الله بأنه ماكان يعرف ان ثمن هذه العملية سيُسبّب كل هذا الدمار الذي شهده لبنان !!
ففي مقابلة مع التلفزيون اللبناني وصحيفة "الحياة" اللندنية في سبتمبر 2006 قال حسن نصر الله: " لم نتوقع ولو واحداً في المائة أن تؤدي العملية إلى حرب بهذه السعة وبهذا الحجم لأنه وبتاريخ الحروب هذا لم يحصل. لو علمنا إن عملية الأسر ستقود إلى هذه النتيجة لما قمنا بها قطعاً.".
هناك مواطن غالي الثمن وهنا أرواح تزهق بدم بارد جدا.



..........................

سطور في حياة شاليط

الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الفرنسي الأصل والمولود في مدينة نهاريا 1986، والمجند وفقا لقانون الخدمة العسكرية الاجباري عام 2005 في سلاح المدرعات ، قد تم أعتقاله عام 2006 من قبل المقاومة الفلسطينية ونقله إلى قطاع غزة على يد مقاتلين تابعين لثلاثة فصائل فلسطينية مسلحة وهي: كتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس وألوية الناصر صلاح الدين التابعة لـلجان المقاومة الشعبية وجيش الإسلام في عملية عسكرية نوعية أطلقت عليها الجهات المنفذه إسم - عملية الوهم المتبدد- .
منذ لحظة إعتقال جلعاد والحكومة الإسرائيلة لم يهدأ لها بال كما أن منظمات إسرائيلة مدنية قلبت الدنيا ولم تقعدها بالضغط على الحكومة للبحث الجاد عن مخرج لتحريرجنديها الأسير ،فقد شن الجيش الإسرائيلي وعلى مدارالسنوات الثلاثه الأولى من الإعتقال، سلسلة من العمليات الخاصة في مناطق متفرقة في القطاع في محاولة لتحرير شاليط أو إلقاء القبض على أشخاص فلسطينين يشتبه في ضلوعهم في احتجازه ولكن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل وظل الجندي شاليط محتجز في مكان سري لدى آسرية. وصار هذا الجندي ورقة لعقد صفقات دسمة بين إسرائيل والخاطفين عبر وسطاء وتم أخيرا قبول صفقة تبادل أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل الجندي جلعاد شاليط .

.......................................................................................................

محطات وفاء

ما يهمني في هذا المقال هو التعقيب على ماحصل مع رحلة المجتمع الإسرائيلي حكومة ومنظمات وأسرة الجندي في الحرص الشديد على تحرير مواطنهم الفتى جلعاد فقد حدث الآتي :
1- في أكتوبر 2009 أعلنت كتائب القسام عرضها لشريط فيديو مصور يظهر فيه الجندي الأسير جلعاد شاليط لمدة دقيقتين مرتدياً الزي العسكري وحاملاً جريدة إخبارية فلسطينية ، وتحدث بالعبرية مخاطباً رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامن نتنياهو بالموافقة على شروط حماس وتأمين الإفراج عنه في أسرع وقت ممكن قبل فوات الآوان. ومن خلال هذا الشريط نجح الجناح العسكري لحركة حماس في 2 أكتوبر 2009 بوساطة ألمانية مصرية في تأمين الإفراج عن 19 أسيرة فلسطينية من ذوات المحكوميات العالية مقابل إصدار دليل مادي يثبت بأن الجندي الأسير لا يزال على قيد الحياة، تمت الصفقة وسلمت حماس شريطاً لإسرائيل يظهر فيه الجندي المختطف بصحة جيدة.
لاحظوا أن مجرد الإطمئنان على وجوده حيّا وبصحة جيدة تتابع الحكومة الإسرائيلية وبواسطة ألمانية مصير جندي واحد فقط!! .
2- وافقت الحكومة الإسرائيلية بأغلبية ساحقة في ساعة مبكرة صباح الأربعاء 10- 2011 على صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس،وصوت 26 وزيرا لصالح الاتفاق الذي سيتم بموجبه إطلاق سراح أكثر من ألف أسير وأسيرة فلسطيني مقابل تسليم الجندي الإسرائيلي شاليط، بينما صوت ثلاثة وزراء ضد الاتفاق.
لاحظوا أن الحكومة جميعها تسهر للصباح وتختلف أيضا من أجل مناقشة مصير مواطن واحد !!
3- قالت والدة شاليط للصحفيين خارج خيمتها" التي تنام فيها خارج بيت العائلة " عقب قرار موافقة الحكومة على صفقة تبادل الأسرى إن الفرحة تغمرهاولا يمكنها وصف فرحتها، وأشارت إلى أنها ستكتم عواطفها إلى أن ترى ابنها بعينيها ،وقال والد شاليط: "هذا يوم رمزي.. حيث تقترب الحكومة بعد أكثر من خمسة أعوام، بعد 1935 يوما صعبا و1935 ليلة طويلة من إعادة أبني إلى منزله"..
لاحظوا أنهم يحسبون الزمن بالأيام و بدقة تتناسب مع قيمة الإنسان في عائلته ومجتمعه قبل حكومته .

................................................

الدم العراقي المجاني

لاحظنا كيف أن المجتمع الإسرائيلي يَهب متعاضدا من أجل إطلاق سراح جندي إسرائيلي ، بهذا الصبر والأناة لمدة تجاوزت الخمس سنوات ..وهذا يدل قطعا على وضع الانسان " المواطن" في سلّم أولويات عمل الدولة.
مالذي يحدث في العراق تحديدا ؟؟؟؟
1- لاأحد يتذكر أسرى العراق في سجون الجارة إيران منذ الحرب الثمانينية فلا سائل عراقي حريص ولا سامع إيراني يجيب !!!.
2- شهدت هذه الأيام خروقات أمنية خطيرة وتفجيرات في بغداد سال الدم العراقي بمجانية خرافية في أكثر من موقع رسمي وحي وسوق مدني ولا أحد في الحكومة يرفع يده إعترافا بالتقصيرلا أحد يستقيل ، ، لأن الجميع شركاء في محاصصة المغانم .
1- 3- لحد الآن لم تحسم الحكومة العراقية ومجلس النواب مسألة العلاقة مع القوات الامريكية الذي أصبح خبر خروجها مبعث تكشير أنياب الأرهاب والارهابيين داخليا وخارجيا.
2- 4- رئيس مجلس النواب يلقي اللوم على القوات الامنية دون أن يسميها ويضع أصبعه في عين المسؤول.. وشر البلية ما يضحك : اذ صرح احد النواب : بأنه يسأل الله ان يسكن الضحايا فسيح جناته !!"
5- لم يصدر أي بيان من الحكومة العراقية عن سبب هذه الخروقات المتكررة ولا مساءلة جدية لأيّ مسؤول أمني سوى تريد نغمة القاعدة والارهابيين ، وهذا هو قمة الإستهتار بقيمة العراقي في عدم بناء أجهزة أمنية وإستراتيجية وطنية لحماية المواطن .
6- عندما نتحدث عن قيمة الانسان العراقي يقابلنا السادة في المواقع الأمنية بتحسن نسبي في أعداد الضحايا العراقيين وكأن الارقام عن تناقص قتل العراقي تماثل نسبة إنفراج أزمة المرور في شوارع بغداد مثلا .
7- لا يوجد لحد الآن إتفاق على دستور عراقي دائم ، رغم إقراره رسميا،إذ أن بعض الفقرات بقيت مثار الخلاف الكبير تنظيرا وتفسيرا وصارت مصدرا لإنبعاث الموت للعراقيين وأهدار الدماء بالمجان ،إذ إستخدمت كورقة بيد بعض الأطراف اللاعبة سياسيا في المشهد العراقي لإثارات دورات العنف أو إستثمار نتائجها سياسيا .

8- ما زال السياسي العراقي غير ناضج أزاء الأخطار الجدية التي تهدد حياة المواطن العراقي وهذا ناتج عن عدم وجود توافق وطني سياسي على إعتبار العراقي قيمة عليا والعراق وطنا للجميع.
9-أخيرا نتفق مع الحكومة العراقية بأننا في قطار واحد ، ولكن الأمر غير المقبول أن يحجز "السادة والمسؤولين" قمّرة القيادة ويتنعموا بكل حقوقها ويبقى الشعب تائها في عربات القطار ..
تلك من دروس جلعاد شاليط المواطن المهاجر من فرنسا في الدولة اليهودية العنصرية والاستعمارية والصهيونية ،والسرطان في جسد الأمة العربية والإسلامية، والكيان اللقيط .. وووو وكل الصفات والنعوت السيئة التي نطلقها على هذه الدولة .. فهل نتعظ من هذا الدرس ونعرف قيمة المواطن العراقي الذي ينام على أحلام سومرية وأكدية وبابلية وأشورية عمرها آلاف السنين وكما يمتلك حاضرا من نفط وكنوز هائلة ؟؟
هل نتعظ من الدرس السياسي الحديث لنعرف أن سبب ديمومة النظام هو المواطن .. وهل نحتاج الى دليل آخر بعد ربيع الثورات في عالمنا الناطق بالعربية !!؟؟

..................................................



#وديع_شامخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيادة الوطنية وأمرضها
- مازن لطيف .. نورس المتنبي وبشير عراقي ثقافي ..
- الفيدرالية والعماء السياسي العراقي
- كاظم إسماعيل الكاطع والقوافي النشاز
- دمعتي على فأس الحطاب
- التلصّص على الذات
- عرس الدجيل... واقعة الدم العراقي المجاني
- الفرح مهنتي
- ميليشيات على جرح العراق
- أوراق من دفاتر الشهور
- أفول المُلك العضوض
- ثقافة الإحتراب في المشهد الإبداعي العراقي
- جمعة العراق العظيمة
- عصر ما بعد الخوف
- زين الهاربين - بن علي-
- المسيحيون لا ينقرضون..... حذار .. حذار ..
- ثقافة العراق والمحاصصة
- على مقربة من النجاة
- غبار اليقين
- وَبَيْنَ عِرَاقِ وَسُؤَالِ ؟؟؟


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - وديع شامخ - جلعاد شاليط بأكثر من ألف.. والدم العراقي بالمجان