أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الكريم الموسوي - الإسلام والحرب الكلامية بين السنة والشيعة















المزيد.....

الإسلام والحرب الكلامية بين السنة والشيعة


عبد الكريم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 3505 - 2011 / 10 / 3 - 05:26
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الحرب التي تُسفك فيها الدماء قد تكون وقعتها ثقيلة ومؤلمة ولكنها آنيّة ، فعندما تجف الدماء ويغطي أئرها التاريخ تخرج من الذاكرة عندما لا تتكرر .لكن حرب الكلمات تنتشر عن طريق التأكيد والتكرار والعدوى وتبقى مشدودة إلى الذاكرة بفعل الكتابة والخطابة، وباستخدام الأجهزة السمعية والبصرية والاتصالات الاليكترونية الحديثة تصبح كغذاء صباحي . فحينما تطبع على الكيبورد كلمة رافضي وتنقر على الدخول تظهر لك مئات المواقع التي تُكفّروتشجّع على القتل والطعن في آدميّة ملايين البشر ، وكذلك لو فعلت الشيء نفسه في طبع كلمة ناصبي ... الدين على أبواب القرن الحادي والعشرين الذي تطورت فيه هذه الأجهزة بشكل كبير جدا جعل بألإظافة إلى استخداماتها العلمية والاجتماعية وفوائدها الجّمة لخدمة البشرية ، سُخرت لحروب كلامية تُعنصر وتُكفّر وتُشيع القتل بين الأديان والطوائف المختلفة للدين الواحد . الدين ... هذه الكارثة التي صنعها الإنسان منذ العهد البرونزي ،أدّت إلى قتل ملايين الأرواح عبر تاريخها الدموي الطويل. قال نهرو ( ما يسمى بالدين ، وأعني أي ظاهرة تديّن منظمة ، ليس فقط في الهند ، بل في كل مكان ، تملأني بالرعب وأنا اعترض عليها كثيراً وأتمنى أن تزول من الوجود . غالباً ما تكون عبارة عن إيمان أعمى وردود أفعال بدون معنى، عقيدة وتعصب وغيبيات، وكلها لتحقيق مصالح شخصية ) . الدين هو السم في الدم ، حسب سلمان رشدي . وهاكم نماذج من هذه الحروب التي بدأت منذ اجتماع السقيفة حتى اليوم ، هذا الصراع القبلي البدوي والذي ندعوه بالسياسي حول السلطة بعد موت محمد والمجازر الدموية التي أعقبته قامت بأدلجة هذا الصراع عقائديا ودينيا ،وأبتلى العراق بأغلب عروضه المسرحية الدموية والكلامية ، منذ غزو العراق زمن عمر الخطاب حتى إلتهام السلطة من قبل حزب الدعوة في عراق اليوم . نماذج الحرب الكلامية المدرجة أدناه معاصرة وطريّة ولا يزال الملايين من البشر يؤمنون بها ويقاتلون من أجلها ، أما الحرب القديمة فيستطيع القارئ أن يجدها في الكتب الترائية التي تملؤها الفتنة الدينية والطائفية لمهووسين مثل أبن حنبل وأبن تيمية وأبن كثير والكليني والبحراني والمجلسي والطبري الصغير... الخ .
أفتى مؤسس الوهابيّة محمد عبد الوهاب تلميذ الفصامي ابن تيمية ما يلي : أن الرافضة ( الشيعة ) أكثر الناس تركاً لما أمر الله وإتياناً لما حرّمه ، وإن كثيراً منهم ناشئ من نطفة خبيثة موضوعة في رحم حرام ، ولهذا لا ترى منهم إلا الخبث اعتقادا وعملاً ، وقد قيل كل شيء يرجع إلى أصله . فهؤلاء الإمامية خارجون عن السنّة بل عن الملّة ، واقعون في الزنا ، وما أكثر ما فتحوا على أنفسهم أبواب الزنا في القُبل والدُبر ، فما أحقهم بأن يكونوا أولاد زنا … والرافضة أشدّ ضرراً على الدنيا من اليهود والنصارى ، قبحهم الله … ومن عجب أنهم يتجنبون التسمية بأسماء الصحابة ويتسمون بأسماء الكلاب ، فما أبعدهم عن الصواب وأشبههم بأهل الضلال والعقاب … وأنهم جعلوا مخالفة أهل السنّة والجماعة أصلاً للنجاة ، فصاروا كل ما فعلوه أهل السنّة تركوه ، وإن تركوا شيئاً فعلوه ، فخرجوا بذلك عن الدين ، فأن الشيطان سوّل لهم وأملى عليهم سلطانه…. وحينما سئل ابن باز على الدعوى إلى التقريب بين السنة والشيعة قال ( التقريب بين أهل السنة والرافضة غيرممكن ، لأن العقيدة مختلفة فلا يمكن الجمع بينهما فكما انه لا يمكن الجمع بين اليهود والنصارى والوثنيين وأهل السنة فكذلك لا يمكن بين أهل السنة والرافضة ) .
وهناك فتوى أخطر، تؤكد على واجب إسلامي بقتال الرافضة وجاءت هذه المرة من عبد أيتزوج رافضية قوله ( أن كان لأهل السنة دولة وقوة وأظهر الشيعة بدعهم وشركهم واعتقاداتهم فإن على أهل السنة أن يجاهدوهم بالقتال وإباحة فروج نسائهم ) . وهناك العديد من التصريحات والفتاوى قديماً وحديثا تكفّر الرافضة بل وتكفّر من يتزوج رافضيّة أو يتناول من ذبائحهم أو حتى السلام عليهم . والوهابية هي المذهب الشائع اليوم في اغلب الدول العربية والإسلامية بفضل البتر ودولارات الخليجية والسعودية بشكل خاص.

وجاء دور الشيعة في الرد على هذه الدناءات بِد ناءات أخرى لاتقل عن سابقتها من تكفير وتنجيس وتحقير . يقول الخوئي أن نجاسة الناصبي ( السني ) مضاعفة على خلاف نجاسة الكلب التي هي نجاسة من جهة واحدة … . ويقول السسستاني في التعليقة على العروة الوثقى ( لا إشكال في نجاسة النواصب ) . ولم يتردد الخميني في كتابه تحرير الوسيلة في أن يفتي : أما النوصب والخوارج لعنهم الله فهما نجسان بلا توقف .
ثم يأتي دور باقر الصدر في صفحات عديدة من كتابه ( شرح العروة الوثقى ) في إقامة تمييز بين النجاسة والأنجسية عل الناصب وحده . فبالإحالة إلى الكلمة المنسوبة إلى الإمام جعفر الصادق يرى أن المقايسة التسوية بين الناصب وولد الزنا ، أو بينه وبين الكلب ليست في محلها أو مقامها ، نظراً إلى صيغة التفضيل التي أستعملها الإمام فهو شرّهم ، فيقول الصدر ( الأب الروحي والمؤسس لحزب الدعوة الذي يحكم العراق الآن …!! ) : لقد جاز الحكم بأنجسية الناصب في مقام تعليل تلك الشرّية ، أي كون الناصب أشرّ من الكلب ، وهذا مقتضى أشرّيته من الكلب … . ويؤكد السستاني ( مصدر الإفتاء الشيعي الرئيسي في عراق اليوم ) : أسئار الحيوان كلها طاهرة ، عدا الكلب والخنزير والكافر والناصب … ( أسئار = الماء المتبقي في الإناء ) .
وقد ألحق الخميني الناصب بأهل الحرب، وأهل الحرب هم ( الذين يُستَحلّ دماؤهم وأموالهم وسبي نسائهم وأطفالهم وإباحة ما غنمتم منهم ) …
هكذا وبدون أغطية ، تنتشر رائحة العفونة الطائفية التي يحاول طائفيو العراق من الأحزاب الدينية إن يغضّوا النظر عليها بفعل المحاصصة وبفعل التقيّة . لكنها تبقى مترسبة في اللاوعي الجمعي وحينما وجدت الثغرة الملائمة وخاصة بعد سقوط الديكتاتورية وتبوّء الأحزاب الدينية المراكز العليا في الدولة ،نُصبت في الشوارع متاريس للقتل على الهوية الطائفية ثم تطوّرت إلى القتل على الهوية الدينية . وسوف تتكاثف وتستعير الحالة الطائفية بعد خروج المحتل وتصبح الساحة مشوّقة أكثرللاصوليات الدينية بِفكيها الوهابي والخميني لسحق الأرض والنبات وإشعال حروب أهلية تُحيل المنطقة إلى غيتوات بدائية متوحشة تُعيد الإنسان إلى مملكته الحيوانية التي تنصّل عنها . وخاصة أن الدولتين الرئيسيتين في دعم هذا الارهاب الديني ، غنيّتان بالثروة النفطية وهذه تسهّل لهما المهمة في أدلجة وانتشار هذه الأفكار الفاشية الدينية التي تخفي خطراً مرعباً في انفلات السلوك اللاعقلاني للجماهير السابحة في الفقر والتخلف والأميّة .




#عبد_الكريم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بحثٌ بلا جدوى
- نباحٌ أمام مقصلة
- نوبل ، يرتعش في قبرهِ ... !
- صدى بلا أسمال
- لسعةٌ أخيرةٌ في جسدٍ مَوهومٍ
- عيّاري بغداد
- قصرٌ في الشامِ
- جثةٌ في بحرِ العرب
- توقيع كتاب ٌشعريّ
- نبيٌّ ضيّع بوصلتهِ
- لِمَ الوهم ؟
- لصوص العراق وجمعة 25 فبراير
- ما الفرق بين الشعوب ؟
- كارئةٌ تُدعى الله
- العراق من الشريعة البعثية إلى الشريعة الإسلامية
- العراق الكحولي من البداوة إلى الدين
- أًخيّطُ أحلامي
- رُبَّما
- بلاد عائمة
- قبل الرحيل


المزيد.....




- أضرار البنية التحتية وأزمة الغذاء.. أرقام صادمة من غزة
- بلينكن يكشف نسبة صادمة حول معاناة سكان غزة من انعدام الأمن ا ...
- الخارجية الفلسطينية: إسرائيل بدأت تدمير رفح ولم تنتظر إذنا م ...
- تقرير: الجيش الإسرائيلي يشكل فريقا خاصا لتحديد مواقع الأنفاق ...
- باشينيان يحذر من حرب قد تبدأ في غضون أسبوع
- ماسك يسخر من بوينغ!
- تعليقات من مصر على فوز بوتين
- 5 أشخاص و5 مفاتيح .. أين اختفى كنز أفغانستان الأسطوري؟
- أمام حشد في أوروبا.. سيدة أوكرانية تفسر لماذا كان بوتين على ...
- صناع مسلسل مصري يعتذرون بعد اتهامهم بالسخرية من آلام الفلسطي ...


المزيد.....

- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 4 - 11 العراق الملكي 2 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبد الكريم الموسوي - الإسلام والحرب الكلامية بين السنة والشيعة