أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمى - هل تصبحُ مصرُ دولةَ العبيدِ والسبايا؟















المزيد.....

هل تصبحُ مصرُ دولةَ العبيدِ والسبايا؟


حسام محمود فهمى

الحوار المتمدن-العدد: 3475 - 2011 / 9 / 2 - 17:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جاءَ الخامسُ والعشرون من يناير بآمالٍ كبيرةٍ وبطموحاتٍ عاليةٍ لتغييرِ واقعٍ غلَبَه اليأسُ والإحباطُ، تحققَ الكثيرُ ومازالَ الكثيرُ على قائمةِ الانتظارِ، يستحيلُ تغييرُ الكونِ بين رمشةِ عينٍ وانتباهتِها. ما بين الخامسِ والعشرين من يناير واليومِ توالَت الأحداثُ بسرعةٍ غَلَبَت التوقعاتِ، أحداثٌ كنا نتمناها غيرَت ركودَ واِخفاقاتِ عقودٍ، وأحداثٌ كَرِهناها وأخافَتنا على مستقبلِ بلدٍ نريدُه مُزدَهِراً، واحداً كما كان لآلافِ السنين. 



ما يُخيفُ الآن، على سلامةِ هذا البلدِ، كمٌ مَهولٌ مُفزِعٌ من الاِنتهاكاتِ والاِنقلاباتِ على كلُ ما هو نظامٍ واحترامٍ لقواعدٍ عامةٍ فى الشارعِ والمَسكنِ والعملِ والجامعةِ والمدرسةِ. الكلُ تصورُ أنه صاحبُ حقٍ فى أى شئ، الكلُ تجرأ وتعدى على ما هو من أساسياتِ المجتمعاتِ السَويةِ؛ وماهي البلطجةُ وما وصلت إليه من فظائع والانتقام المضادُ منها، إلا مثالاً صارخاً كئيباً على ما وصلَ إليه هذا البلدُ من تسيبٍ وانفلاتٍ وانعدامِ أمنٍ وعجزٍ من سلطةِ الحكمِ على السيطرةِ على ما يمورُ به سطحُ الأرضِ وباطنِها من مخاطرٍ جِسامٍ.



تعدياتُ على الحرياتِ باسمِ الدينِ تُنذِرُ بعواقبٍ لا بدَ وأن تطالَ وحدةَ هذا البلدِ وكيانِه.ـ من اختفوا لسنواتٍ طوالٍ إيثاراً لسلامتِهم انتفضوا وكأنهم أصحابٌ بلا شريكٍ لما بعد الخامسِ والعشرين من يناير، باسم الدين يفرضون وصايتَهم علي بلدٍ فيه من المثقفين والعقول والتعدديةِ ما يستحيل كبتُه، يُحللون ويُحرمون ويُفتون، يحتلون الفضائياتِ والشوارعِ وكأنهم يسوقون قطعاناً من الإبلِ. ما أثاروه من من قضايا وما رفضوا من مظاهرِ الحياةِ الحديثةِ وقوانينِها أكَد مخاوفاً حقيقيةً من نواياهم وحكمهم إن هم تمكنوا، دولتُهم سيكون فيهاالمصريون عبيداً وسبايا. الأمثلةُ علي سقوطِ الدولِ الدينيةِ عديدةٌ في الماضي ولن يقبلُها الحاضرُ لا داخلياً ولا عالمياً، من المؤكدِ أنهم لا يهتمون بسلامةِ دولةٍ وشعبٍ من أجلِ شعاراتِهم، الحكمُ عندهم هدفٌ في حدِ ذاتِه ولو علي الأنقاضِ والخراباتِ، التي بهم ستكونُ مآلاً لا مهرَبَ منه.

كلُ من يريدُ دوراً ادعي الوطنيةَ علي حسابِ أمنِ مصر ووحدةِ أراضيها. دعاوٍ لحربِ مع اسرائيل يستحيلُ أن تنتهي لمصلحةِ مصر، تعدٍ علي السفارةِ الإسرائيليةِ بالمخالفةِ للقوانين الدوليةِ صُوِرَ وكأنه غزوة وبطولةُ، لعبٌ بالنارِ دون تقديرٍ للعواقبِ. من عاشوا الحربَ تعقلوا إلا فيمن يلهثون وراء دورٍ وبطولةٍ مصطنعةٍ، ومن لم يعيشوها يتصورونها نزهةً ولعبةً وصراخاً وضجيجاً. إذا كانت تركيا وإيران تملكان ترفَ المزايدةِ علي القضيةِ الفلسطينيةِ بالشعاراتِ والزعيقِ، فإن مصر دولةٌ حدوديةٌ عانَت ودفعَت ثمنَ العنترياتِ والمزايداتِ وصياحِ من اِعتبروا أشقاءً وأصدقاءً وفي مياهٍ باردةٍ أياديهم وأرجلِِهم، مصر عانَت التهجيرَ وفقدانَ الأرضِ وتدهورَ المرافقِ ولم تجنْ إلا الشفقةَ والمنَ.

مصر استُبيحَت أيضاً بفعلِ شعبِها، بعيداً عن السياسةِ وشهوةِ الحكمِ. هجومٌ شرسٌ على الأراضى الزراعيةِ بورَها لمصالحٍ شخصيةٍ عمياءٍ ضيقةٍ، أكشاكٌ عشوائيةٌ فى كلِ نقطةٍ من كلِ شارعٍ، وقوفٌ فى الممنوعِ لم يستثنْ شارعاً ولو كان رئيسياً، بلطجةٌ وسرقةٌ بالإكراهِ لم تَخشْ حتى ما هو ملكِ الدولةِ، تعطيلٌ للطرقِ والسككِ الحديديةِ،اعتصاماتٌ ومطالبٌ فئويةٌ يستحيلُ تنفيذُها فى الوقتِ الحالى وأحياناً أبداً، توقفٌ للانتاجِ قَلَلَ من مصادرِ الدخلِ لدرجةٍ تُنذِرُ بتوقفِ المرتباتِ. حتى فى الجامعاتِ، مطالبٌ للطلابِ تجورُ على أساسياتٍ تربويةٍ وتعليميةٍ، دارسو وحاملو شهاداتٍ مهنيةٍ يريدون بلا استحقاقٍ الركوبَ على مِهَنٍ أخرى؛ دعاوٍ لأعضاءِ هيئاتِ التدريس بانتخابِ القياداتِ الجامعيةِ على عكسِ ما هو متبعٌ فى العالمِ أجمعِ، وكأن الجامعاتِ نقاباتٌ فئويةٌ أو تجمعاتٌ اجتماعيةٌ، وكأن القياداتِ لا بدَ وأن تكون ألعوبةً تُؤمَرُ من المرؤسين فُتطاعُ، هل نصلِحُ فساداً بفسادٍ؟ 



الإعلامُ فقدَ تماماً كلَ مصداقيةٍ. الإعلامُ الحكومي، من صحفٍ وصوتياتٍ ومرئياتٍٍ، في محنةٍ طاحنةٍ، بعد أن كان أداةَ السلطةِ ولسانَها انقلَبَ تماماً ليغسلُ خطاياه، أصبح بلياتشو وأراجوز، يدعي الثورية، يسمحُ لكلِ من يدعي الثوريةَ، يطيلُ في مهاجمةِ نظامٍ طالما دافعَ عنه وبررَ له وارتزَقَ منه، الآن تغيرَ السيدُ وما تغيرَت أساليبُ النفاقِ وأحاديةُ الطرحِ ولا موضوعيةُ العرضِ، أنها مدرسةٌ وتقاليدٌ متأصلةٌ. الإعلامُ الخاصُ لا يبغي سوي الإعلاناتِ والربحَ، قضاياه سفسطةٌ وجدلٌ، تأليبُ مشاعرٍ، تهييجٌ وإثارةٌ، أياً كانت العواقبُ.

كلُ من اشتكى إخفاقاتٍ، يُسالُ عنها شخصياً، وغيرُ مُرتَبِطةٍ بأوضاعٍ سياسيةٍ أو اقتصاديةٍ أو اجتماعيةٍ تُنسَبُ للمجتمعِ، نظاماً كان أو أفراداً، لم يجدْ إلا الغوغائيةَ وسيلةً للتعبيرِ عن حِنقِه. كلُ من يبحثُ عن دورٍ أو كُرسىٍ نَصَبَ نفسَه ثورياً بطلاً، بكَذبٍ وغِشٍ يفضحانَه فى ماضيه وحاضرِه، وكأن من حولِه أغبياءً وبلا ذاكرةِ. بعض من شاخوا صوروا أنفسَهم ثوريين، على كِبَرٍ، أمرٌ ماسخٌ بلا طَعمٍ، مثل الجواز والخِلفةِ بعد أن شابَ الشعرِ. حتي العلمِ الإسرائيلي تنازعوا علي شخصِ من أزاله! فيسبوك، في العالمِ الذي اخترعه يخضعُ للرقابةِ والمتابعةِ ويفقدُ متابعوه، بينما هو عندنا محركٌ لا يُعرفُ يقيناً من وراءه ولا مدي صحةِ نواياه ودوافعِه، متنفسٌ نفسيٌ لكلِ من عجزَ عن التواصلِ الحقيقي والسوي مع العالمِ الخارجي، كارثةٌ أن يُقادُ مصيرُ دولةٍ وشعبٍ بمن تُجهلُ هُويتُهم.

ما تَستحيلُ المطالبةُ فى أى ظروفٍ طبيعيةٍ أصبحَ الآن مباحاً مجهوراً به، وكأنه من مظاهرِ الخامسِ والعشرين من يناير وتوابعِه. المُطالبةُ بما لا يُطلَبُ فى أى مجتمعٍ سوىٍ تقومُ عليه سلطةٌ قادرةٌ، أصبحَ عنواناً بالخطِ الأحمرِ لهذه المرحلةِ التى يعيشُها هذا البلدِ، إلى متى؟ إلى أين؟ هل يَصيرُ ما يُحصَلُ عليه عنوةً أمراً واقعاً؟ كيف تُسَنُ قوانينٌ حقيقيةٌ مع كلِ هذا الانفلاتِ والضوضاءِ؟ هل تستمرُ مصر دولةً؟ هل تظلُ دولةً واحدةً؟ هل من إجابةٍ؟ مصر حفظَها الله، فيما مضي،،



#حسام_محمود_فهمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا وزير التعليم العالي … كيف حصلت علي إحصائياتك ومن أين؟!
- الجامعات داخلة الجُب … ومعها وما معها
- هي جَت علي العريش؟!
- من عبرات سقوط الدولة العثمانية ... وأي دولة دينية
- هل اِنتُخِبَ طه حسين وأحمد لطفي السيد؟!
- صنائعُ الفضائياتِ … 
- كثير كده؟!
- اِحترموا أنفسكم بَقَى …
- مِهنُ ما بعد الخامسِ والعشرين من يناير … 
- اللاسلوكيات …
- فيسبوك، لعبة، نشاط، أم مؤامرة كبرى؟
- الانتخاباتُ ليست الحلَ الأمثلَ لاختيارَِ القياداتِِ الجامعية ...
- صَومَلِة وحَمسَنِة مصر ...
- فى عبراتِ سقوطِ الدولةِ العثمانيةِ ...
- هل يُستَفتَى الشعبُ على حمايةِ الشرطةِ؟
- تسيير أعمال أم تكبير مخ؟ أم ماذا؟
- الإعلامُ بعد ٢٥ يناير … وقبله
- فى طَلَبِ ما لا يُطلَبُ ...
- شِبه دولة ...
- تقسيمُ السودان ثم ضربُ ليبيا ... ماذا بعد؟


المزيد.....




- مصر.. أسعار السلع تتراجع للشهر الثاني على التوالي منذ -تعويم ...
- ألعاب نارية مبهرة تزيّن سماء موسكو تكريما للذكرى الـ79 للنصر ...
- -هجوم جوي وإطلاق صواريخ متنوعة-.. -حزب الله- ينشر ملخص عمليا ...
- روسيا تجهز الجيش بدفعة من المدرعات وناقلات الجنود المعدّلة ( ...
- شاهد: لحظة اقتلاع الأشجار واحدة تلو الأخرى بفناء منزل في ميش ...
- شاهد: اشتعال النيران بطائرة بوينغ 737 وانزلاقها عن المدرج في ...
- شاهد: صينيون يوقفون برلمانياً مجرياً بسبب أعلام الاتحاد الأو ...
- اشتعال النيران في طائرة بوينغ 737 وانحرافها عن المدرج في مطا ...
- بمناسبة عيد النصر على النازية.. شريط جاورجيوس بطول 300 متر ي ...
- فوز رئيس المجلس العسكري في تشاد محمد إدريس ديبي إتنو في الان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمى - هل تصبحُ مصرُ دولةَ العبيدِ والسبايا؟