أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان حسين أحمد - الحقوق المائية














المزيد.....

الحقوق المائية


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3466 - 2011 / 8 / 24 - 10:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لنفترض أن الحكومتين الإسلاميتين في إيران وتركيا لن تستجيبا للمناشدات العراقية الرسمية والشعبية بإطلاق المياه على وفق المعاهدات الدولية للبلدان المتشاطئة، فما الذي يجب أن تفعله الحكومة العراقية إذا تفاقمت الأزمة وبلغت حد الاستعصاء؟ هل ستكتفي الحكومة العراقية بالمناشدات والتوسلات والمطالبات العابرة التي يبدو أنها لم تحرّك ساكناً لدى الحكومتين المذكورتين ولم تهز ضمائر قادتهم وهم يحجبون الماء وراء سدود عظيمة كما هو الحال في تركيا أو يغيّرون مجاري الأنهار كما هو الحال في إيران؟ لابد للحكومة العراقية الموقرة أن تضع كل شيء جانباً وتركِّز جلّ اهتمامها على الأزمة المائية، وأن يكرِّس البرلمان العراقي جلساته لهذه الكارثة المائية الخطيرة، وأن تقوم الرئاسات العراقية الثلاث بجولات مكوكية إلى طهران وأنقرة بغية إيجاد حل سريع وجذري للكارثة البيئية التي يعاني منها العراقيون الذين يتهددهم العطش والجفاف والموت البطيء. هذا إضافة إلى خلايا الإرهاب الأسود التي تستفيق بين أوانٍ وآخر لتقضّ مضاجع العراقيين الأبرياء وتُغرقهم في حمّامات دمٍ غير مسبوقة.
لا شك في أن معظم العراقيين يضعون ثقتهم الكبيرة في الدبلوماسية العراقية الهادئة والرصينة التي تعتمد على قوة المنطق ورجاحة العقل في حثّ الحكومتين الإيرانية والتركية على الإلتزام بالعهود والمواثيق الدولية والعودة إلى تطبيق بنودها القانونية التي تحرّم حجب المياه بهذه الطريقة الفجائعية، وتمنع منعاً باتاً تغيير مجاري الأنهار وحرفِها عن مساراتها الطبيعية بهدف الإضرار بالعراقيين وإلحاق الأذى المجحف بهم.
ذَكَرنا في مناسبات سابقة بأن الحكومة العراقية تستطيع أن تناور مع البلدان المتشاطئة معها وتهددها في مصالحها الاقتصادية وكل ما يتعلق بعمليات التبادل الاقتصادي والتجاري والفني وما إلى ذلك لكي تعيد هذه البلدان، بما فيها الشقيقة سوريا، النظر في سياساتها المائية التي ألحقت أضراراً جسيمة بالعراقيين، وأكثر من ذلك فإن جزءاً كبيراً من الأراضي العراقية يهددها التصحّر والعطش المخيف الذي لم يشهده العراقيون على مرّ العصور.
وعلى الرغم من إصرار العراقيين في الحصول على حقوقهم الطبيعية من مصادر المياه التي كانت تتدفق من الأراضي الإيرانية والتركية والسورية إلا أنهم يطالبون الحكومة بحلول بديلة لعل أبرزها إقامة السدود وإنشائها في عدد من المدن العراقية لخزن مياه الفيضانات في موسم الشتاء في الأقل والإفادة منها بوصفها مورداً مائياً دائماً على الرغم من تذبذب نِسَبِه التي تعتمد على معدلات سقوط الأمطار في عموم المدن العراقية. كما تستطيع الحكومة العراقية أن تقوم بحفر الآبار الإرتوازية كإجراء مؤقت إلى أن يتم إيجاد حلول مناسبة لمشكلة المياه مع البلدان الثلاثة المتشاطئة مع العراق، خصوصاً وأن تركيا قد أقامت العديد من السدود العملاقة على نهري دجلة والفرات لعل أبرزها سد "أليصو" وسد "أتاتورك"، كما قطعت إيران أكثر من أربعين نهراً وجدولاً مائياً عن الأراضي العراقية من بينها نهر قورتو والوند ووادي كنكير وكنجان جم ودويريج والكرخة والطيب وهركينة والكارون.
لا شك في أن الحكومتين الإيرانية والتركية تستعملان المياه كورقة ضغط على الحكومة العراقية، ولكن هذه الأخيرة تنسى أن لديها أوراق ضغط متعددة، وكل الذي تحتاجه هو أن تتقن أبعاد هذه اللعبة لا غير! ولمن لا يعرف شروط هذه اللعبة فعليه أن لا يحوّل العراق إلى أسواق تجارية مشرعة أمام المنتجات الصناعية والزراعية والتجارية الإيرانية والتركية. كما يتوجب عليه أن يفرض رسوماً على السياحة الدينية للعتبات المقدسة ولعموم المدن العراقية التي تتوفر على مناطق أثرية شاخصة للعيان تجذب السواح والزائرين من مختلف أرجاء المعمورة.
يأمل العراقيون أن تصغي الحكومتان الإيرانية والتركية إلى صوت العقل والمنطق والضمير الإنساني، وأن تُطبِّقا المعاهدات والمواثيق الدولية التي تنص على حصول الدول المتشاطئة على حقها الطبيعي من الثروات المائية التي تمر في أكثر من بلد، وأن تتخذ من هذا الحق المشروع مفتاحاً للولوج إلى قلب العراق الكبير الذي سوف ينهض من كبوته حتما.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواتب البرلمانيين العراقيين
- القرصنة والابتزاز
- مُحفِّزات أعمال الشغب والعنف في بريطانيا
- الجادرجي في أمسية ثقافية بلندن يتحدث عن تأثير ثورة 14 تموز ع ...
- صلاح نيازي يرصد التغييرات التي طرأت على الأدب والفن بعد ثورة ...
- عبد المنعم الأعسم يتحدث عن ثقافة التسامح
- تحديات الإعلام العراقي في الداخل والخارج
- الصدمات و الكراهية في السياق العراقي
- قاسم حول: -المغني- فيلم متميز في مضمونه وشكله وقيمه الجمالية
- خالد القشطيني يقرأ بعض حكاياته ويوقّع كتابه الجديد -أيام عرا ...
- الواقعية الجديدة في -زهرة- بارني بلاتس
- -حديث الكمأة- لصبري هاشم أنموذج للرواية الشعرية
- أسرار فرقة الدونمه ودورها في المجتمع التركي الحديث (3-3)
- الدونمه بين اليهودية والإسلام . . . مسوّغات العقيدة المُزدوج ...
- الدونمه بين اليهوديّة والإسلام (1-3)
- (اسأل قلبك) للمخرج التركي يوسف كيرجنلي
- مهرجان بغداد السينمائي الدولي مُلتقى لشاشات العالم
- قبل رحيل الذكريات إلى الأبد (3-3)
- السينما الطلابية في العراق. . محاولة لصياغة مشهد سينمائي مخت ...
- (قبل رحيل الذكريات إلى الأبد) لفلاح حسن ومناف شاكر (1-3)


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان حسين أحمد - الحقوق المائية