أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - عبثا تحاول














المزيد.....

عبثا تحاول


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3461 - 2011 / 8 / 19 - 22:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عبثا تحاول تفسير انتصاراتك وانهزاماتك ...وعبثا تحاول أن تجعل من شخصية سكيرة وعربيدة شخصية مقدسة..وعبثا تحاول أن تفهم نفسك..وعبثا تحاول أن تفسر تصرفات الآخرين معك...وعبثا تحاول أن تفهم مجريات الأحداث التي تجري حولك وعبثا تحاول أن ترسم الابتسامة على شفاهك وشفاهي وعبثا تحاول أيها المفقود أن تجد تفسيرا لكل تصرفاتك ولكل سلوكياتك وعبثا تحاول أن تصل إلى أي نتيجة مهما كانت عواقبها وعبثا تستنجد بالصور القديمة المعلقة على شرفة الزمن وحائط الذكريات وعبثا تحاول وتحاول وتحاولُ أن تجد طعما لذيذا لحياتك, عبثا أحرقت مشاعرك وعبثا أحرقت شبابك بين الكتب وبين المطبوعات حتى غرقت إلى أذنيك بين الكتب والأوراق, وعبثا تحاول أن تجد تفسيرا لحياتك كلها بالكامل وعبثا رجعت من السفر وعبثا عاودت السفر لتجد راحتك هنالك على مرأى من الألم الذي يخيم عليك بظله طوال العمر,..وعبثا أنت أيها المفقود تحاول أن ترسم شكل المهندس ألذي أبدع في خلق هذا الكون وعبثا تحاول إقناعي بأن له يدين اثنتين ورجلين كما هو نحن أنا وأنت...وكل الذي تفعله وتحاول أن تفعله هراء في هراء وكل ما قمت بتفسيره عبارة عن خزعبلات وكل ما توصلت إليه أيها المفقود كان وما زال عبارة عن توقعات وكل ما تؤمن به عبارة عن أوهام, وكل الذي كتبته وتعبت عليه وأنت تسهر الليالي عبارة عن نقاش بيزنطي عقيم بدون فائدة, وعبثا تحاول أن تجعل للكون رائحة زكية وعبثا عبثت بكل الأشياء حتى التي لا يمكن فتحها فتحتها وتركت الريح تضربها ليلا ونهارا وعبثا حاولت أن تثبت بأننا جئنا إلى هذه الدنيا من أجل هدف واحد وفي النهاية اكتشفنا جميعنا بأن وجودنا بلا هدف وبلا معنى , وكم جلست أيها المفقود بينك وبين نفسك وأنت تجترُ بالذكريات لتتعرف من خلال أي واحدة منهن على لونك وعلى تأثير سحرك بالمكان ولكن لا أنت ساحر ولا أنت مسحور...وعبثاً حاولت أن تثبت بأن للكون خالق ٌومدبرا يدبر أمرك وأمري وأمر كل الناس ولكن دائما ما تعود من رحلتك الشاقة معبرا عن أسفك وأنت تقف فارغ اليدين ومن شدة الدهشة تركت فمك مفتوحا, أنت أيها المفقود عبارة عن كتلة من الأسئلة الصعبة التي من الصعب جدا أن تجد لها حلا أو منطقا لهذا الكون العجيب والكبير والمثير, وعبثا تحاول أن تركض خلفه, وعبثا تحاول أن تكون شريكا للمهندس ألذي هندسك كما تزعم, وتحاولُ أيها المفقود أن تفهم كل تناقضاته فأحيانا تقول عنه بأنه صغير وأحيانا تقول عنه بأنه كبير,.وأحيانا تقول بأن الله هو الذي خلقه وأبدعه وأحيانا تقول بأن هذا الكون عبارة عن فوضى الحواس وعبارة عن أشياء متشابكة ومتداخلة يبعضها البعض لا تعني لك شيئا, فلا يوجد لا خالق ولا مخلوق ولا مارد ولا متمرد, وها أنا ألمح في عينيك المتورمتين من كثرة السهر كثيرا من التعب والإرهاق وتحاول مثل جلجامش أن تتحدى الكون وأن تغلب النوم والنعاس.

عبثا تحاول أيها المفقود أن تجد تفسيرا لوجودك هنا..وعبثا تحاول أن ترفع قيمة نفسك من حيوان بليد إلى إنسان متحضر ومفقود ولكنك دائما ما تفشل وتعترف لي بأنك فعلا حيوان ابن حيوان أو ضفدع ابن ضفدع المهم أن أي شيء حيواني ما عدى أن تكون إنسانا بكل ما تحمله الكلمة من معنى, وعبثا أيها المفقود تحاول أن تخلق قصة مثيرة عن خلق الكون وعن القصة الأعجب منها وهي قصة خلق النملة أو الصرصور وفي كلا الحالتين دائما أنت الخاسر الوحيد لأنك دائما ما تعود فارغ اليدين والعينين دون أن تجد للكون تفسيرا منطقيا, فلا وجودك منطقي ولا وجودك فيه أي نوع من أنواع الإبداع ولم تكن في يوم من الأيام إلا نكرةً رقصت على السلم ولم يلاحظ رقصك أحد وكأنك في العتمة وفي وسط الظلام الدامس, حتى أن الكون لا يمكن أن يكون بحاجة إليك, إنك لن تجد لنفسك حاجة فما قيمة وجودك في هذا العالم, أنت حيوان غير مفيد ولا أحد يستفيد منك إلا الثغاء والعواء والبكاء في بعض الأحيان..أنت تحاول عبثا أن تجد وراء الكرة الأرضية قصة عجيبة لوجودك ولخلقك وأنت غير مصدق بأنك دودة تافهة خلقها مهندس أبدع في هندستها, أنت لا يمكن أن تجحد تفسيرا للعالم أنت لا يمكن أن تكشف للعالم عن سر الوجود أو السر الوحيد الذي أوجدنا هنا.

ماذا تخبأ لك الأقدار وما الذي يريده منك ألله؟...قل ماذا يريد ألله منك,لماذا ما زال يعتبر نفسه بأنه خلقك وأوجدك وأبدع في خلقك رغم أنك ما زلت تحاول أن تكمل مسيرة الخلق لتخفي عيوب الله في خلقه, فأحيانا في خلق الله حكمه كبيرة وأحيانا تجد وراء خلق الله عيبا كبيرا وفاضحا فهو أيضا مثل الإنسان يخلق الكون ويخلق الإنسان دون أن تكون له عليه أي سيطرة أي أنه غير قادر على التحكم بإنتاجه من اللحوم المتكونة فوق بعضها البعض في المستشفيات وثلاجات الموتى وفي غرف النوم الرومنتيكية. لماذا يعتبر نفسه مسئولا عنك وعن تصرفاتك, أنت عبثا تحاول أن تكون قريبا من الله أو جزءا منه والله نفسه يعاملك كما يعامل الحشرات, أنت عبارة عن كائن حي لا تساوي حياته عند خالقه شيئا فمرة يسلط عليك جرثومة السرطان ومرة يرسل عليك الأمراض الخبيثة ويحاول أن يقهرك وأن يغلبك غلبا كبيرا لا تنهض بعدها أبدا...أنت أيها الإنسان لعبة بين يديه يتسلى بها ويلعب بك كالأطفال.

وعبثا تحاول أن تمد إليها يدك في وسط الظلام الدامس لتتحسس أُنوثتها وعبثا حاولت أن تصنع منها شيئا لذيذا تأكله لتستلذ بنكهته...وعبثا حاولت أن ترى صورتها في الماء الراكد وفي الماء الجاري, وكل محاولاتك باءت جميعها بالفشل الذريع.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سنين الضياع
- آدم له زوج ولذريته أربع
- الأقليات
- ربي كما خلقتني
- العاقل الوحيد
- إلى بنت الطيبه
- الله يميتني ونادين البدير تحييني
- المرأة المسلمة2
- المرأة المسلمة1
- عيد ميلاد لميس السادس
- كلمة شكرا
- دنيا ودين
- ذاكرتي تؤلمني
- يقتلون الرجل للدفاع عن الشرف
- المرأة تلعن والرجل يغضب
- لم يذكر القرآن المحامين والمحاكم
- أنا أسعد رجل في الحارة
- الدرس الخامس:مشاعري وأحاسيسي في رمضان
- لغة الحمير
- الدنيا تعاسه والموت سعاده


المزيد.....




- هل إسرائيل استخدمت أسلحة أمريكية في غزة بشكل ينتهك القانون ا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- استراتيجية الغربلة: طريقة من أربع خطوات لاكتشاف الأخبار الكا ...
- أمير الكويت يحل مجلس الأمة ويعلن وقف بعض مواد الدستور لمدة ...
- طالبة فلسطينية بجامعة مانشستر تقول إن السلطات البريطانية ألغ ...
- فيديو: مقتل شخصين بينهما مسعف في قصف إسرائيلي بطائرة مسيّرة ...
- بعد إحباط مؤامرة لاغتياله.. زيلينسكي يقيل رئيس حرسه الشخصي
- تحذيرات أممية من -كارثة إنسانية- في رفح .. وغموض بعد فشل الم ...
- مبابي يعلن بنفسه الرحيل عن سان جيرمان نهاية الموسم
- انتشال حافلة ركاب سقطت في نهر بسان بطرسبورغ في حادث مروع


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - عبثا تحاول