أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نفاع - الامتحان الحقيقي هو في مدى النضال ضد الاستعمار، والرأسمالية، والاحتلال والفاشية















المزيد.....

الامتحان الحقيقي هو في مدى النضال ضد الاستعمار، والرأسمالية، والاحتلال والفاشية


محمد نفاع

الحوار المتمدن-العدد: 3450 - 2011 / 8 / 8 - 09:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بين حين وآخر تطلع علينا مقالات حول مواضيع هامة فعلاً، ومطروحة للنقاش والتعاطي معها، واتخاذ موقف حاسم وواضح يعتمد على رؤيتنا الفكرية والطبقية والأممية، وفي بعض هذه المقالات حشو غريب عجيب لا يركب على العقل.
إن محاولة تحجيم دور الاستعمار ومخططاته ومؤامراته، وأحيانًا حتى تفهمه والتغاضي عنه هو أمر في غاية الخطورة والغباشة الفكرية والإنسانية. وهذا طبعًا لا يتناقض أبدًا مع إدانة كافة نظم القمع، حتى تلك المحسوبة في صف التصدي للسياسة الاستعمارية، ولأمريكا بالذات، ومن يقرأ هذه المقالات يرى بين السطور الكثير من التزييف.
هل الحزب الشيوعي مثلاً يؤيد قتل المتظاهرين في سوريا!! من أين هذه الاختلاقات!! وهل هذا هو موقف الشيوعيين في سوريا!! العكس هو الصحيح، وهذه بيانات حزبنا وموقفه، وبيانات الشيوعيين في سوريا معروفة، ونشرت أكثر من مرة في جريدة الاتحاد، في كل قرار وفي كل مقال، وفي كل خطاب كنا نؤكد ولا نزال ضد مخاطبة المتظاهرين من أجل حقهم العادل بواسطة السلاح والقتل والاعتقالات. وضد استمرار العمل بقوانين الطوارئ، وضد الفساد، وضد التوريث، ومن اجل حرية الرأي، فالشعب السوري أهل للعيش بحرية وكرامة، فلماذا التغاضي والتعامي والتصامم عن ذلك، فلماذا وضع كلمة المؤامرة مثلا بين أقواس وكأنه لا يوجد تآمر أمريكي استعماري على سوريا والعراق وفلسطين ولبنان!! هل هذا بحاجة إلى إثبات، لماذا وضع تعبير "محور الشّر" بين أقواس، وكأن الأمر هو ملاذ كاذب لموقف الحزب والجريدة!! هل نحن الذين اخترعنا واختلقنا هذا التعبير!! ألم يكن جورج بوش الابن هو الذي استعمل واستغلّ هذا التقييم بشكل خطير وحقير وكاذب!!
لماذا لم يطلق اللقب محور الشرّ على المملكة العربية السعودية ودول الخليج، ومصر زمن مبارك، وتونس أيام زين العابدين؟؟ ولماذا لم يُلصق هذا الاسم بإسرائيل منذ قيامها فهي التي شرّدت شعبًا واحتلت أرضه سنة 48، وسنة 67، وتقيم المستوطنات في المناطق المحتلة، وتضرب حصارًا إجراميًا على غزة، وأقامت جدار فصل عنصري، وضربت منشآت في سوريا والعراق، ودمرت لبنان أكثر من مرة وتضطهد أقلية قومية تعيش في وطنها، وتتخذ العديد من القوانين الفاشية، وتضرب عرض الحائط بقرارات الأمم المتحدة، ألا تكفي هذه السلسلة من الجرائم لتنال لقب "محور الشّر" في كل منطقة الشرق الأوسط!! هل المملكة العربية السعودية ودول الخليج لديها تشبع في الحرية والدمقراطية وحرية الكلمة وحرية التعبير!!
أحيانًا لا افهم مقروء بعض المفكرين المتعمقين والنترحين في دلق أسلوب علمي قُح، أو يحسبون أنه كذلك، أفتش فيه عن رأي واضح مبدئي ثابت ولا أجد للأسف الشديد، لأنه يقول اليوم عكس ما قاله بالأمس بنفس الأسلوب العلمي، وبنفس الحماس!! هل يجب أن يدخل التجديد والحداثة على الثوابت الواضحة وعلى المبادئ الواضحة لدرجة نسفها كليًا!!
هل قلنا مرة من المرّات أن مثلنا الأعلى هو النظام في إيران!! أو في العراق زمن حكم صدّام حسين!! كل هذا يدخل في باب أولا، أما ثانيًا فقد أطلقت أمريكا اسم "محور الشّر" على كل نظام وحزب وتنظيم يقول لها ولسياستها لا، مثل المقاومة اللبنانية البطلة والتي تصدّت وتتصدى للعدوان الإسرائيلي المدعوم من أمريكا، والرجعية العربية، وكل العالم الحُر في أوروبا، تتصدى له وتقدم العديد من الشهداء البررة الأبطال لانهم يدافعون عن كرامة وطنهم، ليس بإطلاق صليّات من الدموع كما فعل رئيس حكومة لبنان من قوى الرابع عشر من آذار السيد فؤاد السنيورة، بل بإطلاق نار على النار الإسرائيلية العدوانية.
هذا الأمر ينطبق على إيران!! لماذا تهديد إيران من قِبل أمريكا وإسرائيل ودول الخليج، هل بسبب خنق حرية المرأة هناك!! هل المرأة في السعودية ترفل بالحرية والكرامة، حرية العلم والعمل والنشاط الاجتماعي والسياسي!!
لماذا التركيز على إيران ومفاعلاتها النووية، إسرائيل أقرب تناولاً، وأكثر خطرًا، وأعرق تجربة في المجال النووي!! لكنها ليست ضمن محور الشّرّ أبدًا. هذا انطبق على العراق زمن حكم صدّام حسين بحجة وجود سلاح دمار شامل، فاحتلت العراق وصارت اليوم في أوج الحرية والدمقراطية، ألا يوجد في إسرائيل سلاح دمار شامل!! إفحصوا!!
هذا ينطبق على سوريا، فالمراد تركيعها، هي وإيران والمقاومة في كل مكان حتى يصّفي الميدان لحميدان – أمريكا وإسرائيل وعرب أمريكا وأوروبا والاتحاد الأوروبي.
لماذا لا يشار ولو بكلمة واحدة إلى الجرائم التي ترتكبها بعض مركّبات المتظاهرين في سوريا وليس كلهم، بل البعض، فهل من حق أمريكا ودمقراطيتها فرض عقوبات أو احتلال كل من يقول لها لا!! وهل فرض الحصار على كوبا منذ ما يقرب من أربعة عقود هو أحد أنماط العالم الحر ودمقراطية الاستعمار والرأسماليين!!
لم أجد – برأيي المتواضع – أسخف من معارضة "السياسيين بالبَشر" نتنياهو بشر – وبراك بشر واوباما بشر وجورج بوش بَشر، وهنالك سياسيون شرفاء مناضلون من اجل أسمى القيم الإنسانية، قيم السلام العادل والمساواة والدمقراطية، والعدالة الاجتماعية والاشتراكية، وهنالك سياسيون فاشيون، نازيون، استعماريون عنصريون محتلون!! السياسة ليست عارًا وشنارًا، سياسة الاستغلال والاحتلال هي العار، وهي الداء، أما سياسة المقاومة للاحتلال والاستعمار فهي سياسة رائعة، وقمة من قمم القيم الإنسانية، هذا ما يقلق أمريكا وحلفاءها.
ان من يساوي بين الخطر الأمريكي والإسرائيلي القائم والموجود، والملموس، والمجرّب وبين الخطر الإيراني الذي لم يولد بعد يخطئ الحقيقة. دعوا الشعب الإيراني يُسقط النظام هنالك، صحتين، ودعوا الشعب العراقي يسقط صدام حسين، ألف صحة، لكن لماذا أمريكا وحلف الأطلسي!!
دعوا الشعب السوري يتعامل مع النظام كما يريد، يبقيه أو يصححه أو يسقطه، لكن لماذا بتدخل أمريكي وأطلسي!! فهذا عبد الحليم خدّام الذي كان قطبًا من أقطاب النظام يريد تدخلاً خارجيًا، ليس بالنصائح بل بالضغط، والتدخل العسكري، تمامًا كما فعلت قوى من المعارضة العراقية والتي رحبت بالاختلال الأمريكي واستقبلته بالورود، هذا هو العار، هذه هي الخيانة بكل معانيها.
لماذا الاعتماد فقط على وسائل الإعلام الأمريكية والغربية ووكالات أنبائها وفضائيات عربية لنظم مغرقة في الظُلم والعمالة، والمشاركة حتى آذنيها في مخططات ومؤامرات الاستعمار، هل هذه صادقة وصديقة وغيرها كله عبارة عن أهرامات من الكذب والافتراء!! ولماذا تستعمل بعض مركّبات المقاومة أسلحة حديثة لا توجد أصلاً في سوريا وجيشها!!
نحن مع الشعب السوري في مطالبه العادلة جدًا من النظام، ونحن مع سوريا كلها ضد التدخل الاستعماري الخارجي.
النظام الإيراني ليس من صنع الاستعمار الأمريكي، هذه تفاهات وسفاهات، والولايات المتحدة ليست معنية أبدًا ببقاء المقاومة اللبنانية الباسلة، بل عملت وتعمل كل شيء للقضاء عليها، وهي داعمة جدًا لقوى الرابع عشر من آذار في لبنان.
الولايات المتحدة لا ترفع كأس النظام في سوريا، بل ترفع كأس إسرائيل والسعودية والخليج وكوريا الجنوبية وكولومبيا وليس كوريا الشمالية وفنزويلا وكوبا مثلا، هكذا ينقسم العالم، وهكذا ينقسم البَشر، وهكذا ينقسم السياسيون.
مطلوب إدانة النظام السوري في تعامله الأمني مع الشعب، ومطلوب إدانة لبعض قوى المعارضة العميلة لأمريكا ومجروراتها، أما التضامن الحقيقي مع سوريا فهو في تصعيد الكفاح من أجل انسحاب إسرائيل من الجولان السوري المحتل، على هذا الموضوع يجب التظاهر، أكثر من ذلك، حتى في القضية الفلسطينية، يجب عدم الانجرار أكثر في القضايا الداخلية هناك على حساب النضال ضد الاحتلال والاستيطان والقتل والحصار الإجرامي، هذا هو دورنا كحزب شيوعي، وجبهة، وشبيبة، هذا هو دور قوى الكفاح الحقيقية في البلاد، وما نراه اليوم من نضال هائل القيمة حول قضايا السكن والتعليم والغلاء والخصخصة والصحة، يبرهن أن بالإمكان زيادة الضغط على سياسة حكومة إسرائيل في القضايا الاجتماعية والسياسية من اجل إضعافها وحتى إسقاطها. هنا تكمن سياسة محور الشّر الحقيقي نظريًا وفي الممارسة.



#محمد_نفاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب العدوانية القادمة
- احترام ارادة الشعب!!
- انهيار حجج المنافسين للحزب الشيوعي
- الانتماء الفكري هو الأساس لكل موقف
- الانتداب الغربي يعود الى العالم العربي
- ذكرى النكبة
- حول مقالي المتواضع عن سوريا - الرفيقة العزيزة دنيا عباس
- سوريا .. -إذا صاحت الدجاجة كالديك فالوضع لا يبشر بالخير-
- مستوى التنظيم في حزبنا الشيوعي اليوم - الحلقة الثانية
- واقع التنظيم في حزبنا الشيوعي اليوم (1)
- مقاومة الاحتلال هي الاساس المتين للوحدة الفلسطينية
- بين التسلّح بالفكر الشيوعي وخرق التنظيم الحزبي
- يجب الانتقال حالا من مقولة ان 99% من الاوراق في يد امريكا، ا ...
- المقياس الأساسي
- رياح ثورية تهبّ على العالم العربي
- الجواب عند الشعوب
- وسط خنوع عربي ذليل: أمريكا تقسّم السودان
- النضال ضد الصهيونية جزء من النضال ضد الاستعمار
- يهودية الدولة - بين عنصرية النظام والحقيقة الغامرة
- في ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نفاع - الامتحان الحقيقي هو في مدى النضال ضد الاستعمار، والرأسمالية، والاحتلال والفاشية