أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد موكرياني - اليسار والعلمانية والليبرالية














المزيد.....

اليسار والعلمانية والليبرالية


احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 3418 - 2011 / 7 / 6 - 11:48
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


أن تمسك بعض من اليساريين بتعاريف وتفسيرات العلمانية والليبرالية كما عٌرفتْ من قبل المفكرين والمبتكرين لهذه الإيديولوجيات لا يختلفون عن تمسك المحافظين والمتشددين من اليهود والمسيحيين والإسلاميين بتفسيراتهم للعقائد السماوية.

أن العلمانيين والليبراليين يحاولون تطبيق النظريات والشرائع في خارج أزمنتها ومواقعها بنفس الصيغة التي ابتكرت عند ومكان ظهورها ويتمسكون بالتعاريف اكثر من التطبيق العملي، وبذلك يفشلون في الاشتراك في مجهود مشترك لينافسوا المحافظين والمتشددين.

أن الاختلاف في التطبيقات يمكن ملاحظته بشكل واضح في النظريات العلمية في الرياضيات والفيزياء والكيمياء:
لا يمكن تطبيق نظرية الهندسة المستوية في تطبيقات الهندسة الفضائية وألا لما تمكنت البشرية من إرسال أقمارها الصناعية الى الفضاء الخارجي. لتوضيح ذلك في الهندسة المستوية، تعرف المسافة بين نقطتين بخط مستقيم بينما في الفضاء تعرف المسافة بين نقطتين بخط منحني, لان الحركات في الفضاء تسير بخطوط منحية.
اما في الكيمياء اذا تغيرت الظروف وموقع إجراء عملية كيمائية تكون النتائج مختلفة لذلك اشتركت دول كثيرة في تمويل مختبر فضائي لأجراء تجارب كيميائية وحيوية في أجواء لا يمكن توفرها على الأرض وحتى على الأرض فأن الطفرات الوراِثية لا يمكن أن تتكرر في ظروف طبيعية.

من الأمثلة التي عايشناها في العراق أن مقتدى الصدر كسب الشارع الشيعي وخاصة الشباب بالحديث البسيط الذي يفهمه الشباب ولم يدخل في المتاهات الفقهية واللغوية في الدين او السياسة لذلك تفوق على الأحزاب السياسية الشيعية التقليدية وكَون قاعدة عريضة ليتحكم بمفاصل الحكم في بغداد, فكون مليشيات يواجه بها قوات بدر التي كسبت شرعية قانونية بانضمامها الى القوات المسلحة العراقية, لقد عرف مقتدى ومعاونيه ما يبحث عنه الشباب الشيعي وخاصة المعدمين منهم تبناه فكسبهم، فعندما أسس جيش المهدي انضم آلاف من الشباب العاطل عن العمل الى جيش المهدي لأنهم لم يكونوا يعملوا شيئا آخر في وقته.

قبل اكثر من عقد من الزمان حضرت دعوة غداء في مجتمع عشائري قحطاني أصيل وكنت الضيف الزائر جالس على سفرة طويلة بين اكثر من عشرين، وإذا بوجيه القوم وكان برلماني في بلاده يسألني على السفرة وعلى مسمع الجميع "هل آنت من أصحاب اليمين او اليسار يا احمد؟"، أجبته: "في السياسة من أصحاب اليسار وفي الدين من أصحاب اليمين إن شاء الله" سكت ولم يعلق على إجابتي، فكان يقصد بطريقة غير مباشرة هل أؤمن بالله أم لا؟ اني أقيم الصلوات الخمس في أوقاتها وأصوم رمضان وأديت العمرة قبل عقدين ونصف ولا أودي الفرائض رياءً لأني أقيم في مكان وزمان لا أُحاسب على معتقداتي واستمتع بالحياة الدنيا وكأني أعيش أبداً ولكني لم ولن أتخلى عن تفكيري الحر والتمرد على الواقع المتخلف.

يتعمق الباحثون في دراسة العلمانية والليبرالية ويقيدونها بإطار جامد وفقا لفهمهم لها ويحاولون تطبيقها وفقا لتلك المفاهيم وهنا تبدأ معضلة التطبيق. أن المجتمعات تختلف وفقا لمواقعها وثقافاتها وطبيعة الوسائل المتوفرة لديمومتها، فلا يعني أن باحثا ضالعا بالثقافة العلمانية والليبرالية يتمكن من وضع وصفة جاهزة لنظام او عقيدة حكم لشعب غير مستقر اجتماعيا وسياسيا كالشعب العراقي وفي زمن لم يحن بعد. ليس معظم الشعب العراقي من المثقفين ويدركون التعاريف العلمانية والليبرالية وحتى الديمقراطية التي أصبحت شائعة الاستعمال ومطلب جماهيري يلفظونها دون إدراك معانيها بالكامل او تطبيقاتها في حياتنا اليومية على مستوى العائلة او المجتمع.

قصدي من المقدمة أعلاه انه يجب على القوى اليسارية في العراق ان يتخلوا عن التعاريف والنظريات التقليدية للعلمانية والليبرالية ومن قولبة أنفسهم في قوالب ضيقة جامدة ومحاولة تطبيقها حرفيا بل يجتمعوا من اجل إيجاد صيغة مشتركة مرنة عصرية مقبولة للأطياف العراقية دون المساس بالتقاليد والأعراف الاجتماعية آخذين بنظر الاعتبار أن زمن التغيير ببيان رقم واحد عسكريا كان او سياسيا قد ولى وان رواسب التخلف الاجتماعي في العراق تحتاج الى فترة طويلة لإزالتها من خلال إيجاد فرص عمل ونشاطات اجتماعية وثقافية تقضي على أوقات فراغ الشباب وتشجعهم على البحث والاستقصاء العلمي، فلا يمكن فرض نظريات على من لا يعرفها او يفهمها وبطنه خاوي ولا يملك مأوى يسكن فيه.



#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو وجد بديل للنفط
- الفكر والثورة والسلطة
- وليد المعلم فقد التواصل مع الواقع
- الدولة اليهودية والدول القومية والدينية
- شكرا للجلاد بشار الأسد
- كيف سيواجه ملك عبدالله ربي
- اليمن وما ادراك ما اليمن
- اسقطوا القذافي فيسقط بشار الأسد
- اين قادة وساسة العرب من مجازر القذافي والاسد
- مع سقوط نظام بشار الأسد يبدأ العد التنازلي لسقوط النظام الإي ...
- هل ينجح القمع في إنقاذ القذافي والأسد
- كيف نؤمن للطغاة مخرجا آمنا
- المظاهر السياسية والدينية للأقزام
- لماذا أخر الغرب سقوط القذافي
- الحل الوحيد أمام بشار الأسد
- القناعات السياسية الكاذبة
- التعداد السكاني الفرض الذي تتلكأ الحكومة في تنفيذه
- السياسي و الحزبي صورته ومظهره.
- رواتب رؤساء العراق الثلاث، 80 بالمئة تخفيض ليس كافيا
- كي لا تُسرق ثورة الشباب العراق


المزيد.....




- بـ4 دقائق.. استمتع بجولة سريعة ومثيرة على سفوح جبال القوقاز ...
- الإمارات.. تأجيل قضية -تنظيم العدالة والكرامة الإرهابي- إلى ...
- لحظة سقوط حافلة ركاب في نهر النيفا بسان بطرسبوغ
- علماء الفلك الروس يسجلون أعنف انفجار شمسي في 25 عاما ويحذرون ...
- نقطة حوار: هل تؤثر تهديدات بايدن في مسار حرب غزة؟
- حصانٌ محاصر على سطح منزل في البرازيل بسبب الفيضانات المميتة ...
- -لا أعرف إذا كنا قد انتشلنا جثثهم أم لا -
- بعد الأمر الحكومي بإغلاق مكاتب القناة في إسرائيل.. الجزيرة: ...
- مقاتلات فرنسية ترسم العلم الروسي في سماء مرسيليا.. خطأ أم خد ...
- كيم جونغ أون يحضر جنازة رئيس الدعاية الكورية الشمالية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - احمد موكرياني - اليسار والعلمانية والليبرالية