ماذا لو وجد بديل للنفط

احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 3416 - 2011 / 7 / 4 - 12:46
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

حضرت إحدى الندوات حول البترول والاستثمارات في الاستكشافات البترولية وكان أحد المتحدثين خبير من احدى الشركات العالمية المعروفة يبرر التوسع في الاستثمارات في مجال الاستكشافات البترولية بالأرقام والمناطق والفترات الزمنية وبعد الانتهاء من محاضرته سمح لنا بطرح أسئلة حول محاضرته فسألته "ماذا لو حدث اختراق (ابتكار مفاجئ ) في تطوير عملية الاندماج النووي فكيف تبرر الاستثمارات الضخمة في الاستكشافات البترولية" فأجاب مبتسما واجاب وكأنني أواجه حامل اسهم في شركتي، لأن هذا سؤال يُطرح من قبل المستثمرين واسترسل بالرد بأن إنتاج الطاقة من الاندماج النووي مازال بعيدا وذكر بعض المعوقات للاندماج النووي.

أن الاندماج النووي بلغة بسيطة هو عكس الانشطار النووي المطبق الآن في إنتاج الطاقة الكهربائية والقنابل الذرية وتسيير الغواصات النووية ولكن عملية الاندماج النووي لا تنتج منها إشعاعات نووية مضرة على صحة الإنسان ولكنها مكلفة في الوقت الحالي اي تكلفة عملية إنتاج الطاقة الكهربائية من الاندماج النووي أغلى من الكلفة التشغيلية للمشاريع إنتاج الطاقة التقليدية اي بمعنى آخر كلفة إنتاج كيلوات في الساعة اغلى من تكلفة إنتاجها بالوسائل التقليدية الحالية.

ماذا لو حدث اختراق في عملية الاندماج النووي من قبل علماء الفيزياء او المختبرات التي أُنشئت في فرنسا باشتراك وبتمويل من أوربا وأمريكا ودول من شرق أسيا وروسيا، او ربما من قبل الهواة الذين يعملون بجد في كل أنحاء العالم وبعضهم قد بنى مفاعل نووي اندماجي في كراج منزله ولديهم شبكة تواصل لتبادل المعلومات لتطوير مفاعلاتهم النووية الاندماجية كي يتمكنوا من إنتاج طاقة نظيفة ورخيصة.

أن الطاقة الناتجة من عملية الاندماج النووي ستكون الوقود لكل ما تدور بالوقود التقليدي والنووي وتعود أسعار البترول الى أسعار الخمسينيات والستينات اي في حدود 3 دولار للبرميل وهذه الأسعار لا تغطي تكلفة إنتاج البترول ونقلها مع المعايير أسعار السوق الحالية.

ما هي نتائج الاختراق في الاندماج النووي على الدول النفطية وخاصة العربية:
o تصبح إنتاج الطاقة في متناول الجميع كمنتج محلي وبكلف متقاربة.
o تنكمش الإعمال التي طورت استنادا على اقتصاد البترول.
o تبدأ فترة الذهول والشلل الاقتصادي في الدول النفطية.
o تصحر المدن البترولية بغاباتها العمرانية الأسمنتية الشاهقة من غير سكان لأن نصف السكان او اكثر في البلدان البترولية هم عمالة وافدة وموظفي الشركات والبنوك الخارجية عادوا الى أوطانهم.
o تعود أميرات البترول الى مطابخهم لتحضير الأكل والغسيل وربما كما صورتها إحدى التمثيليات الكوميدية الخليجية تذهب نساء البترول للعمل كخادمات في الهند وشرق آسيا.
o يتخلى الخليجي عن الغترة والعقال واللحية الذقنية الهلالية كي يخفي فقره وفشله في تحويل الثروة الى استثمارات صناعية وزراعية وفي علوم الكومبيوتر والإنترنت وتكنولوجية النانو (هندسة النظم الوظيفية على المستوى الجزيئي).
o تنشط الهجرة غير شرعية من الدول البترولية الى دول شرق اسيا وأفريقيا باحثين عن فرص عمل،
o عودة عمليات الغوص عن اللآلئ في الخليج مرة أخرى لكسب الرزق.

أن هذه الرؤيا ليست "أَضْغَاثُ أَحْلامٍ" بل أن الاندماج النووي التجاري (اي إنتاج الطاقة بكلفة اقل من كلفة إنتاجها بالطرق التقليدية المعروفة) اقرب للحدوث من اي وقت آخر، عندما يكتشف احد الباحثين او الباحثات طريقة غير تقليدية للاندماج النووي فيحصل الاختراق وعند حصول الاختراق وإعلانه واعتماده علميا وتجاريا ستكون صاعقة على الاقتصاد البترولي وكل ما له علاقة بهذه الصناعة فتتهاوى الجبال الاقتصادية المعتمدة على باطن الأرض من خيرات لم تستغل لصالح البشرية بل لاستعبادها والتعالي والكبرياء، وتتحول الناقلات النفط العملاقة الى خردة من الحديد وتتحول الأرصفة البترولية العائمة الى مطاعم وكازينوهات سياحية. وتُقيم الشعوب بإنتاجها الصناعي والزراعي لا بكنوزها السوداء ولا تجد من يحصل على ألمال دون جهد وعمل الا المرضى وكبار السن والحرامية والمجرمين.

#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل