أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - سندس سالم النجار - - منْ الفرع ومنْ الأصل ، الحب ام الجنس ، وفقا لنظرية علم النفس التربوي-















المزيد.....


- منْ الفرع ومنْ الأصل ، الحب ام الجنس ، وفقا لنظرية علم النفس التربوي-


سندس سالم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 3404 - 2011 / 6 / 22 - 02:38
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


" منْ الفرع ومنْ الأصل ، الحب ام الجنس ، وفقا لنظرية علم النفس التربوي"

الحب كمفهوم ماذا يعني ؟
ايهما اقدم الحب ام الصراع ؟
من هو الغاية ومن هو الوسيلة الحب ام الجنس ؟
ما طعم الحب في كنف الجنس ، وما طعم الجنس في كنف الحب ؟
ما طعم الحب المجرد عن الجنس ، وما طعم الجنس المجرد عن الحب ؟
ما قيمة الحب في الشفاء من المرض ، وما حجمه في تجنب المرض او الوقاية منه ؟
ما فعل الحب في ديمومة عمر الجمال والشباب لدى المراة والرجل ؟
هل يضفي الحب الثقة بالنفس لدى الجنسين وكم هي النسبة ؟
اذن من هو الفرع ومن هو الاصل ، الحب ام الجنس ؟؟؟
الحب كفلسفة ما مفهومه ؟
هل الحب قدر ام قرار ؟
ان تعريف الحب أصعب مهمة على أي إنسان سواء كان مفكراً أو فيلسوفاً أو شاعراً أو عالماً، وهذه المحاولة تشبه إقتناع إنسان بأنه مادام صار قادراً على الميزان بميزان الذهب فإنه يستطيع بسهولة أن يزن الجبال !!.
باختصار مفيد :
الحب كمفردة اتّحدت من حرفين سحريين ( الحاء والباء ) ،تلك المفردة الصغيرة في هيكلها وشكلها ، الا ان فحواها ومعناها وما بنى عليها من جمال ومشاعر وقصص واحداث وملاحم في التاريخ الانساني يفوق جميع المعاني و المفردات وفي مختلف اللغات والثقافات العالمية ..
كلنا سمع او قرأ قصص الضحايا المتواصلة والكوارث التي تنجم عنالحب ، و الذين سقطوا على مذابح الحياة وفي طرقاتها ودهاليزها وهم يبحثون عن ذلك الكائن الاسطوري ( الحب ) من دون بوصلة او خريطة او برنامج يهديهم او يوجههم للطرق السليمة والمثلى ليتكللوا بالنجاح والسعادة المرجوة ..
ففي سطور هذا المقال ابتغي ان اركز على معنى الحب لغة واصطلاحا ومعرفة وعلما لجميع مستوياته وانواعه بغية الوصول الى بوصلة او هِداية لكي لا نضيع بعيدا ونسقط عميقا فننضم الى ملايين الضحايا ممن سبقونا و سقطوا وفقا لما رآه بعض العلماء والفلاسفة والكتاب اضافة لما اراه انا كانسانة وكاتبة وامرأة ..

" الحب والصراع "
الحب والصراع اهم قانونين يحكمان الحياة وحركة الانسان . الحب ولد مبكرا بين ادم وحواء مع خلق الانسان والصراع جاء من بعده بين قابيل وهابيل . اذ ان الحب اقدم واطول عمرا من الصراع .لذلك انه اقوى تاثيرا في حياة الخلق بدليل استمرارية الحياة وديمومتها وتطورها بالرغم من الصراعات المتواصلة لاجله ..
فلطالما ان الحياة تسير وتنمو وتتطور فهذا خير برهان على تفوق قانون الحب على قانون الصراع ، حيث ان قانون الحب يشتمل على البناء والنمو والجمال في حين ان قانون الصراع يتجه على الاغلب اتجاه التدمير والفناء ..
من الطبيعي ان كل انسان بالخلق يتكون لديه قانونه الخاص الذي يتحكم في سلوكه . لكن ( قانون الحب ) يحكم الانسان عندما تكون البيئة الاسرية راعية ومطمئنة . وقانون الصراع يتحكم بالانسان عندما تكون البيئة الاسرية ذات طبيعة عدوانية او قاسية .
وهناك درجات بيئية طبقا لتباينات الطبيعة الابوية وهذا القانون يتشكل وفقا لرؤية العالم النفسي ( اريك اركسون ) في السنة الاولى من العمر . واطلق اركسون على هذه المرحلة من العمر ب ( الثقة مقابل عدم الثقة ) ..

" الحب والجنس "
العديد من المفكرين والفلاسفة اختلفوا في تعريفهم للحب والجنس .
فقدماء الاغريق كانوا لا يعترفون الا بالحب الجنسي .
اما افلاطون ، منح الحب معنىً ساميا وجعل له درجات متصاعدة وسمى هذا النوع من الحب ( الحب الافلاطوني ) .

• يرى "اريك فروم" أن جذور الحب تكمن في "الحاجة إلى الانتماء "، ذلك ((إن الإنسان عندما أصبح إنسانا قد تمزقتْ لديه عرى الوحدة الحيوانية الأولية بالطبيعة ... أصبح على الإنسان أن يخلق علاقته الخاصة به، وأكثرها تحقيقاً للإشباع هي تلك القائمة على الحب الخلاق)). وفي كتابه " فن الحب يحدد " فروم " ماهية هذا الحب بقوله: ((هذه الرغبة للاندماج مع شخص آخر هي اكبر توقانا لدى الإنسان. إنها أشد عواطفه جوهريةً، إنها القوة التي تبقي الجنس البشري متماسكاً وكذلك القبيلة والأسرة والمجتمع. والفشل في تحقيق هذا الاندماج يعني الجنون أو الدمار، الدمار للذات أو الدمار للآخرين. بدون حب ما كان يمكن للإنسانية أن توجد يوماً واحداً)). ويضيف: ((ليس الحب أساساً علاقةً بشخصٍ معين. إن الحب موقف، اتجاه للشخصية يحدد علاقةٌ شخصٍ بالعالم ككل، لا نحو موضوعٍ واحد للحب. فإذا أحبّ شخصُ شخصاً آخر وحده وكان غير مكترثٍ ببقية رفاقه، فإن حبّه ليس حباً، بل هو تعلقُ تكافلي أو أنانية متسعة ..
حين نتحدث عن حب شخص لشخص آخر يطالعنا تعريف قدمه روبرت هينلين في كتابه "غريب في أرض غريبة"، وهو أن "الحب هو تلك الحالة التي تصبح فيها سعادة شخص اخر تهمك وتبحث انت عنها فتكتمل سعادتك .. هذا هو بالطبع الحب الذي قصده شكسبير في مسرحيته الرائعة روميو وجولييت، وغنى شارل أزنافور وعبد الحليم حافظ، وترك من أجله إدوارد الثامن أهم وأغلى عرش ملكي في العالم، وهو عرش إنجلترا لكي يرتبط بامرأة أحبها طيلة حياته.
في كل انواع الحب التي نقراها والتي ذكرتها كل التعريفات يظل العنصر الاساسي الذي يشملها جميعاً، والعصب الاساسي الذي يغذيها كافة، هو شيء واحد فقط، الإهتمام، فالإهتمام بالشخص المحبوب هو أهم الضروريات، أو على الأصح هو الحد الأدنى لأي تعريف، وبدون هذا الإهتمام يصبح مايشبه الحب مجرد رغبة أو نزوة، وهنا يكمن الفرق فيما بين الحب والرغبة (LOVE and DESIRE)، فمثلاً من الممكن أن يصرح مراهق في الخامسة عشرة لصديقته بقوله "أنا أحبك" وهو في الحقيقة يحاول إقناعها بأن تمارس معه الجنس، وفي حالات أخرى كثيرة تكون الرغبة في الحصول على ثروة أو مكانة إجتماعية أو سلطة....الخ، تكون الرغبة في كل هذا هي التي تؤدي بالشخص لأن يتظاهر بحب شخص ما لكي يصل إلى هذه الأهداف . وهناكالكثير ممن يصلون للسلطات والمناصب متظاهرين بالحب وهم اساسا لا يربطهم سوى المصالح والجنس وتكون علاقة وقتية وتنتهي بانتهاء المصلحة ..

عاد فرويد للمفهوم الاغريقي متفقا معه قائلا ليس الحب الا مظهر من مظاهر الجنس . والتعبير عنده يختلف وفقا لتطور الليبيدو اي ( الطاقة الجنسية ) لدى الانسان منذ الطفولة وحتى الكهولة .
كان فرويد يرى ان لا شئ اسمه ( الحب ) ، وحاول ان يحذف من تاريخ البشرية شيئا اسمه ( الحب ) وقال انه ليس اكثر من وهم ووسيلة للوصول الى الجنس . وان كل انواع الفن والغزل والابداع في اي مجال كان الذي ينتج في الحب ليس الا مقدمات للجنس ، اي ان ( الجنس هو الاصل والحب الفرع ) .!! على حد قوله !
• الإنسان لدى " فرويد " كائن بيولوجي بالأساس، وبالتالي فأن الحب ظاهرة جنسية خالصة تستند إلى مبـدأ اللـذة: ((لقـــد وجـــد الإنسان بالتجربة أن الحب الجنسي "التناسلي" يزوده بأعظم جداراته، حتى لقد أصبح في الواقع نمط جميع السعادة بالنسبة له. ولابدّ لهذا أن يدفعه للبحث عن السعادة أكثر عبر دروب العلاقات الجنسية، لكي يجعل من الشبـق التناسلي النقطة المحورية لحياتـه)) وبذلك يصبح الحب الجنسي في المنظور الفرويدي تعبيراً ظاهراً يستر في أعماقه اللاشعورية غيرةً وتنافساً لا ينطفئان. وهذه الغيرة المتبادلة والمنافسة ((سوف تستمران حتى لو اختفت كل الدواعي الاجتماعية والاقتصادية المسببة لها)).

ثم حدث وان نتج انحلالا جنسيا بكل انواعه تحت ظل هذا الرأي ، والتساؤل يبقى ما مدى صحته وخاصة في العلاقة الزوجية . ؟
بلا تعقيد او فلسفة بامكاننا التعرف على مساحة كل من الحب والجنس في الوعي الانساني وارتباطاتهما وتأثير كل منهما على الاخر وعلى الفرد .
(( الجنس في حالة انفصاله عن الحب )) : يعرّف بانه ـ فعل جسدي محدود المكان والزمان والنشوة . وهو متعة مؤقتة تنتهي بمجرد افراغ الشهوة الجنسية . والجنس كرغبة تذبل وتضمحل في حالات الشيخوخة او المرض او العجز .
اما (( الحب )) ~ فهو احساس شامل يمتد من النفس بكل ابعادها وفي الجسد بكل اجزائه ولا يتوقف عند حدود النفس والجسد بل يحلق في الكون ويسمو ليشع فيه اعظم ضياء لا حدود له . والحب يحيا الى الابد ولا يتأثر بعوارض المرض والتغيير الفسيولوجي لكونه حبا اصيلا وحقيقيا ...

" مَنْ الغاية ومنْ الوسيلة الحب ام الجنس " ؟

الحب شعور مقدس والجنس ليس مقدسا ، في حالة انفصاله عنه .
المحب الحقيقي ، لا يتخذ الجنس كهدف وانما يصله كتطور طبيعي لمشاعره الفياضة مع المحبوب ، حيث يتم الوصول اليه بكل خلجات الجسد وجنبات الروح والقلب ، وحين تحدث الرعشة الجنسية تهتز لها الروح قبل الجسد ..
( الجنس في كنف الحب ) له طعم مغاير يبقى في نظرة الرغبة الشغوفة الملتهبة قبله واثناءه وبعده ، حيث تستمر نظرات الحنان والامتنان والاشتهاء اللامحدود .
الحب ~ هو التقاء انسان ( بكل ابعاده ) بانسان اخر ( بكل ابعاده ) ..
الحب ~ هو رحلة ذات الى الذات ، اجتيازا للحواجز التي تفصل بين البشر .
الجنس المجرد عن الحب ~ هو ( التقاء جسد محدود بجسد محدود ) واحبانا ، لا يكون التقاء جسد بجسد ، بل ، التقاء ( عضو بعضو جسدي اخر ) .
وفي ظل الحب ~ يتجاوز الجنس كثيرا من الحقوق والتفاصيل فتصبح وسامة الرجل او فحولته او جمال المراة ونضارة جسدها او وجهها شيئا ثانويا ، وهنا لا نجد الا الرغبة في الاقتراب والالتقاء والذوبان في سلسبيل الهي لا عنوان ولا اسم ولا حدود لخارطته ..
حيث نجد علاقة جنسية مجردة عن الحب وغير مشروعة بل وانهما حتى يكرهان بعض ،ويكرهان حتى انفسهما بعد الانتهاء من تلك العلاقة البخسة ويتمنى بل ويحاول كل منهما التخلص من الاخر وكانه وصمةعليه . على عكس اللقاء المشروع في كنف الحب ، فان مشاعر المحبة والحنان والرضى والقناعة تسري في كل اجزاء المكان وتطوق الطرفين بجو هائج هادئ من البهجة السامية اللامتناهية .
خلال العلاقة الزوجية المشروعة وفي ظل الحب الحقيقي لا يكون لاوضاع الجماع او عدد المرات او لجمال المراة او قدرة الرجل ، اهمية قصوى فهي اشياء ثانوية .
اما في غياب الحب تصبح تلك الاشياء مشكلات ملحة يشكو منها الطرفان مر الشكوى او يتفنن فيها ممارسي الجنس ويشاهدون المواقع المثيرة للجنس او يبحثون عن سبل متنوعة للحصول عن اللذة الجنسية الخالصة ، ولكن ، مع ذلك تجدهم غير مرتوين غير راضين وليس لهم اي شعور بالسعادة او صفاء الروح ، لانهم قد جردوا الجنس من روحه . وروح الجنس هو الحب المقدس الرفيع السامي .
في ظل الحب لا يتاثر الطرفين بشيب الشعر او تجاعيد الوجه او بدانته او نحافته او مرضه او اعاقته . فمن خلال مهنة العلاج النفسي ، ازواجا في الثمانينات من العمر يشعرون باشباع عاطفي وجنسي في علاقتهما حتى وان لم يتمكنا من علاقة كاملة ، في حين ان هناك فتياتا في ريعان الشباب ويتميزن بجمال خارق ولكنهن عاجزات عن الاشباع الجنسي لهن ولغيرهن على الرغم من علاقاتهن المتعددة ، والسبب ان تلك العلاقات تخلو من الحب الحقيقي والعميق اللازم للاشباع ونفس الحالة لدى الرجال ايضا ..
يروي احد المسنين ( 80 ) سنة بان متعته الجسدية والعاطفية تتحقق حين ينام بجوار زوجته ( 75 ) عام حين تلمس ساقه ساقها لا اكثر. فالاشباع هنا ارتواءً نفسيا ومن ثم يتبعه الارتواء الفسيولوجي واحبانا لا يتبعه فيكون الارتواء النفسي كافيا بسبب السن او المرض .. فلا غرابة ان نقول بان العلاقة الحميمية بين الزوجين او الحبيبين عندما تصل الى هذا المستوى من الرقي للوعي الانساني فهما يتاملان ان تمتد علاقتهما مدى الحياة ولربما تستمر بعد الموت حتى ، هذا حين يتزاوج فيها الحب مع الجنس ..

• الحب في المنظور الماركسي
مضمون اجتماعي، وهو بناء عقلي فوقي أيضاً، شأنه شأن السياسة والدين والأخلاق والعلم والفن. وهو انعكاس جدلي للتفاعلات الدينامية للبناء التحتي، أي للعملية الاقتصادية. وبالتالي فلا يمكن أن ننظر الى محتوى العلاقة بين المرأة والرجل الا بوصفها درجةً من درجات التطور الاجتماعي البشري، ونتاجاً للحركة الفسيولوجية والسوسيولوجية للإنسان.
• عـرض "ماركس" أفكاره عن المرأة والزواج لأول مرة في "الصحيفة الرينانية" في العام 1842م. وحدد موقفه في المقالين اللذين نُشرا في هذه الصحيفة من قضيتي الزواج والطلاق ((مؤيداً وحدانية الأول وحرية الثاني)). وبعد عامين عدّ "ماركس" أن موقف الرجل من المرأة يحددُ ((درجة تحوّل سلوك الإنسان الطبيعي إلى سلوك إنساني)). كما هاجم الزواج البرجوازي بعنــف بوصفه شكلاً من أشكال الاضطهاد الاجتماعي والاقتصادي))
بالاستناد الى نظرية المادية الطبقية ((إن الحبَ ذلك التفتح الرائع للشخص الأنساني، مهدد بخطرٍ مزدوج، اجتماعي وفردي: العبوديات الخارجية النابعة من علاقات الانتاج، ونداءات الغريزة الغاشمة)) . وبالتالي فأن الحب بمضمونه التحرري الانساني العميق لم يتحقق بعد على الارض، ((ففي كل المجتمعات الطبقية التي توالت على مر العصور، أُضطهدت المرأة واُستغلت، وسُحـِق الحب واُضطهِد وضُربَ عليه التحريم)). وتوصل الى أن التغنّي بالنزوات الجنسية هو ردّ فعلٍ على الرياء البرجوازي الاخلاقي، وأن الاباحية (( انما تعكسٍ فسادَ المجتمع البرجوازي، اذ أن الفرد العاجز عن الانعتاق من العبوديات الاجتماعية يصبح عبدَ الغريزة)). وإن أرقى شكل للعلاقة بين الرجل والمرأة، يظلّ مشروطاً بالمساواة الاجتماعية الكاملة. (( فعندما يتحرر الحب من جميع عناصره الحيوانية والاكراه المكشوف أو المقنّع، ويتحول في لحظةٍ من الاتحاد الروحي المتحقق بفضل المساواة التامة بين الرجل والمرأة، آنذاك فقط تولدُ أسس شكلٍ جديدٍ هو اسمى أشكال الزواج الوحداني)).
• أن للحب الوجودي طبيعة "ايروسية" واضحة، فهو ديالكتيكي المضمون، لا يعيش ولا ينمو ولا يتجدد ولا يخلق الا في القلق وعدم التحقق الكامل.
وهو في صورته هذه امتداد للهاجس الوجودي: الوجود يعني أن أراقبه من الخارج، قريباً أو بعيداً، واذا شاء أن يندمج بي فلا مانع بشرط أن لا أسلّم ذاتي له..

" الزواج الروحي ( فلسفة وفن الحب ) "
مما قاله اسكندر: عن الزواج الروحي المجرد عن الممارسة الجنسية .
قال :
تدور الآنفُسْ في مداراتها المتأرجحة ، حيث تصطدم ببعضها البعض
تحت ستار العاطفة العارمة المندفعة بسيولها المختلفة ، وكثيراً ما تتوقف نفسٌ عند نفسٌ آخرى متسائلة
عن ما الذي يشدها أليها ، وما الذي اوقفها عندها ، و في ذات المدارتحوم و تجوب العديد من الزلازل
التى لا تكاد تفارق دوراننا حول ذواتنا ، فحين نتوقف عند نفس آخرى ، يكون ذاك بدافع
طباع معينة تمركزت في معتقدنا ، ولكن هناك تصادمات بعيدة جداً عن ما هو مألوف بين طباع البشر
.. و زواج الروح .. هذا العناق الروحاني المستديم ، يحدث بتصادم نفس مع آخرى في مدار خالي
بعيد عن روتين اللقاءات و المواعيد المتبلدة ، حيث تلتقي روحين في مدار
الوجود اللامتناهي ، وبعيداً عن اي ترقب اواحتمالات لقاء ، روحين هنا لا تلتزم لشروط وال
المقابلة ، ولا تخضع لقوانين الحلم ولم ترشق بعطور الأرض المنتشلة بأيادي بشرية ..

يكون هذا الزواج كـ فاجعة الفرح في لحظة حزن رمادي
كـ صحوة الضمير في زحمة المعاصي البائسة
كـ البكاء الأبيض في صخب البهجة الملونة

هو زواج خالي من ملمس الجلد .. و لذة الجسد .. وطعم القبلات...
و صوت المزاحمات في دنيا الإنشغال ، تذوب فيه كل الأصوات و المتطلبات
و كماليات الحياة .. لتبقى فقط الروح تناشد الروح الآخرة

زواج لا يحتاج لمال .. ولا لبيت .. لمستلزمات .. لأطفال لا يحتاج لشيء
فقط لـ روح .. يعانقها .. يضمها .. يسألها ويتجاوب معها .. يتسلل إليها يتناغم معها .. يشهقها ينتعش برحيقها كحلم .. ..
يمرح بها .. يتوحد وينشطر ويتقاسم مع أنينها .. يكون الهمس من الداخل من العمق
واللغة تجيدها المشاعر دون كلمات .. فـ تعرف الروح ما تريده توأمها أكثر من أي شيء آخر..


فلو كل زوجين تزوجوا بأرواحهم قبل أجسادهم ~
ولو كل عاشقين توحدت أرواحهم قبل نبضات قلوبهم~
لـ سكنت الملائكة الأرض ودفن الشر وتفاقم الأرق...

"ما دور الحب ببناء الثقة بالنفس ؟ "

اكدت احدى المجلات البرازيلية ، ان من يحب حبا صادقا يكتسب صحة بدنية ونفسية بشكل غير مباشر حيث ثبت علميا بان البدن اسير الحالة النفسية للانسان . فالسعادة التي يمنحها الحب تنعكس ايجابيا على البدن مما يجعله قادرا على مقاومة الكثير من الامراض النفسية والعضوية ..

وضمن البحث الذي اعده فريق من الخبراء الاجتماعيين بان المرأة بشكل خاص معروفة بعواطفها الجياشة التي تصفها ( بالكهرباء ) وهذا يؤدي بها الى الحرمان من النوم الهادئ في حالة حرمانها من الحب . واضاف البحث بان المرأة التي تحب ، تنعم بنوم هادئ وعميق ولا تحتاج الى مهدئات ، كما ان الجسم يقوم بوظائفه بشكل منتظم . كما انهم اكدوا ان الحب يزيد الثقة بالنفس ، لا سيما ان الحرمان من الحب يجعل الانسان وخاصة المراة في قلق دائم مما يسبب الشعور بالدونية ، وهذا الشعور اذا زال فان الثقة بالنفس تعود اقوى مما كانت عليه بشكل ملحوظ .
ان الحب يبني الثقة الكاملة لدى الانسان ، نجده يمشي واثق الخطوة ملكا ، مرفوع الراس ، تطغي الابتسامة على وجهه نضارة واشراقة على مر الوقت ، يحب جميع الخلق ، لا يعرف الحقد ولا الذميمة ولاالكره لاتفه الناس ..يعشق الطبيعة ويشعر انها ملكا بين يديه ، طَموح مندفعا للعمل والحركة ..
الذي لا يحب ـ يكون دائم الشعور بالنقص والدونية ، يسير منتكس الرأس ، عدواني الطبع ، ضيق الخلق والنفس ـ منعدم الابتسامة ،وان وجدت فهي متصنعة وليست من الصميم او بالاحرى غير مقترنة ببريق ولمعان العينين والوجنتين ، ذلك اللمعان المتوهج المنطلق من اعماق الروح . يكره الطبيعة ولا يحب جميع الناس بل وحتى نفسه ، ولا يطلب الخير لغيره ...
،

( هل الحب قدر ٌ ام قرار ) ؟؟

دعني افسر هذا الطرح من وجهة النظرالعلمية ووجهة نظري الشخصية ايضا وباختصار :
الحب في حد ذاته اجمل وارقى شعورانساني خلقه الله تعالى لدى الانسان بالفطرة ..

الحب قدر لماذا ؟
الحب قدَر يجتاح الانسان ويحتله احتلالا كهنوتيا ليس بالامكان التكهن او معرفة زمن ومكان ذلك الاحتلال الرائع ، وان هب ذلك القدر في زمنه ومكانه المناسبين ، فلا شك انه يلهم صاحبه السعادة الحقيقية والابدية ، وان ْ هب َ في زمان ومكان غير مناسبين فسيكون قمة الشقاء والعناء للروح والنفس والى الابد ..
وهذا القدر ، ذلك الشعور الذي يراود النفس ويلهمها عشق الذات وعشق الحياة وعشق جميع الكائنات ..
وبذلك الشعور الذي هو ( الحب ) ، تحلو الحياة وتخضر وتبرعم كل صباح جديد وتورَق ُ وتُزهر وتثمر اندى واحلى الثمارا ..

الحب ليس قرار لماذا ؟

عندما يحتل ذلك القدرالجميل الكيان الانساني لا يجعله يبصر الا خليله بغض النظر عن كل شئ .. كل شئ ..
فالحب عمره ما كان ولم يكن قرارا يُدَبر ويُتخذ وينفذ..
ومن يقول ان الحب قرار ٌ يُحكَم ُ بالعقل والحكمة والتبصر ، انه حكم عارٍ عن الصحة ..
ولكن الحب القدر ، كيف لنا ان نضمن حياته وموته ؟
ان ديمومة الحب ومسيرته واستمراريته وقوته وجبروته وانجاحه يحتاج الى اجندات سلوكية ، وادوات اخلاقية وانسانية يدرك العاشق كيف ، متى ، اين ولماذا استخدامها ليصبح ذلك القدر ( نعمة ) على صاحبها لا ( نقمة ) ، ليتخذ حينها القرار دوره وتتحول جنة الحياة على الارض الى جحيم يضاهي الموت في سواده ...

الهوامش : د . محمد المهدي استشاري الطب النفسي
مجلة برق
رومانسيات الجزائر ...



#سندس_سالم_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - الحضن المقدس -
- - رحلة مجهولة -
- -حبيبتي .. انه تاريخي ! -
- - أناديك سرا ً -
- - رسالة من اميرة الصخور-
- - منذ عرفتك -
- - وأنبلج الفجرُيا مِصرُ -
- - الحاكم العربي وسموم البارانويا -
- -سمفونية الفجر -
- - لوحة قيد الاعتقال -
- - الشاعرة سندس النجار زهرة من فينا تنثر عطرها في سماء لاهاي ...
- - أسرار الأعجاز -
- -أنعي لَكُمْ يا رِفاقَ ألدّور-
- - الليلة العاصفة -
- - بطاقة تهنئة لموقع الحوار المتمدن وهو يحوز على جائزة ( مؤسس ...
- الحملة الشعواء على الايزديات و الايزديين الأبرياء، و من الضح ...
- -رابطة المرأة الأيزيدية تتعهد بحل طلاسم المعلقات( رد على مقا ...
- مهرجان تكريمي للاديب بدل رفو في دهوك كوردستان العراق
- - رحلة في مدينة الحب -
- استفيقوا ايها الاحرار


المزيد.....




- محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس ...
- محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا ...
- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - سندس سالم النجار - - منْ الفرع ومنْ الأصل ، الحب ام الجنس ، وفقا لنظرية علم النفس التربوي-