علي الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 3370 - 2011 / 5 / 19 - 08:29
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
((موضة التدين,,,وعقلانية الايمان))
هناك الكثير من يساير الواقع الاجتماعي المفروض عليه ولاسباب عدة,فهناك من ينقصه الجاه,ويريد التقرب الى السلطة كي يهابه الناس ويخشاه,وهناك من ينقصه المال فيريد الانتفاع من هبات السلطان ,وهناك من يطمح بمنصب يحلم به لاشباع رغباته في التسلط على الاخرين في نفس الوقت أتخاذه مغنما له في العيش بترف. وهناك من يخشى بطش الحاكم فيضطر أن يكون متزلفا له لاجتناب شروره,وهناك من يمتلك مصداقية المبادئ ولا يساوم عليها في أسوء الظروف ولو أجتمعت الاسباب الانفة الذكر معا ,فتراه يعيش في فقر وحرمان ,واحيانا يكون مطاردا من قبل السلطة ,أو قابعا في أحد معتقلات الحاكم ,او تاركا وطنه ومتنقلا بين بلدان المنافي,لكنه يظل وفيا لشعبه وقضاياهم المصيرية,
وهناك من يؤمن بفكر الحاكم ونظريته السياسية أو الاقتصادية فتراه يندفع بكل جد وأخلاص لخدمة النظام سواء كان على خطأ ام صواب,ديكتاتوري أم وراثي,قومي ,أم عروبي,ديمقراطي ,أم أشتراكي,رأسمالي أم ليبرالي,ديني أم علماني,مطبقا لكل تعاليمه بدقة متناهية تفوق تطبيقاته للفروض السماوية المفروضة عليه,فالايمان مترابط مع مركز التحكم بالعقل ,وعندما تتولد له القناعة التامة عبر التحليل والتحميص لنظرية معينة يتولد الايمان بشكل مطلق .فالذي يؤمن بالدستور الوضعي عليه الالتزام به وعدم التحايل عليه,والذي يؤمن بالدستور السماوي عليه الالتزام بمايتضمنه من ثوابت الحلال والحرام.,
الكل يعرف أن في الاديان المختلفة ثوابت لا يجوز التطاول عليها ,فبالنسبة للدين الاسلامي الذي قرانا عنه الكثير نجد أن هناك من المسلمات كقدسية اليمين,والصدق,والامانة,والتسامح وعدم الاعتداء على الاخرين ,ومساعدة الضعيف,والنصرة للمظلومين ,وعدالة توزيع الثروات .وتحريم وتجريم الاستغلال والمستغلين ,وتأدية الفرائض الخمسة,,وان هناك حرمةلدم الانسان أشد من حرمة الكعبة,وان هناك اولياء وصالحين لهم مكانة عليا في السماء ولهم حرمة عند البشر ,وزياراتهم من المستحبات كونهم الحلقة التي توصلنا الى السماء,وتقدم لهم النذور والقرابين ,وعند حدوث مشاكل اجتماعية ,تحل باداء اليمين لبرائة الشخص عند ضريح احد من الاولياء,,,السرقة من الكبائر,وهتك أعراض الناس والقتل من الكبائر ,ومن غشنا ليس منا ,وخيانة الامانة ,والحنث باليمين ,وشهود الزور لا يشفع لهم يوم القيامة,ومن ياكل مال اليتيم كمن ياكل نار في بطنه.والغيبة والنميمة ,والفتنة أشد من القتل ,وأصلاح ذات البين,ومحاربة الفئة الباغية,
كل هذه الثوابت ,من الاولى به ان يلتزم بها ,عامة الناس ام من يدعون انفسهم وكلاء السماء في الارض؟؟؟لماذا يسمون انفسهم بالاسلاميين ولم يطبقوا الحد الادنى من التعاليم الاسلامية ؟هل التعاليم الاسلامية وهم وخرافة يريدون تصديرها لعامة الناس لغرض السيطرة على عقولهم؟هل هم فعلا مؤمنين بها وعن قناعة تامة,أم انهم ركبوا موجة التدين لتحريف نصوص الدين لمصالحهم الخاصة؟ أنها على ما يبدوا بضاعة الدين فاسدة ويحاولوا أعادة توظيبها وتصديرها من جديد بأغلفة مزروقة؟أنها على ما يبدوا وهم من نسج عقولهم المريضة وغير مؤمنين بها وما أنزل بها من سلطان,فلوا كانوا مؤمنين بها حقا لطبقوها بحذافيرها لا أخذ الجيد منها لصالحهم وترك السئ يضر بالاخرين ,
المجتمع العراقي ومنذ ثمان سنوات أمتلئت شوارع مدنه كافة بمختلف الشعارات الاسلامية البراقة,مسوؤلي الدولة يتبارون في احاديثهم الفضائية عن سعيهم المتواصل لاسلمة المجتمع الاسلامي,أدبياتهم الحزبية تحث على الالتزام بتعاليم الاسلام وتطبيقها على أرض الواقع,فضائياتهم التي تجاوزت الاربعين فضائية تبث برامجها على مدار الساعة وفقا لنظرياتهم الاسلامية,,المساهمة الفعالة في أقامة المناسبات الدينية وتوسيع رقعتها ليس الغرض منه كما يقولون (ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب)وانما الغرض منها تجهيل المجتمع واشغاله عن حقوقه المشروعة لتنفيذ اجندات معينة,فهل كل هذا من اجل عموم الشعب ,أم من أجل ذر الرماد في عيون الاخرين؟
الواقع عكس مجريات ما يخططون له ,فالبلاد حبلى بالمشاكل الازلية,والمواطن مثقل في الهموم,والفساد ينتشر كالنار في الهشيم ,ونهب الثروات واموال الشعب مستمرا بلا توقف,بل وصل الامر الى سرقة اموال العتبات التي يقولون عنها مقدسة؟فاي قداسة لها عندهم؟؟؟؟؟؟مدننا المقدسة اصبحت اوكارا للصوص والقتلة والمجرمين وشذاذ الافاق,فمدينة النجف هي الاولى عراقيا في تصنيف هئية النزاهة بالفساد المالي والاداري وتعاطي الرشوة,ومدينة كربلاء متصدرة لائحة المحافظات بتناول الكحول والمشروبات الروحية الاخرى,وكافة انواع المخدرات الاسلامية وغير الاسلامية,,,.الجريمة بمختلف أنواعها اتسع نطاقها في أغلب المحافظات العراقية,التزوير والغش أصبح من الطرق السريعة لجني الاموال ,سفك الدماء وزهق الارواح أصبح المتعة المفضلة لقادة الكتل والمليشيات.
ما الفائدة أذن من تقديم النذور الى الاولياء والصالحين ؟ما فائدة تعظيم الشعائر التي نتفاخر بها ونقول ان اكثر من 15 مليون عراقي شاركوا في المناسبة الفلانية ,وأن جموع العراقيين من النساء والرجال يواصلون زحفهم من البصرة ومدن الجنوب كافة الى كربلاء او الكاظميةأو النجف؟فهل هؤلاء جميعا مؤمنين حقا ويمارسوا طقوسهم الدينية عن وعي فكري أم تغييب؟فمن نهب مؤسسات ودوائره عند سقوط النظام أذن ؟؟؟من قام بالقتل والتهجير ؟؟من قام بالاستيلاء على ممتلكات الدولة ؟؟؟؟هل العلمانيين الكفرة ام الاسلاميين المتدينين؟ومن الذي انتهك حرمة المقدسات في مدن العراق؟من الذي ارتهن البلد وقضاياه المصيرية لارادات دول الجوار؟فبالامس كانوا صداميين قتلة يرتدون بدلات الزيتوني ,واليوم ركبوا موجة التدين باستبدال الزيتوني بالعمامة ليستمروا في التسلط على مقدرات الشعب,,أن الوثائق التي عثر عليها فترة سقوط النظام في دوائره الامنية لا تعد ولا تحصى لاصحاب العمائم واللحى كانوا يعملون عيونا للنظام الديكتاتوري وساهموا في ارتكاب الجرائم بحق الشعب العراقي ,والمشكلة اليوم اغلبهم متواجدين في الهرم السلطوي ومفاصل الدولة الاخرى المتنفذة؟؟؟؟؟
فما أشبه اليوم بالبارحة ,فمن كان عين للطاغية أصبح اليوم عين لاحدى دول الجوارأو للمحتل الامريكي ؟
من هذا نستنتج فاما عقلية المواطن العراقي لم تصل بعد لدرجة النضج والاستيعاب لمفردات التعاليم السماوية كي يرفض أدعياء الدين وقدسيتهم الزائفة وشعاراتهم المهلهلة ,ام أنهم على دين ملوكهم سائرون ,وركبوا موجة التدين كحكامهم غير مقتنعين في باطنهم لكن لامر في نفس يعقوب
#علي_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟