أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - سلطة الحداثة














المزيد.....

سلطة الحداثة


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3361 - 2011 / 5 / 10 - 18:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو ظاهريا أن الحداثة مناقضة للتقليد اجتماعيا وحتى سياسيا,بل يمكن القول,أنه حتى دينيا هناك تأويل ديني حديث,وآخر تقليدي,ونمط أسري وعلاقات,فمست هده الثنائية,كل نواحي الحياة,الفردية والجماعية,والمدنية والسياسية,وهي ثنائية جديدة عوضت ثنائية الخير والشر,الرديلة والفضيلة,الوجود والعدم,وكأن العالم لايستطيع العيش دون هده التقابلات,المقبول والمرفوض,العقلاني والأسطوري,المتطور والمتخلف,وعلى هدا الأساس تم تصنيف الدول,والحضارات والثقافات .
وحده العلم بقي في منأى هن هده الثنائيات,لأنه خارج التصنيفوإن اعتبر وليد الحداثة دون أن يعترض أحد على دلك.هناك سلطة ما,تسن التصنيف,لتفرض التراتب كحكم على الأجهزة والأفكار ليمتد إلى الحضارات,وهو يستمد سلطته من مقولة الزمن,كماضي وحاضر,غير قابلة للشك أو التفنيد,لكن ألم تعد الحداثة وفق منطق الزمن هدا ماضيا؟
ألا تحمل قيم الحداثة بقايا من الماضي؟ألا يوجد ما هو مظلم في الحداثة كما وجد المشرق في الماضي كتقليدي وماضوي؟ألم يثبت العلم أن تاريخه,تاريخ أخطاء اعتقد أنها حقائق؟
علينا أن نعترف بأن الحداثة فكرا وسلوكا وسياسة ليست إلا حصيلة تجارب كل الشعوب والحضارات ,حتى تلك التي ترفضها أو تعاديها,ففي تاريخها شيء منها,منسي أو ملغى أو مضمر ومقموع,ولأنها سلطة لايعنيها من ماضيها إلا ما تعتقده هي,فالحداثة الغربة تنكرت لماضيها القرون وسطوي,بنقده والكشف عن اللا عدالة فيهه,لكنها تناست سطوتها هي على غيرها من الشعور والحضارات,وأقرب هده الأحداث ظاهرة الإستعمار,وما خلفه من مآسي لازالت الكثير من الشعوب تعيش تبعاتها السياسية والإقتصادية وحتى الثقافية,والحضارة العربية نفسها تظهر نفسها كمثال للعدل والمساواة وتنسى كيف عاملت السود حتى بعد إسلامهم,وهي رغم كل دلك شيدت نمودجت للبناء العلمي والتفكير الديني كان جديد في وقتهوفرضت ما يفرض عليها من طرف حضارات أخرى.إن الفكر الإنساني المعاصر في حاجة إلى الكثير من التوقفات الثقافية والحضارية لمساءلة نفسه عما يستطيع تقديمه للوجود الإنساني الغائر في التحرشات الفكرية بالماضي ورهانات السيطرة المعترف بها اليوم أكثر من أي وقت مضى,إن الحداثة في تصورها للسلطة الدديمقراطية,تنتقد الشمولية والسلط الدينية المقدسة,لكنها شيدت قداسة مغايرة,جمدت العقل وألهته واعتبرته عقلها الوحيد الممكن,تمن به على العالم,وتفرض عليه اتباعها دون إضافة,وحتى عندما يضيف الآخر قيما أو علما لاتعترف به,بل إنها تحاصر حضارة أخرى وتريد حرمانها من حق البحث العلمي بحجة استخدامه في المجال العسكري كما هو الشأن في التعامل مع إيران وغيرها من الدول الطامحة لبناء داتها بطرق تختلف عن الغير,أو على الأقل تتميز عنه دون أن يعني دلك الإنغلاق باسم الخصوصية واستغلالها للقمع والقتل والسطوة,فالحداثة رغم سطوتها وجبروت قسوتها لن تكون كما كانت النظم الشمولية وتقاليد العقاب وطقوس عبادة الحكام أو تأليههم كما كان في الأزمنة الغابرة.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلطة السلطة السياسية
- السلطة والفكر
- التنسيقيات واليسار المغاربي
- الشباب والتغيير
- الملك والملكية
- الإصحات الإستباقية في العالم العربي
- اليسار العربي والشباب
- الثورات والتحولات
- رئيس دولة أم عصابة
- صراع المغرب والجزائر
- الفكر الطائفي في السياسة العربية
- الطائفية في العالم العربي
- الصورة بين المقدس والدنيوي
- دولة المؤسسات
- النقد السياسي للدولة
- الحضارة بين العنف والتسامح
- الشيوعية في العالم العربي
- الأصالة والمعاصرة وفكرة البديل السياسي
- الحداثة سلطويا في المغرب
- الحزب والناخب


المزيد.....




- أمام المحكمة.. ستورمي دانيلز تروي تفاصيل اللحظات قبل اللقاء ...
- سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح.. هذا ما قاله ...
- زاخاروفا: الأسلحة التي يزود الغرب بها أوكرانيا انتشرت بالفعل ...
- النيابة العامة الروسية تعلن أنشطة منظمة -فريدوم هاوس- الداعي ...
- -لإرسال رسالة سياسية لتل أبيب-.. إدارة بايدن تتخذ إجراءات لت ...
- أغنية -الأب العظيم- لزعيم كوريا الشمالية تجتاح تيك توك وتحدث ...
- نتنياهو: إسرائيل لن تسمح لحماس باستعادة الحكم في قطاع غزة
- قاض فرنسي يرد شكويين رفعهما حوثيون على بن سلمان وبن زايد
- بيسكوف: الشعب الروسي هو من يختار رئيسه ولا نسمح بتدخل دول أخ ...
- أوكرانيا تعلن إحباط مخطط لاغتيال زيلينسكي أشرفت عليه روسيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - سلطة الحداثة