أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - نحو -جامعة للشباب الثوري العربي-!














المزيد.....

نحو -جامعة للشباب الثوري العربي-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3352 - 2011 / 5 / 1 - 19:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحراك الشبابي ـ الشعبي العربي، والمنظَّم بما يكفي لجعله واسعاً، متَّسِعاً لاتِّجاهات وميول وانتماءات ووجهات نظر مختلفة، يتواضع أصحابها جميعاً على جملة من المطالب والشعارات الشعبية العامَّة، والمنظَّم، أيضاً، في طرائق وأساليب ووسائل لم تَعْتَدْها، ولا تتقنها، الأحزاب السياسية؛ لكونها تتنافى وطريقتها المعتادة والمألوفة والقديمة في خوض الصراع، ما زال (أي هذا الحراك) ديمقراطياً، يخلو، أو يكاد أنْ يخلو، من المطالب والشعارات القومية العربية، ولم يتخطَّ بَعْد، في تنظيمه، حدود الدولة العربية التي تشهده، وإنْ رأيْنا كثيراً من "التفاعل الرُّوحي" بين الثورات الشعبية الديمقراطية العربية، وكثيراً من التأثُّر الشعبي الثوري العربي بالمثالين الثوريين التونسي والمصري.

من قبل، أي قبل ثورتي تونس ومصر، رأيْنا كثيراً من "الحراك الشعبي"، القومي أو الديني (الإسلامي) الاتِّجاه؛ قليله كان عفوياً، وأكثره نظَّمَتْهُ الأحزاب، أو بعض أنظمة الحكم العربية، بما تملكه من قوى ووسائل للحشد الشعبي، على هيئة مسيرات شعبية؛ ولقد استأثرت "فلسطين" بحصَّة الأسد من "الحراك الشعبي القومي"؛ أمَّا الديني أو الإسلامي الطابع منه فكان من قبيل الدفاع عن الكرامة والمشاعر الدينية الإسلامية؛ وبدا أنَّ "الديمقراطية"، بمطالبها وشعاراتها التي تملأ الشارع العربي الآن، ليست بالقضية التي تجتذب إليها عقول وقلوب المواطنين العرب واهتماماتهم؛ وكأنْ لا صوت يعلو صوت "المعركة القومية"، التي كانت معارك عدة، الأُمُّ منها "معركة فلسطين".

لقد ساد "الحراك الشعبي القومي" زمناً طويلاً، أو عشرات السنين؛ والآن نرى السيادة لـ "الحراك الشعبي الديمقراطي"؛ وكأنَّ الشعوب العربية اكتشفت أمرين في منتهى الأهمية، الأوَّل هو أنَّ نيلها حقوقها الديمقراطية، وتحرُّرها النهائي من الاستبداد والدكتاتورية والرؤساء الأبديين المورِّثين أبناءهم الحكم، هما "مهمَّة الساعة"، والثاني هو أنَّ "المجتمع الحر الديمقراطي" أكفأ، وأكفأ كثيراً، من غيره في الصراع القومي، وفي السعي إلى نيل حقوقه القومية، والانتصار لقضاياه القومية.

وأحسبُ أنَّ شعوبنا التي غلَّبت الآن "حراكها الديمقراطي" على "حراكها القومي" ستكتشف عمَّا قريب، ومع إنجازها مهمَّات الثورة الديمقراطية التي كانت ثورة تونس الشرارة لها، أنَّ حراكها الشعبي المقبل (الثالث) هو الذي يندمج فيه، ويتَّحِد، "القومي" مع "الديمقراطي"، من المطالب والشعارات والقضايا.

إنَّ ما يشبه "جامعة عربية جديدة"، تُمثِّل الشعوب العربية، ويتوفَّر الشباب الثوري العربي على تأسيسها وتطويرها، هو ما تشتدُّ إليه حاجة الأمَّة العربية الآن، أو من الآن وصاعداً، فالضغط الثوري (الديمقراطي والقومي) لـ "الشارع العربي" يجب أنْ يستمر، ويُنظَّم، وأنْ يشمل مستقبلاً، أو عمَّا قريب، الإقليم العربي كله.

وهذا إنَّما يعني أنْ تتولَّى هذه الهيئة الشعبية العربية الجديدة، والتي تضم ممثَّلي الشباب الثوري في البلاد العربية كافة، تنظيم الحراك الشعبي المتزامِن، على المستوى القومي، في الطرائق والأساليب والوسائل نفسها، فإنَّ تَوافُق أعضاء هذه الهيئة على مطلب قومي ما يمكن، ويجب، أنْ يُتَرْجَم عملياً بالدعوة إلى الاعتصام المتزامِن للشباب الثوري العربي في العواصم (والمدن) العربية كافة، أو في قسم كبير منها، مع جعل هذا الاعتصام مُبْتدءاً لضغط شعبي مستمر ومتعاظم ومنظَّم حتى تُلبِّي الحكومات والدول هذا المطلب؛ فإنَّ هذا "الاختراع الثوري العربي الجديد"، والذي كانت له مساهمة كبرى في انتصار الثورتين التونسية والمصرية، على وجه الخصوص، لن تُسْتَنْفَد أهميته الثورية بإطاحة نظام الحكم العربي الاستبدادي هذا أو ذاك أو ذلك، ويجب الاستمساك به، وتطويره؛ لأنَّ الأُمَّة لديها من الأسباب والدواعي التاريخية للثورة ما يجعلها في حاجة إلى ثورة تَلِد ثورة، أو إلى "ثورة دائمة"، تختلف أهدافاً وغايات ومطالب وشعارات وطرائق..، باختلاف درجاتها وأطوارها، فالأُمَّة الحُرَّة الديمقراطية، التي تتَّحِد شعوبها ودولها في "اتِّحاد عربي"، تظلُّ هي الغاية العظمى التي حان لها أنْ تَظْهَر بعد طول كمون، وأنْ يتوفَّر الشباب العربي الثوري على كَسْوِ عظام هذه الغاية لحماً، ومزيداً من اللحم.

حان لهؤلاء الشباب أن يلتقوا ويجتمعوا ويتحاوروا، وأنْ ينسِّقوا جهودهم ومساعيهم، وأنْ ينتظموا في الطريقة نفسها، أي بما يجعلهم إطاراً واسعاً، يتَّسِع لكل المختلفين؛ لكن المُتَّفِقين على جملة من المطالب والشعارات الشعبية العامة، وأنْ يتصاعدوا في التنسيق والتنظيم، وصولاً إلى ما يشبه "جامعة عربية جديدة"، لها من الخواص والسمات ما يجعلها جنيناً لاتِّحاد عربي، يشبه قليلاً أو كثيراً، "الاتحاد الأوروبي"، فهذه الأُمَّة لا خلاص لها، ولا لأيِّ شعب من شعوبها، أو دولة من دولها، إلاَّ بالديمقراطية، والاتِّحاد.

ولا شكَّ في أنَّ ثورتي تونس ومصر، وغيرهما من الثورات العربية، قد حرَّرت كثيراً من "طاقة الوحدة القومية" لدى الشعوب العربية، والتي ظلَّت حبيسة زمناً طويلاً في زنازين أنظمة الحكم الدكتاتورية العربية، وزنازين العصبيات المُفْسِدة (لا بل المعادية) للانتماء القومي العربي، فتأكَّد وثَبُت أنَّ مزيداً من الديمقراطية يُولِّد، عربياً، مزيداً من الرُّوح القومية.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا عمَّال العالم اسْتفيقوا!
- هؤلاء المحامون عن -سورية الأسد-!
- -حملة إصلاحية- تَذْهَب بأوَّل -إمارة إسلامية-!
- سورة -الشعب-!
- -الجمعة العظيمة-.. لحظة بدء السقوط!
- -ورقة التوت- القومية و-العورة الديمقراطية-!
- عندما يُحْظَر التظاهر بموجب -إلغاء الطوارئ-!
- -فِلْمٌ- أصْدَق من -خطاب-!
- لماذا هذه الحملة الظالمة على شاهين؟!
- الأردن وسورية!
- السيِّدة المسالمة.. بأيِّ ذنبٍ أُقيلت؟!
- دكتور بشارة.. يا للأسف!
- -الإصلاح- في سورية بين الوهم والحقيقة!
- الأهمية الثورية ل -الاعتصام-!
- -الدِّين- و-الثورة- في ميزان -الوسطية-
- تقرير -فيلكا إسرائيل-.. كيف يجب أنْ يُفْهَم؟
- التِّيه العربي إذ شرع ينتهي!
- سؤالٌ صالح جعلناه فاسداً!
- الطريقة العربية في الحُكْم!
- خطاب السقوط!


المزيد.....




- بايدن: دعمنا لإسرائيل ثابت ولن يتغير حتى لو كان هناك خلافات ...
- تيك توك تقاتل من أجل البقاء.. الشركة الصينية ترفع دعوى قضائي ...
- بيلاروس تستعرض قوتها بمناورات عسكرية نووية وسط تصاعد التوتر ...
- فض اعتصامين لمحتجين مؤيدين للفلسطينيين بجامعتين ألمانيتين
- الولايات المتحدة لا تزال تؤيد تعيين الهولندي ريوتيه أمينا عا ...
- -بوليتيكو-: واشنطن توقف شحنة قنابل لإسرائيل لتبعث لها برسالة ...
- بحوزته مخدرات.. السلطات التونسية تلقي القبض على -عنصر تكفيري ...
- رئيسة -يوروكلير-: مصادرة الأصول الروسية ستفتح -صندوق باندورا ...
- سماع دوي إطلاق نار في مصر من جهة قطاع غزة على حدود رفح
- انتخابات الهند: مودي يدلي بصوته على وقع تصريحاته المناهضة لل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - نحو -جامعة للشباب الثوري العربي-!