أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - الطريقة العربية في الحُكْم!














المزيد.....

الطريقة العربية في الحُكْم!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3320 - 2011 / 3 / 29 - 15:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نَصِف الثورات (المتزامِنة) في البلاد العربية بأنَّها "شعبية ديمقراطية"، فجماهير الشعب هي التي تصنعها؛ أمَّا هدفها النهائي فهو "الديمقراطية"، بمبادئها وقيمها ومعاييرها العالمية.

ومن حيث محتواها الاجتماعي ـ الطبقي، لا يمكن تصوير هذا الثورات على أنَّها فِعْل شعبي اجتماعي تاريخي ضدَّ النظام الرأسمالي (جوهراً وأساساً) وإنْ تسلَّحت بمطالب اجتماعية واقتصادية تتعارَض ومصالح فئة ضيِّقة من الرأسماليين المنتمين إلى "الليبرالية الجديدة"، التي في عهدها عَرَفْنا من الفساد (بصوره كافة) ما لم نَعْرَفه من قَبْل، واتَّحَد أرباب العمل، من هذه الفئة الخسيسة، وأهل الحُكْم اتِّحاداً شخصياً وعائلياً لا انفصام فيه، فتمييز "الشركة (التجارية)" من "الحكومة" أصبح من الصعوبة والاستعصاء بمكان.

وفي وصفها أيضاً أقول، ولا بدَّ لي من أنْ أقول، إنَّها ثورات من أجل "الاستقلال (القومي) الحقيقي" للدول العربية؛ فلقد ثَبُت وتأكَّد، وغداً أمْراً في منزلة البديهة والمسلَّمة، أنَّ "الاستقلال"، مع عيده، في كل دولة عربية هو كذبة كبرى، فلا استقلال، ولا سيادة، للدولة (لأيِّ دولة عربية) ما بقي شعبها فاقِداً "الاستقلال" و"السيادة" لجهة علاقته بالحاكم والحكومة ونظام الحكم. إنَّ "استقلال" الدولة، و"سيادتها"، يكونان، أو يغدوان، كظلٍّ بلا جسمٍ في الدول ذات أنظمة الحكم الدكتاتورية، الاستبدادية، الأوتوقراطية، والتي لا وجود فيها (إلاَّ إذا كان كوجود النقد المزوَّر) للحياة الديمقراطية، بأوجهها وصورها كافَّة، وبمبادئها وقيمها العالمية، التي لا تمسخها وتشوِّهها "الخصوصية العربية". حتى العداء القومي (العربي) لإسرائيل، والصراع ضدَّ قوى الهيمنة الإمبريالية الغربية، يكون، أو يغدو، زائفاً، كاذباً، ما بقيت شعوبنا تُعْلَف في حظائر السلاطين، مُصَفَّرةً سياسياً وسيادياً، مُغْتَصَبَةٌ حقوقها السياسية والديمقراطية، وما بقي جوهر وأساس العلاقة بين "الحاكم" و"المحكوم" هو الآتي: الحاكم فرد (مؤلَّه) والشعب أفرادٌ (وكل فرد ضدَّ الآخر، ويقول "اللَّهم نفسي").

ولو أردتُّ أنْ أُعرِّف "الاستبداد"، الذي هو روح أنظمة الحكم العربية، لَقُلْتُ إنَّه الحاكم الذي في مستطاعه أنْ يصطنع له "جماهير شعبية"، فيَجْمَع، ويَحْشِد، ويُسيِّر، وقتما يشاء، وكيفما يشاء، عشرات ومئات الألوف (والملايين) من المواطنين، مؤكِّداً، من خلال ذلك، لكل من له عين تُبْصِر، وأُذْن تسمع، وعقل يعقل، أنَّ الشعب يكرهه ويمقته حقَّاً، ويتمنى له سرعة الزوال، فليس من الذهب، ولا بشيء يشبه الذهب، هذا "اللمعان الشعبي" للحاكم، والذي يرينا إيَّاه في أوقات الضيق والشِّدة، أو عندما يصبح قاب قوسين أو أدنى من سقوطه المحتوم.

والشعب يعرف على خير وجه "كيف (أي مجموع الوسائل والطرائق والأساليب)" يَسْتَجْمِع الحاكم العربي ما يَسْتَجْمِع من "تأييد" الشعب له؛ وإنَّه، أي الحاكم نفسه، هو آخر إنسان عاقل يمكن أنْ يُصَدِّق أنَّه يتمتَّع فعلاً بوزن شعبي كهذا، فلو صدَّق (أي لو ارتضى أنْ يَخْدَع نفسه أيضاً) لَمَا بقي في الحكم ساعة واحدة؛ لماذا؟

لأنَّه لو صدَّق هذه الكذبة الكبرى لسارع إلى انتخابات ديمقراطية حُرَّة نزيهة شفَّافة، يكتشف في نهايتها أنَّها كانت الطريق إلى جهنَّم وقد بلَّطها بنيَّاته الحسنة.

وإنَّه يَعْرِف على خير وجه، ويَحْفَظ عن ظهر قلب، "الحقيقة الكبرى" لحكمه، ألا وهي أنْ لا ديمقراطية حقيقية إذا لم تُعِد إلى الشعب السلطة التي اغتصبها منه اغتصاباً (أي السلطة التي يحق للشعب فحسب أن يملكها، فاغتصبها منه إذ منعه حقه هذا).

وهذا ما قد يَحْمِلَه على اختراع وابتداع جُمْلَة من "الإصلاحات السياسية والديمقراطية.." التي تبقي جوهر وأساس العلاقة بينه وبين شعبه بمنأى عن الإصلاح والتغيير؛ أمَّا سلاحه الذي لا يتخلى عنه أبداً في صراعه من أجل البقاء فهو "الشعب المنقسم على نفسه". إنَّه لن يقف، من حيث المبدأ، ضدَّ "الإصلاح"؛ لكنَّه يريده "إصلاحاً" لمجتمع، أو شعب، مُفتَّت، مجزَّأ، فئاته وجماعاته جميعاً تخشى بعضها بعضاً، ويرتاب بعضها في بعض، ويَنْظُر بعضها إلى بعضٍ على أنَّه عدوٌّ مؤكَّد أو مُحْتَمل؛ وكأنْ لا "إصلاح" يُمْنَح للشعب إلاَّ بعد أنْ يُثْبِت الشعب أنَّه شعوبٌ، تحتاج دائماً إليه إذا ما أرادت لـ "تعايشها السلمي" أنْ يستمر ويدوم؛ فهو وحده صمَّام الأمان للشعب والوطن؛ فَلْيُعْطِ الشعب حاكمه مزيداً من انقسامه على نفسه، لِيَحْصَل منه على مزيدٍ من "الإصلاح" الذي يبقي أساس الحكم بمنأى عن الإصلاح.

"اتَّحِدوا يَذْهَب"؛ هذا هو مبدأ "الثورة". و"انقسموا يبقى"؛ هذا هو مبدأ "الثورة المضادة".

وينبغي، من وجهة نظر الحاكم، لكل فئة أو طائفة من المجتمع أو الشعب أنْ تَفْهَم وتُفسِّر المطالب والشعارات الديمقراطية الصادقة، والتي للشعب كله مصلحة حقيقية في تحقيقها، على أنَّها كلمة حقٍّ يُراد بها باطل؛ وهذا "الباطل" إنَّما هو كناية عن مصلحة لفئة أو طائفة أخرى؛ فالمجتمع كله "ثعالب"، كل "ثعلب" منها يَبْرز في ثياب المصلحين!

إنَّهم يَحْكمون، ويستمرون في الحكم، بحسب نظرية "اللحم والعَظْم"، فالمجتمع، لجهة مكوِّناته وعناصره، واحد، في "قِمَّة" الهرم، وفي "قاعدته"؛ لكن الذين في "القِمَّة" يتَّحِدون في أكلهم "اللحم"؛ وعلى اللذين في "القاعدة" أنْ يصارع بعضهم بعضاً صراعاً مداره "العَظْم"، أو كصراع أصلعين مداره "مشط"!

ينبغي لهم أنْ يجعلوا الشعب في هذا الدرك الأسفل من الجهل بالحقوق؛ فَهُم يَعْرِفون أنَّ الشعب الذي لا يعي حقوقه لا يمكنه أبداً الدفاع عنها، ونيلها.

قُلْت إنَّ دولنا العربية لم تَسْتَقِلَّ بِعْد؛ وخير دليل على ذلك هو أنَّ سياسة "فَرِّقْ تَسُدْ" الاستعمارية ما زالت السياسة التي تَعْمَل بها أنظمة الحكم العربية في داخل مجتمعاتها.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب السقوط!
- .. إلاَّ سورية!
- كيف تكون -قذَّافياً- مستتراً
- مواقف -ثورية- لمصلحة القذافي!
- العبور الثوري من -الواقع الافتراضي- إلى -الواقع الحقيقي-!
- مخاطر ما يحدث في البحرين
- إشكالية التدخُّل العسكري الدولي
- إنسان جديد خلقته الثورة!
- شياطين في هيئة شيوخ السلاطين!
- أين انتفاضة الفلسطينيين؟!
- والقَلَمِ وما يَسْطُرُون
- ما الذي يريده الشعب حقَّاً؟
- من وحي اعتصام -الرأي- الأردنية!
- جهاز -أمن الدولة-.. كان يجب أن يسقط فسقط!
- القذافي الخَطِر!
- الْغوا عقولكم حتى تصدِّقوهم!
- كما أصبحنا يجب أنْ يُولَّى علينا!
- الدستور!
- حصانة دولية للثورات العربية!
- مصر.. أكثر من -انتفاضة- وأقل من -ثورة-!


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - الطريقة العربية في الحُكْم!