أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - جهاز -أمن الدولة-.. كان يجب أن يسقط فسقط!














المزيد.....

جهاز -أمن الدولة-.. كان يجب أن يسقط فسقط!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3298 - 2011 / 3 / 7 - 15:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



جهاز "أمن الدولة".. كان يجب أن يسقط فسقط!

جواد البشيتي

عصابة جهاز "أمن الدولة"، في مصر، تملَّكها الذعر والهلع من يوم أسود آتٍ لا محالة، وعمَّا قريب، فشرعت، في وقت واحد، وفي مقَّارها في العاصمة والمدن كافة، تحرق وتتلف كل الوثائق التي يمكن، إذا ما أصبحت بين يديِّ "العدالة الجديدة"، أنْ تكون سبباً في إدانتهم بارتكاب جرائم كثيرة، وفي تعريضهم، من ثمَّ، إلى عقوبات شديدة وقاسية يستحقُّونها.

وهذا الجهاز السيئ الصيت والسمعة (كأمثاله في سائر أنظمة الحكم الأوتوقراطي العربية) المعادي للشعب، والممقوت والمبغوض شعبياً، والذي عانى منه المواطنون كافة تقريباً على مدى عشرات السنين، لا يضم في صفِّه القيادي، وفي قاعدته، إلاَّ أناساً ضعاف النفوس، مرتزقة ومأجورين، تلقُّوا من التربية والإعداد والتأهيل، ونالوا من الامتيازات والمنافع، وخُلِق لهم من المصالح الشخصية والفئوية، ما جعلهم منفصلين تماماً عن الشعب، أعداءً ألدَّاء له، وكلاباً مسعورة للحاكم المستبد ونظام حكمه؛ ولقد جاء اقتحام جموع الشعب لمقار هذا الجهاز، وسيطرتهم عليها، وإنقاذهم ما أمكنهم إنقاذه من الوثائق التي توثِّق للجرائم التي ارتُكِبَت في حق الشعب، ونشرهم لبعض منها إعلامياً، ليقيم الدليل العملي والحيِّ على أنَّ تحطيم هذا الجهاز الأمني الكريه لا يقل أهمية عن إطاحة الدكتاتور حسني مبارك، وعلى أنَّ الخطر يظل محدقاً بمكتسبات الثورة، وبالثورة نفسها، وعلى أنَّ الثورة لن تحرز نصرها النهائي، ما لم يتبع قطع رأس نظام الحكم تحطيم آلته الأمنية الإرهابية القمعية؛ فإنَّ الاحتفاظ بها، وجعلها في الحفظ والصون، وتوارثها، هو ما يمكِّن قوى الثورة المضادة من الانقضاض على الثورة ومكتسباتها.

وأبناء ثورة الخامس والعشرين من يناير أظهروا، في الوقت نفسه، أنَّهم أحرص على الأمن القومي لمصر من جهاز "أمن الدولة"، فأوضحوا في حيثيات اقتحامهم لمقاره، وسيطرتهم عليها، أنَّهم يخشون تسرُّب أسرار مهمة تخصُّ الأمن القومي لبلادهم إلى قوى إقليمية ودولية معادية؛ فهذا الجهاز، وعلى ما أوضحنا، لا يضم في صفوفه إلاَّ أناساً ضعيفي النفوس، مرتزقة ومأجورين، ولا يتورَّعون، من ثمَّ، عن بيع تلك الأسرار للأعداء الحقيقيين لمصر وشعبها وثورتها، ولو بثلاثين من الفضة؛ وإنَّ من الأهمية بمكان أنْ نفهم هذه الأخلاق السيئة التي يتخلَّق بها جهاز "أمن الدولة" على أنَّها العاقبة المترتبة حتماً على جعل أجهزة ومؤسسات الدولة، وفي مقدَّمها الأجهزة والمؤسسات العسكرية والأمنية، في انفصال متزايد عن الشعب والمجتمع، وفي عداء، بعضه صريح، وبعضه مستتر، للشعب وقواه الحزبية والسياسية المنادية بالتغيير الذي فيه، وبه، يستعيد الشعب ما اغْتُصِب من حقوقه السياسية والديمقراطية.

هذا الجهاز، وعلى مدى عشرات السنين من عمله، لم يُقِم الدليل إلاَّ على أنَّه غير معنيٍّ بأمن مصر القومي، وبدرء مخاطر الأعداء الحقيقيين الإقليميين والدوليين عنه؛ فهو كان "العليم" فحسب بكل ما من شأنه المساعدة في إحكام قبضة نظام الحكم الأمنية على الشعب وقوى المعارضة الحقيقية، وفي تجنيد الموالين والأنصار له في الإعلام والصحافة، وبين أهل الفكر والقلم، وفي منظمات ومؤسسات المجتمع المدني، في الترغيب و/أو الترهيب.

وإنِّي لأرى حقيقة نظام الحكم واضحة جلية، عارية من كل لبوس قد يبدو جميلاً، في هذا الجهاز، وفيه (وفي أشباهه) فحسب.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القذافي الخَطِر!
- الْغوا عقولكم حتى تصدِّقوهم!
- كما أصبحنا يجب أنْ يُولَّى علينا!
- الدستور!
- حصانة دولية للثورات العربية!
- مصر.. أكثر من -انتفاضة- وأقل من -ثورة-!
- الطاغية المُطْلَق!
- البحرين.. سؤال ديمقراطي آخر!
- -نصف انقلاب-.. و-نصف ثورة-!
- شباب اكتشفوا الطريق.. واخترعوا الوسيلة!
- -الثورة الناقصة- هي الطريق إلى -الثورة المضادة-!
- انتصرنا!
- لِنَعُدْ إلى جريمة -كنيسة القديسين-!
- سِرُّ -الجمهورية شبه المَلَكِيَّة-!
- لولا مخافة الشرك بالله لأمَرْتُ مفتي السعودية أنْ يسجد للصبي ...
- لِتَحْذَر الثورة -الحل البونابرتي- و-لصوص الثورات-!
- أمْران لا بدَّ من توضيحهما!
- ما رأي الطبِّ النفسي في الخطاب وصاحبه؟!
- من حقِّه أنْ يُخْلَع لا أنْ يَرْحَل!
- نصفه فرعون ونصفه نيرون!


المزيد.....




- -مستوطنون إسرائيليون- يخربون موقعا أمنيا في الضفة الغربية وي ...
- -عثر على المشتبه به ميتًا-.. مقتل رجلي إطفاء في إطلاق نار بو ...
- بكين تستضيف أول مباراة كرة قدم بين الروبوتات في الصين
- بعد إيران.. هل تستطيع أميركا تنفيذ السيناريو نفسه في كوريا ا ...
- ردّا على شروطها لاستئناف المفاوضات ترامب -لن يقدم- شيئا لإير ...
- حموضة المحيطات تتجاوز الحدود الآمنة والخبراء يحذرون
- مستشار خامنئي: إسرائيل بعثت رسائل تهديد لمسؤولين إيرانيين
- تايمز: جواسيس إسرائيليون داخل إيران منذ سنوات وربما لا يزالو ...
- أكسيوس: أوجه حملة ضغط ترامب لتأييد نتنياهو
- هآرتس: أهل الضفة الغربية يذبحون بهدوء


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - جهاز -أمن الدولة-.. كان يجب أن يسقط فسقط!