أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جواد البشيتي - -نصف انقلاب-.. و-نصف ثورة-!















المزيد.....

-نصف انقلاب-.. و-نصف ثورة-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3282 - 2011 / 2 / 19 - 18:45
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


إنَّ من الأهمية بمكان أنْ تتواضع القيادات الفعلية للثورة الشعبية الديمقراطية في مصر على ما تعنيه (عملياً وواقعياً) بالشعار المركزي للثورة ألا وهو "إطاحة نظام الحكم"؛ وأنْ تشرح، من ثمَّ، للشعب، وبلغة بسيطة واضحة جلية مفهومة كيفية تحويل هذا الشعار إلى حقيقة واقعة؛ فإنَّ كثيراً من العامَّة من المواطنين يمكن أنْ يلتبس عليهم الأمر، فيَفْهَمون تنحِّي حسني مبارك عن الحكم (أو تخليه عن منصب رئيس الجمهورية وتكليفه المجلس الأعلى للقوَّات المسلَّحة بإدارة شؤون البلاد، بحسب البيان الرسمي الذي أذاعه نائبه) على أنَّه أمر يَعْدِل إطاحة نظام الحكم نفسه، والتي هي مهمَّة لم تُنْجَز بعد.

السلطة الفعلية الآن هي في يد المجلس العسكري الأعلى، وإنْ وُصِفَت بأنَّها سلطة "مؤقَّتة" أو "انتقالية"؛ ولا بدَّ للثورة المصرية من أنْ تستمر (حتى نهاية الفترة الانتقالية) بأساليب وطرائق تَضْمَن لها تجاوب هذا المجلس مع مطالبها الأساسية والجوهرية.

لقد نظَّمَت القيادات الفعلية الميدانية للثورة نفسها، وبما يفي بالغرض في هذه الفترة الانتقالية، والذي هو إدارة الحوار مع "المؤسَّسة العسكرية"، بـ "مجلسها الأعلى"، وإدارة الصراع، في الوقت نفسه، والذي لم تنتهِ الحاجة إليه بعد؛ فالحوار الذي يخالطه ضغط شعبي ثوري مستمر (ومظاهرات مليونية وملايينية، وأشكال أخرى لهذا الضغط) هو وحده ما يضمن للثورة مزيداً من تجاوب "المجلس الأعلى" مع مطالبها. وهذا "التكتيك الثوري"، والذي يقوم على المزاوجة الدائمة بين "فنِّ الإقناع (الحوار)" و"فنِّ الإكراه (الضغط الشعبي الثوري)"، هو ضرورة ثورية لا ريب فيها.

إنَّ المهمَّة المركزية الشرعية لـ "المجلس العسكري" هي العمل بما يؤدِّي إلى إنهاء الفترة الانتقالية بإحلال نظام حكم جديد محل "القديم" من طريق الانتخاب الشعبي الحر، فـ "الحكم المدني الديمقراطي"، أي "اللا عسكري" و"اللا ديني"، هو الهدف النهائي للفترة الانتقالية.

"الشرعية الدستورية"، أي شرعية نظام الحكم الذي كان يرأسه مبارك، انتهت؛ ولقد أقرَّ "المجلس العسكري الأعلى" ضِمْناً بانتهائها إذ قرَّر تعطيل (أو وقف) العمل بالدستور (القديم). وليس من شرعية الآن في مصر، وفي خلال الفترة الانتقالية، إلاَّ "الشرعية (الشعبية) الثورية".

وإنَّي لأفْهَم هذا التحوُّل في "الشرعية" على أنَّه دعوة إلى قيادة الثورة، أو إلى "مجلس أمناء الثورة"، إلى إصدار بيان رسمي يوضِّحون فيه أنَّ "المجلس العسكري الأعلى" لا يتولَّى الآن (وفي خلال الفترة الانتقالية) إدارة شؤون البلاد بتكليف (أعلنه عمرو سليمان) من الرئيس المخلوع مبارك؛ وإنَّما بتكليف (جديد) من الشعب وثورته، ومن "مجلس أمناء الثورة" على وجه الخصوص أو التعيين.

أمَّا السلطة (المؤقَّتة والانتقالية) التي يتمتَّع بها هذا المجلس، وبموجب هذا التكليف الجديد، فيجب أن تُسْتَعْمَل في اتِّجاه واحد فحسب هو التلبية السريعة والفورية (من جانبه) للمطالب الأوَّلية للثورة، أي جملة المطالب التي ينبغي لـ "المجلس العسكري" أنْ يلبِّيها في مستهل الفترة الانتقالية.

إنَّني أشدِّد على أهمية وضرورة إعلان هذا "التكليف الجديد"؛ لأنَّ الرئيس مبارك، ومن الوجهة الرسمية، لم يَتنحَّ عن الحكم؛ وأقول افتراضاً إنَّ الرئيس مبارك قد يظهر فجأة ليقول إنَّه لم يَتنحَّ عن الحكم (فأين الدليل الرسمي والقانوني والدستوري على أنَّه تنحَّى؟!). وإنَّ "المجلس العسكري الأعلى" لم يُعْلِن أنَّه (أو لم يعترف بأنَّه) قد نحَّاه عن الحكم، فالانقلاب العسكري، ومن الوجهة "الرسمية"لم يقع (فأين هو البيان الرسمي الذي أعلن فيه هذا المجلس أنَّه قد نحَّى مبارك عن الحكم؟!).

نائب الرئيس (عمرو سليمان) ليس من صلاحياته وسلطاته أنْ يُعْلِن هذا الذي أعلن (تخلِّي مبارك عن منصب رئيس الجمهورية، وتكليفه "المجلس العسكري الأعلى" بإدارة شؤون البلاد، ومن غير توضيح وتعيين للوقت الذي تستغرقه هذه الإدارة).

لو تنحَّى مبارك عن رئاسة الجمهورية من تلقاء نفسه لأعلن ذلك رسمياً، وبنفسه.

لقد حَمَلَ "المجلس العسكري الأعلى" سليمان على أنْ يٌعْلِن ذلك، مُريداً، في الوقت نفسه، أنْ يَظْهَر على أنَّه يدير شؤون البلاد بهذا التكليف "الرسمي" و"الدستوري"، وليس بصفة كونه هيئة منبثقة من انقلاب عسكري.

هذا "المجلس" خلع مبارك، وهو وحده الذي قرَّر إدارة شؤون البلاد (إلى حين) متسربلاً بهذا "التكليف الرسمي (والدستوري)"؛ وهذا إنَّما يعني أنَّ "المجلس" قد قام بـ "نصف انقلاب" إذ خَلَع مبارك؛ ولا بدَّ من منعه من القيام بالنصف الآخر، أي الانقلاب على الشعب وثورته.

وجلاءً للأمور، ودرءاً لسوء الفهم، ومن أجل التأسيس لعلاقة أفضل بين "المجلس" و"الثورة"، كان (وما زال) ينبغي للثورة إعلان ذلك "التكليف الجديد"، عملاً بالشرعية الشعبية الثورية، لا الشرعية الدستورية التي سقطت وانتهت.

وبعد هذا التكليف الجديد لا بدَّ لـ "المجلس الأعلى" من أنْ يُعْلِن إلغاء حالة الطوارئ، وتلبية مطالب (شعبية ثورية) أوَّلية أخرى، في مقدَّمها إطلاق الحرِّيات السياسية والإعلامية كافة.

لو تحقَّق ذلك لأمكن عندئذٍ أنْ نتصوَّر حواراً مختلفاً بين "المجلس العسكري الأعلى" و"الثورة"، يستهدف تحديد نهاية مقبولة ثورياً للفترة الانتقالية، وإصدار قوانين مؤقَّتة، يُعرَّف بموجبها "الناخب"، ويُحدَّد عدد أعضاء اللجنة (أو المجلس) التي تتوفَّر على وضع مشروع دستور جديد للبلاد. وبعد ذلك، يُدْعى الناخبون إلى انتخاب هذه اللجنة (من بين مرشَّحين كثر من رجال القانون).

وبعد انتهاء هذه اللجنة من إعداد مشروع الدستور الجديد، يُدْعى الناخبون، مرَّة ثانية، إلى التصويت على هذا المشروع، الذي بعد إقراره، في هذا الاستفتاء الشعبي، تُجْرى، وفقه، الانتخابات البرلمانية، والانتخابات الرئاسية، التي تأتي برئيس جديد للبلاد لا يملك من السلطة التنفيذية إلاَّ قليلها، فإنَّ تركُّز هذه السلطة بين يديِّ حكومة برلمانية، ألَّفتها الغالبية البرلمانية، التي انبثقت من انتخابات نيابية حُرَّة ديمقراطية، وفق نظام التمثيل النسبي، أي النظام الذي تُعْلَن فيه البلاد كلها دائرة انتخابية واحدة، هو وحده ما يكفل قيام نظام حكم جديد فيه من التجاوز والتخطِّي لنظام الحكم القديم أكثر كثيراً مِمَّا فيه من الاستمرار والامتداد.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شباب اكتشفوا الطريق.. واخترعوا الوسيلة!
- -الثورة الناقصة- هي الطريق إلى -الثورة المضادة-!
- انتصرنا!
- لِنَعُدْ إلى جريمة -كنيسة القديسين-!
- سِرُّ -الجمهورية شبه المَلَكِيَّة-!
- لولا مخافة الشرك بالله لأمَرْتُ مفتي السعودية أنْ يسجد للصبي ...
- لِتَحْذَر الثورة -الحل البونابرتي- و-لصوص الثورات-!
- أمْران لا بدَّ من توضيحهما!
- ما رأي الطبِّ النفسي في الخطاب وصاحبه؟!
- من حقِّه أنْ يُخْلَع لا أنْ يَرْحَل!
- نصفه فرعون ونصفه نيرون!
- قصة موت غير مُعْلَن!
- قنبلة -الوثائق-!
- لا تسرقوا منها الأضواء!
- هل يقرأ الحاكم العربي سورة -افْهَمْ-؟!
- تلك هي -الطريق-.. وهذه هي -المحطَّة النهائية-!
- الثورة التي كشفت المستور!
- حتى لا تصبح -الثورة المغدورة-!
- السقوط العظيم!
- أُمَّة ينهشها الفقر والجوع والغلاء والبطالة!


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جواد البشيتي - -نصف انقلاب-.. و-نصف ثورة-!