أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - تقرير -فيلكا إسرائيل-.. كيف يجب أنْ يُفْهَم؟














المزيد.....

تقرير -فيلكا إسرائيل-.. كيف يجب أنْ يُفْهَم؟


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3325 - 2011 / 4 / 3 - 14:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



"فيلكا إسرائيل" هو موقع إلكتروني إسرائيلي استخباراتي، أماط اللثام عن تفاصيل "خُطَّة مُحْكَمة"، قال إنَّ بندر بن سلطان وضعها (سنة 2008) بالتعاون مع "صديقه" سفير الولايات المتحدة السابق في لبنان جيفري فيلتمان، وتستهدف إطاحة نظام الحكم في سورية؛ لكن في طريقة تُعيد سورية إلى "العصر الحجري". وتتوفَّر على تنفيذ "الخطَّة"، أو "المؤامرة"، جهات عربية وإقليمية ودولية عدة؛ وكل من اطَّلَع على تفاصيل هذه "الخُطَّة"، التي حظي هذا الموقع الإسرائيلي الاستخباراتي بـ "شرف" نشرها على الملأ "الآن"، لا بدَّ له من أن يَخْلُص إلى استنتاجين، الأوَّل هو أنَّ هذا هو بالضبط ما حدث ويحدث في سورية، والثاني هو أنَّ هذا هو بالضبط، أيضاً، ما حدث ويحدث في البلاد العربية الأخرى (تونس ومصر واليمن وليبيا..). وإنِّي لأنصح كل من لم يقرأ تفاصيل هذه "الخطَّة" أنْ يقرأها حتى يعرف كيف يُفكِّر أولئك الذين يناصبون الثورات العربية العداء.

إنَّني لا أنفي أنَّ بعضاً، أو كثيراً، من تلك الجهات (والتي منها بندر بن سلطان) يناصبون نظام الحكم في سورية العداء، ويتآمرون للإطاحة به؛ ولا أنفي أنَّ لهم مصلحة، ومصلحة كبيرة، في الاصطياد في "المياه (السورية) العكرة"؛ فإنَّ أنقى الثورات يمكن أنْ تتعرَّض للاستغلال من قِبَل قوى عدة، لا مصلحة لها في انتصار هذه الثورات.

وهذه القوى التي تتبادل ونظام الحكم في سورية العداء لا بدَّ للثورة من التنبُّه لها ولمآربها ومخاطرها، فهي لا تَقِلُّ سوءاً (إنْ لم تَزِدْ) عن الطرف الآخر، من وجهة نظر المصالح الحقيقية للشعب السوري وثورته ضدَّ نظام الحكم الاستبدادي الأُوتوقراطي.

لقد قرأتُ تلك "الخطَّة"، وتفاصيلها، غير مرَّة، لعلَّني أخرج بانطباع آخر، أو بنتيجة أخرى؛ لكنني لم أخرج؛ فلو كان القارئ (لها) من الشباب العربي المفعم حماسة ثورية، والذي يشتد لديه الميل إلى أنْ ينضمَّ إلى الحراك الشعبي في بلده، كأن يعتصم مع معتصمين، أو يتظاهر مع متظاهرين، من أجل الحرية والديمقراطية والكرامة..، لأصبح حَذِراً، مُرتاباً، متشكِّكاً، يَنْظُر إلى ما يحدث حوله من حراك شعبي من خلال "الصورة الذهنية" التي أدخلها تقرير "فيلكا إسرائيل" في رأسه، فيقول في نفسه، ولغيره من الشباب الشبيهين به، إنَّ هذا الذي يحدث لا يعدو كونه كلمة حقِّ يراد بها باطل، وإنَّ هذه الانتفاضات والثورات ثمرة مؤامرة حَبَكَتها قوى وجهات معادية للشعوب العربية، وإنْ انضمت إليها (عن غير وعي) جماهير شعبية غفيرة.

هذا الانطباع الذي يخرج به الشاب العربي المتَّقِد حماسة للثورة (لأنَّ لديه ألف سبب وسبب داخلي للثورة) لن يُتَرْجَم عملياً إلاَّ بعزوف الجزء الأكبر من الشباب العربي عن المشاركة في الحراك الثوري، فيغدو مستحيلاً، عندئذٍ، أنْ نرى تلك الفئة الضئيلة من الشباب ("شبكة الوقود" بحسب وصفهم في "الخُطَّة") والتي تشارِك، عن وعي، في "المؤامرة" المزعومة تنمو وتَكْبُر ككرة الثلج المتدحرجة، وكأنَّ "القوى المتآمرة"، والتي تريد (على ما يُزْعَم في "التقرير") للانتفاضات والثورات العربية أنْ تشتعل وتتسع وتَعْظُم، تقول (ضِمْناً، في "التقرير" نفسه) للشباب العربي الثائر، أو الذي ينمو لديه الميل إلى الثورة، لا تنزلوا إلى الشارع، واحذروا تلك الثورات؛ فإنَّ وراءها قوى وجهات معادية لكم وللشعوب العربية، منها إسرائيل!

إنَّني لا أفهم، ولا يمكنني أنْ أفهم، تلك "الخطَّة المُحْكَمَة"، مع تفاصيلها، إلاَّ على أنَّها محاولة إسرائيلية (وغير إسرائيلية) لجَعْل عشرات ومئات الآلاف (والملايين) من الشباب العربي ينظرون بعين الرِّيبة والشكِّ إلى كل حراك شعبي، ويَعْزِفون، من ثمَّ، عن الانضمام إليه، والمشاركة فيه، فيستمر زمناً أطول حُكْم الأموات للأحياء.

وإنَّني لأرى في هذا "التقرير" خير خدمة تُسْدى إلى نظام الحكم في سورية في صراعه ضد الشعب وثورته؛ فنظام الحكم هذا، وبحسب تصويره في "التقرير"، إنَّما يتعرَّض لـ "مؤامرة" من قِبَل أناس وجهات وقوى لا يمكن الشك أبداً في كونها معادية للشعوب العربية، ولحقوقها وقضاياها الديمقراطية والقومية.

ويكفي أنْ يتولَّى موقع استخباراتي إسرائيلي نشر هذا "التقرير" حتى أسْتَنْتِج أنَّ لإسرائيل مصلحة في بقاء هذا "العدو (أو الخصم)" لها، أي نظام الحكم في سورية، وإنْ بدت هذه المصلحة متعارضة مع مصلحتها في أنْ يتعرَّض لبعض القلاقل والاضطرابات (محلياً وإقليمياً).

"التقرير" لا يكشف "معلومات" أو "أسرار"؛ لكنَّه، في جانب منه، يَصْلُح وَصْفاً للأساليب والطرائق والوسائل التي تلجأ إليها أنظمة الحكم العربية في صراعها ضدَّ شعوبها وانتفاضاتها وثوراتها؛ فكل نظام حكم عربي مهدَّد بالسقوط، أو يوشك أن يسقط، لا يتورَّع عن فِعْل كل تلك الأشياء التي ينسبها "التقرير" إلى "شبكات المؤامرة".

واضعو ومعدُّو هذا "التقرير" الخبيث لم يفعلوا سوى شيء واحد هو ما دَرَجَ "حزب التحرير الإسلامي" على فعله مُذْ أبصر النور، ألا وهو "التقاط صورة" لما يحدث بالفعل، ثمَّ تفسير ما يُرْى من المشهد، أو الصورة، تفسيراً تآمرياً مجافياً للحقائق الموضوعية للحدث؛ وإنَّ الشخص، أيُّ شخص، يمكنه بقليل من الجهد الفكري أنْ يؤوِّل الشيء (أكان نصَّاً أم ظاهرة واقعية) بما يخدم قصداً معيَّناً، فليس من شيء في الحياة إلاَّ وتستطيع أنْ ترى فيه ما ترغب في رؤيته.

"الرواية" قد تكون محبوكة جيِّداً؛ لكنَّ أمراً واحداً يُفْسِدها، ألا وهو عدم تأييد الواقع لها!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التِّيه العربي إذ شرع ينتهي!
- سؤالٌ صالح جعلناه فاسداً!
- الطريقة العربية في الحُكْم!
- خطاب السقوط!
- .. إلاَّ سورية!
- كيف تكون -قذَّافياً- مستتراً
- مواقف -ثورية- لمصلحة القذافي!
- العبور الثوري من -الواقع الافتراضي- إلى -الواقع الحقيقي-!
- مخاطر ما يحدث في البحرين
- إشكالية التدخُّل العسكري الدولي
- إنسان جديد خلقته الثورة!
- شياطين في هيئة شيوخ السلاطين!
- أين انتفاضة الفلسطينيين؟!
- والقَلَمِ وما يَسْطُرُون
- ما الذي يريده الشعب حقَّاً؟
- من وحي اعتصام -الرأي- الأردنية!
- جهاز -أمن الدولة-.. كان يجب أن يسقط فسقط!
- القذافي الخَطِر!
- الْغوا عقولكم حتى تصدِّقوهم!
- كما أصبحنا يجب أنْ يُولَّى علينا!


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - تقرير -فيلكا إسرائيل-.. كيف يجب أنْ يُفْهَم؟