أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمير الحلو - تحنيط الحكام














المزيد.....

تحنيط الحكام


أمير الحلو

الحوار المتمدن-العدد: 3352 - 2011 / 5 / 1 - 12:53
المحور: كتابات ساخرة
    


تحنيط الحكام
أمير الحلو - بغداد

يظهر أن فكرة الخلود قد لبست عقول جميع الحكام على مدار التاريخ ، ولكن أساليبها اختلفت من حقبة زمنية الى اخرى ، وبأعتقادي من خلال متابعتي للتأريخ والحاضر أن الحاكم الفرد والمستبد هو أكثر الناس حباً للخلود والتمسك بالكرسي حتى لو أقتضى الأمر أن يواجه شعبه كله بالموت والدمار اذا ما (تجرأ) على مطالبته بالتخلي بعد طول (محبة) فرضها على الناس ولم يشبع منها ولا يريد مغادرتها مهما كانت التضحيات .
وبأعتقادي أن أذكى الحكام في تحقيق الخلود من دون الاصطدام مع الشعب ورغبته في التغيير هم الفراعنة ، فقد أدركوا أنهم لابد وأن يغادروا الدنيا بالموت التقليدي ولكن حب البقاء والخلود و(احتمالات العودة) دفعتهم الى استعمال طريقة التحنيط للأبقاء على الجسد (صالحاً للاستعمال والحكم ) اذا ما عاد الى الحياة ليجد كرسيه جاهزاً لمعاودة الجلوس عليه والحكم مجدداً ، وقد أكدت الاهرامات هذه الحقيقة وكذلك مظاهر الخلود على (المومياءات ) والصناديق الذهبية التي تضمها في رحلة طالت كثيراً ولم يظهر لنا أي فرعون من القدامى .
ولكن المفأجاة ان الحكام الجدد لا يلجأون الى التحنيط والنوم في توابيت ذهبية بل أنهم يريدون الخلود الجسدي في الجلوس الفعلي على كرسي الحكم لمدد غير محدودة ، واذا ما طالبهم الشعب بأن يذهبوا بعد أن ( تحنطوا) وهم أحياء قاوموه وقتلوا خيرة شبابه الذي لا يطالب سوى بحقه في الحرية ورؤية وجوه جديدة تحكم بعقلية متحررة تحترم الشعب وأرادته.
وأزاء الأزمة التي تعيشها العديد من البلدان العربية أقترح أن تجري تسوية الأمور على الطريقة (الفرعونية) ولو أن اشقاءنا في مصر لم يتبعوا الطريقة التي خلد الحكام بها انفسهم في الازمنة الغابرة ، بل اخرجوا الحاكم الفرد واخضعوه للمحاسبة والمحاكمة نازعين عنه صفة الخلود و(الفرعنة) ، واقتراحي هو ان ترفع الشعوب الثائرة مطالبها الى الحاكم ببناء اهرامات واستخدام جزء من الثروة التي نهبها لصنع كراسي وتوابيت ذهبية وأن يرقد فيها بانتظار (الحياة الأخرى ) التي قد يستعيد فيها سلطته المسلوبة .
لا أعرف مدى (عملية) وموضوعية أقتراحي هذا لأن الواقع يقول أن الحاكم لا يقبل سوى بالكرسي (إياه) الذي يجلس عليه حالياً وبالخلود الذي يصنعه لنفسه من خلال الدستور الذي وضعه لنفسه ، واذا ما أصابه شيء من (الايمان) بحتمية الرحيل ، فأنه يجدّد التركة التي يملكها ومن ضمنها كرسي الحكم الى ابنائه الذين يولدون عباقرة وقادة وبأمكانهم استلام الحكم وادارته في أية لحظة ، خصوصاً وانهم قد تدربوا خلال فترة حكم الوالد على فنون القتال من خلال أشرافهم على الأجهزة العسكرية والأمنية ، تاركين العلم والمعرفة للناس البسطاء الذين لايكادون مواجهة متطلبات الحياة بـ( عقولهم ).
الصراع يستمر عبرالتاريخ بين الحاكم الفرد والشعب ولكن قراءة ذلك التاريخ تؤكد على حقيقة واحدة وهي ان الحاكم زائل مهما بذل من(جهود) للخلود على كرسي الحكم فهو يتبدل بالصورة والشكل والصوت الخطابي ، ولكن الشعب وهو لقب يطلق باستمرار علىالناس الذين يحكمهم يبقى دائما ولا يمكن استبداله او تحنيطه ، فمنذ أن كان الشعب آدم وحواء فقط الى مليارات اليوم وهو باق مهما كان اسم الحكم أو طريقته بالحكم ، والمشكلة أن أكثر الحكام لا يستوعبون هذا الدرس مع أنه بسيط وواضح للعيان ، فهل يجرؤ أحد بأن يقول للحاكم الفرد بان على عينيه غشاوة !



#أمير_الحلو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل عراقيتنا ذنب أرتكبناه؟
- من هي أم الكبائر؟
- خطاب موحد
- آفة التزوير
- مخاطر التغطية على الفساد
- حركة التأريخ
- ديمقراطية إسرائيل
- كفى هذه الممارسة الخاطئة
- أول الغيث..والكهرباء
- أدب الحوار الحضاري
- قرار ينبغي التراجع عنه
- في عالم الصحافة
- ألقضاء والقدر
- أهمية الكتب في تطوير المدارك الفكرية
- أدب المخاطبة والرد
- فرض الأتاوات
- الوراثة على الطريقة الكورية
- أسفا بغداد
- والله زمان!
- الراية البيضا


المزيد.....




- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أمير الحلو - تحنيط الحكام