أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عذري مازغ - الثوابت الخرافية في المغرب















المزيد.....

الثوابت الخرافية في المغرب


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 3350 - 2011 / 4 / 29 - 16:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


منذ فترة، كنا ننتظر من دهاقنة السياسة في المغرب أن يخرجوا مولودهم الجديد، الفقاعة السياسية التي يزخر بها العهد الجديد، كانت العبقرية مقاسا آخر لضفادع سياسية هرمة تفتق منها، تحت سياج الخصوصية المغربية لحن جديد لمطلب قديم، هو الإصلاح الديموقراطي، يئس الدهاقنة من مفعول الإنتقال، وها نحن اليوم في صلب الموضوع، لقد انتقلنا فعلا من مغرب المخزن ولم يبق لنا سوى أن نحدث إصلاحا في الذي إليه انتقلنا، وها نحن الآن لن ننتقل على أقل تقدير، بل نصلح ونرقع،جاءتنا العبقرية التي وُسمنا بها، بأفق جديد، تمخض في الحراك الشعبي، أو حراك الشباب حقا، المتهم الجديد في تثوير الحياة السياسية، حيث أبدعت أحزابنا اليتيمة، المعارضة منها بالطبع، طبخة جديدة، أطلقوا عليها: لجنا لدعم حركة الشباب، ولا أدري حقا ماهي مهمة هذه اللجن؟، والحقيقة المرة هي اننا نبدع في المفاهيم ولا نتحرك قيد أنملة،لجن للدعم تعني أن الأحزاب، مرة أخرى هي خارجة عن التيار وتفتقد الجرأة السياسية في أن تعلن أنها أجندة حقيقية داخل موجة الحراك، هي وعلى تواتر نظيراتها في العالم العربي، ليست معنية بالصراع إلا عندما يتعلق الأمر بالمفاوضات، تعشق أن تلعب دور الوكيل فيها فيما هي تدعم رجلا لها في موجة الحراك ورجلا في عتبة النظام، والحقيقة هي تلعب دورها الذي حفظته منذ ولادتها: تأطير المجتمع الذي هو أصلا لا يثق في خرافاتها السياسية. النقابات أيضا أعلنت موقفها الإنتهازي في سباق حميم نحو نزع بعض الفتات المطلبي: زيادة مضحكة في الأجور وتسلق قزمي على درجات السلم الوظيفي، والنتيجة، تأجيل حراكها النضالي إلى آجال غير معروفة، مساهمة منها في تقزيم الحراك الشبابي: إذا نجحت الثورة فهي في الصميم، وإذا لم تنجح فهي أي هذه الاحزاب قد كسبت كسرة خبز.
يعرف جميعنا أن أحزابا مخزنية هي وحدها من يعيش واقعها، فهي تقاوم كل جديد وتعرف أنها تبني للمغرب مخبزته الخاصة، بذكاء قزمي اوحت انها تتحرك في التقدم، لكنها هي تتحرك وفق الأصول، نحن لسنا الآخرون، لكن نحن لنا هذه الخصوصية العجيبة، وفقها الثبات وخلافها الموت، خصوصية مستديمة وفق نغمة النظام، كل شيء عندنا مستديم، تنمية بشرية مفجعة، جهوية قاتمة مبدأها النهب، ثوابت قائمة لا تزول وغباء مفرط حتى الثمالة: الملكية في المغرب ليست كما هي في انجلترا ولا كما هي في إسبانيا ولا في أي بلد آخر، هي ملكية “بلدية” لها خصوصية البلد، ياله من إبداع جبار!. وهل ثمت أحد يقارن أصلا؟ لكن لماذا هذه المقارنة البليدة؟ هل الاحزاب مثلا في بريطانيا أو إسبانيا هي كمثلها في المغرب؟ وهل المجتمع المغربي هو أيضا مثل هذه المجتمعات؟ إنها الخصوصية المحنطة، أن نتفقد خطوات الآخرين ونتخطى مسار تطورهم، أن نتطور وفق سيرورة المجتمعات عندهم، من حسن حظنا أن لنا مسارا نتخطاه هو مسار هذه المجتمعات، النموذج إلى التطور، هل فعلا نحن علينا أن نتربص الطريق إلى تمثل قيم هذه المجتمعات في التطور؟ الجواب وبالخط العريض هو لا: نحن لدينا خصوصيات مختلفة، هكذا تقول الضفادع، وجميل أن تكون لنا هذه الخصوصية المختلفة، لكن مالعمل حين لا نخطوا الخطوات المناسبة؟ الجواب هو أن نتربع على عرش التخلف، وطبيعي أن دهاقنتنا في السياسة لا يريدون لنا التخلف، بل يريدون لنا مسارا آخر هو التقدم على طريقتنا، خصوصيتنا الهوياتية، التحنط في الثوابت، ملكية برلمانية بخصوصيات ثابتة: وحدة خرافية، إمارة سقيمة، وحماية سخيفة لمغرب تنخره المؤسسات الدولية، وبعبارة دولة منحطة في أعتى تجلياتها، انتقال تراكمي نحو الإفلاس الأبدي، هذه هي إرادة دهاقنتنا: أن نتطور نحو الإنحطاط لأننا علينا أن نتشبث بهذه الخصوصية العجيبة: أن نتحنط في الذات النظامية.
لماذا هذه الملكيات البرلمانية ليست حافزا لنا؟ وبعبارة أخرى لماذا لا يحق لنا أن نكون مثلهم؟ ووفق معايير هذه الضفادع السياسية، لماذا علينا النوم الأبدي في هذه الخصوصية البالية وننتظر أن يتحقق عندنا ما تحقق عندهم في سالف الزمن؟ إن التراكم الحقيقي للملكيات والجمهوريات الغربية التي لا تستطيع هذه الخنازير السياسية أن تقوله، هو أنه تراكم على مستوى إعادة انتاج هيمنتها السياسية على العالم، هو تراكم على مستوى نهب اقتصاديات العالم الثالث، وهي مفلسة حتما وهرمة إلى أقصى الحدود، وهي في توق كبير إلى أن نديم دفء انتعاشها، إن ما نتوق أن نتمثله كديموقراطية تفتح شهيتنا للحرية قد تجووزفي الغرب نفسه، وأن أوربا والولايات المتحدة، وبعبارة، العالم الرأسمالي، أو النموذج الملهم لنا في مسار الديموقراطية التي تعطلت عندنا في المغرب في وحل الإنتقال المخزني، هذا العالم الفاجر هو نفسه في حاجة ملحة إلى إعادة هيكلة دساتيره وفق نمط ديموقراطي جديد، أي أن الملكية البرلمانية، النمط الملهم لنا في الديموقراطية، قد تجووز ولم يعد ينتج، سواء في بريطانيا أو غيرها، أو حتى في دول النظام الرئاسي. سوى وهما مفضوحا، فكل الأحزاب التي نجحت في الإنتخابات في أوربا الغربية، بيمينها او يسارها، كلها تنقنق نفس الخطاب ونفس السياسة، كلها تعالج كيف تنعش وحشها الرأسمالي من احتضاره، وكيف تمدد عمره، وهذا يعني ببساطة أن الرأسمالية هي من يحدد مايجب أن يقوم به الحزب في أوربا سواء كان من اليمين أو من اليسار، فأصحاب القرار الذين هم بالطبع الرأسماليون هم من يفرض الإصلاحات التي يجب لضمان عدم انتقالهم إلى دول أخرى درءا لتعقيدات الإستثمار في الغرب، وجدير أن البعض من أحزابنا العبقرية المغطوسة حتى النخاع في الخصوصية، ستعجبها هذه السمفونية الجميلة وستعلن ساخرة: لقد انتهى التاريخ حقا، وخصوصيتنا العجيبة على حق، لا حاجة لنا إلى إصلاح دستوري أو تغيير يتوافق مع دساتير مفلسة أصلا، لكنه حقا هو انتهى من حيث لا يدري، أي انتهى زمن الهيمنة الرأسمالية وهرم تاريخها وها نحن مقبلون على نمط جديد وعهد جديد ليس للأنظمة البالية مكان فيه، وهذا يعني أيضا أن هذه الرساميل المتنقلة إلى عالم الإنتعاش والرخاء في العالم الثالث، بدأت منذ انفجرت الثورات سواء في آسيا أو أمريكا اللاتينية أو في العالم العربي، قلت بدأت تتضايق مما ستسفر عنه هذه الثورات التي هي عمليا تؤسس لولادة جديدة ونمط جديد كونيين، وما النمط هذا سوى نمط الإنتاج الإشتراكي.



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحول في الثبات
- المؤامرة حين تتأسطر عند الأنظمة
- شظايا خواطر
- ملح الثورات العربية
- قراءة في الهيكل الإقتصادي لوليد مهدي
- وليد مهدي: قراءة ماركسية في الهيكل الإقتصادي
- المغاربة عندما يكتبون بالنجوم
- ليبيا والمؤامرة الدولية
- ثورة الشعوب العربية والإسلام السياسي
- القذافي، الهلوسة وخطاب الإحتضار
- التنوع في وحدة الهم
- المغرب و20 فبراير
- الثورة في تونس ومصر وآفاق خلق فضائية يسارية
- ساحة التحرير المصرية والصراع السياسي
- مصر ونظام البلطجة
- نداء إلى كل احرار العالم
- الثورة التونسية واليسار الماركسي
- تونس: الرئيس أو اللص الظريف
- تونس والثورة الجديدة
- ما أسعدنا بحكومات وديعة نحن الشعوب المغاربية


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - عذري مازغ - الثوابت الخرافية في المغرب