أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال الهنداوي - محنة الاعلامي الحكومي عندما يكذب على الهواء..














المزيد.....

محنة الاعلامي الحكومي عندما يكذب على الهواء..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3333 - 2011 / 4 / 11 - 21:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


على الرغم من تمتع الكثير منهم بالمواهب اللافتة المتفردة في لي عنق الحقائق واعادة تشكيلها بما يخدم طروحات ورؤى ومصالح النظام..الا اننا لا نملك الا الشعور بالشفقة والرثاء تجاه بعض الاعلاميين الموالين للنظام السوري الذين يضعهم حظهم العاثر امام نيران الفضائيات المنقولة مباشرة وعلى الهواء..
فرغم كل تلك القدرات البلاغية والكلامية التي يتحلى بها بعضهم..ورغم استنادهم الى تراث ضخم من المفردات الشعاراتية والثورية التي قد تكون عونا مناسبا لهم في مثل هذه الظروف..نجد الجميع يظهرون في وضع بالغ الحراجة من خلال اضطرارهم الى الكذب البواح والاسراف فيه لتبرير ما لا يمكن تبريره من اختلاقات النظام وزيفه..
فمحاولة تمرير كل تلك القصص العجيبة عن المندسين والقناصين والآلاف الذين تم تجنيدهم في الخفاء للانقضاض على اجهزة الامن المسالمة والكاميرات المختبئة بين الاشجار يحتاج الى اكثر من البلاغة او القدرة على التلاعب بالكلمات..وخصوصا مهمة اقناع العالم بتحضر وكياسة وطول أناة قوى الامن السورية وتعاملها الابوي مع المظاهرات مع اكتظاظ القنوات الفضائية ومواقع الانترنيت بالكثير من المواد الاعلامية التي تتناول افعال القتل والتعذيب والتنكيل مما يهيل السخام على وجه الحكم ويدمغه بارتكاب ممارسات ترتقي الى جرائم الابادة المنظمة والجرائم ضد الانسانية..
قد نتفهم اصرار بعض المحللين الى هكذا تقولات تحت احد سببين لا ثالث لهما..اما الخوف من بطش النظام به ان تكلم بما كان وما ينتظر له ان يكون..او الطمع في ما ايدي الحكم من خير عميم يأتيه من يشاء ويمنعه ممن يشاء..ولكننا نرى ان المهمة اصعب من ان تدفع باستخدام تقنيات ومستلزمات التبوق للنظام وتصل الى الحاجة للاتيان بالعجب العجاب من فنون النفاق والتدليس لتقديم هذه الامور بصورة قابلة للبلع او الدفع بالتي هي احسن في اخف الظروف..
والاكثر تعسرا هو انه يجب عليه ان يفسر التناقض الحاصل على الارض بما يرضي الحكم وان يدعي المصداقية والحيادية بعد ذلك..خصوصا مع الاصرار البليد للنظام على ترويج تفسيره للاحداث والتمسك به تحت طائل اقالة وابعاد ومعاقبة الاعلامي الذي يتحدث بخلاف ذلك..فعلى الاعلامي الرسمي السوري ان يفض الاشتباك بين مسيرتين تجوبان شوارع سوريا الآن..مسيرتان تشتركان النداء للحرية والاصلاح والدعوة الى الوحدة الوطنية والسلام..ولكنهما تفترقان على ان اولاهما تستند على جماهير وجلة خائفة مرعوبة لا يشجعها على الخروج الا مشاعر اليأس والاحباط من حكم تطاول مكوثه الخانق على رقاب العباد..فيما نجد اخراهما مبهرجة مزخرفة مموسقة مثقلة باطنان الشعارات الانيقة وصور الوريث الملونة ولا تجمع الا الوجوه النضرة المعافاة الراضية المرضية المتبارية باستنباط ما ندر واستظرف من فرائد المديح والتمجيد والتهليل المصاحب لهز الارداف والتصفيق والهتاف الاقرب للتضرع بطول البقاء للقائد الرمز..
مسيرتان على الارض بينهما الكثير..ويجمعهما الاكثر..والاهم بان جميع من فيهما سوريون ..ولكنهما تفترقان على ان المندسين الاوغاد المأجورين المدفوعين من خارج الحدود المحروسة برضا الله عن الوريث..يضربون وينكلون ويقتلون ويدوسون بعقبهم على جماهير الاولى..ولكنهم يتبخرون تماما عن المسيرات الثانية..وهذا الجزء قد يكون اصعب ما في مهمة الاعلامي الرسمي المرتزق..
والآن وقد حصحص الحق وفار التنور..وفي هذا الوقت الذي تدمي فيه القلوب..ويتوشح الوطن بالسواد ..وتحت نيران النظام التي احرقت اطراف البلاد..ولمعرفتنا بتغول وتوحش اجهزة النظام ما يجعلنا نشفق على اخواننا في القلم ان ندعوهم للتقاطع مع الحكم علنا وبعالي الصوت..ندعو من بقيت جذوة الخير متأججة بين جوانحه ..ومن ما زال مسكونا بتراب الوطن ووجوه اطفاله..ان يتخذ اضعف الايمان سبيلا لمرضاة ربه وشعبه..وان لا يتكالبوا على سحت النظام وعزته الآثمة..ويتحاشوا التنظير للنظام والاكتفاء بالصمت..فلشيطان أخرس خير منه ناطقا والله والناس لا يكلفون نفسا الا وسعها..ولكنهم لا يهملون ما امهلوا فيه الوالغين في دمائهم والآكلين لحم شهدائهم ميتاً..والحكمة ان لا يكون الركون الى شوكة النظام متكئين الى تهيض جناح الشعب في الراهن من الايام ..وان لا يأمنوا مكر الشعب..فأنه لا يأمنه الا القوم الغافلون..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم يفعل النظام السوري الا ما هو أهله..
- فرصة اخيرة ..في عالم متغير..
- التحشيد الطائفي..ممارسة غير محسوبة العواقب..
- مصر وايران..تقارب جيد في توقيت سئ..
- دفاعا عن حق السوريين في الحرية..
- اقدام فتية تدوس على قلب الثورة..
- عندما يستحضر موسى كوسا تجربة حسين كامل..
- ما لكم وما للشام..
- خطاب الوريث..وليس خطاب الرئيس..
- الطائفية..الخط الدفاعي الاخير للانظمة المتهاوية..
- البحرين..بين بشرة اوباما وسرعة بديهية عبد السلام عارف..
- لم يعد لديك شعب لتحكمه بعد الآن..
- حرب ..وتدخل..ودخان مدمع..
- الخنوع بالنيابة..بعد الحروب بالنيابة..
- جريمة قرية الصول..التواطؤ بين الحكم والناقوس والقلنسوات الصف ...
- عندما يختلف الفقهاء فيما اتفقت عليه الشعوب..
- وماذا عن العالقين في الداخل الليبي..
- لكي لا تستنسخ المقابر الجماعية على ارض ليبيا الطاهرة..
- الموت على ايقاع هذيانات الاخ العقيد..
- ليس الشعب هو من يخون يا سيدي الرئيس..


المزيد.....




- اصطدمت بسيارة أخرى وواجهته بلكمات.. شاهد ما فعلته سيدة للص س ...
- بوتين يوعز بإجراء تدريبات للقوات النووية
- لأول مرة.. دراجات وطنية من طراز Aurus ترافق موكب بوتين خلال ...
- شخصيات سياسية وإعلامية لبنانية: العرب عموما ينتظرون من الرئي ...
- بطريرك موسكو وعموم روسيا يقيم صلاة شكر بمناسبة تنصيب بوتين
- الحكومة الروسية تقدم استقالتها للرئيس بوتين
- تايلاند.. اكتشاف ثعبان لم يسبق له مثيل
- روسيا.. عقدان من التحولات والنمو
- -حماس-: اقتحام معبر رفح جريمة تؤكد نية إسرائيل تعطيل جهود ال ...
- مراسلنا: مقتل 14 فلسطينيا باستهداف إسرائيلي لمنزلين بمنطقة ت ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جمال الهنداوي - محنة الاعلامي الحكومي عندما يكذب على الهواء..