أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد صقر - مستويات الزمان والمكان في مسرحية الزفاف الدامي للكاتب الأسباني لوركا.















المزيد.....

مستويات الزمان والمكان في مسرحية الزفاف الدامي للكاتب الأسباني لوركا.


أحمد صقر

الحوار المتمدن-العدد: 3282 - 2011 / 2 / 19 - 14:28
المحور: الادب والفن
    


إن الحديث عن مستويات الزمان يجعل البعض يعتقد أن المقصود هو الزمن الذي يستغرقه العمل علي خشبة المسرح ، أو الفترة التاريخية أو الزمنية التي يعود إليها العمل ، غير أن ما نقصده بمستويات الزمان شيء آخر ونعنى به تقسيم الأحداث المسرحية زمنياً علي عدة مستويات لنوضح إلي أي مدي كان لهذه التقسيمه دور واضح في الوصول إلي النتيجة فمثلاً تجري مستويات الزمان في المسرحية علي ثلاثة مستويات الماضي الذي شكل الحاضر الذي شكل وحدد ملامح المستقبل .
إن الزمن من " المكونات الرئيسية للنص وللعرض المسرحيين. وهو يحمل الطبيعة المركبة نفسها للمكان المسرحي من حيث إنه يتجلي علي عدة مستويات ،لا بل إن إدراك الزمن مرتبط بإدراك أبعاد الفضاء المسرحي الذي يدور به الحدث؛ ففي الزمن هناك الامتداد الزمني المقتطع من الواقع ، أي من الزمن المعيش ، ويسمي زمن العرض ويقابله في حالة النص المسرحي زمن القراءة ، وهناك الزمن الذي يرسمه الحدث المتخيل المعروض علي الخشبة ، ويسمي زمن الحدث ، يمكن تقصي زمن الحدث في النص العرض ، لكن العلامات الدالة عليه في كل منهما تكون ذات طبيعة مختلفة " .
أما عن مستويات المكان فيقصد بها "الموضع الذي تجري فيه وقائع الحدث المتخيل،وهو ما تحدده الإرشادات الإخراجية في بداية المسرحية ، وفي بداية المشاهد والفصول ، أو يستشف من الحوار،ويسمي مكان الحدث . يصور مكاناً مادياً علي الخشبة بعلامات تدرك بالحواس وتنتمي إلي نظم مختلفة تتكون من عناصر الديكور، وأجساد الممثلين وحركتهم علي الخشبة والإضاءة والمؤثرات السمعية" .
ويلعب المكان الذي تجرى فيه الأحداث دوراً كبيراً فى سلوك وأفعال الشخصيات طوال أحداث المسرحية، هذا إلى جانب أن المكان يلعب أيضاً دوراً مهماً في تحديد الأجواء التى تدور فيها أحداث المسرحية.
حدد المؤلف منذ بداية المسرحية ومن خلال الإرشادات التي تتضمنها فصول المسرحية ومشاهدها طبيعة المكان طوال أحداث الفصول الثلاثة، إلا أنه مع ذلك لم يزد فى شرح تفصيلات تتعلق بهذا المكان أو ذاك ولكنه يكتفى فى معظم الأحوال بسطر واحد مثل قوله " غرفة مطلية الجدران باللون الأصفر " أما باقى التفاصيل فيتركها للمخرج، كما فى الفصل الأول من المسرحية إذ تتحدد طبيعة المكان فى المنظر الأول حيث بيت الخطيب البدائى البسيط، إلا أنه يدل أيضاً على الغنى من خلال المنضدة الخشبية المستديرة المصنوعة من خشب غالٍ، ثم الدولاب الخشبى الذى يدل على الثراء، أم عن روح البدائية التى تظهر فى المكان فتتضح من الكراسى الخشبية المصنوعة من القش التى تشبه كراسى المقاهى الشعبية فيما مضى.
أما عن طبيعة المكان فى المنظر الثانى من الفصل الأول فتستمر الأحداث فى بيت " ليوناردو" وتنتقل إلى بيت العروس الذى عرفه " لوركا " بالمغارة وأحياناً يسميه بالدار وهو دليل على طبيعة هذا المكان الذى يلجأ إليه الفارون سواء من العدالة أو من الناس. عند قراءة المسرحية والتعرف على طبيعة المكان فإننا نستطيع أن نرصد دلالات واضحة للمكان على النحو التالى:-
الفصل الأول مكون من :-
‌أ- المنظر الأول غرفة مطلية باللون الأصفر.
‌ب- المنظر الثانى غرفة مطلية باللون الوردى.
‌ج- المنظر الثالث داخل مغارة – منزل العروس .
إن قراءة الدلالات البصرية لطبيعة المكان في المنظر الأول من الفصل الأول تدل علي طبيعة ساكنيه خاصة وأن الأم قد قتل زوجها وولدها، لذا فهي تعيش علي ذكري الانتقام من قاتليهما، لذا فاللون الأصفر يعبر عن الغيرة والقلق والتردد بين الرغبة في أن يحيا الإنسان بعيداً عن ذكرياته وبين أن يتمسك بها، لذا فاللون يتمشي مع الحالة النفسية والمزاجية للشخصيات في هذا المشهد . انتقلت الأحداث في المنظر الثاني إلي بيت "ليوناردو" خطيب الفتاة السابق ، وقد تزوج من ابنة عم زوجته وتعيش حماته معه في المنزل ، ويدل المكان علي طبيعة ساكنيه،فقد تزوج الابن من زمن قريب، وقد أنجبت زوجته طفلاً تحتفي به الجدة وتهدهده بينما الزوجة ترفأ جوربا ل"ليوناردو" ، ومن خلال دلالات المكان نتعرف علي ساكنيه وعن حالتهم المادية والاجتماعية والنفسية فهي أسرة فقيرة غير سعيدة وإن حاولوا أن يدللوا علي السعادة باللون الوردي الذي تزينت به جدران الغرفة .
تدل مستويات المكان في المنظر الثالث علي ساكنيه ،فهو كوخ داخل مغارة وكأننا نشاهد بيتا لأناس فروا من العدالة أو من عيون الناس ، فالأب يعيش في مكان بعيد معزول ومعه ابنته داخل هذا المكان المقفر، وعلي الرغم من ازدحام الجدران بالألوان والستائر المصنوعة من الدانتلا إلا أنه لا ينم عن أجواء المنازل الطبيعية المعتادة للأسر .
الفصل الثانى مكون من :-
أ‌- المنظر الأول ردهة دار العروس – قاعة تتوسط الغرف.
ب‌- المنظر الثانى خارج المغارة التى تعيش فيها العروس ذات اللون الأبيض.
تدور أحداث المنظر الأول من الفصل الثاني في بيت العروس وهو أقرب ما يكون إلي كوخ في حضن الجبل، حيث ترتب أغراضها ومعها خادمتها، و نعلم بفرحتها فقط لمغادرة هذا المكان. يتأكد المعني في هذا المكان الموحش حيث تدور الأحداث في المنظر الثاني خارج المغارة التي غطيت جدرانها بالرمال وتميل ألوانها إلي الأزرق وتلف الهضبة الجافة المكان مما يلمح إلي مفهوم الفرار الذي عاشه الغجر في أسبانيا من قبل
الفصل الثالث مكون من :-
أ‌- المنظر الأول فى الغابة.
ب‌- المنظر الثانى قاعة مطلية باللون الأبيض تشبه الكنيسة.
تجري أحداث المنظر الأول من الفصل الثالث في الغابة حيث أجواء الحرية والانطلاق بين الأشجار والجو المظلم وأصوات القيثارة تنبعث في الليل الهادئ، ووسط هده الأجواء تقترب الفاجعة ،لقد فرت العروس مع حبيبها السابق إلي الغابة مما يلمح بالنهاية .يختتم المؤلف المسرحية بالمنظر الثاني والأخير من الفصل الثالث حيث تدور الأحداث فى مكان أشبه ما يكون بالكنيسة حيث غطيت الجدران باللون الأبيض في اشارة من المؤلف إلي طبيعة الحزن علي ما حدث ، وأن هذا مصير من يخالف العادات والتقاليد ويتجاوز حدود العقل ليجري وراء العاطفة المدمرة .وعليه نستطيع القول إن دلالات المكان أكدت ما يود المؤلف قوله داخل أجواء الكنيسة المثوى قبل الأخير لعذاب من توفي عنده عزيز.
هذه الأمكنة تلعب دوراً متغيراً طوال أحداث المسرحية، إذ يختلف الأثاث والمناخ، وبالتالى يترتب عليه تغير فى أجواء الأداء المسرحى للممثل، فكل مكان يدل على قاطنيه وهى دلالات تدل على طبيعتها وعلى طبيعة الشخصيات.
وعن مستويات الزمان فى المسرحية فتتحدد ما بين الزمن الماضى / الحاضر/ المستقبل، إذ نعلم أن العروس أحبت فى الزمن الماضى هذا الشاب " ليوناردو" وخطبت له ثلاثة أعوام وتنقطع العلاقة بينهما، ويظهر الخطيب الذى تخطب له وهذا يمثل الحاضر، ثم يعود " ليوناردو" إلى الحاضر ليغيره صانعاً المستقبل بعد أن يحدث صدام بينه وبين الخطيب ينتهى بموت كليهما معاً. ومنذ البداية نعلم أن الماضى يلعب دوراً مهماً في حياة الشخصيات فالام قتل زوجها وابنها، والعروس فقدت خطيبها غير أنه لم يمت، وتخطب إلى هذا الشاب الذى يمثل الحاضر، إلا أنها تفقد الاثنين في النهاية مما يشكل ملامح المستقبل.



#أحمد_صقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقاء مع كل من الدكتورة المستشارة نهي الزيني وأمهات الشهداء.
- مفهوم الهوية في أجواء العولمة .
- شهدائنا مع الأنبياء والشهداء والقديسين في علياء الجنان
- ثقافتنا العربية في ضوء الانفتاح والعولمة والثورة
- الرؤية المستقبلية
- تحقق أمل التغيير وأصبح واقعا ولكن كيف نترك الفاسدين ؟ قراءة ...
- مفهوم العولمة وصراع الحضارات .
- مفهوم الثقافة وخصائصها في عصر العولمة .
- ثقافة التغيير بين القبول والرفض.. الشعب يغيير والرئيس والحاش ...
- السلطان الحائر ..الرؤية النصية وقضايا الديموقراطية
- قراءة نقدية تحليلية في اطار نظرية التلقي لمسرحية اللصوص للكا ...
- ازدهار العلاقة بين المسرح والمجتمع في الفترات الثورية .
- أزمة الإنسان الأوروبي والأمريكي في أعقاب الحرب العالمية الثا ...
- مصطلح السينوجرافيا بين أوديب ملكا والأيام السعيدة
- المونودراما ..قراءة في نصوص وعروض مسرحية .
- المسرح التحريضي ( الإثارة- الدعاية ) في أمريكا
- المسرح السياسي في أمريكا
- المسرح أحد وسائل الاتصال الجماهيري وعلاقته بالمجتمع
- القضية الاجتماعية في المسرح المصري (سعد الدين وهبة نموذجا )
- قضايا العولمة الثقافية وموقفنا منها


المزيد.....




- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...
- “ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام ...
- محامية ترامب تستجوب الممثلة الإباحية وتتهمها بالتربح من قصة ...
- الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز تتحدث عن حصولها عن الأموال ف ...
- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد صقر - مستويات الزمان والمكان في مسرحية الزفاف الدامي للكاتب الأسباني لوركا.